کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 465

حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى‏ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏ - 68 الانعام». أما سبب هذا التذكير فهو ان بعض المسلمين- كما جاء في التفاسير- كانوا يجلسون في مجالس المشركين بمكة، و هم يخوضون في ذم محمد (ص)، و يستهزئون بالقرآن، و المسلمون ضعاف، لا يستطيعون الإنكار عليهم .. فنزلت آية الانعام تحذر المسلمين من المشركين، و تأمرهم أن يعرضوا عنهم و عن مجالسهم حين يسمعون الكفر و الاستهزاء بآيات اللّه.

و تمضي الأيام، و يهاجر المسلمون الى المدينة، و فيها يهود و منافقون أظهروا الإسلام، و أضمروا الكفر، و أعاد بعض المسلمين السيرة الأولى، و جالسوا اليهود و المنافقين بالمدينة، و هم يخوضون في ذم الإسلام و نبيه، فنزلت هذه الآية المدنية التي نفسرها، لتذكر المسلمين بآية الانعام السابقة، و تأمرهم بمقاطعة الكافرين و المنافقين المستهزئين بآيات اللّه.

و أيا كان سبب نزول الآية، أو المخاطب بها فإنها عامة الدلالة على وجوب الاعراض عن كل من يخوض بالباطل، و لا يختص هذا الوجوب بمن كان يجالس الكافرين في مكة، و المنافقين في المدينة، و لا بمن خوطب بهذه الآية بناء على انها موجهة لخاص، لا لعام. و في الحديث: الوحدة خير من قرين السوء. و في ثان: إياكم و مجالسة الموتى، فقيل: و من هم الموتى يا رسول اللّه؟. قال: كل ضال عن الايمان، جائر في الأحكام. و في نهج البلاغة:

مجالسة أهل الهوى منساة للايمان، و محضرة للشيطان.

(إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) . الراضي بالكفر كافر، و بالإثم آثم، مهما كان نوعه باتفاق الفقهاء و العلماء، و قد تواتر الحديث: العامل بالظلم، و المعين له، و الراضي به شركاء .. و بالأولى من رضي بالكفر. و في نهج البلاغة: الراضي بفعل قوم كالداخل فيه، و على كل داخل إثمان، إثم العمل به، و إثم الرضا به.

(إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَ الْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) . و لنا ان نؤلف من قوله هذا، و قوله: (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) ان نؤلف قياسا منطقيا، يتألف من مقدمتين ينتجان قضية حتمية بديهية، و نقول هكذا: كل من رضي بالكفر فهو كافر، لقوله تعالى: (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) ، و كل كافر فهو في جهنم،

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 466

لقوله: (إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَ الْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ) اذن، كل من رضي بالكفر فهو كافر.

(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قالُوا أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَ إِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَ نَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) . ترسم هذه الآية صورة لحال المنافقين إذا وقعت الحرب بين المسلمين و المشركين، و تتلخص هذه الصورة بأن المنافقين كانوا يخرجون مع المسلمين في حروبهم للدس و التثبيط و تفتيت الصفوف، و في الوقت نفسه يتظاهرون بأنهم خرجوا لنصرة المسلمين، و ينتظرون: فان كان الظفر للمسلمين قالوا لهم: كنا معكم، فنحن و أنتم شركاء في الغنيمة، و ان كان للمشركين قالوا لهم: نحن الطابور الخامس، فأين الأجر؟.

و هكذا يمسكون العصا من وسطها.

و أبلغ ما قرأت في وصف المنافقين ما قاله علي أمير المؤمنين (ع): «قد أعدوا لكل حق باطلا، و لكل قائم مائلا، و لكل باب مفتاحا، و لكل ليل مصباحا». و هؤلاء موجودون في كل عصر، و تضاعف عددهم في البلاد العربية يوما بعد يوم منذ ان ظهر فيها الذهب الأسود، و اتخذوا الوطنية شعارا لهم، تماما كما تظاهر المنافقون بالإسلام في عهد الرسول (ص) .. فان تغلب الأحرار المناضلون على المحتكرين و المستغلين قال لهم منافقو العصر: ألم نكن معكم؟

و ان نجا المستغلون بفريستهم قالوا لهم: ألم نمنع عنكم الأحرار؟.

و تسأل: لما ذا عبّر سبحانه عن ظفر المسلمين بالفتح من اللّه، حيث قال:

«فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ» و عبر عن ظفر الكافرين بالنصيب حيث قال:

(وَ إِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ) ؟.

الجواب: ان ظفر المسلمين هو ظفر للحق الذي يدوم و يبقى ما دام أهله متبعين لسنة اللّه و أمره من أعداد العدة، فناسب التعبير عنه بفتح من اللّه، أما ظفر الباطل فانه مؤقت لا يلبث حتى يزول أمام أهل الحق إذا اجتمعت كلمتهم على جهاده و نضاله .. و قديما قيل: دولة الباطل ساعة، و دولة الحق الى قيام الساعة.

(وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) . استدل الفقهاء بهذه الآية على ان اللّه سبحانه لم يشرع حكما يستدعي أية سلطة، و ولاية لغير المسلم على‏

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 467

المسلم، و فرعوا على ذلك كثيرا من الأحكام، منها إذا كان أبو الطفل مسلما، و امه غير مسلمة فلا حق لها في حضانة الطفل، لأن الولد يتبع أشرف الأبوين دينا، و يكون حكمه حكم المسلم، و منها ان المسلم لا يجوز له أن يوصي بأولاده الصغار الى غير المسلم، و ان فعل بطلت الوصية. و منها ان الأب انما تكون له الولاية على أولاده إذا اتحد معهم في الدين، أما إذا كانوا مسلمين، و الأب غير مسلم فلا ولاية له عليهم. و منها ان حكم الحاكم غير المسلم لا ينفذ بحق المسلم، و ان كان حقا .. الى غير ذلك من الأحكام.

[سورة النساء (4): الآيات 142 الى 143]

إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ وَ إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى‏ يُراؤُنَ النَّاسَ وَ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى‏ هؤُلاءِ وَ لا إِلى‏ هؤُلاءِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143)

اللغة:

المراد بيخادعون انهم كانوا يظهرون الايمان، و يضمرون الكفر، و المراد بخادعهم ان اللّه مجازيهم بالعقاب على خداعهم هذا. و كسالى جمع كسلان، و هو المتباطئ المتثاقل. و المذبذب من يتردد بين جانبين، و يتكرر منه ذلك.

الإعراب:

جملة و هو خادعهم مستأنفة لا محل لها من الاعراب، كأنّ سائلا يسأل:

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 468

ما هو جزاء المخادعين؟ فأجيب بأن وبال خداعهم يرجع عليهم. كسالى حال من الواو في قاموا. و جملة يراءون حال ثانية. و قليلا نعت لمصدر محذوف، أي إلا ذكرا قليلا. مذبذبين حال من المنافقين. لا إلى هؤلاء و لا الى هؤلاء متعلق بمحذوف حال، أي غير منسوبين لا الى المؤمنين و لا إلى الكافرين.

المعنى:

(إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ) . المراد بخداعهم للّه اظهارهم الايمان للرسول مع إضمارهم الكفر، لأن من خان الرسول فقد خان اللّه، قال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ‏ - 10 الفتح». و المراد بخداع اللّه لهم انه تعالى يعاقبهم على خداعهم و نفاقهم، من باب اطلاق السبب و ارادة المسبب، و قد وصف اللّه تعالى نفسه في كتابه العزيز بالتواب و الشاكر، لأنه يقبل من التائب توبته، و يثيب الشاكر على شكره.

(وَ إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى‏) . و كيف ينشطون لها، و هم بها كافرون؟. لا يرجون ثوابا على فعلها، و لا عقابا على تركها، و إنما أتوا بها صيدا للدنيا، و طريقا الى الكسب، قال تعالى: «وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ‏ - 45 البقرة.» و تسأل: إذا صلى بدافع التقرب الى اللّه، و مع ذلك أحب أن يراه الناس ليحسبوه من الصالحين، أو ليدفع عنه تهمة التهاون بالدين، فهل يكون هذا رياء؟.

الجواب: كلا، ما دام الباعث الأول هو أمر اللّه و مرضاته، و ما عداه تبع له .. فقد سئل الإمام الصادق (ع) عن الرجل: يعمل الشي‏ء من الخير فيراه انسان، فيسره ذلك؟. قال: لا بأس، ما من أحد إلا و هو يحب أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يكن ذلك لذلك. أي إذا لم يكن الفعل لمجرد الاظهار فقط.

(يُراؤُنَ النَّاسَ) . لأنهم لا يصلون للّه، بل للصيد و الربح. (وَ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) . أي الا حين يراهم الناس، أما إذا انفردوا فلا يذكرونه‏

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 469

إطلاقا، قال الإمام جعفر الصادق (ع): للمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده: و ينشط إذا كان الناس عنده، و يحب ان يحمد بما لم يفعل.

هل كل الناس مراؤن؟

و تسأل: ما من أحد يظهر أمام الناس على حقيقته، و يقول لهم كل ما يعتقد، و من الذي يقول لكل واحد ما يعرفه منه؟. و لو قال لعدّ من المجانين، بل من الذي لا يفعل و يتصرف- أحيانا- على غير ما يحب و يريد؟. ثم الى أين المفر من عادات المجتمع و قيمه؟.

و هل باستطاعتك إذا التقيت بمن تكره، و ابتدأك بقوله: أنا مشتاق الى رؤيتك.

هل باستطاعتك أن تجيبه بأني أكره أن أراك؟ و إذا أجبته بهذا المكروه فهل أنت مصيب في نظر الناس، بل و في نظرك أيضا؟. و أخيرا، هل كل الناس مراؤن منحرفون لأنهم لا يعتقدون بكل ما يقولون، و لا يؤمنون بكل ما يفعلون؟

الجواب: فرق بين الرياء و المداراة، فالرياء ان تظهر الصلاح نفاقا و افتراء، لتقف مع الصالحين، و لست منهم، و المداراة ان تكون لطيفا في معاملة الناس، دون أن تهدف الى شي‏ء الا ان تعيش معهم في وئام و وفاق .. صحيح انك تتصرف- أحيانا- تبعا لتقاليد المجتمع، فتهني أو تعزي، أو تبتسم و تحترم إنسانا مجاملا، لا مؤمنا، و لكن هذا تصرف سليم لا غبار عليه، و لا تعد معه مرائيا ما دمت في فعلك و تصرفك متفقا مع المجتمع .. و أيضا لا يجب عليك إذا صدرت منك خطيئة- و أينا المعصوم- ان تذيعها و تعلنها على الناس.

أجل، يجب ان لا تبدو لهم قديسا لا خطيئة له.

و صحيح أيضا انك كاذب في قولك لمن تكره: أنا أشوق، و لكنه كذب في المصلحة و حسن الخلق، قال تعالى: «وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً - 83 البقرة».

و قال: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ - 24 ابراهيم». و قال:

«اذْهَبا إِلى‏ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى‏ فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً - 44 طه». و في الحديث:

«الكلمة الطيبة صدقة يثاب بها قائلها بما يثاب به أولو الفضل و الإحسان». و فيه‏

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 470

أيضا: «أمرني ربي بالمداراة، كما أمرني بالفرائض». و أجمع الفقهاء على ان الكذب واجب إذا توقف عليه حفظ النفس البريئة، و خلاصها من الهلاك، و ان الصدق حرام في النميمة و الغيبة، فالنمام صادق، و المغتاب صادق، و لكنهما مذمومان عند اللّه و الناس‏ «1» .

و بعد، فان الرياء المحرم هو ان يتظاهر المرء أمام الناس بما ليس فيه، فيريهم الخير و الصلاح من نفسه، ليحظى عندهم بمكان الصالحين الخيرين، و هو من الأشرار المفسدين.

(مذبذبين). يتظاهرون تارة مع المسلمين، و تارة مع الكافرين، و هم في الواقع‏ (لا إِلى‏ هؤُلاءِ وَ لا إِلى‏ هؤُلاءِ) . بل الى منافعهم و مطامعهم .. يقبلون كل يد تقبض على منفعتهم، أو على شي‏ء منها، قذرة كانت اليد، أو طاهرة.

(وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا) . أي ان اللّه سبحانه قد تخلى عنهم، و أوكلهم الى أنفسهم لعنادهم و تمردهم على الحق، و من كان هذا شأنه فلن يؤوب الى رشد. و لا بد من التنبيه الى ان حكمة اللّه تعالى تستدعي ان لا يتخلى عن عبده، تماما كما لا تتخلى الوالدة عن وليدها، الا إذا كان العبد هو السبب الموجب لتخلي اللّه عنه لولوجه في العصيان و التمرد، كما تتخلى الأم عن ابنها لغلوه في العقوق. و تقدم هذا النص القرآني بالحرف في الآية 88 من هذه السورة، و تكلمنا عنها هناك مفصلا، فقرة «الإضلال من اللّه سلبي لا ايجابي»، كما بسطنا القول في أقسام الهدى و الضلال عند تفسير الآية 26 من سورة البقرة، المجلد الأول ص 70.

[سورة النساء (4): الآيات 144 الى 147]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً (144) إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَ أَصْلَحُوا وَ اعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَ أَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ وَ كانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً (147)

(1) نصوص الكتاب و السنة تقوم على أساس العمل بما فيه مصلحة، و ترك ما فيه مفسدة، فحيث تكون المصلحة يكون الأمر، و حيث تكون المفسدة يكون النهي، و من هنا جاز الكذب مع المصلحة، و حرم الصدق مع المفسدة المترتبة على الغيبة و النميمة.

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 471

اللغة:

السلطان الحجة. و الدرك بسكون الراء و فتحها عبارة عن الطبقة أو الدرجة من الجانب الأسفل من الشي‏ء. و تشعر هذه الآية ان دار العذاب طبقات بعضها أسفل من بعض. و شاكرا، أي يجازي على الشكر، كما بينا في الآية السابقة.

الاعراب:

من النار متعلق بمحذوف حالا من الدرك. و الذين تابوا (الذين) في موضع نصب على الاستثناء من الضمير في (لهم). و ما يفعل اللّه (ما) استفهام في موضع نصب بيفعل.

المعنى:

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) . تقدمت هذه الآية مع تفسيرها في سورة آل عمران الآية 30، فقرة أقسام الأولياء و موالاة المؤمن للكافر.

صفحه بعد