کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 408

و اطعام ستين مسكينا، فيجمع بين هذه الأصناف الثلاثة، و تسمى هذه بكفارة الجمع.

و ان كان القتل خطأ، أو شبه عمد فيكفّر بعتق نسمة، فان عجز صام شهرين متتابعين، فان عجز أطعم ستين مسكينا.

أما دية الخطأ فتتحملها العاقلة، و هم البالغون العقلاء الأغنياء من الذين يتقربون الى القاتل بالأب، كالاخوة و الأعمام و أولادهم الذكور دون الإناث، و مقدار الدية الف دينار، و الدية حق لأولياء المقتول، ان شاءوا طالبوا بها، و ان شاءوا أسقطوها عن القاتل. و الى هذا أشار تعالى بقوله: (إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا) . و قال الفقهاء: وجبت الكفارة على من قتل خطأ زجرا له عن التقصير، و حثا على الحذر في جميع الأمور، و وجبت الدية على العاقلة رفقا بمن أخطأ، و وجب القصاص في قتل العمد تأديبا له على تعمد الحرام.

(فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) . المراد بقوم عدو الكفار المحاربون، و ضمير هو يعود على المقتول. و المعنى ان المسلم إذا قتل شخصا باعتقاد انه كافر، ثم تبين انه مسلم يقيم بين قومه الكفار، إذا كان كذلك فلا شي‏ء على القاتل الا عتق نسمة، و تسقط عنه الدية، لأن المفروض ان أهل المقتول كفار، فإذا أعطوها تقووا بها على حرب المسلمين.

(وَ إِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى‏ أَهْلِهِ وَ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ) . أي إذا كان المسلم المقتول خطأ من قوم كفرة، و لكنهم غير محاربين، لأن بينهم و بين المسلمين عهد المسالمة، إذا كان كذلك تعطى دية المقتول الى أهله، و ان كانوا كفرة، لأن حكمهم، و الحال هذه، تماما كحكم المسلمين، من حيث وجوب الدية.

و على القاتل أن يكفّر بعتق نسمة، فإن عجز صام شهرين متتابعين، و شرع اللّه هذه الكفارة على القاتل، لتكون توبة له على ما صدر منه.

(وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً) . أشرنا في صدر الكلام رقم (1) الى حكم القاتل عمدا، و انه القتل إلا أن يعفو الولي، و ذكر اللّه سبحانه في هذه الآية ان جزاءه في الآخرة الخلود في جهنم، و الغضب و اللعنة من اللّه، و العذاب العظيم .. و هذه‏

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 409

العقوبات الأربع كلها تأكيد و عطف تفسير، و القصد التعظيم من اثر هذه الجريمة الشنعاء، و انها من الكبائر التي لا يعادلها الا الكفر، قال بعض الفقهاء: انها من أظهر أفراد الكفر و معانيه .. و يأتي الكلام عن قتل النفس ظلما في المجلد الثالث الآية 32 من سورة المائدة ان شاء اللّه. و سبق الكلام عن الخلود في النار عند تفسير الآية 257 من سورة البقرة، فقرة الخلود في النار، المجلد الأول صفحة 400.

[سورة النساء (4): آية 94]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى‏ إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94)

اللغة:

الضرب في الأرض السفر. و التبين التثبت. و العرض بفتح الراء الشي‏ء الذي يقل لبثه، و يأخذ منه البر و الفاجر. و المغنم اسم لمكان الغنيمة أو زمانها، و يطلق على ما يكتسبه الرجل من مال عدوه في الغزو.

الاعراب:

تبتغون الجملة حال من الواو في تقولوا. و كذلك كنتم الكاف بمعنى مثل في محل نصب خبرا مقدما لكنتم، و ذلك مجرور بالاضافة.

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 410

المعنى:

اتفق المفسرون و المحدثون على ان السبب الموجب لنزول هذه الآية ان النبي (ص) أرسل سرية من أصحابه، فالتقت برجل معه مال، كغنم و ما اليه، فحسبوه كافرا، فتلفظ بما يدل على إسلامه من تحية الإسلام، أو كلمة الشهادة و نحوها، فاعتبرها بعضهم انها كلمة يقولها لينجو بها من القتل، فقتله.

و لما علم النبي (ص) شق ذلك عليه، و أنّب القاتل. فقال: انما تعوذ بها من القتل. فقال له- كما في بعض الروايات- هلا شققت عن قلبه.

و ألفاظ الآية لا تأبى هذا المعنى، بل هي صريحة فيه، فان قوله تعالى:

(إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا) معناه إذا ذهبتم الى الجهاد فتأنوا، و لا تقدموا على قتل من تشتبهون في دينه و عداوته‏ (وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى‏ إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) لأن كل من أظهر الإسلام كان له ما للمسلمين، و عليه ما عليهم، بخاصة فيما يعود الى حقن الدماء، و حفظ الأموال، أما باطنه فموكول الى اللّه وحده.

(تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ) . و يشعر هذا بأن الذي دفع بهم الى قتل الرجل انما هو الطمع بما لديه من أموال، و هو الذي جعلهم يتخيلون ان إظهاره لكلمة الإسلام كان بقصد الخلاص و النجاة .. فكثيرا ما يتصور الإنسان نفسه على غير حقيقتها، فيكون واقعها شيئا، و انطباعه عنها شيئا آخر، مع العلم بأنه هو هي، و هي هو .. و هذا من خصائص الإنسان و عجائبه .. و على أية حال، فان اللّه قد نبّههم الى خطئهم هذا، و انهم قد استعجلوا الغنيمة، مع ان مغانم اللّه و نعمه لا تعد و لا تحصى، فيعوضهم منها عن مال المقتول أضعافا مضاعفة.

(كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ) . هذا رد عليهم، و نقض لفعلهم بمنطق العقل و الوجدان، و تقريره انكم كنتم مشركين من قبل، ثم دخلتم في الإسلام بنفس الكلمة التي نطق بها القتيل، و قبلها النبي (ص) منكم، و بها حقنت دماؤكم و أموالكم، فكان عليكم ان تقبلوا من القتيل ما قبله النبي منكم .. و هكذا أكثر

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 411

الناس، يطلبون من غيرهم الرضا بالنصيب الأدنى، و لا يرضون لأنفسهم إلا النصيب الأوفى.

(فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ) بقبول الإسلام، و جعلكم من الصحابة بمجرد كلمة الشهادة، و لم يبحث النبي عما في قلوبكم، فلما ذا لم تعاملوا غيركم بما عاملكم به رسول اللّه (ص) (فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) . أي لا تفعلوا أي شي‏ء بعد الآن، حتى تكونوا على بينة مما تقدمون عليه، و لا تأخذوا أحدا بالظن و التهمة، فان اللّه خبير بواقعكم و دوافعكم، و يحاسبكم عليها بما تستحقون.

وعدّ الفقهاء هذه الآية مع آيات الأحكام‏ «1» و استخرجوا منها حكمين شرعيين:

الأول: وجوب التثبت في كل شي‏ء، بخاصة في الأحكام الشرعية، و بوجه أخص في الدماء و الأموال، حيث أوجب الفقهاء فيهما التحفظ و الاحتياط، و ألحقوا بهما الفروج.

الثاني: ان كل من نطق بكلمة الإسلام، و قال: أنا مسلم فحكمه حكم المسلمين من حيث الزواج و الإرث، و ما الى ذلك من الأحكام التي تترتب على مجرد اظهار الإسلام، لا على نفس الإسلام حقيقة و واقعا.

[سورة النساء (4): الآيات 95 الى 96]

لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَ الْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَ كُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى‏ وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (95) دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (96)

(1) كل آية يستخرج منها حكم شرعي فهي من آيات الأحكام، كآيات الحج و الصيام، و الزواج و الإرث و المأكولات المحرمة، و قد بلغت هذه الآيات حوالى 500 آية، وضع لها فقهاء الشيعة و السنة كتبا مستقلة، فمن كتب السنة آيات الأحكام للجصاص، و من كتب الشيعة كنز العرفان في آيات الأحكام للمقداد.

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 412

اللغة:

الاستواء المماثلة، تقول: استوى هذا و هذا، أو تساويا، أي تماثلا.

و الضرر كل ما يضر، و المراد به هنا العمى و العرج و المرض، و ما اليه مما يمنع من الجهاد. و المراد بالدرجة عند اللّه المنزلة، قال رجل: يا رسول اللّه ما الدرجة؟. فقال: أما انها ليست بعتبة أمك، ما بين الدرجتين مائة عام.

الإعراب:

من المؤمنين متعلق بمحذوف حال من القاعدين. و غير صفة لهم. و درجة قائمة مقام المفعول المطلق لفضّل، لأن الدرجة هنا تتضمن معنى التفضيل، أي فضّل اللّه المجاهدين تفضيلا، أو تفضلة. و كلا مفعول أول لوعد، و الحسنى مفعول ثان. و أجرا قائم مقام المفعول المطلق، لأنه يتضمن معنى التفضيل.

و درجات بدل من أجر.

المعنى:

(لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَ الْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ) . من تخلف عن الجهاد لعذر مشروع، كالعمى و العرج، و ما اليه فهو معذور، بل و مأجور إذا كان مؤمنا مخلصا يحب النصر للدين، و الخير و أهله، و يود في واقعه لو كان معافى ليشارك المجاهدين في جهادهم، فقد جاء في الحديث: «المرء مع من أحب» أي من أحب مجاهدا لا لشي‏ء الا لأنه مجاهد فله أجر المجاهدين، و من أحب صادقا لصدقه فله منزلته، و من‏

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 413

أحب ظالما لظلمه فهو شريكه، و من أحب كافرا لكفره فهو مثله، هذا حكم القاعدين غير الأصحاء.

أما الأصحاء منهم فينظر: فإن قعدوا عن الجهاد الذي وجب عليهم و على غيرهم، كما في النفير العام فإنهم غير معذورين، بل ملومين مستحقين للعقاب، لأنهم تمردوا و عصوا، و عليه فلا تصح المفاضلة بينهم و بين المجاهدين بحال، لأن المفاضلة مفاعلة، و هي تقتضي المشاركة، و هؤلاء لا يشاركون المجاهدين في شي‏ء .. و ان كان الجهاد فرض كفاية يحصل الغرض منه بفعل البعض، و لا حاجة الى الكل يكون القاعدون عنه معذورين، مع قيام غيرهم بهذا الواجب، و لكن المجاهدين أفضل من القاعدين، على الرغم من وجود عذرهم المشروع، لأنهم آثروا الكسل على العمل، و الاعتزال على النضال، و هؤلاء القاعدون هم المقصودون بقوله تعالى: «لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ» . و على هذا يكون المعنى لا يستوي عند اللّه القاعدون الأصحاء و المجاهدون الذين لم يجب عليهم الجهاد بالخصوص، بل وجب عليهم و على غيرهم كفاية، و لكن هم الذين تصدوا لهذا الواجب، و أدوه على أكمله، و أسقطوه عن الباقين. و هذا المعنى هو الذي أراده اللّه، و أوضحه بقوله:

(فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً) . بعد أن نفى التسوية بينهم و بين القاعدين بيّن ما امتاز به المجاهدون، و هو تفضيلهم على القاعدين بدرجة، فيكون قوله هذا تفصيلا بعد إجمال، و سر التفضيل ما أشرنا اليه من تحملهم مسؤولية الدفاع منفردين، تماما كما لو هاجم العدو بلدا، فصده عنه فريق دون فريق من أهله، فيمتاز الفريق الأول على الثاني بالبداهة، و ان كان الثاني غير مؤاخذ بعد أن قام الأول بالواجب، و حقق الغرض المطلوب، و لذا قال تعالى: (وَ كُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى‏) . و لكنه أعاد مؤكدا و مرغبا في الجهاد بقوله:

(وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) و بيّن هذا الأجر العظيم بأنه‏ (دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً) . و درجة واحدة عند اللّه خير من الكون بما فيه، فكيف الدرجات!! أما رحمته فلا شي‏ء خير منها الا من هي منه ..

تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 414

و كفى بمغفرته أمانا من عذابه و سخطه .. هذه هي المغفرة و الرحمة و الدرجة عند اللّه، من نال واحدة فهو في عليين، فكيف بمن نالها مجتمعة؟!.

اللهم اني أسألك يسيرا من رحمتك و مغفرتك، و أنت تعلم ان بي فاقة اليه .. و ما ذا يكون لو مننت و جبرت مسكنتي؟! أ تخشى نفاد مغفرتك، و كنوز رحمتك؟. أم ما ذا يا مولاي؟! ألا إني مذنب .. أجل، و لكن ألا تعلم بأني أعلم ان لا ملجأ لي منك إلا اليك، و انه يسرني أن تعفو عني و تصفح .. اللهم إن كنت كاذبا فيما قلت فعاملني بما أنا أهله، و ان كنت صادقا فيه فعاملني بما أنت أهله.

علي و أبو بكر:

قال الرازي بالنص الحرفي:

«قالت الشيعة: دلت هذه الآية (وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) على ان علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر، و ذلك لأن عليا أكثر جهادا، فالقدر الذي فيه التفاوت كان أبو بكر من القاعدين فيه، و علي من القائمين، و إذا كان كذلك وجب أن يكون علي أفضل منه لقوله تعالى:

(وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) .

ثم ردّ الرازي على الشيعة بقوله- أيضا بالنص الحرفي-: «فيقال لهم:

ان مباشرة علي لقتل الكفار كانت من مباشرة الرسول لذلك، فيلزمكم بحكم هذه الآية أن يكون علي أفضل من محمد (ص)، و هذا لا يقوله عاقل، فإن قلتم:

ان مجاهدة الرسول مع الكفار كانت أعظم من مجاهدة علي معهم، لأن الرسول كان يجاهد الكفار بتقرير الدلائل و البينات و ازالة الشبهات و الضلالات، و هذا الجهاد أكمل من ذلك الجهاد، فنقول: فاقبلوا منا مثله في حق أبي بكر».

صفحه بعد