کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 120

التجسس:

2- (وَ لا تَجَسَّسُوا) . التجسس تتبع العورات و العثرات، و البحث عنها في الخفاء، و هو محرم كتابا و سنّة و إجماعا و عقلا، فمن الكتاب قوله تعالى: «وَ لا تَجَسَّسُوا» . و قوله: «لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ‏ - الى- حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ» - 28 النور ج 5 ص 412. و من السنة قول الرسول الأعظم (ص): «من اطلع عليك فحذفته بحصاة ففقأت عينيه فلا جناح عليك». و قد أجمع الفقهاء قولا واحدا على العمل بهذا الحديث. أما العقل فإنه يعتبر التجسس غزوا لحياة الناس، و اعتداء على حرياتهم و أشيائهم الخاصة بهم من معلومات و عادات.

تذكرت، و أنا أكتب هذه الكلمات مقالا مطولا في هذا الموضوع، نشرته جريدة الأهرام عدد 7-- 1969، قرأته آنذاك، و احتفظت به في ملف قصاصات الصحف التي احتفظ بها و ادخرها الى وقت الحاجة، فرجعت الى المقال، و قرأته من جديد، فإذا بي أقرأ ما لا يبلغه الخيال، و فيما يلي بعض ما جاء فيه:

«لقد تساقطت الجدران في الولايات المتحدة حتى أصبح الأمركيون بفضل الغزو الالكتروني المنظم يشعرون بأن الجدران ليست لها آذان و حسب، بل عيون و عدسات أيضا، كما تقول مجلة التايم .. لقد اخترعوا في الولايات المتحدة جهازا بحجم المليم الصغير، يسترق و يسجل السمع، و يمكن وضعه في «الجاكت» كالزر، و هو في متناول كل فرد، و يتراوح ثمنه بين 10 و 15 دولارا .. و في نيويورك تجار يعلنون في الصحف عن أجهزة تسترق السمع من بيوت الناس و منازلهم، و تعرض في الأسواق كلعب الأطفال، و لا يزيد ثمنها على 18 دولارا، و إذا وضع واحد من هذه الأجهزة في سيارة تقبع في اتجاه العمارة- سجل كل كلمة تقال في داخل العمارة .. بل هناك جهاز لاستراق السمع لا يزيد حجمه على حبة العدس الصغيرة يمكن أن يوضع في القلم و ما أشبه، و تعمل بطاريته بين 18 و 50 ساعة .. و أيضا اخترعوا في الولايات المتحدة جهازا صغيرا للارسال، يذيع ما بدور في البيوت على بعد 50 قدما منها، و ثمنه 400 دولار .. و أعجب من ذلك‏

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 121

كله كاميرا تصور من وراء الجدران كل ما يفعله الإنسان بالحمام و المخدع في أحلك الظلمات .. و أيضا يمكن رسم و شم على الطفل ساعة ولادته، و بسبه ترصد جميع حركاته طول حياته .. و يوجد في أنحاء الولايات المتحدة شركات تجمع المعلومات و التحركات الخاصة للشخصيات السياسية و العلمية و الأدبية و المالية و غيرهم و تسجل أقوالهم و تصور أفعالهم حتى الجنسية مع الزوجات و غيرهن، و تزود من شاء بهذه المعلومات مقابل دولار واحد، و تسمى هذه الشركات بنوك المعلومات ..

كل ذلك و ما اليه يحدث على علم من السلطة دون أن تحرك ساكنا، لأنه معتاد و مألوف تماما كبيع الجرائد».

هذا قليل من كثير .. فقد ألّف الباحثون كتبا خاصة في هذا الموضوع، و لو اقتصر تجسس الأمريكين على بعضهم البعض لقلنا مع الموالين لهم: ان لكل بلد تمام الحرية في أن يختار لنفسه ما يشاء .. و لكن الأمريكيين تجاوزوا ذلك الى التجسس على دول الأرض و شعوبها بالطائرات و الأقمار الصناعية .. و لا تعجب أيها القارئ فإن الولايات المتحدة بلد الحضارة و الديمقراطية، و سيدة العالم الحر، و قائدة الاستعمار الجديد، و فوق ذلك تؤمن باللّه و المثل العليا ... و لا شي‏ء أدل على إيمانها باللّه و اليوم الآخر من مذبحة «سنونج ماي» «1» بفيتنام الجنوبية، و من تزويدها إسرائيل بأحدث الأسلحة لتقضي بها على شعب فلسطين، و تقتل أبناءه بالجملة، و تلقي الصواريخ من طائرات الفانتوم على أطفال المدارس في الجمهورية العربية المتحدة ... حقا ان الولايات المتحدة أعظم دولة في هذا الميدان .. و العاقبة للمتقين.

الغيبة:

3- (وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) .

(1). هي قرية مسالمة تضم 500 نسمة معظمهم من الشيوخ و النساء و الأطفال، ذبح الجنود الامركيون جميع من فيها بابشع صورة، و لم يبقوا منها باقية .. حدثت هذه الجريمة المذهلة في الشهر الثالث من سنة 1968.

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 122

الغيبة أن تذكر شخصا معينا بما يكره، قال الرسول الأعظم (ص): «الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، فإن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، و ان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته» و البهتان أعظم من الغيبة، و هي محرمة كتابا و سنّة و اجماعا.

و قد شبّه سبحانه من استغيب بالميت لأنه غائب، و شبّه عرضه بلحمه، و قول السوء فيه بالأكل و النهش. و معنى فكرهتموه: أنفتم من أكل لحم الميت فينبغي أن تأنفوا من غيبة الغائب أيضا لأنهما من باب واحد، و لا شي‏ء أدل من الغيبة على الخسة و الضعة، قال الإمام علي (ع): «الغيبة جهد العاجز» و اللّه سبحانه لا يغفر الغيبة حتى يغفرها من استغيب .. و استثنى الفقهاء من تحريم الغيبة الملحد، و الحاكم الجائر، و الفاسق المعلن بالفسق لأن من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له، و نصح من استشارك في مشاركة شخص معين أو توكيله في أمر هام، و تجريح الشاهد عند القاضي، و راوي حديث الرسول (ص)، و المتظلم من ظالمه، قال تعالى: «لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ» - 148 النساء.

و في مكاسب الشيخ الأنصاري: «ان موارد استثناء الغيبة لا تنحصر في عدد لأن الغيبة انما تحرم إذا لم يكن في التشهير مصلحة أقوى و إلا وجب الإعلان و التشهير تغليبا لأقوى المصلحتين، كما هي الحال في كل معصية من حقوق اللّه و حقوق الإنسان». أنظر ج 2 ص 477.

[سورة الحجرات (49): الآيات 13 الى 18]

يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَ تُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (17)

إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (18)

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 123

اللغة:

شعوب جمع شعب و هو أعظم من القبيلة. و الأعراب سكان البادية. و المراد بالإسلام هنا النطق بالشهادتين. لا يلتكم لا ينقصكم.

الإعراب:

لتعارفوا الأصل لتتعارفوا، و المصدر المنسبك متعلق بجعلناكم. و لما يدخل أي لم يدخل بعد. و شيئا مفعول مطلق ليلتكم. و أولئك مبتدأ و الصادقون خبر و هم ضمير فصل، و الجملة خبر «المؤمنون». و المصدر من أن أسلموا مجرور بباء مقدرة، و مثله ان هداكم.

المعنى:

(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 124

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) . كل الناس يعلمون ان الأب آدم و الأم حواء .. و لكن الغرض من قوله تعالى: «خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏» ان يعلم الناس، كل الناس، انهم اخوة و الاخوة سواسية في الحقوق و الواجبات، قوله: «لِتَعارَفُوا» فمعناه ليس القصد من اختلافكم في البلدان و الأنساب و الألوان أن تتفرقوا شيعا، و تتناحروا و تتفاخروا بشعوبكم و آبائكم و أجناسكم .. كلا، و إنما القصد أن تتعاطفوا و تتعاونوا على ما فيه خيركم و صلاحكم .. و أفضل الناس عنده تعالى أخوفهم منه، و أنفعهم لعباده.

و هذه الآية دعوة من القرآن الكريم إلى أمة انسانية و عالم واحد يجمعه العدل و المحبة، و هذا العالم أمل الصفوة من المفكرين و حلم المصلحين، و في يقيننا ان الاعتراف بحقوق الإنسان سيظل حبرا على ورق و مجرد نظرية إذا لم تتحقق الوحدة الانسانية الشاملة التي دعا اليها القرآن منذ أكثر من ألف و ثلاثمائة سنة .. فلقد وقّعت الولايات المتحدة و معها إسرائيل وثيقة حقوق الإنسان، و مع ذلك تقترف الأولى جريمة إبادة الجنس البشري في شعب فيتنام و الثانية في شعب فلسطين.

أكتب هذه الكلمات يوم 23 نيسان سنة 1970 و اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة تحقق في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان، و قد سجلت اللجنة في محاضرها ان إسرائيل هدمت في الأراضي المحتلة على المدنيين بيوتهم رجالا و نساء و أطفالا و تركت الجثث تحت الأنقاض و رفضت السلطات الاسرائيلية دفنها، و انها تعتدي على الأماكن المقدسة و المستشفيات، و تعذب المواطنين العرب بالنار و الكهرباء، و تستأصل الأعضاء الحساسة من أجساد الكبار، و تقطع أيدي الصغار و تبقر بطونهم بمرأى من الآباء و الأمهات .. الى غير ذلك من الجرائم الوحشية و الابادة الجماعية.

(قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ‏ - أي لا ينقصكم- مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) . عند تفسير الآية 82 من سورة البقرة ج 1 ص 138 تكلمنا عن الفرق بين المؤمن و المسلم، و ننقل هنا ما ذكره الدكتور طه حسين حول هذه الآية في كتاب «مرآة الإسلام» لأنه أديب يستشهد بفهمه على أسرار البلاغة قال:

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 125

«كان في عهد النبي (ص) مؤمنون و مسلمون، فما عسى أن يكون الفرق بين الايمان و الإسلام؟. أما الايمان فالظاهر من هذه الآية انه شي‏ء في القلب قوامه الإخلاص للّه و التصديق بكل ما أوحى الى الرسول في أعماق الضمير، و نتيجة هذا الايمان الاستجابة للّه و لرسوله في كل ما يدعوان اليه من غير جمجمة و لا لجلجة و لا تردد مهما تكن الظروف و الخطوب و الكوارث و الأحداث .. و لازمة أخرى من لوازم هذا الايمان هي الخوف العميق من اللّه إذا ذكر اسمه و الثقة العميقة به إذا جد الجد و ازدياد التصديق إذا تليت آياته .. و الايمان يزيد و ينقص .. أما الإسلام فهو الطاعة الظاهرة بأداء الواجبات و اجتناب المحظورات و ان لم يبلغ الايمان الصادق .. فمن الناس من يسلمون خوفا من البأس كما أسلم الطلقاء من قريش يوم فتح مكة، و منهم من يسلم خوفا و طمعا كالأعراب الذين ذكرهم اللّه في هذه الآية».

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) المؤمنون حق الايمان هم الذين لا تشوبهم الريبة في عقائدهم، و يبذلون النفس و النفيس لاحقاق الحق و إبطال الباطل. و تقدم مثله في أكثر من آية، من ذلك الآية 88 من سورة التوبة ج 4 ص 82.

(قُلْ أَ تُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ) . قالت الأعراب: آمنا. فأجابهم سبحانه: أ تخبرون اللّه بايمانكم، و هو يعلم السر و أخفى، و له الاحاطة بكل شي‏ء، و الغلبة على كل شي‏ء. ثم هل يكون الايمان بمجرد الادعاء؟. و كفى بالمرء جهلا ان لا يعرف قدره.

(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) . المراد بمنّه تعالى لطفه و تفضله، لأنه نهى عن المن، و ما كان اللّه لينهي عن شي‏ء ثم يفعله، و المراد بهدايته الى الايمان الإرشاد الى الحق و الترغيب فيه، و المعنى ان الاعراب و من على شاكلتهم من أهل الجهل يمنون بدينهم على ربهم و نبيهم، و يطلبون عليه الثمن .. و اللّه سبحانه هو صاحب الفضل عليهم حيث أرشدهم الى الايمان و رغبّهم فيه على لسان نبيه الكريم، فعليهم أن يحمدوه شكرا على تفضله و انعامه، لا ان يمنوا و يطلبوا الثمن ... هذا،

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 126

صفحه بعد