کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 101

[سورة البقرة (2): الآيات 51 الى 53]

وَ إِذْ واعَدْنا مُوسى‏ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ ظالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَ إِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ الْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)

وَ إِذْ واعَدْنا مُوسى‏ الآية 51- 53:

اللغة:

مصدر واعدنا المواعدة، أي المفاعلة بين اثنين، كما لو تواعدا اللقاء في مكان معين، و وجه المفاعلة- هنا- ان اللّه سبحانه وعد موسى الوحي، و موسى (ع) وعد اللّه المجي‏ء .. أما الوعد فهو مصدر وعد، و يكون من طرف واحد، و يصح استعمال واعدنا بمعنى وعدنا.

و لفظة موسى تطلق على آلة الفولاذ التي يحلق بها الشعر، و تذكّر و تؤنث، و الجمع مواس و مواسيات، و هي بهذا المعنى عربية لا أعجمية .. أما لفظة موسى التي يراد بها ابن عمران (ع) فهي أعجمية لا عربية، مركبة من كلمتين في اللغة القبطية، و هما (مو) اسم للماء و (سى) اسم للشجر .. و في اللغة العبرية (شى) .. و يكون معنى موسى ماء الشجر .. أما وجه تسمية موسى بماء الشجر فهو- على ما جاء في مجمع البيان- ان جواري آسية امرأة فرعون خرجن للاغتسال بماء الشجر فوجدن التابوت الذي فيه موسى عند ماء الشجر، فصحبنه معهن .. و الفرقان ما يفصل بين شيئين، و المراد به هنا الذي يفصل بين الحق و الباطل.

الاعراب:

الذي يتبادر الى الفهم للوهلة الأولى ان (أربعين) ظرف مفعول فيه .. و ليس كذلك .. لأن الاعراب يتبع صحة المعنى، و لو كان (أربعين) مفعولا به‏

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 102

للزم تعدد الوعد من اللّه لموسى بتعدد الليالي، لأن الوعد هو العامل بالليالي ..

و معلوم ان اللّه سبحانه لم يصدر منه لموسى الا وعد واحد موقت بانقضاء أربعين ليلة، و عليه تكون كلمة انقضاء المحذوفة مفعولا به ثانيا لواعدنا، و بعد حذفها أقيمت (أربعين) مقامها، و أعربت اعرابها، تماما كما تقول: اليوم ثلاثة من الشهر، أي تمام الثلاثة، لأن الواحد غير الثلاثة. و ليلة تمييز.

المعنى:

بعد ان أهلك اللّه فرعون و من معه تنفس الاسرائيليون الصعداء، و عادوا الى مصر آمنين، كما في المجمع، و لم تكن التوراة قد نزلت بعد على موسى، فسألوه ان يأتيهم بكتاب من ربهم، فوعده اللّه أن ينزل عليه التوراة، و ضرب له ميقاتا، فقال لهم موسى: ان ربي وعدني بكتاب، فيه بيان ما يجب عليكم أن تفعلوه، و تذروه، و ضرب لهم ميقاتا أربعين ليلة، و هذه الليالي- على ما قيل- هي ذو القعدة، و عشر ذي الحجة.

و ذهب موسى الى ربه ليأتي قومه بالكتاب، و استخلف عليهم أخاه هارون، و قبل أن يمضي الميقات الموعود على غيابه عبدوا العجل من دون اللّه، و ظلموا بذلك أنفسهم، و هذا هو المعنى الظاهر من قوله سبحانه: «وَ إِذْ واعَدْنا مُوسى‏ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ ظالِمُونَ» .

و بعد ان رجع موسى الى قومه تابوا من شركهم، و رجعوا الى ربهم، فقبل اللّه توبتهم .. و هذه نعمة ثالثة من اللّه عليهم، و اليها أشارت الآية: «ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ» .

أما النعمة الرابعة فهو كتاب اللّه: «وَ إِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ الْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» . و هذا الكتاب هو التوراة الجامعة لبيان الحق و الباطل، و الحلال و الحرام، أما عطف الفرقان على الكتاب فهو من باب عطف الصفة على الموصوف، كقوله سبحانه في الآية 48 من الأنبياء: «وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسى‏ وَ هارُونَ الْفُرْقانَ وَ ضِياءً وَ ذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ» .

و اختصارا ان اللّه جل و عز ذكّر الاسرائيليين في الآيات المتقدمة بأربع نعم:

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 103

انجائهم من ذبح الأبناء و استحياء النساء، ثم هلاك فرعون، ثم العفو عنهم، ثم إيتاء موسى التوراة. و من أحسن ما قرأته في هذا الباب- و أنا أتتبع ال 17 تفسيرا التي لدي- هو قول أبي حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط:

«انظر الى حسن هذه الفصول التي انتظمت انتظام الدر في أسلاكها، و الزهر في أفلاكها، كل فصل منها- أي من النعم- قد ختم بمناسبة، و ارتقى في ذروة فصاحته أعلى مناصبه، واردا من اللّه على لسان محمد أمينه دون أن يتلو من قبل كتابا، و لا خطه بيمينه».

يشير أبو حيان بهذا الى ان تلك الصور المتلاحقة المنتظمة هي من معجزات محمد، لأنه أخبر بها من غير تعلّم .. رحم اللّه السلف و غفر لهم، و أجزل عليهم النعم و العطية، فإنهم ما رأوا ظاهرة يستشم منها تأييد هذا الدين و نبيه الأكرم الا مدوا اليها الأعناق بلهفة و اشتياق، و بادروا اليها شرحا و تفصيلا، و استخراجا و تدليلا، فأين أين نحن علماء هذا الزمان الذين نتكالب على الدنيا، و لا نرى هما الا همّ أنفسنا، و لا مشكلة الا مشكلة أولادنا .. أين نحن من أولئك الأعاظم الذين ضحوا بكل شي‏ء من أجل إعزاز الإسلام و نبي الإسلام؟.

عفا اللّه عنهم و رفعهم و كل من خدم الدين الى أعلى الدرجات.

[سورة البقرة (2): الآيات 54 الى 57]

وَ إِذْ قالَ مُوسى‏ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى‏ بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى‏ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَ ظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى‏ كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)

وَ إِذْ قالَ مُوسى‏ الآية 54- 57:

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 104

اللغة:

البارئ هو الخالق، و المنّ مادة لزجة تشبه العسل، و السلوى السّمان طائر معروف، و الغمام اسم جنس مفرده غمامة، فالتاء للإفراد، لا للتأنيث، تماما كحمام و حمامة.

الاعراب:

يا قومي منادى مضاف الى ياء المتكلم، ثم حذفت الياء، و اجتزئ عنها بالكسرة، و جهرة قائم مقام المفعول المطلق، و كلوا فعل أمر، و الجملة محل نصب مفعول لفعل محذوف، تقديره قلنا كلوا.

المعنى:

(وَ إِذْ قالَ مُوسى‏ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى‏ بارِئِكُمْ) .. كل معنى يسبق الى الفهم بمجرد سماع اللفظ لا يحتاج الى تفسير، بل تفسيره و شرحه ضرب من الفضول .. و هذه الآية من هذا الباب.

(فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) .. القتل ظاهر في إزهاق الروح، و لا سبب موجب لصرفه و تأويله بمخالفة الهوى، و تذليل النفس بالاعتراف بالذنب و الخطيئة، أو التشديد و المبالغة في طاعة اللّه- كما قيل- و المراد بالأنفس هنا بعضها، أي ليقتل بعضكم بعضا، فيتولى البري‏ء منكم الذي لم يرتد عن دينه بعبادة العجل قتل من ارتد عن دينه، تماما كقوله تعالى: «فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ» .

أي فليسلّم بعضكم على بعض، و كقوله: «وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ» . أي لا يغتب بعضكم بعضا.

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 105

و قال الطبرسي في مجمعه- من الامامية- و الرازي في تفسيره الكبير- من السنة قالا: ان اللّه سبحانه جعل توبتهم بنفس القتل، بحيث لا تتم التوبة، و لا تحصل إلا بقتل النفس، لا انهم يتوبون أولا، ثم يقتلون أنفسهم بعد التوبة.

و لهذا الحكم نظائره في الشريعة الاسلامية، حيث اعتبرت القتل حدا و عقوبة على جريمة الارتداد ..

و تمضي الآيات في تعداد مساوئ الاسرائيليين: (وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى‏ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً) . حين جاءهم موسى بالتوراة قال له جماعة منهم: لا نصدقك في ان هذا الكتاب من عند اللّه، حتى نرى اللّه عيانا لا حجاب بيننا و بينه، و يخبرنا وجها لوجه انه أرسلك بهذا الكتاب.

و لست أدري ان كان الذين ينكرون وجود اللّه في هذا العصر، لا لشي‏ء إلا لأنهم لم يشاهدوه جهرة، لست أدري: هل استند هؤلاء في انكارهم الى كفر أولئك الاسرائيليين و عنادهم؟.

قال اليهود لموسى: لن نؤمن حتى نرى اللّه جهرة .. و قال من قال في هذا العصر: لا وجود إلا لما نراه بالعين، و نلمسه باليد، و نشمه بالأنف، و نأكله بالفم .. و هكذا يكرر التاريخ صورة المكابرة و معاندة الحق في كل جيل.

(فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) . أي ان عذابا من السماء أحاط بالذين قالوا لموسى: لن نؤمن حتى نرى اللّه، و أهلكهم على مرأى من أصحابهم الذين لم يعاندوا، و يسألوا مثل ذلك.

(ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) . قال بعض المفسرين، و منهم الشيخ محمد عبده، كما في تفسير المنار، قالوا: ان اللّه سبحانه لم يرجعهم الى هذه الحياة ثانية بعد أن أخذتهم الصاعقة، و ان المراد ببعثهم كثرة النسل منهم.

و قال آخرون: كلا، ان الآية على ظاهر دلالتها، و ان الذين أعيدوا هم الذين أخذتهم الصاعقة بالذات .. و هذا هو الحق، حيث يجب الوقوف عند الظاهر إلا مع السبب الموجب للتأويل، و لا سبب ما دامت الاعادة ممكنة في نظر العقل، و قد وقع نظير ذلك لعزير، كما دلت الآية 259 من سورة البقرة:

«فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ» . و بديهة ان الذي وقع لا يكون مستحيلا.

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 106

و تجدر الاشارة إلى أن المراد من قوله تعالى: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ ، و قوله بعثناكم، المراد من كان في عصر موسى (ع) الذين قالوا له: «حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً» فلا يشمل الخطاب موسى، و لا من لم يقل له ذلك .. و بالأولى أن لا يشمل حقيقة اليهود الذين كانوا في عهد محمد (ص) و انما وجه الخطاب اليهم تجوزا و توسعا في الاستعمال بالنظر الى أنهم من نسل الذين قالوا: حتى نرى اللّه جهرة.

(وَ ظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى‏) . جرى ذلك حين خرج الاسرائيليون من مصر، و تاهوا في صحراء سيناء، حيث لا بنيان و لا عمران، فشكوا الى موسى حر الشمس، فأنعم اللّه عليهم بالغمام يظللهم، و يقيهم حر الهاجرة، و أنعم عليهم أيضا بالمنّ و السلوى، يأكلون منهما بالاضافة الى ما تيسر لهم من الأطعمة، و يأتي في تفسير الآية 60 ان الماء تفجّر لهم من الحجر الذي ضربه موسى بعصاه.

و غريب أمر بعض المفسرين، حيث يفسر من تلقائه ما سكت اللّه عن بيانه و تفسيره، و يحصي عدد الذين قتلوا أنفسهم للتوبة من عبادة العجل، يحصيهم بسبعين ألف نسمة، كما أحصى عدد الذين أخذتهم الصاعقة بسبعين رجلا، أما المنّ فلكل فرد صاع، و أما السلوى فكانت تنزل من السماء حارّة يتصاعد منها البخار، و ما إلى ذلك مما لا نص قطعي و لا ظني يدل عليه، و يبعّد و لا يقرب .. و قد ثبت عن الرسول الأعظم (ص): ان اللّه سكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا، فلا تتكلفوها رحمة من اللّه لكم.

و في نهج البلاغة:

ان اللّه افترض عليكم الفرائض فلا تضيعوها، و حدّ لكم حدودا فلا تعتدوها، و نهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها، و سكت عن أشياء، و لم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها.

(وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) . و نفي المظلومية عن اللّه سبحانه، تماما كنفي الولد و الشريك عنه من باب السالبة بانتفاء الموضوع على حد تعبير أهل المنطق، لأن الثبوت محال عقلا .. فهو أشبه بقولك عن الأعزب: انه لا ولد له، و عمن يجهل اللغة العربية لم يؤلف فيها قاموسا .. أما ظلم اليهود لأنفسهم فلسفههم، و جحودهم بأنعم اللّه الذي لا تنفعه طاعة من أطاع، و لا

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 107

تضره معصية من عصى، و انما منفعة الطاعة تعود الى الطائع، و مضرة المعصية الى العاصي .. قال أمير المؤمنين علي (ع): يا ابن آدم إذا رأيت ربك يتابع نعمه عليك، و أنت تعصيه فاحذره.

و اختصارا ان هذه الآيات تضمنت الاشارة الى عبادة الاسرائيليين للعجل، و توبتهم بقتل أنفسهم، و طلبهم رؤية اللّه، و هلاكهم و بعثهم، و تظليل الغمام لهم، و إطعامهم المنّ و السلوى .. و سنعرض قصة موسى مع الاسرائيليين في سورة المائدة ان شاء اللّه، حيث حكى اللّه قولهم لكليمه و نجيّه: «فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ» و انها لكلمة تعبر عن خبث اليهود و لؤمهم أدق تعبير، و أول من اكتشف هذا اللؤم و الخبث آل فرعون الذين ذبحوا الأبناء، و استحيوا النساء.

رؤية اللّه:

و حيث جاء في الآية الكريمة: «حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً» نشير الى النزاع القائم بين أهل المذاهب الاسلامية و فرقها من ان العقل: هل يجيز رؤية اللّه بالبصر أو يمنعها؟.

قال الأشاعرة- السنة-: ان رؤية اللّه بالبصر جائزة عقلا، لأنه موجود، و كل موجود يمكن رؤيته.

و قال الامامية و المعتزلة: لا تجوز الرؤية البصرية على اللّه بحال، لا دينا و لا دنيا، لأنه ليس بجسم، و لا حالا في جسم، و لا في جهة.

و بعد أن منعوا الرؤية عقلا حملوا الآيات الدالة بظاهرها على جواز الرؤية، حملوها على الرؤية بالعقل و البصيرة، لا بالعين و البصر، و بحقائق الإيمان، لا بجوارح الأبدان على حد تعبير الفيلسوف الشهير الكبير محمد بن ابراهيم الشيرازي المعروف بالملا صدرا، و بصدر المتألهين.

صفحه بعد