کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 407

ليدفعوا عنهم ما لصق بهم و بتاريخهم القديم و الحديث من العار و الشنار على وجه العموم .. راجع فقرة الصهاينة تواطئوا مع النازية في تفسير الآية 64 من المائدة.

ثانيا: على فرض وجود الفارق بين اليهود و الصهيونية- و هو فرض محل نظر- فهل اليهود بوجه العموم راضون أو ناقمون على الصهيونية التي أوجدت عصابة مسلحة باسم إسرائيل لا تهدف إلى شي‏ء إلا الى حماية مصالح الاستعمار، و ضرب القوى التحررية؟ .. و لما ذا ناصر اليهود هذه العصابة الصهيونية، و مدوها بالأموال و الأرواح، و تطوعوا بالألوف ذكورا و إناثا في حرب 5 حزيران سنة 1967 بعد أن تدربوا و تمرنوا على استعمال الأسلحة الجهنمية؟. ثم الا يؤمن اليهود دينا و عقيدة بأنهم شعب اللّه المختار، و ان اللّه متحيز معهم ضد جميع الناس، و انه قد حرم دماءهم، و أحل لهم دماء البشرية جمعاء، و انهم وضعوا قوانينهم و نظمهم على هذا الأساس، و القوة المنفذة عصابة إسرائيل؟.

و بعد، فإن اليهودية كديانة نزلت من السماء على موسى (ع) قد ذهبت و باد أهلها، و لم تبق منهم باقية، كما باد غيرها من الديانات، و ان يهود اليوم صهاينة إلا من شذ، و الشاذ- كما قدمنا- لا يقاس عليه.

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 408

[سورة الأعراف (7): الآيات 160 الى 162]

وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَ أَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَ ظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى‏ كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160) وَ إِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَ كُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَ قُولُوا حِطَّةٌ وَ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ (162)

اللغة:

السبط ولد الولد ذكرا كان أو أنثى، و يغلب على ولد البنت مقابل الحفيد لولد الابن. و قطعناهم صيرناهم قطعا و فرقا. و الاستسقاء طلب الماء للسقيا.

و الانبجاس الانفجار. و المن مادة بيضاء تنزل من السماء. و السلوى طير يشبه السمان.

الاعراب:

اثنتي عشرة مفعول ثان لقطعنا، لأنها بمعنى صيرنا، و المميز محذوف أي اثنتي عشرة فرقة، و لهذا أنث العشرة. و أسباطا بدل من اثنتي عشرة، لا تمييز لأنه جمع، و تمييز العدد المركب مفرد. و أمما صفة لاسباط. و ان اضرب بمعنى أي لأن ما بعد ان و هو اضرب تفسير لأوحينا. و حطّة خبر لمبتدأ محذوف أي أمرنا حطة. و نغفر على الجزم جوابا للأمر، و هو قولوا و ادخلوا.

المعنى:

وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً . أي فرقنا بني إسرائيل اثنتي عشرة فرقة، و كل فرقة تنتمي إلى سبط من الأسباط الاثني عشر ليعقوب بن اسحق ابن ابراهيم، فقد كان له 12 ولدا، و لكل واحد نسل.

وَ أَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ‏ تقدم نظيره في الآية 60 من سورة البقرة ج 1 ص 111.

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 409

وَ ظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى‏ كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‏ . سبق مثله في الآية 57 من سورة البقرة ج 1 ص 106.

و قوله: وَ إِذْ قِيلَ لَهُمُ‏ الى قوله: يَظْلِمُونَ‏ مذكور مع التفسير في ج 1 ص 108 الآية 58- 59 من سورة البقرة.

[سورة الأعراف (7): الآيات 163 الى 166]

وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَ إِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى‏ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَ أَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (166)

اللغة:

حاضرة البحر أي على شاطئه. و يعدون أي يتجاوزون حكم اللّه. و شرعا ظاهرة على وجه الماء. و المعذرة و العذر بمعنى واحد. و البئيس الشديد. و العتو العصيان. و خاسئين صاغرين.

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 410

الاعراب:

شرعا حال من الحيتان. و معذرة خبر لمبتدأ محذوف أي موعظتنا معذرة.

و بئيس صفة لعذاب.

المعنى:

وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ . الخطاب موجه لمحمد (ص)، و القرية على حذف مضاف أي أهل القرية، و ضمير هم في و اسألهم يعود إلى يهود المدينة الذين عاصروا رسول اللّه (ص)، لأن هذه الآية نزلت في المدينة لمواجهة اليهود بها، و ضمت الى السورة المكية تكملة للحديث عن اليهود، و لم يذكر اللّه سبحانه اسم القرية، و قيل: انها كانت على شاطئ البحر الأحمر ..

و على أية حال فهي معروفة عند اليهود الذين سألهم النبي عنها، أما الباعث على هذا السؤال فأمران: الأول أن يجابه النبي يهود المدينة بأنهم أنكروا نبوته، و هم على يقين منها في أنفسهم، لأنه قد أخبرهم عن الكثير من تاريخ أسلافهم، و منها قصة أهل القرية التي كانت حاضرة البحر، مع العلم أنه لم يقرأها في كتاب، و لم يسمعها من أحد، فما هي- اذن- إلا وحي من اللّه .. الأمر الثاني: أن ينبههم النبي الى أنهم مكابرون معاندون للحق، و ان عنادهم هذا ليس غريبا عن طبيعة اليهود و سيرتهم، و انما هو دأبهم و ديدنهم منذ القديم.

و الدليل قصة أهل تلك القرية التي أشار اليها بقوله: إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ‏ . و تتلخص هذه القصة بأن اللّه حرم على اليهود العمل يوم السبت، و منه صيد الأسماك، و لأجل أن يعاملهم اللّه معاملة المختبر لحالهم، و يظهرهم للملإ على حقيقتهم كان يرسل الحيتان اليهم بكثرة ظاهرة على وجه الماء يوم السبت، و يمنعها عنهم في سائر الأيام، فتوصل جماعة منهم إلى حيلة يحللون بها ما حرم اللّه، فحفروا أخاديد، و مسارب تتصل بالماء تنفذ الحيتان منها إلى الأخاديد، و لا تستطيع الخروج، فكانوا يأخذونها يوم الأحد و يقولون،

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 411

نحن نصطاد يوم الأحد، لا يوم السبت، فأنكر عليهم جماعة منهم، و زجروهم عن هذا الاحتيال و التلاعب بالدين، و حذروهم من بأس اللّه و عذابه فلم يتعظوا.

وَ إِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً .

أي قالت جماعة من بني إسرائيل أيضا للجماعة الناهية عن المنكر، قالت لهم:

ما الفائدة من نهيكم العصاة، و تحذيركم إياهم، ما داموا لا ينتهون و لا يحذرون؟! دعوهم .. فان اللّه سيستأصلهم عن آخرهم من هذه الأرض، أو يبقيهم مع العذاب الأليم. فقالت جماعة الأمر بالمعروف: مَعْذِرَةً إِلى‏ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ‏ .

أي نهيناهم عن المنكر ليعلم اللّه انّا لهم مخالفون، و لأعمالهم كارهون، و في الوقت نفسه نرجو أن ينتفعوا بنهينا و مواعظنا.

فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَ أَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ‏ . الضمير في نسوا و ذكروا و ظلموا و يفسقون عائد إلى العصاة، و ضمير ينهون عائد إلى جماعة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و وصف اللّه العصاة بالفاسقين لأنهم فسقوا عن أمر ربهم، و بالظالمين لأن كل من فسق عن أمر ربه فهو ظالم لنفسه، و المعنى ان اللّه سبحانه أخذ المذنبين بذنبهم، و أنجى المطيعين لطاعتهم.

فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ‏ . عاقب سبحانه أولئك العصاة بمسخهم على هيئة القرود، و في رواية انهم بقوا كذلك ثلاثة أيام، ثم هلكوا، لأن الممسوخ لا يعيش أكثر من هذه المدة، و لا يولد له شي‏ء من جنسه.

و تسأل: لقد جرت سنة اللّه أن لا يأخذ المذنب بذنبه في الدنيا بشهادة الوجدان و العيان بالاضافة إلى قوله تعالى: وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى‏ ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ - 45 فاطر. فكيف عاقب أولئك الذين خرجوا عن طاعته في صيد الحيتان، و ترك الذين أجروا من دماء الأبرياء أنهرا في فلسطين و فيتنام، و من قبلهما الكونغو و اليابان، و غيرها كثير مما لا يبلغه الإحصاء؟.

الجواب: أجل، لقد جرت سنته تعالى بأن لا يأخذ المذنب بذنبه في هذه الحياة، مهما عظم .. و لو فعل لما تميز الخبيث من الطيب، و لما كان لتارك‏

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 412

الشر من فضل، لأن الترك كان بدافع الخوف، لا حبا بالخير، و كرها للشر ..

و لكن حكمة اللّه سبحانه قد اقتضت أن يستثني من هذه السنة معجزات الأنبياء، و استجابة دعائهم في أهل المعصية و الفساد لكرامتهم عند اللّه، و لاثبات نبوتهم.

و قال أهل التفاسير في تفسير الآية 78 من المائدة: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى‏ لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ‏ .

قالوا: ان داود (ع) لعن أهل ايلة من بني إسرائيل لما اعتدوا و اصطادوا في في سبتهم، و قال: اللهم ألبسهم اللعنة مثل الرداء، فمسخهم اللّه قردة خاسئين.

اذن، فسبب مسخ الصيادين المحتالين هو دعاء النبي داود، و لا نبي في هذا العصر يدعو على سفاكي الدماء، و ناهبي مقدرات الشعوب .. و مهما يكن، فنحن نؤمن بعدل اللّه، و بأن الحق لا يذهب عنده هدرا، و ان الإنسان مجزي بأعماله، مهما طال الزمن، و انما يعجل من يخاف الفوت.

[سورة الأعراف (7): آية 167]

وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)

اللغة:

تأذن من الأذان، و هو الاعلام. و يسومهم أي يذيقهم.

المعنى:

لقد تحدث القرآن طويلا عن بني إسرائيل، تحدث عن كفرهم و افسادهم في الأرض، و تمردهم على الحق، و تكلمنا نحن كثيرا عنهم تبعا لآي الذكر

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 413

الحكيم، و ذكرنا عشرات الأمثلة من سيرتهم كشرح و تطبيق للنص القرآني في شأنهم، و لكن هنا سؤال قد يرتفع إلى مستوى الحيرة و الشك حول هذه الآية:

وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ‏ .

و حول الآية 112 من سورة آل عمران: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا .

و أجبنا عن هذا السؤال في المجلد الثاني صفحة 134 عند تفسير الآية 112 من سورة المائدة، و أيضا أجبنا عنه بأسلوب آخر قريبا عند تفسير الآية 153 من السورة التي ما زلنا في تفسيرها، و نشير هنا الى الجواب بإيجاز .. لقد سلط اللّه من قبل علي بني إسرائيل الفراعنة، ثم البابليين، ثم الفرس، ثم خلفاء الإسكندر، ثم النصارى.

و من الطريف ما جاء في تفسير البحر المحيط ان طائفة من النصارى أملقت، فباعت اليهود الذين في بلدهم لبلد مجاور .. و أخيرا فر اليهود من الذل و النكال لاجئين الى بلاد العرب، فعاشوا بها آمنين، و لكنهم نكثوا العهد الذي أعطوه لرسول اللّه (ص)، فقتل بعضا، و أجلى عمر بن الخطاب البقية الباقية، فتشتتوا في شرق الأرض و غربها موزعين مع الأقليات تابعين غير مستقلين يسمعون الأوامر فيطيعون صاغرين.

و أخيرا أدرك اليهود انه لن يكون لهم اسم يذكر إلا إذا أخلصوا للاستعمار، و من أجل هذا باعوا أنفسهم لكل مستعمر قوي ينفذون مؤامراته و دسائسه ..

و في أيامنا هذه- نحن الآن في صيف سنة 1968- اكتشفت بعض الدول ان المستعمرين أوعزوا إلى يهود أوروبا الشرقية أن يقوموا بمحاولات تهدف إلى سير هذه البلاد في ركاب المستعمرين، و باشر اليهود بتنفيذ الخطة، و لكنهم افتضحوا قبل إتمامها و كادوا يجرون العالم إلى حرب ثالثة. و على هذا المخطط، مخطط سير الشعوب في ركاب الاستعمار أوجد المستعمرون عصابة مسلحة من اليهود على أرض فلسطين، و أطلقوا عليها اسم دولة إسرائيل.

صفحه بعد