کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 284

دراهم على شريطة أن يقول له: اجعله ثمن وجبة لك من الطعام.

(وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) . أي ان الشيخ و الشيخة الضعيفين الهرمين، و ان كانا مخيرين بين الإفطار و الصيام إلا ان تجشمهما الصيام أفضل عند اللّه من الفطر مع الفدية.

(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) . قال صاحب مجمع البيان: لما خص اللّه الصوم بشهر رمضان بيّن ان الحكمة في ذلك ان القرآن نزل فيه، و عليه مدار الدين و الايمان .. ثم نقل صاحب المجمع عن النبي (ص) بطريق السنة و الشيعة ان صحف ابراهيم (ع) نزلت لثلاث مضين من شهر رمضان، و توراة موسى (ع) لست مضين منه، و إنجيل عيسى (ع) لثلاث عشرة خلت من رمضان، و زبور داود لثمان عشرة ليلة مضت من رمضان، و القرآن نزل على محمد (ص) لأربع و عشرين منه.

و تسأل: ان قوله تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن يدل بظاهره ان القرآن نزل بكامله في شهر رمضان، مع العلم بأنه نزل على دفعات في مدة البعثة كلها، و هي ثلاث و عشرون سنة؟.

الجواب: ان المراد منه ان انزاله ابتدأ في شهر رمضان، لا انه انزل كاملا فيه، و سميت الليلة التي أنزل فيها ليلة القدر، أي الشرف. قال تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ» . هذا، الى أن لفظة القرآن تطلق على ما بين الدفتين، و على بعضه، أما قول من قال: ان اللّه أنزل القرآن من اللوح المحفوظ الموجود فوق السموات السبع الى سماء الدنيا جملة واحدة في ليلة القدر، ثم أنزله على محمد (ص) بالتفريق، أما هذا القول فلا دليل عليه.

(هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى‏ وَ الْفُرْقانِ) . الفرقان هو الذي يفرق بين الحق و الباطل، و الخير و الشر، و تكلمنا في تفسير الآية 2 عن معنى الهدى، و ان القرآن لم يكن كتاب فلسفة، أو تاريخ، أو علوم طبيعية، و انما هو بصائر و هدى و رحمة .. و قوله تعالى: هُدىً لِلنَّاسِ‏ ، يدل على ما في القرآن من مواعظ و حكم و وعد و وعيد يفهمه جميع الناس، و لا يختص علمه بالمجتهدين و المتخصصين.

(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) . أي حضر في بلده، و لم يسافر في شهر

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 285

رمضان فعليه أن يصوم أيامه، و لا يجوز أن يفطر من غير عذر، و يدل على ان المراد من شهد حضر قوله تعالى: وَ مَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ .. و أعاد ذكر المرض و السفر للتأكيد بأن شهر رمضان يجوز فيه الإفطار في حالات معينة ردا على المتزمتين الذين يظنون ان الإفطار لا يجوز بحال ..

(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) . ظاهر السياق ان هذه الجملة تعليل لجواز الإفطار حال المرض و السفر و الشيخوخة، و لكنها في الحقيقة تعليل لجميع الأحكام، فقد جاء في الحديث: «يسروا و لا تعسروا، و بشروا و لا تنفروا» .. و من قال: ان الإفطار في السفر عزيمة، لا رخصة فسر قوله تعالى‏ (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) بأن اللّه يريد منكم الإفطار في السفر و المرض، و لا يريد منكم الصيام، و من قال ان الإفطار رخصة، لا عزيمة فسره بأن اللّه سبحانه يريد أن تكونوا في سعة من أمركم، و تختاروا ما هو الأيسر لكم، فان كان الإفطار أيسر فهو أفضل، و ان كان الصيام أيسر، كمن يسهل عليه الصيام في رمضان، و يشق عليه القضاء فالصيام أفضل، و ليس من شك ان الاعتبار و رعاية ظاهر اللفظ يرجحان هذا المعنى على المعنى الأول .. و لو لا الروايات الصحيحة عن أهل البيت عن جدهم (ص) لجزمنا بأن الإفطار في السفر رخصة، لا عزيمة.

(وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) . هذا تعليل للقضاء الذي أوجبه اللّه تعالى بقوله: «فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ» أي عليكم أن تقضوا الصوم بعدد الأيام التي أفطرتم فيها من رمضان بسبب المرض و السفر لتتم عدة أيام الشهر كاملة، و تارة تكون 30 يوما، و تارة 29 يوما.

(وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‏ ما هَداكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) . أي ان اللّه سبحانه بيّن لنا أحكام دينه لنعظمه و نشكره. قال صاحب مجمع البيان: «المراد بقوله لتكبروا اللّه التكبيرات عقيب صلاة المغرب ليلة العيد، و صلاة العشاء، و صلاة الصبح، و صلاة العيد على مذهبنا». يشير بالتكبيرات الى هذه الصيغة التي يرددها المصلون جماعة بعد صلاة العيد، و هي اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله الا اللّه و اللّه أكبر اللّه أكبر و للّه الحمد، اللّه أكبر على ما هدانا.

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 286

[سورة البقرة (2): آية 186]

وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)

الإعراب:

دعان بياء المتكلم، و قد حذفت للتخفيف، تماما كقوله تعالى: فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ‏ ، أي فاعبدوني.

المعنى:

(وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) . قيل:

ان أعرابيا جاء الى النبي (ص)، و قال له: أ قريب ربنا فنناجيه، أو بعيد فنناديه؟ فنزلت هذه الآية جوابا عن سؤال الاعرابي .. و سواء أصح هذا القول، أم لم يصح فانه يتناسب مع الموضوع.

و الدعاء من أفضل العبادات، و قد جاء الأمر به، و الحث عليه في الكتاب و السنة، لأنه اظهار للعبودية، و الافتقار اليه سبحانه. و قد تكلمنا عنه مطولا في كتاب «بين اللّه و الإنسان».

و تسأل: ان ظاهر قوله تعالى: (إِذا دَعانِ) بعد قوله: (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) تحصيل حاصل، لأنه أشبه بقول القائل: انظر الى القاعد إذا كان قاعدا، و اصغ الى المتكلم إذا كان متكلما؟.

الجواب: ان المراد بإذا دعان الدعاء الصادر عن قلب مخلص صادق في دعائه، لا مجرد الدعاء باللسان، فهو أشبه بقول من قال: أكرم العالم إذا كان عالما. يريد العالم حقا و واقعا، لا من يتسم بسمات العالم فقط.

سؤال ثان معروف و مشهور، و هو ان الظاهر من قوله تعالى: أجيب دعوة

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 287

الداعي و قوله: ادعوني استجب لكم، ان اللّه يستجيب لكل من دعاه، مع العلم بأن الإنسان يبالغ في الدعاء و التضرع فلا يجاب؟.

و أجاب المفسرون عن ذلك باجوبة شتى أنهاها بعضهم الى ست، و اتفقوا جميعا على ان المؤمن المطيع للّه تستجاب دعوته دون سواه، و يبطل هذا القول ان اللّه استجاب دعوة إبليس .. قال أنظرني الى يوم يبعثون قال انك من المنظرين.

و مهما يكن، فان الجواب عن هذا السؤال يستدعي التفصيل على الوجه التالي:

1- أن يطلب العبد من ربه ما يتنافى مع العادات و سنن الطبيعة، كطلب الرزق من غير السعي، و العلم من غير تعلم، و ما الى ذاك من إيجاد المسببات بلا أسبابها، و دخول البيوت من حيطانها، لا من أبوابها .. و ليس هذا من الدعاء في شي‏ء، أو هو من دعاء الجاهل باللّه و حكمته و سننه، فان للّه سنة في خلقه، وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا* - الفتح 23.

2- أن يطلب في دعائه التوفيق و الهداية الى احكام الدين، و عمل الخير، و فعل الواجبات، و ترك المعاصي و المحرمات: (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) ، و اجتناب الشرور و الآفات: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) ، و ان يهيئ له اللّه أسباب النجاح في الرزق و العلم و الصحة: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي) ، على أن يعمل الداعي جاهدا مخلصا متوكلا على اللّه وحده .. و هذا هو مسؤول الأنبياء و الصالحين، و المقصود من دعائهم.

3- ينبغي قبل كل شي‏ء أن نتنبه، و لا نذهل عن هذه الحقيقة التي نراها و نشاهدها بالعيان، و هي ان اللّه سبحانه يعطي من سأله، و من لم يسأله تحننا منه و كرما، و انه يهب الملك لمن يشاء، و يمنع الملك عمن يشاء، و يذل من يشاء، و يعز من يشاء من غير دعاء .. و عليه فليس معنى قوله تعالى: أجيب دعوة الداعي إذا دعان أنه لا يعطي إلا من دعاه، و لا معنى قوله: ان رحمة اللّه قريب من المحسنين، أن رحمة اللّه هذه بعيدة عن المسيئين .. كلا .. ان رحمته وسعت كل شي‏ء، و ما كان عطاء ربك محظورا.

و تجمل الاشارة الى أنه قد جاء في بعض الروايات دعاء لوجع البطن، و آخر لوجع الظهر، و ثالث للعين و الضرس، و ما اليه .. و هذه الروايات اما موضوعة،

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 288

لأنها تخالف الواقع، و لا تغني شيئا، و اما أن يكون القصد منها السعي في العلاج مع التوكل على اللّه .. قيل: ان عليا أمير المؤمنين (ع) مر بأعرابي، و إلى جنبه ناقة جرباء، فقال له الإمام: ألا تداويها؟ قال: بلى، يا أمير المؤمنين، اني أداويها. قال الإمام: و بماذا؟ قال الاعرابي: بالدعاء. قال الإمام:

ضع مع الدعاء شيئا من القطران.

(فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لْيُؤْمِنُوا بِي) قال الرازي في تفسيره: يقول اللّه سبحانه لعبده: أنا أجيب دعاءك، مع اني غني عنك مطلقا، فكن أنت أيضا مجيبا دعائي، مع انك محتاج إلي من كل الوجوه، فما أعظم هذا الكرم!

[سورة البقرة (2): آية 187]

أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى‏ نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَ عَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَ ابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَ لا تُبَاشِرُوهُنَّ وَ أَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)

اللغة:

ليلة الصيام هي الليلة التي يصبح المرء منها صائما، و الرفث في الأصل القول الفاحش، و المراد به هنا الجماع، و اللباس معروف، و هو الثوب، و المراد به‏

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 289

في الآية الملابسة من لابسه بمعنى خالطه، و المراد بالخيط الأبيض الفجر، و بالخيط الأسود الليل.

المعنى:

(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى‏ نِسائِكُمْ) . أي يجوز للصائم أن يأتي امرأته في ليلة الصيام، و ليلة الصيام تشمل جميع ليالي رمضان، و لا تختص بليلة دون أخرى، و لا بجزء من الليلة دون جزء، للإطلاق و عدم التقييد.

و كنّى اللّه سبحانه بالرفث عن الجماع تنزيها في التعبير، كما كنّى عنه في آيات أخر باللمس و الإفضاء و الدخول و الغشيان و المقاربة، قال تعالى: لامَسْتُمُ النِّساءَ* .

أفضى بعضكم الى بعض. دخلتم بهن. فلما تغشاها. و لا تقربوهن حتى يطهرن.

قال ابن عباس: ان اللّه حيي يكني بما شاء.

(هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ) . قال بعض المفسرين: اللباس هنا كناية عن المعانقة. و قال الرازي: ان الربيع قال: المراد هن فراش لكم، و أنتم لحاف لهن .. و هذا تماما كترجمة بعض المستشرقين: هن بنطلون لكم و أنتم بنطلون لهن .. و الصحيح ان اللباس هنا مصدر لابس، بمعنى خالط، و القصد بيان حكمة الترخيص في مباشرة النساء ليلة الصيام، و هي ان شدة المخالطة و المعاشرة بين الزوجين تجعل من العسير على الرجل أن يصبر عن امرأته.

(عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَ عَفا عَنْكُمْ) . الخطاب للبعض لا للكل، و نستكشف من لفظ الخيانة و التوبة و العفو ان البعض قد صدرت عنه معصية للّه، و نستكشف نوع هذه المعصية من قوله تعالى: فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَ‏ ، إذ المفهوم منه انه قد أحل لكم من الآن مباشرة نسائكم، و لازم هذا ان المباشرة كانت محرمة من قبل، ثم صارت حلالا.

و قال أكثر المفسرين: ان اللّه أحل للصائم في أول الشريعة أن يأكل و يشرب و يجامع في ليلة الصيام بشرط أن لا ينام، أو يصلي صلاة العشاء، فإذا نام في الليل أو صلى العشاء حرم عليه الطعام و الشراب و الجماع، حتى تدخل الليلة التالية، و ان بعض الصحابة لم يتقيد بهذا الشرط، و جامع امرأته بعد ان استيقظ من‏

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 290

رقاده، ثم ندم، و اعترف للنبي (ص) بذنبه، فنزلت الآية ..

و مهما يكن، فان للنفس ميولا لا يملك الإنسان كبح جماحها في كثير من الأحيان، فيشبعها مستخفيا من الناس، أو محرفا دين اللّه، فالأفضل تحليل الشي‏ء المرغوب، ان كان هناك وجه للتحليل، كي لا يتمادى الإنسان في الغي، و تجره المعصية الأولى الى المعصية مرات و مرات، و بالتالي الى الاستخفاف و اللامبالاة بالدين و احكام اللّه.

(وَ ابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) من التمتع بالنساء ليلة الصيام الذي كان محرما عليكم من قبل. (وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) . أي أبيح لكم الأكل و الشرب، كما أبيح لكم الجماع من أول الليل، حتى مطلع الفجر، و عن رسول اللّه (ص): «الفجر فجران:

فأما الذي كأنه ذنب السرحان، فانه لا يحل شيئا، و لا يحرمه، و اما المستطيل الذي يأخذ في الأفق- أي ينتشر فيه- فانه يحل الصلاة، و يحرم الطعام».

(ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) . مبدأ الصيام أول الفجر، و منتهاه أول الليل، و يدخل الليل بمجرد مغيب الشمس، و لكن مغيبها لا يعرف بمواراتها عن العيان، بل بارتفاع الحمرة من المشرق، لأن المشرق مطل على المغرب، و على هذا تكون الحمرة المشرقية انعكاسا لنور الشمس، و كلما أوغلت الشمس في المغيب تقلص هذا الانعكاس. أما ما نسب الى الشيعة من أنهم يؤخرون صلاة المغرب و الإفطار في رمضان حتى تشتبك النجوم فهو كذب و افتراء، فقد قيل للإمام الصادق (ع): ان أهل العراق يؤخرون المغرب حتى تشتبك النجوم، قال: هذا من عمل عدو اللّه أبي الخطاب.

صفحه بعد