کتابخانه روایات شیعه
العلم بالفرج عن وليه و حجته في خلقه يتوقف على معرفة أمور كثيرة فيكون كل وقت يدعى له بذلك في عامي هذا و في شهر هذا يفرج الله جل جلاله أمرا من تلك الأمور الكثيرة فيسمى ذلك فرجا
فصل
و حدثني بدر بن يعقوب المقرئ الأعجمي 726 رضوان الله عليه بمشهد الكاظم ص في صفة الفأل في المصحف بثلاث روايات من غير صلاة فقال تأخذ المصحف 727 و تدعو فتقول 728 اللهم إن كان من 729 قضائك و قدرك أن تمن على أمة نبيك بظهور وليك و ابن بنت نبيك فعجل ذلك و سهله و يسره و كمله و أخرج لي آية أستدل بها على أمر فآتمر أو نهي فأنتهي أو ما تريد الفأل فيه في عافية. ثم تعد سبع أوراق ثم تعد في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ستة أسطر و تتفأل بما يكون في السطر السابع. و قال في رواية أخرى إنه يدعو بالدعاء ثم يفتح المصحف الشريف و يعد سبع قوائم و يعد ما في الوجهة الثانية من الورقة السابعة و ما في الوجهة الأولى من الورقة الثامنة من لفظ اسم الله جل جلاله ثم يعد قوائم بعدد لفظ اسم الله ثم يعد من الوجهة الثانية من القائمة التي ينتهي
العدد إليها و من غيرها مما يأتي بعدها سطورا بعدد لفظ اسم الله جل جلاله و يتفأل بآخر سطر من ذلك. و قال في الرواية الثالثة إنه إذا دعا بالدعاء عد ثماني قوائم ثم يعد في الوجهة الأولى من الورقة الثامنة أحد عشر سطرا و يتفأل بما في السطر الحادي عشر و هذا ما سمعناه في الفأل بالمصحف الشريف قد نقلناه كما حكيناه 730
الباب الثاني و العشرون في استخارة الإنسان عن من يكلفه الاستخارة من الإخوان
اعلم أنني ما وجدت حديثا صريحا أن الإنسان يستخير عن سواه لكن وجدت أحاديث كثيرة تتضمن الحث على قضاء حوائج الإخوان من الله جل جلاله بالدعوات و سائر التوسلات حتى رأيت في الأخبار من فوائد الدعاء للإخوان ما لا أحتاج إلى ذكره الآن لظهوره بين الأعيان و الاستخارات على سائر الروايات هي من جملة الحاجات و من جملة الدعوات فإن الذي يستخير بالرقاع إنما يسجد و يدعو مائة مرة و يرفع رأسه و يدعو أيضا كما قدمناه فاستخارة الإنسان عن غيره داخلة في عموم الأخبار الواردة بما ذكرنا
فصل
و لأن الإنسان إذا كلفه غيره من الإخوان الاستخارة في بعض الحاجات فقد صارت الحاجة للذي يباشر الاستخارات فيستخير لنفسه و للذي يكلفه الاستخارة أما استخارته لنفسه بأنه هل المصلحة للذي يباشر الاستخارة في القول لمن يكلفه الاستخارة و هل المصلحة للذي يكلفه
الاستخارة في الفعل أو الترك و هذا مما يدخل تحت عموم الروايات بالاستخارات و بقضاء الحاجات و ما يتوقف هذا على شيء يختص به في الروايات 731
الباب الثالث و العشرون فيما لعله يكون سببا لتوقف قوم عن العمل بالاستخارة أو لإنكارها و الجواب عن ذلك
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس الحسني اعلم أنني وجدت المتوقفين عن العمل بالاستخارة و المنكرين لها عدة فرق
الفرقة الأولى قوم كانوا مشغولين عن أخبار الاستخارات بمهام دينهم و دنياهم
فلم يتفرغوا و لم ينظروا بالاعتبار في ما ورد فيها من الروايات و لو كانوا وقفوا على ما رويناه و ذكرناه ما توقفوا و لا أنكروا و كانوا يعملون بذلك فإنه واضح لمن عرف معناه و هؤلاء هم الذين يحسن الظن بهم من المتوقفين أو المنكرين و لا تزروا بغير المكابرين.
الفريق الثاني من المتوقفين عن الاستخارة و العمل بها و الإنكار لها قوم كانوا يستخيرون فوجدوا من الاستخارة أكدارا و أخطارا
فتوقفوا عنها و نفروا منها و أظهروا إنكارا و هؤلاء إذا نظر في حالهم منصف عارف بهم على اليقين علم أنهم ما كانوا قد قاموا بشروط الاستخارة-
لسلطان العالمين فالذنب كان لهم دون الاستخارات و ذاك أنهم كانوا يستخيرون على سبيل التجارب لينظروا هل يظفرون بالمرادات أم لا يظفرون بذلك بطلان ما ورد في الاستخارة من الروايات 732 و بان أنهم كانوا يفعلون ذلك على سبيل التجارب دون اليقين و التفويض إلى الله جل جلاله في تدبير العواقب و توقفهم عنها و نفورهم منها و رجوعهم عن الله جل جلاله فيما أشار به عليهم فيما زعموا أنهم استخاروا الله جل جلاله فيه و فوضوا إلى مراضيه و لو كانوا على يقين من استخارتهم كانوا قد قنعوا بتدبير الله فهو أعلم بمصلحتهم في دنياهم و آخرتهم
فصل