کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 362

مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا . قدمنا ان شعيبا دعا المترفين الكافرين الى المسالمة و التعايش مع الذين أمنوا به، و ان يترك الخيار لمن يشاء أن يدخل في الدين الذي يشاء .. و لكن المترفين رفضوا دعوته، و خيروه بين أمرين لا ثالث لهما: اما أن يخرج هو و من آمن معه من بلدهم، و اما أن يعود الذين آمنوا به الى الكفر، و يعود هو إلى موقفه السابق- قبل النبوة- لا مؤيد لدينهم و لا مفند، و بكلمة ان قولهم: أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا معناه أن يرجع الوضع الذي كان قبل النبوة إلى ما كان.

قالَ أَ وَ لَوْ كُنَّا كارِهِينَ‏ ؟. هذا هو منطق المنصف المخلص، لا يحمل أحدا على ما يكره، و لا يحب أن يحمله أحد على ما لا يريد، ثم هل يكون الإيمان بالإكراه؟. و هل المؤمن حقا يؤثر الإقامة في الوطن على دينه و عقيدته؟.

قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها . طلب المشركون من شعيب (ع) أن يرتد عن الإيمان إلى الشرك، فقال لهم: ان الارتداد افتراء على اللّه، و عاقبة الافتراء عليه تعالى و بال و عذاب، و قد أنجانا اللّه منه، فكيف نفتري عليه؟ .. اما ان الارتداد افتراء على اللّه فواضح، لأن معناه ان الشرك باللّه خير و أبقى من الإيمان بوحدانيته‏ وَ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا . ضمير فيها يعود إلى ملة الكفر و الشرك، و التعليق هنا على مشيئة اللّه تعليق على المحال، لأن اللّه لا يشاء الكفر و الشرك، فهو تماما كقوله تعالى: وَ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ .

وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً تقدم نظيره في الآية 80 من سورة الأنعام.

عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا . و من توكل عليه لا يخشى التهديد و الوعيد، لأنه على علم اليقين بأن المخلوق لا يضر و لا ينفع. رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ‏ . بعد أن يئس شعيب منهم و تأكد من إصرارهم على الكفر التجأ إلى اللّه، و تضرع اليه أن يحكم و يفصل بينه و بين من كفر من قومه، لأنه تعالى هو مصدر القوة و العدل.

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 363

[سورة الأعراف (7): الآيات 90 الى 93]

وَ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (91) الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ (92) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَ نَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى‏ عَلى‏ قَوْمٍ كافِرِينَ (93)

اللغة:

غني بالمكان أقام به. و آسى عليه حزن عليه.

الإعراب:

لئن تدل اللام على قسم محذوف، و جملة انكم إذا لخاسرون جواب للقسم، و سادة مسد جواب الشرط، و إذا ملغاة لاعتراضها بين اسم انّ و خبرها. و الذين كذبوا شعيبا الأولى مبتدأ، و كأن اسمها ضمير الشأن محذوف أي كأنه، و جملة كأن و اسمها و خبرها خبر المبتدأ، و الذين كذبوا شعيبا الثانية بدل من الأولى.

و هم ضمير فصل بين اسم كان و خبرها، و لا محل له من الإعراب.

المعنى:

وَ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ‏ .

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 364

توجه المشركون أولا إلى شعيب صاحب الدعوة يهدون و يتوعدون، و لما يئسوا منه تحولوا الى الذين آمنوا به يحاولون فتنتهم عن دينهم، و قالوا لهم فيما قالوا:

انكم لخاسرون في اتباعكم شعيبا، و هذا دأب من لا حجة له إلا الإغواء و الإضلال.

فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ‏ . هذا هو الجواب الصحيح لمن عاند و تمرد، و أبى إلا الضلال و الفساد، و تقدمت هذه الآية بالحرف 78 من هذه السورة.

الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا . لقد أتى العذاب عليهم و على ديارهم و جميع آثارهم، حتى كأنهم لم يعرفوا هذه الحياة و تعرفهم .. و كل امرئ مجزي بما أسلف عاجلا أو آجلا. الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ‏ . قال الذين أشركوا للذين آمنوا: انكم لخاسرون فكانت العاقبة خسرانهم و هلاكهم، و ربح المؤمنين و نجاتهم .. و العاقل لا يقول للمترف الهناء لك، و للمستضعف الويل لك، لأن للدهر مخبآت و مفاجآت، و الأمور بخواتيمها، و إنما كرر الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً تأكيدا لخسرانهم و هوانهم.

فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَ نَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى‏ عَلى‏ قَوْمٍ كافِرِينَ‏ . كيف أحزن على من أهلك نفسه بنفسه مصرا على الكفر باللّه و كتبه و رسله، و الاستهزاء بمن آمن به و اتبع صراطه القويم. و تقدم نظيره في الآية 79 من هذه السورة.

[سورة الأعراف (7): الآيات 94 الى 95]

وَ ما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَ قالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَ السَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ (95)

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 365

اللغة:

البأساء الشدة. و الضراء ما يضر الإنسان ماديا أو أدبيا. و التضرع الخضوع.

و العفو الترك، و المراد به هنا الكثرة و النمو، أي تركوا حتى تناسلوا و كثروا.

و البغتة الفجأة.

الإعراب:

يضرّعون أصلها يتضرعون، فأدغمت التاء في الضاد. و حتى عفوا أي الى أن عفوا. و بغتة نعت لمصدر محذوف أي اخذة بغتة، و يجوز أن تكون بغتة مصدرا في موضع الحال، أي مباغتين.

المعنى:

وَ ما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ‏ .

المراد بالقرية البلدة الجامعة التي يسكنها- في الغالب- الرؤساء و الزعماء، و لعل هنا بمعنى كي.

في الآيات السابقة أشار سبحانه الى الهلاك الذي حل بالمكذبين من قوم نوح و هود و صالح و لوط و شعيب، و إلى ما في نهايتهم من عبر و عظات، و ان الخير كان عاقبة المتقين، و ان دائرة السوء دارت على المبطلين، و بيّن في هذه الآية ان ما جرى لأقوام أولئك الأنبياء لا يختص بهم وحدهم، و لكنها سنة اللّه.

تجري على كل قوم كذبوا نبيهم .. يأخذهم اللّه بالشدة و المشقة في أنفسهم و أبدانهم و أموالهم، لا لشي‏ء إلا ليتعظوا و يرتدعوا، و يعتبر بهم من يأتي من بعدهم.

ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَ قالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَ السَّرَّاءُ .

المراد بالسيئة هنا الضيق و العسر، و بالحسنة السعة و اليسر، و بالعفو الكثرة.

و المعنى ان اللّه سبحانه ابتلاهم بالضيق و الشدة ليتعظوا، و بالسعة و العافية ليشكروا، و لكن قلّ من يتعظ، و أقل منه من يشكر، و لما كثروا بالنعم و النسل استخفوا

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 366

بالحق، و هزأوا بأهله، و أخذوا يفسرون سنة اللّه بجهلهم و على أهوائهم، و يقولون: ما أصاب آباءنا من الضراء لم يكن عقوبة على ضلالهم و فسادهم، و ما نالهم من السراء لم يكن مثوبة على صلاحهم و هدايتهم، و انما هي الصدفة تخبط خبط عشواء.

و إذا غفل هؤلاء و اضرابهم عن حكم اللّه و حكمته فان اللّه جل ثناؤه ما هو بغافل عنهم و عن أعمالهم‏ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ‏ جزاء على اغترارهم و انطلاقهم مع الأهواء و الأغراض .. و هكذا يحذر القرآن الذين لا يتورعون و لا يتحرجون عن شي‏ء، يحذرهم من الأخذ بغتة، و هم لا يشعرون.

[سورة الأعراف (7): الآيات 96 الى 100]

وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى‏ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى‏ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ (97) أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى‏ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (99) أَ وَ لَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ نَطْبَعُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (100)

اللغة:

البركات بوجه عام الخيرات النامية، و بركات السماء كثيرة، و أظهرها المطر،

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 367

و بركات الأرض كثيرة أيضا، و أظهرها الخصب و المعادن، بخاصة الذهب الأسود.

و المراد بالبأس هنا العذاب. و البيات وقت المبيت و هو الليل. و الضحى انبساط الشمس.

الإعراب:

أ فأمن الهمزة للاستفهام على وجه التوبيخ و الإنكار، و الفاء لعطف الجملة على ما قبلها. و بياتا منصوب على الظرفية بيأتيهم لأن المراد به الليل. و المصدر المنسبك من أن يأتيهم مفعول لأمن، أي امنوا إتيان بأسنا. ان لو نشاء ان مخففة من الثقيلة، و اسمها ضمير الشأن محذوف، و الجملة بعد لو خبرها، و المصدر المنسبك فاعل يهد، و التقدير أو لم يهد لهم هذا الشأن، و هو انّا لو نشاء أصبناهم بذنوبهم.

المعنى:

وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى‏ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ‏ .

أظهر بركات السماء المطر، و أظهر بركات الأرض النبات و المواشي و المعادن بشتى أنواعها.

و قد بينا عند تفسير الآية 100 من سورة المائدة، فقرة هل الرزق صدفة أو قدر: ان مجرد الإيمان باللّه لا ينبت قمحا، و بينا أيضا في تفسير الآية 66 من سورة المائدة، فقرة الرزق و فساد الأوضاع: ان المراد بالإيمان الموجب للرزق هو الإيمان باللّه مع العمل بجميع أحكام اللّه و مبادئه، و اقامة العدل في كل شي‏ء، و انه متى عمّ العدل و ساد صلحت الأوضاع، و ذهب البؤس و الشقاء.

وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‏ . أي لم يعملوا بأحكام اللّه، بل سعوا في الأرض فسادا بالظلم و الجور، و السلب و النهب، و تكديس الثروات على حساب الضعفاء و البؤساء، و قد أخذهم اللّه بالهلاك و العذاب، لأنهم كفروا و استأثروا.

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 368

أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى‏ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ‏ ؟. هذا تخويف و إنذار منه تعالى للمتمردين و المستأثرين أن يفاجئهم اللّه بعذابه، و هم في غفلة من غفلاتهم، كما فعل بمن كان قبلهم .. و هل يملك الإنسان أن يدفع عنه قضاء اللّه في صحوه و حذره؟ فكيف يملكه، و هو أشبه بالموتى؟.

أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى‏ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ‏ ؟ و يلعبون هنا كناية عن ذهولهم عن المفاجئات و المخبآت، و عن محاسبتهم لأنفسهم. و تسأل:

لا فرق أبدا بين يقظة الإنسان و غفلته أمام بأس اللّه، فما هو القصد من ذكر النوم و اللعب؟.

الجواب: ان يتنبه الإنسان إلى جهات الضعف فيه لعله يتذكر أو يخشى.

أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ‏ . المراد بمكر اللّه هنا العذاب الذي يأتيهم بغتة دون سابق إنذار، و سبق الكلام عن مكر اللّه تعالى في تفسير الآية 54 من آل عمران ج 2 ص 68 و انه سبحانه يصف نفسه بالماكر لأنه يبطل مكر الماكرين، و بالشاكر لأنه يثيب الشاكرين، و بالتواب لأنه يقبل من التائبين .. أما انهم الخاسرون فلأنهم أوقعوا أنفسهم في الخسران بسبب عنادهم و استهتارهم.

أَ وَ لَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ‏ .

أي ان هؤلاء المشركين الذين ورثوا الأرض ممن أهلكناهم بذنوبهم، و قد كانوا أشد منهم قوة- ان هؤلاء المشركين ألم يتبين لهم ان شأننا فيهم تماما كشأننا فيمن كان قبلهم لو نشاء أصابهم عذابنا كما أصاب غيرهم من قبل؟ .. فان سنة اللّه واحدة في جميع خلقه .. و الغرض من هذه المبالغة في النصيحة و التحذير أن يراقب الإنسان نفسه، و لا يذهل عنها، و ان يتعظ بغيره، و لا يغتر بالمظاهر الجوفاء .. و لكن: وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ‏ - 101 يونس.

صفحه بعد