کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 505

ذكر سبحانه في هذه الآية وصفين لمنكري الآخرة: الأول ان قلوبهم قد أنكرت و جحدت اليوم الآخر، و هم من أجل ذلك لا يعملون أي شي‏ء طمعا في ثواب اللّه، أو خوفا من عقابه .. و انما يعملون على أساس الربح و المنفعة في هذه الحياة الدنيا. الوصف الثاني الذي وصفهم اللّه به في هذه الآية انهم ينفرون من الحق و لا ينقادون له علوا و استكبارا.

(لا جَرَمَ) ليس من شك‏ (أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) . انه تعالى يعلم ان انكارهم كان علوا و استكبارا، و هو يكره الذين يستنكفون عن الخضوع للحق، و يعاقبهم بما يستحقون.

[سورة النحل (16): الآيات 24 الى 29]

وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (25) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ أَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَ يَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَ السُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى‏ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)

فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 506

اللغة:

أساطير جمع أسطورة و اسطارة، و هي الشي‏ء المسطور في الكتب من غير دليل على صحته. و الأوزار الآثام. و القواعد جمع قاعدة و المراد بها هنا الدعامة.

و السّلم الاستسلام. و المثوى مكان الثواء و الاقامة.

الإعراب:

ما ذا يجوز أن تكون كلمتين ما للاستفهام و محلها الرفع بالابتداء و ذا خبر بمعنى الذي، و يجوز أن تكون كلمة واحدة بمعنى أي شي‏ء و محلها النصب بأنزل.

و أساطير خبر لمبتدأ محذوف أي هذه أساطير و الذي أنزله أساطير. و ليحملوا مضارع منصوب بأن مضمرة و المصدر المنسبك مجرور باللام متعلقا بقالوا، و اللام هنا معناها العاقبة مثل لدوا للموت و ابنوا للخراب. أي كان عاقبة قولهم حمل الأوزار. و ساء ما يزرون أعربها النحاة و المفسرون كما أعربوا بئس و نعم و ما بعدهما، و ذكرنا ذلك في ج 3 ص 188. و الذي نراه ان ما مصدرية و المصدر المنسبك منها و من يزرون فاعل ساء أي ساء وزرهم. و الذين تتوفاهم نعت للكافرين. و ظالمي أنفسهم حال من ضمير تتوفاهم. و خالدين حال من واو ادخلوا. و فلبئس اللام للتأكيد، و بئس فعل ذم، و فاعلها مستتر أي بئس المثوى، و مثوى المتكبرين تمييز، و المخصوص بالذم محذوف أي جهنم و هي مبتدأ و جملة بئس و فاعلها خبر.

المعنى:

(وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) . في الآية السابقة ذكر سبحانه ان الذين أنكروا الآخرة إنما أنكروها علوا و استكبارا عن الخضوع للحق، و في هذه الآية حكى عنهم انهم ينعتون القرآن بالخرافات و الأساطير .. و في آيات أخرى حكى انهم ينعتون محمدا تارة بأنه مجنون، و تارة بأنه شاعر أو كاهن،

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 507

و ثالثة بأنه ساحر، و غرضهم الأول تضليل الناس عن الحق الذي يكشف عن عيوبهم، و يظهرهم على حقيقتهم .. و قد ذكر اللّه سبحانه هؤلاء الذين يصدون عن سبيل اللّه في العديد من آياته، و وصفهم تارة بأنهم يبغونها عوجا، و أخرى بأنهم يريدون أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم. و هددهم سبحانه في الآية 13 من سورة العنكبوت بقوله: «وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ» و في معنى هذه الآية الآية التالية:

(لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) . لقد ضلوا و أضلوا، و بضلالهم يحملون ذنوبهم كاملة أي لا يغفر اللّه منها شيئا، و باضلالهم يحملون الكثير من ذنوب الذين أضلوهم و أفسدوهم. و في الحديث: «أيما داع دعا الى الهدى فاتبع- أي تبعه الناس على ضلاله- كان له مثل أجر من اتبعه لا ينقص من آثامهم شي‏ء». فيزاد في عذاب التابعين.

(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ أَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) أتى اللّه على حذف مضاف أي أتى أمر اللّه بنيانهم، و هو الهلاك، و المراد بالبنيان و القواعد و السقف تشبيه أعمالهم بذلك، و المعنى ان المشركين الأول دبروا المكائد و الحيل ضد أنبياء اللّه و رسله، فأبطلها اللّه جميعا، بل كانت السبب في هلاكهم و دمارهم، تماما كالذي بنى بيتا و أحكم بنيانه و قواعده، حتى إذا سكنه و اطمأن فيه انهار عليه من الأساس، و أصبح أعلاه في أسفله. و هذه هي بالذات نهاية كل من عاند الحق، و بث ضده الافتراءات و الدعايات الكاذبة، سواء أجاء الحق على لسان محمد (ص) أو لسان غيره.

(ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ) . المراد بالخزي هنا عذاب النار: «رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ‏ - 192 آل عمران» (وَ يَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ) . القائل هو اللّه، و المقول لهم المشركون، و تشاقون فيهم معناه تخاصمون في شأن الأصنام، لأن المشركين كانوا يعبدونها و يدافعون عنها، و يخاصمون من يشتمها أو يذكرها بسوء، و يقولون: انها تشفع لنا، و تقربنا من اللّه زلفى ..

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 508

فإذا وقفوا غدا بين اللّه يسألهم عنها، و يقول موبخا و مهددا: أين شركائي الذين كنتم تزعمون؟. و إذا لم يكن شي‏ء من العذاب الا هذا السؤال من العزيز الجبار لكفى.

(قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) بالحق و عملوا به: (إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَ السُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ) . و المراد بالكافرين هنا كل من عاند الحق و استنكف عن الخضوع له ملحدا كان أو غير ملحد، لأن الاثنين الى جهنم و ساءت مصيرا.

(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) ظلموا أنفسهم لأنهم ماتوا على الكفر و الضلال‏ (فَأَلْقَوُا السَّلَمَ) استسلموا و انقادوا حيث لا ينفعهم الاستسلام و الانقياد.

و كذبوا بقولهم: (ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) . و لذا رد سبحانه عليهم بقوله:

(بَلى‏ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) من المظالم و المآثم، و اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تفترون.

(فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) . و كل من رفض العمل بالحق فهو عند اللّه من المتكبرين، سواء انتمى الى الإسلام أم إلى أي دين من الأديان، و نهايته الخلود في جهنم، أما أبوابها فقد سبق الكلام عنها عند تفسير الآية 44 من سورة الحجر.

[سورة النحل (16): الآيات 30 الى 34]

وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (34)

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 509

اللغة:

ينظرون ينتظرون. و حاق بهم أحاط بهم.

الإعراب:

ما ذا بمعنى أي شي‏ء، و محلها النصب بأنزل. و خيرا مفعول لفعل محذوف أي أنزل ربنا خيرا. للذين أحسنوا خبر مقدم، و حسنة مبتدأ مؤخر، و الجملة مستأنفة، و يجوز أن تكون بدلا من خير. و جنات عدن مخصوصة بالمدح بنعم.

و جملة يدخلونها حال، و يجوز أن تكون جنات عدن مبتدأ و يدخلونها خبرا، و الجملة مستأنفة، و المخصوص بالمدح محذوف. و طيبين حال من ضمير تتوفاهم.

و جملة يقولون حال من الملائكة.

المعنى:

(وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً) . بعد أن ذكر سبحانه المشركين الذين وصفوا القرآن بالخرافات و أساطير الأولين ذكر في هذه الآية المؤمنين، و انهم إذا سئلوا عن القرآن ذكروه بالتقديس و التعظيم، و نعتوه بما نعته الإمام علي في نهج البلاغة: «ظاهره أنيق، و باطنه عميق، لا تفنى عجائبه، و لا تنقضي غرائبه، و لا تكشف الظلمات الا به».

(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) . هذه الجملة مستأنفة لا صلة لها بما قبلها، و قيل: بل هي من كلام المتقين، و انها بدل من خير. و المعنى واحد

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 510

على التقديرين، و هو ان اللّه سبحانه يجزي المحسنين خيرا في الدنيا، و لو بالذكر الجميل‏ (وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ) من نعيم الدنيا المشوب بالهمّ و الكدر، و المحدود كما و كيفا (وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) لأنها دار الهناء الدائم الذي لا تشوبه شائبة من همّ و عناء.

(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ) . لا يدخل هذه الجنة العظمى الا المتقون، و هم الذين جاهدوا لنصرة الحق، و صبروا لتحمّل الأذى من أجله، و قد نص القرآن بوضوح على هذا التحديد للمتقين في الآية 142 من سورة آل عمران: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم اللّه الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين». أنظر ج 2 ص 165، و ج 1 ص 242 فقرة «ثمن الجنة».

(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) في مقاصدهم، و طيبين في أفعالهم و أقوالهم، و بالخاتمة يقاس الإنسان، و السعيد من فارق هذه الحياة و اللّه راض عنه، و يشهد له بأنه من الطيبين الأخيار (يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) .

ضمير يقولون للملائكة، و خطاب عليكم للمؤمنين المتقين .. تسلم ملائكة الرحمة على الطيبين عند الموت، و تبشرهم بالجنة، ليطمئنوا و يستبشروا بما أعد اللّه لهم من الكرامة و عظيم المنزلة.

(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ) . مر نظيره في الآية 158 من سورة الأنعام ج 3 ص 289 (كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) .

هذا تذكير و تحذير للذين كذبوا محمدا (ص) أن يصيبهم ما أصاب الأمم الخالية الذين كذبوا رسلهم‏ (وَ ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ) .. حاشا .. كيف؟ .. و قد نهى عن الظلم، و نعت الظالمين بالضلال في الآية 11 من سورة لقمان «بل الظالمون في ضلال مبين». و لعنهم في الآية 44 من سورة الأعراف: «أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ» .

(وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) تكرر هذا المعنى في العديد من الآيات، و أوضحها جميعا الآية 44 من سورة يونس: «إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَ لكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) . كرر سبحانه لفظ الناس دفعا لكل شبهة، و لولا قول الأشاعرة- أي السنة-: ان الإنسان مسيّر، لا مخيّر لكنا في غنى عن هذا التطويل أو التأكيد الذي هو أشبه بتوضيح الواضحات.

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 511

(فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) . أنكر المشركون رسالة محمد (ص) و سخروا منه و منها، و صدوا الناس عنها. و سيلاقون ثمرة أعمالهم بالقسط، و هم لا يظلمون، بل ان الكثير منهم لاقى جزاء عمله في الدنيا قبل الآخرة.

[سورة النحل (16): الآيات 35 الى 37]

وَ قالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ نَحْنُ وَ لا آباؤُنا وَ لا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35) وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) إِنْ تَحْرِصْ عَلى‏ هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (37)

الإعراب:

ان اعبدوا (ان) مفسرة بمعنى أي. فمنهم خبر مقدم و من هدى مبتدأ مؤخر، و مثله و منهم من حقت. و كيف خبر مقدم لكان، و عاقبة اسمها.

المعنى:

صفحه بعد