کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 231

[سورة طه (20): الآيات 77 الى 82]

وَ لَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشى‏ (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (78) وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ ما هَدى‏ (79) يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ واعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى‏ (80) كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ لا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى‏ (81)

وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏ (82)

اللغة:

السرى و الاسراء بمعنى واحد، و هو السير ليلا. و يبسا يابسا لا ماء فيه.

و الدرك اللحوق أي لا تخف أن يدركك فرعون. و غشي غطى، و المراد ان الماء غمرهم. و أضل قومه صرفهم عن طريق الرشد و الهداية. و ذكر الطور الأيمن في الآية 52 من سورة مريم. و المن و السلوى في الآية 57 من سورة البقرة.

الإعراب:

طريقا مفعول اضرب و يبسا صفة له لأنه بمعنى يابسا. فيحل منصوب بإضمار أن في جواب النهي.

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 232

المعنى:

(وَ لَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشى‏) . أصر فرعون على عناده، و أبى إلا الكبرياء و الجبروت، و الا ان ينعت موسى بالخارجي، و معجزاته بالسحر، و وجد من يظاهره على ذلك و يناصره: «وَ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَ تَذَرُ مُوسى‏ وَ قَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ» - 127 الأعراف. و صمم فرعون على قتل موسى، فأوحى اللّه اليه أن يخرج ببني إسرائيل من مصر ليلا، و أن يضرب البحر بعصاه، فينشق الى قطع بينها طرق و شعاب، يسلكها الاسرائيليون الى الجانب الآخر، و هم آمنون على أنفسهم من الغرق و من فرعون و شره: «فَأَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَ أَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَ أَنْجَيْنا مُوسى‏، وَ مَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ» - 64 الشعراء.

(فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) . اتبعهم و تبعهم بمعنى واحد، و غشيهم ما غشيهم فيه تعظيم للأمر .. و في الكلام حذف كثير، و لكنه مألوف في القرآن لأن السياق يدل عليه، و التقدير خرج موسى ليلا بقومه، و لما وصل الى البحر ضربه بعصاه، فانشق الى طرق لا ماء فيها، فسلكها الاسرائيليون، و لحق بهم فرعون و جنوده، و سلك في أثرهم، و لما وصل آخر اسرائيلي الى الجانب الثاني من البحر، و دخل آخر جندي في البحر من جنود فرعون انطبق البحر عليهم فغرقوا جميعا، كما سلم الاسرائيليون جميعا (وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ ما هَدى‏) .

أضلهم عن الحق، و أضلهم في البحر أيضا، و كان من قبل يقول لهم: «وَ ما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ» - 29 غافر.

(يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ) فرعون الذي كان يسومكم سوء العذاب يذبح أبناءكم، و يستحيي نساءكم‏ (وَ واعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ) .

يشير سبحانه الى الوعد الذي وعده موسى بعد أن أغرق فرعون، و هو أن يأتي موسى الى جانب الطور فينزل اللّه عليه التوراة، فيها بيان الشرائع و الأحكام‏ (وَ نَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى‏ كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) تقدم بنصه الحرفي في الآية 57 من سورة البقرة ج 1 ص 106.

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 233

(وَ لا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى‏) .

ضمير فيه يعود الى الرزق المفهوم من الكلام، و الطغيان فيه ان يؤخذ، أو ينفق في غير طريقه المشروع، و المعنى ان من كسب المال من غير حل، أو أنفقه في غير حل فجزاؤه عند اللّه الهلاك و عذاب الحريق، تماما كجزاء فرعون و غيره من العصاة الطغاة.

(وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏) . يغفر اللّه الذنوب بشروط أربعة: الأول التوبة، و هي الندم على ما كان من المعاصي مع طلب الصفح عنها. الشرط الثاني الايمان بالحق أينما كان و يكون، سواء أوافق الأهواء و الأغراض، أم خالفها. الشرط الثالث العمل بالحق، لأن الايمان بلا عمل كاللفظ بلا معنى. الشرط الرابع الاهتداء، و المراد به هنا الاستمرار على اتّباع الحق حتى الموت. و بهذا نجد الجواب عن سؤال من سأل: ان المهتدي هو الذي آمن و عمل صالحا، فما هو الوجه في عطف الأول على الثاني بثم.

[سورة طه (20): الآيات 83 الى 89]

وَ ما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى‏ (83) قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى‏ أَثَرِي وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى‏ (84) قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسى‏ إِلى‏ قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَ لَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَ فَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وَ لكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87)

فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَ إِلهُ مُوسى‏ فَنَسِيَ (88) أَ فَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَ لا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَ لا نَفْعاً (89)

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 234

اللغة:

إذا قلت: جاء في أثره فمعناه جاء بعده في الحال أو الاستقبال، أما إذا قلت:

جاء على أثره فمعناه جاء بعده في الحال و من غير تأخير. و فتنا اختبرنا. و أضلهم أوقعهم في الضلال، و انحرف بهم عن الهدى و الحق. و الأسف الحزن. و موعدي أي ما وعدتموني به من الثبات على الايمان. و بملكنا باختيارنا من ملك الأمر.

و الأوزار الأثقال. و الخوار صوت البقر.

الإعراب:

ما استفهام مبتدأ، و جملة أعجلك خبر. و هم مبتدأ و أولاء اسم اشارة خبر.

و على أثري متعلق بمحذوف خبرا بعد خبر أو حالا و العامل فيه معنى الاشارة.

و غضبان حال و أسفا حال ثانية. فكذلك الكاف بمعنى مثل و محلها النصب صفة لمفعول مطلق محذوف أي ألقى السامري إلقاء مثل القائنا. و جسدا صفة للعجل أي مجسدا، و قال صاحب مجمع البيان: بدل، و ان لا يرجع (ان) مخففة من الثقيلة، و اسمها ضمير الشأن محذوف، و جملة يرجع خبر أي انه لا يرجع اليهم مثل الآية 148 من سورة الأعراف: «أَ لَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ» .

المعنى:

بعد ان هلك فرعون وعد سبحانه موسى ان ينزل عليه التوراة، و ضرب له ميقاتا، فذهب الى ربه ليأتي بالتوراة بعد ان استخلف أخاه هرون على بني إسرائيل،

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 235

فاغتنموا غياب نبيهم موسى، و عبدوا العجل، و حققوا ما كانوا يحلمون به من قبل، حيث رأوا قوما «يَعْكُفُونَ عَلى‏ أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ» - 138 الاعراف. و سبقت الاشارة الى ذلك في الآية 51 من سورة البقرة و 148 من سورة الاعراف .. و الآيات التي نحن بصددها، و التي بعدها الى الآية 98 كلها تتحدث عن هذا الموضوع و ما يتصل به، و تعود بنا اليه.

(وَ ما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى‏) . بهذا السؤال تبدأ حكاية العجل ..

يذهب موسى الى ربه ليتلقى الوحي، فيسأله سبحانه عن تعجله، و هو أعلم بالسبب، كي يخبره عما أحدث قومه من عبادة العجل‏ (قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى‏ أَثَرِي وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى‏) . يدل ظاهر الكلام على انه كان المفروض ان يأتي موسى الى الطور، و معه جماعة من قومه، فأتى وحده، فاتجه السؤال، و جاء الجواب انهم لاحقون بي بلا تأخير، و سبقتهم اليك يا إلهي حرصا على مرضاتك .. قال هذا، و هو لا يعلم ما ذا أحدثوا بعده.

(قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) . المراد بالفتنة هنا التمحيص و الاختبار ليظهر الاسرائيليون على حقيقتهم، يقال: فتنت الذهب بالنار إذا اختبرته، و وجه الاختبار هنا ان اللّه سبحانه نهى بني إسرائيل عن عبادة العجل بلسان هرون، و أمرهم الشيطان بعبادته بلسان السامري، فعصوا الرحمن، و أطاعوا الشيطان، و ظهروا بذلك على حقيقتهم من ضعف الايمان، و الاستعداد التام للكفر و الجحود، تماما كما يجترح المجرم المحرمات حين يجد السبيل اليها، و يفتضح على رؤوس الاشهاد.

(فَرَجَعَ مُوسى‏ إِلى‏ قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً) . تقدم في سورة الأعراف الآية 150 (قالَ يا قَوْمِ أَ لَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً) . يشير بهذا الى ان اللّه قد وعد بإنزال التوراة على نبيهم، و فيها تفصيل كل ما يحتاجون اليه من معرفة الحلال و الحرام، و انه عز و جل سيملّكهم دار الفاسقين كما في الآية 145 من سورة الاعراف: «وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَ أْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ» .

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 236

(أَ فَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ) . يعني بالعهد مدة غياب موسى عن قومه. تقول:

عهدي به قريب أي لقائي‏ (أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ) . أم بمعنى بل، و أردتم أي أقدمتم على ما يوجب غضب اللّه، و المعنى اني لم أغب عنكم طويلا .. فلما ذا أشركتم باللّه؟ فهل تريدون أن يحل بكم نكاله و عذابه؟ و في هذا إيماء الى انهم يؤمنون ما دام موسى قائما على رؤوسهم، فان غاب انقلبوا على أعقابهم و حرفوا الدين على أهوائهم كما حدث بالفعل.

(فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي) . انقلبتم عن دين اللّه بعد أن وعدتموني بالثبات عليه‏ (قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا) . هذا اعتراف صريح منهم بأنهم قد كفروا و ارتدّوا و نكثوا بالوعد، و عذرهم الوحيد انهم كالمسيرين لا يملكون أنفسهم عن الكفر و الغدر و الخيانة، حتى كأنهم مطبوعون على ذلك .. و هكذا تظهر حقيقة بني إسرائيل في أقوالهم و فلتات ألسنتهم بالاضافة الى أعمالهم.

(وَ لكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ) . المراد بالأوزار هنا الأحمال، و زينة القوم هي حلي النساء الفرعونيات. قال كثير من المفسرين: لما علم بنو إسرائيل انهم سيجتازون البحر، و ان اللّه سبحانه مغرق فرعون و جنوده احتالوا على الفرعونيات، و استعاروا حليهن للعرس أو لغيره من الأسباب، و حملوها معهم ..

و ليس هذا ببعيد على طبيعة الاسرائيليين و احتيالهم لكسب المال و جمعه بكل وسيلة (فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ) . قال الطبري في تفسيره: ألقى بنو إسرائيل ما معهم من الحلي في حفرة، و ألقى السامري أيضا ما معه، و صاغ الجميع على هيئة العجل‏ (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ) . تقدم في الآية 148 من سورة الأعراف ج 3 ص 395.

(فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَ إِلهُ مُوسى‏ فَنَسِيَ) . ضمير قالوا يعود الى السامري و أصحابه، و ضمير نسي الى موسى، و المعنى ان بني إسرائيل قالوا: هذا العجل هو الإله الحقيقي لنا و لموسى و للعالم أجمع، و قد ذهل عنه موسى، و ذهب يطلبه و يبحث عنه في الطور، و ما درى انه ضيفنا و في ديارنا .. و تجدر الاشارة الى أن من قال: ان اللّه جسم فانه يلتقي مع عبدة العجل و الأوثان من حيث يريد أو لا يريد.

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 237

(أَ فَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَ لا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَ لا نَفْعاً) . كيف يكون العجل ربا لهم، و هو من صنع أيديهم، لا يسمع كلامهم و لا يرد جوابهم، و لا يجلب لهم و لا لنفسه نفعا، و لا يدفع عنه و لا عنهم ضرا؟ قال بعض المفسرين: «و فوق ذلك هو لا ينطح، و لا يرفس، و لا يدير طاحونة و لا ساقية». و في تفسير الرازي ان يهوديا قال للإمام علي (ع): ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم. فقال الإمام: انما اختلفنا عنه، و ما اختلفنا فيه. و أنتم ما جفّت أقدامكم من ماء البحر حتى قلتم لنبيكم اجعل لنا إلها كما لهم آلهة.

صفحه بعد