کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 207

الجزء الثّاني عشر

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 209

[سورة هود (11): الآيات 6 الى 8]

وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (6) وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ لَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (8)

اللغة:

الدابة لغة لكل حي يدب على الأرض، و عرفا لما يركب كالخيل و البغال و الحمير. و مستقر الشي‏ء موضع قراره، و مستودعه .. الموضع الذي كان فيه قبل استقراره من صلب أو رحم أو بيضة. و الأمة تطلق على الجماعة و على المدة من الزمن، و هي المرادة هنا. و حاق بهم أي نزل و أحاط.

الإعراب:

و ما من دابة: (من) زائدة اعرابا، و دابة مبتدأ، و رزقها مبتدأ ثان و على اللّه خبره، و الجملة خبر الأول، و في الأرض متعلق بمحذوف صفة لدابة. و المصدر المنسبك من ليبلوكم متعلق بخلق السموات. و يوم يأتيهم ليس مصروفا، يوم متعلق بمصروف، و جملة يأتيهم مجرور بإضافة يوم، و اسم ليس مستتر يعود إلى العذاب، و مصروفا خبرها.

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 210

المعنى:

(وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها) . خلق سبحانه الأرض، و أودع فيها ما يحتاجه كل حي يدب عليها من الذرّة و البعوضة إلى الفيل و الإنسان، و ايضا أودع في كل من دبّ القدرة على السعي لتحصيل رزقه من الأرض، و على هذا يكون معنى الآية ان اللّه قد جعل لكل حي رزقا مدخورا في الأرض، و ليس معناها ان اللّه قدّر لكل حي رزقه الخاص به الذي لا يزيد بالسعي، و لا ينقص بتركه، كما توهم البعض، قال صاحب «تفسير المنار»: «لقد زعم بعض العباد و الشعراء ان الكسب و عدمه سواء، كقول بعض الجاهلين المتواكلين غير المتوكلين:

جرى قلم القضاء بما يكون‏

فسيان التحرك و السكون‏

جنون منك ان تسعى لرزق‏

و يرزق في غشاوته الجنين‏

ان هذا الشاعر «أحق بالجنون ممن يسعى لرزقه». و تراجع فقرة: «اللّه أصلح الأرض و الإنسان أفسدها» ج 3 من هذا التفسير ص 340، و فقرة:

«هل الرزق صدفة أو قدر ص 131»، و فقرة: «الرزق و فساد الأوضاع ص 94».

(وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) . المستودع المكان الذي كانت فيه قبل ان تدب على الأرض، و المستقر الذي قرت فيه بعد الدبيب، و الكتاب المبين كناية عن ان اللّه قد أحاط بكل شي‏ء علما، و المعنى ان اللّه يوجد أسباب العيش و الحياة لكل دابة، حيث كانت و تكون لأنه قادر على كل شي‏ء، عالم بكل شي‏ء.

(وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) . تقدم مثله مع التفسير في سورة الأعراف الآية 54 ج 3 ص 338.

(وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) المراد بعرش اللّه ملكه و استيلاؤه، و الماء معروف، و تدل الآية على ان الماء كان موجودا قبل خلق السموات و الأرض، أما من أين‏

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 211

جاء؟ و هل كان قائما على قرار؟ فلا نص على شي‏ء من ذلك في آية، أو رواية متواترة، و العقل وحده لا يملك العلم به، لذا نترك البحث عنه، و كل ما قرأنا في هذا الباب لا يعدو الحدس و التخمين، أما المادة الأولى التي وجد منها الكون فلا تفسير لها عندنا إلا قوله تعالى: كوني فكانت، و من أنكر هذا علينا تلونا قوله سبحانه: «لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ» .

(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) أي ان اللّه أودع فينا و في الأرض ما أودع من الطاقات ليميز بين الذين يعيشون بكدّ اليمين، و الذين يعيشون على حساب المستضعفين، فيعاقب هؤلاء على عصيانهم و يثيب أولئك على طاعتهم.

(وَ لَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) . هذه الآيات كغيرها من الآيات الكثيرة التي أخبرت عن المكذبين بالبعث، مع فارق واحد، و هو الاخبار عنهم هنا بأنهم شبهوا الحديث عن البعث بالسحر في التمويه على الناس و خداعهم، لينقادوا الى طاعة النبي، و يضمن لنفسه الرئاسة عليهم.

(وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ - أي مدة مقدرة- لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ) ؟ و ما الذي منع من وقوع العذاب علينا الآن ان كان حقا (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ) - العذاب- (لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) لأن بأسه تعالى لا يرد عن القوم المجرمين‏ (وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أي ينزل بهم العذاب جزاء استخفافهم به، و عدم خوفهم من اللّه و غضبه .. و أشد الذنوب ما استخف به صاحبه، كما قال الامام علي (ع). و من أقواله: ان احسن الناس ظنا باللّه أشدهم خوفا منه.

[سورة هود (11): الآيات 9 الى 11]

وَ لَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ (9) وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ (11)

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 212

اللغة:

ذاق الشي‏ء اختبر طعمه، و أذاقه جعله يذوقه، و المراد بالاذاقة هنا الإعطاء.

و نزع الشي‏ء من مكانه قلعه. و يئوس مبالغة في اليائس. و قال الطبرسي: النعماء النعمة تظهر على صاحبها، و الضراء المضرة كذلك أخرجتا مخرج الأحوال الظاهرة مثل حمراء.

الإعراب:

و لئن أذقنا اللام جواب قسم محذوف. و جملة انه ليؤوس سادة مسد جواب القسم و الشرط المستفاد من (ان). و الا الذين صبروا في محل نصب على الاستثناء المتصل من الإنسان.

المعنى:

صفحه بعد