کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 48

من‏ (ما فِي بَطْنِي) و أنثى حال، و نباتا مفعول مطلق بمعنى إنباتا كي يطابق الفعل، و هو أنبتها.

المعنى:

(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) . قال محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي في تفسيره الكبير المسمى بالبحر المحيط، قال: «قرأ عبد اللّه و آل محمد على العالمين». و سواء أصحت هذه القراءة، أم لم تصح فإن آية التطهير: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً - 33 الأحزاب». ان هذه الآية كافية وافية في الدلالة على اصطفاء اللّه لآل محمد، و منزلتهم و عظمتهم .. ان محمدا (ص) أفضل الأنبياء جميعا، فآله أيضا أفضل الآل جميعا، بل ان علماء أمته كأنبياء بني إسرائيل، أو أفضل من أنبياء بني إسرائيل، و لا أذكر لفظ الحديث، فبالأولى إذا كان العلماء من آله الأطهار بشهادة اللّه تعالى.

و مهما يكن، فقد ابتدأ اللّه سبحانه بذكر آدم، لأنه أبو البشر الأول، و ثنى بنوح، و هو أبو البشر الثاني، لأن جميع سكان الأرض من نسله وحده، من أولاده الثلاثة: سام، و حام، و يافث، حيث قضى الطوفان على جميع الناس إلا نوحا .. و اصطفى اللّه كلا من آدم و نوح بشخصه، و لذا لم يقترن اسمهما بآل، أما ابراهيم و عمران فقد اصطفاهما مع الآل .. و كما ان آدم و نوحا هما أبوا البشر فان ابراهيم أبو الأنبياء جميعا بعد نوح، حيث لا نبي منذ ابراهيم إلا من نسله.

و الظاهر ان المراد بعمران في قوله: (آل عمران) هو أبو مريم جد عيسى لا أبو موسى الكليم، لتكراره في الآية الثانية: (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ) فهو نظير تكرار الاسم في جملتين وردتا في سياق واحد، نحو أكرم زيدا ان زيدا رجل صالح، و على هذا يكون المراد بآل عمران السيد المسيح و أمه مريم، و قيل:

انه كان لعمران أبي موسى الكليم بنت اسمها مريم أكبر من موسى سنا، و ان بين‏

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 49

عمران هذا، و عمران جد المسيح ألف و ثمانمائة سنة. و المراد بقوله تعالى: (عَلَى الْعالَمِينَ) ان اللّه قد اختار كل واحد ممن ذكرهم، لأنه كان الصفوة الممتازة في أهل زمانه، لا في كل زمان.

(ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) . ليس من شك أن نوحا فرع عن آدم، و ابراهيم و آله فرع عن نوح، و آل عمران فرع عن ابراهيم، و بيان هذا أشبه بتوضيح الواضح و كلام اللّه يجب أن يحمل على أحسن المحامل .. اذن، ما هو القصد من هذا الاخبار؟

الجواب: ليس القصد الاخبار عن ان المتأخر فرع عن المتقدم، و انما القصد- كما هو ظاهر السياق- مدحهم و الثناء عليهم، و انهم كانوا أشباها و نظائر في القداسة و الفضيلة .. و بعد هذا التمهيد ينتقل الى قصة امرأة عمران أم مريم و جدة عيسى (ع).

و خلاصتها ان قوفاذ بن قبيل الاسرائيلي كان له بنتان: اسم إحداهما حنة، و تزوجها عمران، و هو اسرائيلي أيضا، و أولدها مريم، و اسم الثانية ايشاع، و تزوجها زكريا؛ و ولدت منه يحيى، فيحيى بن زكريا، و مريم ام عيسى هما ابنا خالة، و ليس عيسى و يحيى ابني خالة، كما هو معروف .. هكذا في مجمع البيان.

و مات عمران، و حنة حامل، فنذرت حملها لخدمة بيت المقدس، و تضرعت خالصة للّه أن يتقبل نذرها، و كان هذا جائزا في دينهم، و لا يجوز في دين الإسلام، و كانت تنتظر ذكرا، لأن النذر للمعابد لم يكن معروفا الا للصبيان، و لما وضعت أنثى توجهت للّه، و قالت: اني وضعتها أنثى .. و اني سميتها مريم، و مريم في اللغة العبرية بمعنى خادم الرب.

و تقبّل اللّه نذرها، و ان كان أنثى، و اختلف بنو إسرائيل كل يريد أن يكفل مريم، و يدير شئونها، و لما اشتدت الخصومة فيما بينهم اتفقوا على الاقتراع، فكانت من نصيب زكريا زوج خالتها، و كان آنذاك رئيس الهيكل اليهودي، فاهتم بها و تفقّد شئونها، و كان كلما دخل عليها وجد عندها طعاما، و عهده بها أن لا يدخل عليها أحد، فسألها متعجبا: أنّى لك هذا! .. قالت هو من‏

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 50

عند اللّه- أي لا بواسطة أحد من الناس- ان اللّه يرزق من يشاء بغير حساب.

و ليس من شك ان هذه كرامة لمريم (ع)، أما من نفى هذه الكرامة، و قال: ان الطعام الذي رآه عندها زكريا كان من حسنات المؤمنين فهو خلاف ظاهر الآية .. و ليست هذه الكرامة بأعظم من ولادة عيسى بلا أب، فإن كانت تلك محلا للشك و الريب فهذه أولى.

و معنى قوله تعالى: (وَ أَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) انها نشأت على الخلق الكريم، و طاعة اللّه و عبادته، فعن ابن عباس انها لما بلغت التاسعة من عمرها صامت النهار، و قامت الليل، حتى أربت على الأحبار .. و قيل: لم تجر عليها خطيئة.

فاطمة و مريم:

و حدث مثل هذه الكرامة لسيدة النساء فاطمة بنت رسول اللّه (ص)، فقد جاء في تفسير روح البيان للشيخ إسماعيل حقي عند تفسير قوله تعالى حكاية عن مريم: (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) ، جاء في هذا التفسير ما نصه بالحرف:

«جاع النبي (ص) في زمن قحط، فأهدت له فاطمة رغيفين و لحما .. فأتاها، و إذا بطبق عندها مملوء خبزا و لحما، فقال لها: انّى لك هذا؟ قالت هو من عند اللّه ان اللّه يرزق من يشاء بغير حساب، فقال: الحمد للّه الذي جعلك شبيهة بسيدة بني إسرائيل، ثم جمع رسول اللّه عليا و الحسنين، و جمع أهل بيته عليه، فأكلوا و شبعوا، و بقي الطعام كما هو، فأوسعت فاطمة على جيرانها».

و في كتاب ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ان عليا (ع) استقرض دينارا ليشتري به طعاما لأهله، فالتقى بالمقداد بن الأسود في حال إزعاج، و لما سأله الإمام قال: تركت أهلي يبكون جوعا؛ فآثره بالدينار على نفسه و أهله، و انطلق الى النبي (ص)، و صلى خلفه، و بعد الصلاة قال النبي لعلي: هل عندك شي‏ء تعشينا به؟ و كأن اللّه قد أوحى اليه أن يتعشّى عند علي، فأطرق علي لا يحير جوابا، فأخذ النبي بيده، و انطلقا الى بيت فاطمة، و إذا بحفنة من الطعام،

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 51

فقال لها علي: أنّى لك هذا؟. قال له النبي: هذا ثواب الدينار، هذا من عند اللّه يرزق من يشاء بغير حساب، الحمد للّه الذي اجراك يا علي مجرى زكريا، و اجراك يا فاطمة مجرى مريم، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا .. ثم قال محب الدين الطبري: خرّج هذا الحديث الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال.

و جاء في صحيح مسلم، باب فضائل بنت النبي، ان رسول اللّه قال لابنته فاطمة: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة. و نقل السيد محسن الأمين في الجزء الثاني من أعيان الشيعة، سيرة الزهراء، نقل عن صحيح البخاري ان النبي (ص) قال: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، و أيضا نقل عن الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ان الإمام أحمد روى في مسنده عن النبي انه قال: فاطمة سيدة نساء العالمين.

و جاء في كتاب ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري بعنوان: ما جاء في سيادتها و أفضليتها، قال الطبري ما نصه بالحرف: «عاد النبي فاطمة، و هي مريضة، فقال لها: كيف تجدينك يا بنية؟ قالت: اني وجعة، و يزيدني ما لي طعام آكله. فقال: يا بنية أما ترضين انك سيدة نساء العالمين؟. فقالت: يا أبت، فأين مريم بنت عمران؟. قال: تلك سيدة نساء عالمها، و أنت سيدة نساء عالمك، أما و اللّه لقد زوجتك سيدا في الدنيا و الآخرة». ثم قال الطبري خرّج هذا الحديث أبو عمر، و خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي، و بقية البحث عند تفسير الآية 42 من هذه السورة فقرة «من هي سيدة النساء».

[سورة آل‏عمران (3): الآيات 38 الى 41]

هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ (38) فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى‏ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَ امْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (40) قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَ اذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَ سَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ (41)

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 52

اللغة:

هنا اشارة الى القريب، و هنالك الى البعيد، و هناك لما بينهما، و الأصل ان يشار بها إلى المكان، و قد يشار بها إلى الزمان، و لدن ظرف مكان، و تستعمل في الزمان، و هي مبنية، و لا يدخل عليها من حروف الجر إلا من، و الذرية تطلق على الواحد، و ما فوق، و سيد القوم رئيسهم، و يطلق على الشريف و العالم، على شريطة أن لا يكونا منافقين، لحديث: «لا تقولوا للمنافق سيدا» «1» .

و الحصر الحبس، و المراد بالحصور هنا الذي يمنع نفسه عن النساء، أو عن المعاصي و الشهوات، مع القدرة عليها، و الرمز الاشارة، و العشي ظرف زمان من الزوال الى الغروب، و الإبكار من الفجر إلى الضحى.

الإعراب:

جملة هو قائم حال من الهاء في نادته، و جملة يصلي صفة لقائم، أو حال من الضمير في قائم، و مصدقا حال من يحيى، و جملة بلغني الكبر حال، و مثلها جملة امرأتي عاقر، و كذلك خبر مبتدأ محذوف، أي الأمر كذلك، أو صنع‏

(1) رأيت هذا في تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 53

اللّه كذلك، و اللّه يفعل ما يشاء مبتدأ و خبر، و رمزا قائم مقام المفعول المطلق، أي إلا كلاما رمزا و مثله كثيرا، أي ذكرا كثيرا.

المعنى:

(هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) . سبق القول: ان زكريا كان زوجا لخالة مريم ام عيسى، و انه هو الذي كفلها، و لم يكن لزكريا ولد، و حين رأى صلاح مريم، و ما أجرى اللّه على بدها من الكرامات تحركت في نفسه عاطفة الأبوة، و حب الذرية، فاتجه الى اللّه يدعو و يتضرع اليه أن يحقق رغبته؛ و استجاب اللّه سبحانه لدعوته:

(فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى‏ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) . يحيى اسم سماه اللّه به قبل أن يولد، و لم يجعل له من قبل سميا- كما في الآية 7 من سورة مريم- و على هذا فلا وجه للبحث ان هذا الاسم هل هو عبري أو عربي، كما في بعض التفاسير .. أجل، له مصدر في اللغة، و هو الحياة، و يتناسب اسمه مع احياء اللّه سبحانه لعقر أمه. (مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ) . قيل: ان كلمة اللّه اشارة الى عيسى الذي خلقه اللّه بكلمة (كن) من غير أب .. و لكن عموم كلمة اللّه يرجح الحمل على جميع آياته و أحكامه.

و قال صاحب مجمع البيان: كان يحيى أكبر من عيسى بستة أشهر، و هو أول من صدقه، و شهد بأن مولده معجزة من اللّه، و كان ذلك أقوى الأسباب لإظهار أمر عيسى، لأن الناس كانوا يثقون بيحيى، و يقبلون منه ما يقول.

(و سيدا) في العلم و الدين و مكارم الأخلاق (و حصورا) يملك زمام نفسه و يمنعها عن الذنوب، و قيل عن إتيان النساء (وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) و كل الأنبياء صالحون، بل معصومون، و العصمة فوق العدل و الصلاح، و عليه يتعين أن يكون قوله: (مِنَ الصَّالِحِينَ) اشارة إلى أن زكريا تحدّر من أصلاب طاهرة، و أرحام مطهرة .. و يتفق هذا مع قول الشيعة الإمامية: ان جميع آباء الأنبياء يجب أن يكونوا مؤمنين باللّه و اليوم الآخر.

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 54

و من الطريف قول بعضهم- كما في تفسير الرازي- ان من الصالحين اشارة الى «ان ما من نبي إلا و قد عصى، أو همّ بمعصية غير يحيى فلم يعص، و لم يهم». و بالاضافة الى أن في هذا القول مسا بمقام محمد (ص) فانه يتنافى و حكم العقل، لأن النبي انما أرسل لدفع المعاصي، فإن عصى احتاج الى نبي ..

بداهة ان القذارة لا تزال بمثلها .. تعالى اللّه و أنبياؤه عما يقول الجاهلون.

(قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَ امْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) . قالوا كان زكريا، حين قال هذا، قد أتم 120 سنة من عمره، و امرأته 98 ..

و هنا سؤال يفرض نفسه، و هو ان زكريا سأل ربه أن يهبه ذرية طيبة، و معنى هذا انه سأل شيئا ممكنا في اعتقاده، فكيف عاد و استبعد ذلك عند ما بشرته الملائكة؟

الجواب: لم يكن قوله هذا شكا و استبعادا، و انما هو استعظام لقدرة اللّه التي تخطت السنن و العادات، تماما كما تقول لمن يهب الكثير الثمين من ماله:

كيف فعلت ما لم يفعله أحد سواك؟ و أيضا يتضمن هذا الاستعظام و التعجب الشكر للّه على هذه النعمة الجليلة التي لم تكن في الحسبان .. و أيضا نستفيد من أصل المعجزة ان على الإنسان أن لا يقيس مشيئة اللّه بما يراه هو ممكنا أو مستحيلا.

(قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً) . لما كان علوق الرحم بالنطفة أمرا خفيا أحب زكريا أن يعلم به حين حدوثه، ليتلقاه بالشكر منذ اللحظة الأولى، و لهذا سأل ربه أن يجعل له علامة يعرف بها وقت العلوق، فقال له تعالى: (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَ اذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَ سَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ) .

صفحه بعد