کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 224

اللغة:

الرذل الحقير، و جمعه أرذل، مثل كلب و أكلب، و أراذل جمع الجمع مثل أكالب جمع لأكلب. و بادي الرأي أوله أي قبل التأمل .. و أرأيتم أي أخبروني.

و عميت خفيت. و أ نلزمكموها أي أ نكرهكم عليها.

الإعراب:

بشرا مفعول ثان لنراك ان كانت الرؤية قلبية، و حال من كاف نراك ان كانت بصرية. و مثلنا صفة للبشر. و هم أراذلنا مبتدأ و خبر. و بادي الرأي ظرف زمان أي وقت حدوث أول الرأي، و هو منصوب باتبعك. و آتاني تحتاج الى مفعولين لأنها بمعنى أعطاني، و ياء المتكلم مفعول أول، و رحمة مفعول ثان.

و أ نلزمكموها تتعدى أيضا الى مفعولين و الأول هنا كاف الخطاب، و الثاني ضمير الغائب، و كلاهما متصلان، و يجوز فصل الثاني، فتقول، أ نلزمكم إياها. و قد اجتمع في أ نلزمكموها ثلاثة ضمائر: ضمير المتكلم و المخاطب و الغائب. تذكرون و أصلها تتذكرون.

المعنى:

(فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا) . لما دعا نوح قومه الى التوحيد ردوا عليه دعوته قبل أن يدرسوها، و يتدبروا حقيقتها ..

و تذرعوا بشبهتين: الأولى كيف يتبعونه، و هو واحد منهم؟. فكثير عليه أن‏

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 225

يتحدث باسم اللّه من دونهم .. انهم نظروا الى القائل، و لم ينظروا الى القول، و قاسوا الحق بالرجال، و لم يقيسوا الرجال بالحق.

و تسأل: ان هذا لا يختص بقوم نوح (ع)، فلقد رأينا أكثر الناس ينقادون الى الغريب، دون القريب، حتى اشتهر في الأمثال: بنت الدار عوراء.

الجواب: أجل، ان هذا الخلق لا يختص بقوم نوح، و الآية لا تنفيه عن غيرهم، و انما تذمهم من أجله، و هذا لا ينفي الذم عن أمثالهم و أشباههم.

الشبهة الثانية التي تذرع بها المترفون قولهم: (وَ ما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ) و الأراذل في مفهومهم الفقراء و المساكين الذين لا جاه لهم و لا مال، و المترفون أجل و أعظم من أن يؤمنوا بمن آمن به الأراذل‏ (وَ ما نَرى‏ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) الخطاب في (لكم) لنوح و من آمن معه، و المعنى قال المترفون الطغاة لنوح و المؤمنين: كيف نتبعكم و لا تمتازون علينا بجاه و لا مال، تماما كما قال مشركو قريش لمحمد (ص): «لولا أنزل عليه كنز» .. «وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى‏ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ‏ - 31 الزخرف» (بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ) لأنكم فقراء مساكين .. هذا هو منطق الأثرياء الضالين، التعصب للجاه و المال .. أما النوايا الخيرية، و الأعمال الصالحة فكلام فارغ.

(قالَ يا قَوْمِ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَ آتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ) .

هذا جواب قولهم: كيف نؤمن لك، و أنت بشر مثلنا؟. و معنى الجواب اخبروني ما أصنع إذا اختارني اللّه لرسالته، و خصني من دونكم برحمته، و زودني ببينة منه على هذه الرسالة؟. ما رأيكم؟. هل أرفضها، و أقول للّه، لا أريد النبوة منك، و لا أحمل رسالتك إلى عبادك، لأنكم لا تعقلون؟ (فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) أي خفيت الرسالة عليكم، و عجزتم عن فهمها (أَ نُلْزِمُكُمُوها) أي أ تريدون مني ان أكرهكم على الإيمان برسالتي‏ (وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ) ؟. و إذا كره القلب عمي عن رؤية الحق.

(وَ يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ‏ - أي على الانذار- مالًا إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ) .

لأن من يتكلم باسم اللّه لا يطلب الأجر من سواه ان كان صادقا في كلامه، و المرتزقة باسم الدين هم الذين يسألون الناس أموالهم و صدقاتهم، و ما أكثرهم في هذا العصر.

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 226

(وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) . و ما هو المبرر لطردهم؟.

أ لأنهم فقراء؟. و ليس الفقر ذنبا عند اللّه. أو لأن إيمانهم زائف و غير صحيح فهم ذاهبون إلى ربهم، و هو أعلم بمقاصدهم و ضمائرهم؟. (وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) و الناس أعداء ما جهلوا.

(وَ يا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ) هل تدفعون عني أنتم أو غيركم عذابه ان فعلت ذلك‏ (أَ فَلا تَذَكَّرُونَ) و كيف يتذكر من لا يخشى العواقب؟.

(وَ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) . هذا القول من نوح (ع) شرح و تفسير لقوله أولا: (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) و ليس من شرط النذير ان يملك الأموال و الأرزاق، حتى يكذّب الفقير إذا ادعى الانذار باسم اللّه، و لا من شرطه أيضا ان يعلم الغيب لترد دعواه النبوة إذا لم يخبر بالمغيبات، و لا أن يكون ملكا من الملائكة كي يقال له: ما أنت إلا بشر.

(وَ لا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ) .

من الطبيعي أن يكون الترف هو مقياس الحق و الخير عند المترفين، بل و عند الجهلاء و السفهاء .. أما عند اللّه و أهل اللّه فمقياس الخير التقوى و العمل الصالح، و نوح (ع) يقيس بمقياس اللّه، فكيف يقول للمؤمنين: لن يؤتيكم اللّه خيرا؟

تماما كما قال لهم المترفون الطغاة .. اللهم الا إذا صار طاغية مثلهم‏ (إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) كالذين أشركوا باللّه، و كفروا بكتبه و رسله.

[سورة هود (11): الآيات 32 الى 35]

قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شاءَ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَ أَنَا بَرِي‏ءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 227

اللغة:

الجدال مأخوذ من جدل الحبل أي فتله، لأن كل واحد من المتخاصمين يفتل صاحبه عن مذهبه و حجته.

الإعراب:

و لا ينفعكم نصحي قرينة دالة على جوابين محذوفين لشرطين موجودين: الأول إن أردت، و الثاني إن كان اللّه. و قوله هو ربكم كلام مستأنف، و لا يجوز أن يكون جوابا للشرط.

المعنى:

(قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) . لما أفحم نوح قومه بالحجة و البرهان ضاقوا به، و لم يجدوا أية وسيلة يتذرعون بها لجحودهم و انكارهم إلا أن يتحدّوا نوحا بأن ينزل عليهم ما خوّفهم به من العذاب، و لما سألوه ذلك‏ (قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شاءَ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) . أي أنتم أهون على اللّه من أن تعجزوه، لأنه على كل شي‏ء قدير و له وحده الخلق و الأمر .. و قال مشركو مكة لرسول اللّه مثلما قال قوم نوح لنبيهم. أنظر تفسير الآية 32 من سورة الأنفال ج 3 ص 473.

(وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ) . لقد أراد لهم النصح، بل و أكثر من نصحهم، و لكن ما الفائدة إذا قست القلوب و لم تمل لهداية

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 228

(إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) . ان اللّه لا يخلق الغواية في الإنسان، و لو فعل لسلبه انسانيته، و لكن قضت سنة اللّه في خلقه ان من سلك بإرادته طريق الغواية كان حتما من الغاوين، تماما كما قضت بهلاك من ينتحر مختارا .. و بهذا الاعتبار صحت نسبة الغواية إليه تعالى. و سبق الكلام عن ذلك عند تفسير الآية 74 من سورة يونس، فقرة: «حول الهداية و الضلال» (هُوَ رَبُّكُمْ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) و لا مفر من لقائه و حسابه و جزائه.

(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَ أَنَا بَرِي‏ءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ) .

ظاهر السياق يدل على ضمير يقولون عائد الى قوم نوح، و هاء افتراه الى الوحي الذي بلغهم إياه، و المعنى قل يا نوح لقومك: ان كنت كاذبا فيما أقول كما تزعمون فأنا وحدي المسئول عن ذلك، و علي إثمه و عقابه، و ان كنت صادقا فأنتم المسئولون، و عليكم وحدكم يقع عقاب التكذيب، و أنا بري‏ء من أعمالكم و جرائمكم.

و قيل: ان هذه الآية جاءت معترضة في قصة نوح، و انها نزلت في مشركي قريش، لأنهم ارتابوا في صدق محمد (ص) حين تلا عليهم هذه القصة، فأمره اللّه أن يقول لهم: لا عليكم ان كنت مفتريا، فعليّ وحدي تبعة ما أفتري ..

و هذا المعنى جائز في نفسه، و لكنه بعيد عن ظاهر السياق.

[سورة هود (11): الآيات 36 الى 39]

وَ أُوحِيَ إِلى‏ نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ وَ كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (39)

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 229

اللغة:

الابتئاس الحزن. و الفلك السفينة، و يستوي فيه الواحد و الجمع. و المقيم الدائم.

الإعراب:

المصدر المنسبك من انه نائب فاعل لأوحي. و الا من قد آمن (من) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع لأن الكفر غير الايمان. و كلما (ما) مصدرية ظرفية أي مدة مرور الملأ عليه، و الظرف متعلق بسخروا منه. و تعلمون هنا تتعدى الى مفعول واحد لأنها بمعنى تعرفون. و من يأتيه مفعول لتعلمون، و هي اسم موصول، و قيل: استفهام بمعنى أينا.

المعنى:

(وَ أُوحِيَ إِلى‏ نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) . أنبأ اللّه نوحا (ع) بأن مهمته قد انتهت بعد أن أدى الرسالة على وجهها، و ألقى الحجة على من أعرض و تولى، و انه لن يستجيب له أحد بعد الآن، و عزّاه اللّه سبحانه عن ذلك، لأن نوحا قد تألم و حزن لاصرارهم على الشرك.

(وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) .

بأعيننا كناية عن حفظه تعالى و رعايته، و المراد بوحينا أمره و تعاليمه، بعد أن أمره اللّه بصنع الفلك نهاه عن التوسل اليه في شأن الذين ظلموا أنفسهم، لأن كلمة العذاب قد حقت عليهم أجمعين.

(وَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ وَ كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ) لأنه صنعها في فلاة من الأرض بعيدا عن الماء .. سخروا و ضحكوا لأنهم أيقنوا بأنه لا شي‏ء وراء ما يبصرون، و هذا هو شأن الجاهل يركن الى الظاهر، و لا يدخل في حسابه ما وراءه من تقدير و تدبير. و قيل: ان قوم نوح ما رأوا سفينة قبل‏

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 230

ذلك، و لا عرفوا كيفية الانتفاع بها، و لذلك سخروا و تعجبوا .. و المعروف ان الفينيقيين من أوائل من صنع السفن و ركب البحار، و نقل أبو حيان الأندلسي في تفسيره «البحر المحيط» عن ابن عباس ان نوحا قطع خشب السفينة من غابات جبال لبنان .. و ان دل هذا على شي‏ء فإنما يدل على ان جبال لبنان كانت معروفة بالغابات منذ القديم .. و كذا الفينيقيون قطعوا أخشاب سفنهم من هذه الغابات.

المؤمنون و المستهزءون:

(قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) . جهلوا حقيقة السفينة و الغرض منها، و لم يحسبوا لمخبآت الدهر و ملماته، فاسترسلوا مع أهوائهم يهزءون و يسخرون، أما نوح فقد كان على ثقة من أمره و انه يصنع ما يصنع بعين اللّه و رعايته، و انه و من معه بمنجاة من الهلاك، و ان مصير الساخرين الى الغرق لا محالة، و هذا المصير هو الذي سخر منهم، أما نوح فبيان الواقع و ترجمانه.

و ما أشبه المستهترين بالدين من شباب هذا العصر بالذين كفروا من قوم نوح.

سخر هؤلاء من سفينة النجاة، و سخر الشباب المستهتر من المؤمنين، و قالوا:

أصلاة و صيام في القرن العشرين؟. تماما كما قال الذين كفروا: أ سفينة في اليابسة، حيث لا بحر و لا ماء؟. جهلوا حقيقة السفينة و أسرارها، فسخروا من نوح، و جهل الشباب أسرار الصوم و الصلاة، فسخروا من الصائمين المصلين، أ فأمن الشباب المستهتر الهازئ بالدين و أهله ان يصيبهم ما أصاب الذين سخروا من نوح و سفينته؟.

[سورة هود (11): الآيات 40 الى 44]

صفحه بعد