کتابخانه روایات شیعه
قال سيدنا العلامة الحجة السيّد حسن الصدر الكاظمي- رحمه اللّه- في خاتمة كتابه تحية أهل القبور بما هو مأثور، ما نصه: «... و أعجب من ذلك خفاء قبر السيّد جمال الدين عليّ بن طاوس صاحب الإقبال، مات ببغداد لما كان نقيب الأشراف بها و لم يعلم قبره، و الذي يعرف بالحلة بقبر السيّد علي بن طاوس في البستان هو قبر ابنه السيّد عليّ بن السيّد علي المذكور فإنه يشترك معه في الاسم و اللقب» 86 .
كلّ ما تقدم يرسم غمامة من الشكوك و الاحتمالات، إلّا أن ما ذكره السيّد ابن طاوس في فلاح السائل من اختياره لقبره في جوار مرقد الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يمكن أن يدفع كثيرا من تلك الشكوك و يبدّدها، حيث قال:
«و قد كنت مضيت بنفسي و أشرت إلى من حفر لي قبرا كما اخترته في جوار جدي و مولاي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) متضيفا و مستجيرا و وافدا و سائلا و آملا، متوسلا بكل ما يتوسل به أحد من الخلائق إليه، و جعلته تحت قدمي والديّ، رضوان اللّه عليهما، لأنّي وجدت اللّه جلّ جلاله يأمرني بخفض الجناح لهما و يوصيني بالإحسان إليهما، فأردت أن يكون رأسي مهما بقيت في القبور تحت قدميهما» 87 .
و إذا أمعنت النظر جيدا في عبارة السيّد، لا تشك أبدا في أنّه هل أوصى أن يدفن في هذا المكان الذي أشرف على ترتيبه في حياته أم لا؟ و هو المعروف بدقته في الأمور الجزئية و البسيطة.
أضف إلى ذلك ما ذكره ابن الفوطي في الحوادث الجامعة، قال:
«و فيها 88 توفي السيّد النقيب الطاهر رضيّ الدين عليّ بن طاوس و حمل إلى مشهد جده عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قيل: كان عمره نحو ثلاث و سبعين سنة» 89 .
و كما هو معروف فإنّ ابن الفوطي هو أفضل من أرّخ لحوادث القرن السابع الهجري باعتبار معاصرته لتلك الفترة، و لذلك فإن قوله مقدّم على أقوال الآخرين بهذا الخصوص.
القسم الثاني «حول كتاب فتح الأبواب»
1- اسم الكتاب.
2- قالوا في الكتاب.
3- الكتب المؤلّفة في الاستخارة.
4- موقع كتاب «فتح الأبواب» من هذه الكتب.
5- دراسة مصادر الكتاب:
أ- تمهيد
ب- منهج الدراسة
ج- هدف الدراسة
د- متن الدراسة
6- عملنا في الكتاب:
أ- النسخ المعتمدة في التحقيق
ب- منهجية التحقيق
1- اسم الكتاب
مما يمتاز به السيّد ابن طاوس تصريحه بأسماء مصنّفاته في مقدمات كتبه، بما لا يدع مجالا للشك و الشبهة حول اسم الكتاب، من ذلك كتابنا هذا، فقد صرّح السيّد رضوان اللّه عليه بأنّه أسماه «فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين ربّ الأرباب».
مع هذا فقد نقل الحرّ العامليّ في وسائل الشيعة عن كتابنا بعنوان «الاستخارات» 90 ، و ذكره السيّد عبد اللّه شبر في مقدّمة كتابه إرشاد المستبصر بعنوان «فتح الغيب» 91 ، و أورده السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث- عند ما عدّ مصنّفات السيّد ابن طاوس نقلا عن أمل الآمل- بصيغة كتابين، قائلا: «... و كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب، و كتاب ربّ الأرباب في الاستخارات» 92 .
و لا يخفى تعارض العناوين المتقدمة مع النصوص الصريحة بتسمية الكتاب، و أمّا الصيغة الواردة في المعجم فلا ريب أنّه و هم صريح، لعله نشأ من عدم التدقيق الجيد في مرحلة التصحيح المطبعي.
2- قالوا في الكتاب
قد لا تعبر عبارات المدح و الثناء في كثير من الأحيان عن سمو شأن الممدوح و رفعته، إلّا أنّها لو تلبست بلباس الموضوعية العلمية، و صدرت من أهل الحلّ و العقد، يمكن اعتبارها مقاييس ثابتة و علامات فارقة للفصل بين الأمور و الحكم عليها.
من هذا المنطلق أحببنا أن نورد بعض ما قيل في حقّ كتاب «فتح الأبواب» من شهادات علمية تزيّن جيد الكتاب بكلّ ما هو غال و نفيس:
1- قال السيّد ابن طاوس في مقدّمة كتابه فتح الأبواب «... عرفت أنّه من جانب العناية الإلهية عليّ أن أصنّف في المشاورة للّه جلّ جلاله كتابا ما أعلم أنّ أحدا سبقني إلى مثله، يعرف قدر هذا الكتاب من نظره بعين إنصافه و فضله» 93 .