کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 276

المنافع و المصالح الشخصية، و نشأ و ترعرع على تقاليد البيئة و الآباء و الأجداد، سواء أ كانت تلك التقاليد عبادة حجر، أم تعصبا لرأي من غير علم و لا هدى، و سواء أ كان الغرض مالا أم جاها أم أي شي‏ء غير الحق و العدل.

[سورة الأنبياء (21): الآيات 37 الى 44]

خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَ يَقُولُونَ مَتى‏ هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَ لا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ (40) وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (41)

قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَ لا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَ آباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَ فَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَ فَهُمُ الْغالِبُونَ (44)

اللغة

الفرق بين العجلة و السرعة ان العجلة تقديم الشي‏ء قبل أوانه، أما السرعة فهي‏

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 277

الإتيان بالشي‏ء في أول أوقاته، و السرعة الى الخير محمودة. قال تعالى: و يسارعون في الخيرات، و العجلة مذمومة. و اشتهر: العجلة من الشيطان. لا يكفون أي لا يدفعون، تقول كففته عني أي دفعته و منعته. و تبهتهم تحيّرهم. و ينظرون يؤخّرون. و حاق نزل. و يكلؤكم يحرسكم. و يصحبون يجارون، تقول العرب:

أنا صاحب لك من فلان أي مجير لك منه.

الإعراب:

حين مفعول به ليعلم أي يعلم الوقت. و جواب لو محذوف أي لو يعلم الكافرون ..

لانتهوا. و بغتة مصدر في موضع الحال من مفعول تأتيهم أي تأتيهم مبغوتين.

و ام لهم (ام) منقطعة بمعنى بل، و جملة تمنعهم صفة للآلهة، و جملة لا يستطيعون مستأنفة لا محل لها من الإعراب. و المصدر من أنّا نأتي مفعول يرون أي أفلا يرون إتياننا الأرض.

المعنى:

(خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) . حذر النبي (ص) الكافرين من عاقبة الكفر، و أنذرهم بعذاب اللّه ان أصروا و تمردوا، فازدادوا عتوا و طغيانا، و استعجلوا العذاب ساخرين مستهزئين، فقال لهم سبحانه: مهلا سترون صدق رسولي فيما وعدكم و أنذركم، فلا تستعجلوا ما هو كائن، فكم من مستعجل أمرا لو أتاه لضاق به، و تمنى انه لم يأت .. و قال المفسرون، و هم يشرحون هذه الآية: ان الإنسان عجول بطبعه و تكوينه، تماما كما هو من لحم و دم .. و يلاحظ بأنه لو صح هذا ما وجد على ظهرها ذو روية و أناة، بل و كان كل انسان عجولا في جميع أقواله و أفعاله بلا استثناء، و الصحيح ان نعت الإنسان بالعجول و الكفور و اليئوس و نحوه هو تفسير لسلوكه في بعض مواقفه، و ليس تحديدا لطبيعته و هويته. و قد بسطنا الكلام في ذلك عند تفسير الآية 9 من سورة هود ج 4 ص 213 و تفسير الآية 34 من سورة ابراهيم ص 449 من المجلد المذكور.

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 278

(وَ يَقُولُونَ مَتى‏ هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) تقدم في الآيتين 70 و 107 من سورة الأعراف و الآية 32 من سورة هود. (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَ لا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ) . يستعجل الذين كفروا نار العذاب، و هم أحقر و أضعف من أن يستطيعوا لها ردا أو يجدوا منها مهربا أو لهم ناصرا، كيف و هي تغشاهم من فوقهم و من تحتهم و من أمامهم و خلفهم؟

(بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ) . الضمير المستتر في تأتيهم يعود الى الساعة، و لا ريب في إتيانها فجأة من غير إنذار لقوله تعالى: «يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ» - 63 الأحزاب» و متى جاءت على هذه الحال وقعوا في الحيرة و الدهشة، فلا هم يملكون لها ردا، و لا هي تمهلهم ليتدبروا أمرهم و يتوبوا الى ربهم.

(وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) . تقدم بنصه الحرفي مع التفسير في الآية 10 من الأنعام ج 3 ص 165.

(قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ) . مهما احتاط الإنسان، و بالغ في التحفظ من المخبآت و المفاجئات فلا ينجو منها إلا بعناية اللّه و توفيقه، فكيف يحترس و يسلم من قضائه و قدره؟ (بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ) . استهزأوا برسل اللّه، و أمنوا مكر اللّه، و أعرضوا عن ذكر اللّه .. و لم؟ لأنهم مترفون، و الترف في حسبانهم حصن حصين من كل نازلة و غائلة.

(أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا) فتدفع عنهم بأسنا و عذابنا ان أردنا هلاكهم و استئصالهم‏ (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَ لا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) . ضمير يستطيعون و ما بعده يعودان الى الآلهة، و المعنى ان المشركين يستجيرون بالأصنام، و هي لا تملك لنفسها نفعا و لا ضرا فكيف تملك النصر و الاستجارة لغيرها. و في تفسير الطبري ان أهل التأويل اختلفوا في معنى يصحبون، و بعد أن نقل الأقوال اختار ان معنى يصحبون يجارون لأن العرب تقول: أنا لك جار من فلان و صاحب أي أجيرك و أمنعك منه. و هذا المعنى يتفق مع قوله تعالى: «وَ هُوَ يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيْهِ» - 88 المؤمنون.

(بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَ آباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) . أمهلهم اللّه، و أمد في‏

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 279

حياتهم فاغتروا بالامهال، و طغوا و بغوا، و ما دروا ان اللّه لهم بالمرصاد، و انه يستدرجهم من حيث لا يعلمون‏ (أَ فَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَ فَهُمُ الْغالِبُونَ) . تقدم مع التفسير في الآية 42 من سورة الرعد ج 4 ص 416.

[سورة الأنبياء (21): الآيات 45 الى 50]

قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَ لا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ (45) وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (46) وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَ كَفى‏ بِنا حاسِبِينَ (47) وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسى‏ وَ هارُونَ الْفُرْقانَ وَ ضِياءً وَ ذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ هُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)

وَ هذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَ فَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)

اللغة:

الصم جمع أصم، و هو الأطرش. و المراد بالنفحة هنا الشي‏ء الضئيل. و القسط العدل. و حاسبين محصين. و الفرقان ما يفرق بين الحق و الباطل.

الإعراب:

إذا ما (ما) زائدة إعرابا. و القسط صفة للموازين على حذف مضاف أي‏

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 280

ذوات القسط. و شيئا مفعول مطلق لتظلم لأنه بمعنى ظلما. و الباء في بنا زائدة و ضمير (نا) فاعل، و حاسبين تمييز لأنه بمعنى من حاسبين، و يجوز أن يكون حالا. و الذين يخشون بدل من المتقين.

المعنى:

(قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَ لا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ) . هذا مثل قوله تعالى: «وَ قُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ» - 89 الحجر .. أمر نبيه الكريم ان يقول للمشركين: أ تسخرون من قيام الساعة و أهوالها؟ انها من وحي اللّه لا من وحي الخيال، و اني أحذركم بأمر اللّه، لا بأمري، و لكن كيف تسمعون التحذير و الانذار، و في آذانكم وقر و صمم؟ و كل من لا يستجيب لنصيحة اللّه فهو أعمى و أصم، و ان كان له عينان و أذنان.

(وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) . كانوا من قبل يسخرون و يهزءون إذا ما أنذروا بالعذاب، حتى إذا مسهم أخفه و أدناه ذلوا و خضعوا و قالوا: «يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) . و تقدم مثله في الآية 14 من هذه السورة.

الميزان يوم القيامة و صاحب الأسفار:

(وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَ كَفى‏ بِنا حاسِبِينَ) . المراد بالموازين هنا احكام اللّه و شريعته و المعنى ان اللّه سبحانه يقيس أعمال العباد بأمره و نهيه، فمن جاءت أفعاله على وفق أمر اللّه و تروكه على وفق نهيه تعالى فهو ممن ثقلت موازينهم، و الا فهو من الذين خفت موازينهم، سئل الإمام جعفر الصادق (ع) عن الموازين القسط؟

فقال: هم أنبياء اللّه و أولياؤه أي احكام اللّه الذي يبلغها الأنبياء و الأولياء لعباده.

و على هذا الأساس يكون الجزاء، فلا ينقص من ثواب المحسن مقدار حبة من خردل، و قد يزاد له، و لا يزاد في عقاب المسي‏ء حبة كذلك، و قد ينقص‏

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 281

منه‏ (وَ كَفى‏ بِنا حاسِبِينَ) لا نشتبه بشي‏ء و لا يفوتنا شي‏ء مهما بلغ العدد، قال الملّا صدرا في كتاب الأسفار: «في قدرة اللّه ان يكشف للخلائق جميع أعمالهم، و ميزان حسناتهم و سيئاتهم و ثوابها و عقابها في لحظة واحدة، و هو أسرع الحاسبين».

و لو تنبه لهذه الآية من يحاول تطبيق القرآن على العلم الحديث لقال: ان المصدر الأول لفكرة العقل الالكتروني هو القرآن .. انظر القرآن و العلم الحديث في أول سورة البقرة.

و تكلم صاحب الاسفار عن معنى الميزان يوم القيامة و أطال الكلام، و بالنظر الى مكانة المؤلف في فلسفة العقيدة و غيرها نقتطف من عباراته ما يلي مع ضرب من التصرف في التعبير بقصد الإيضاح:

«ان ميزان الآخرة هو ما يعرف به صحة العلم و الايمان باللّه و صفاته و أفعاله، و بملائكته و كتبه و رسله و باليوم الآخر، و هذا الميزان هو القرآن الذي أنزله المعلم الأول، و هو اللّه على المعلم الثالث و هو الرسول (ص) بواسطة المعلم الثاني و هو جبريل، فبأحكام القرآن يقاس علم الإنسان و عقله و جميع أقواله و أفعاله، و تعرف حسناته من سيئاته، فإن كان الرجحان للحسنات فصاحبها من أهل السعادة، و ان كان للسيئات فصاحبها من أهل الشقاوة، و مع تساوي الحسنات و السيئات فصاحبهما موقوف حتى يحكم اللّه فيه بالعذاب أو العفو، و لكن جانب الرحمة أرجح لأن اللّه عفوّ رحيم. ثم قال صاحب الاسفار- في مكان آخر- لكل شي‏ء ميزان الا قول: لا إله إلا اللّه لأن كلمة التوحيد لا يقابلها إلا الشرك، و ليس للشرك ميزان- و قال في مقام ثالث- ان القرآن بمنزلة مائدة فيها أنواع الأطعمة من لباب الأغذية الى التبن و القشور، فاللباب هي الحكمة و البراهين، و تختص بأولي الألباب و البصائر، أما التبن و القشور فللعوام الذين هم كالأنعام، كما قال تعالى: مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ»* .

و قد يظن للوهلة الأولى ان التعبير بالتبن و القشور جرأة على كتاب اللّه و قداسته.

و لكن صاحب الاسفار فوق الظنون و الشبهات، و من تأمل كلامه يعلم ان مراده بالتبن و القشور هم أهل التبن و القشور كالظاهرية الذين يقفون عند الظاهر، و لا ينظرون الى أبعد من أنوفهم بدليل ما قاله في فصل تحقيق قول النبي (ص): ان‏

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 282

للقرآن ظهرا و بطنا، فقد شرح هذا الحديث بكلام طويل، جاء فيه: «ان للقرآن درجات و منازل كالإنسان الذي منه قشري و لبّي، و الإنسان القشري كالظاهرية الذين لا يدركون إلا القشور، أما روح القرآن و سره فلا يدركه إلا أهل العقول و البصائر». فالتقسيم- اذن- لفهم الناس للقرآن، لا للقرآن نفسه.

(وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسى‏ وَ هارُونَ الْفُرْقانَ وَ ضِياءً وَ ذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ) . المراد بالفرقان هنا التوراة كما أنزلها اللّه على موسى، و كل كتاب سماوي هو فرقان لأنه يفرق بين الهدى و الضلال، و هو ضياء يبدد ظلام الجهل و الكفر، و هو ذكر لمن طلب التقوى لأنه يذكر باللّه و يبين حلاله و حرامه‏ (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ هُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) . هذا تحديد للمتقين بأنهم الذين يخافون اللّه في السر و الغيب عن أعين الناس كما يخافونه في العلانية لأنهم يؤمنون بيوم القيامة و الحساب و الجزاء، و يخافون منه، و يعملون له.

(وَ هذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ) . هذا اشارة الى القرآن، و هو ذكر لمن يتذكر، و عظة لمن يتعظ، و خير و بركة على من ائتمر بأمره، و انتهى بنهيه‏ (أَ فَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) و قد وضحت محجته، و قامت دلائله؟.

[سورة الأنبياء (21): الآيات 51 الى 60]

وَ لَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَ كُنَّا بِهِ عالِمِينَ (51) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ (52) قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ (53) قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (54) قالُوا أَ جِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ (55)

صفحه بعد