کتابخانه روایات شیعه
الباب الثالث في بعض ما وجدته من طريق الاعتبار كاشفا لقوة العمل في الاستخارة بما ورد في الأخبار
اعلم أنني وجدت الموصوفين بالعقل و الكمال يوكل أحدهم وكيلا يكون عنده أمينا في ظاهر الحال و لا يطلع على سريرته فيسكن إلى وكيله في تدبيره و مشورته و يشكره من عرف صلاح ذلك الوكيل و يحمدونه على التفويض إلى وكيله فيما يعرفه من كثير و قليل و ما رأيت أن مسلما يجوز أن يعتقد أن الله جل جلاله في التفويض إليه و التوكل عليه بالاستخارات و المشورات و العمل بأمره المقدس دون وكيل غير معصوم في الحركات و السكنات
فصل
و وجدت الموصوفين بالعقل و الفضل يصوبون تدبير من يشاور أعقل من في بلده و أعقل من في محلته و أعلم أهل دينه و نحلته مع أن ذلك الذي يشاور في الأشياء لا يدعي أنه أرجح تدبيرا من الملائكة و الأنبياء بل ربما يكون المستشار قد غلط في كثير من تدبيراته و ندم على كثير من
اختياراته و مع هذا فيشكرون 207 هذا المستشير و يستدلون بذلك 208 على عقله و سداده و يقولون هذا من أحسن التدبير أ فيجوز أن يكون في المعقول و المنقول مشاورة الله جل جلاله و تدبيره لعبده دون عاقل البلد و عاقل المحلة و عالم النحلة كيف يجوز أن يعتقد هذا أحد من أهل الملة
الباب الرابع في بعض ما رويته من تهديد الله جل جلاله لعبده على ترك استخارته و تأكيد ذلك ببعض ما أرويه عن خاصته
فَمِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْمُقْنِعَةِ تَصْنِيفُ الْمُفِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الَّذِي انْتَهَتْ رِئَاسَةُ الْإِمَامِيَّةِ فِي وَقْتِهِ إِلَيْهِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ 209 مَا أَخْبَرَنِي بِهِ وَالِدِي قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَ نَوَّرَ ضَرِيحَهُ عَنْ شَيْخِهِ الْفَقِيهِ حُسَيْنِ بْنِ رَطْبَةَ 210 عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ الطُّوسِيِ 211 عَنْ وَالِدِهِ جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيُ
عَنِ الْمُفِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَضَمَّنَهُ كِتَابُ الْمُقْنِعَةِ وَ أَخْبَرَنِي وَالِدِي أَيْضاً قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ عَنْ شَيْخِهِ الْفَقِيهِ الْكَامِلِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيِ 212 عَنْ شَيْخِهِ أَبِي الْحُسَيْنِ سَعِيدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ النَّيْسَابُورِيِ 213 عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ الدُّورْيَسْتِيِ 214 عَنِ الْمُفِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ رِضْوَانُ اللَّهِ
عَلَيْهِمْ بِجَمِيعِ مَا تَضَمَّنَهُ كِتَابُ الْمُقْنِعَةِ وَ أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ 215 مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا 216 جَزَاهُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ خَيْرَ الْجَزَاءِ وَ أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْعَالِمُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ الْمَعْرُوفُ بِشَفَرْوَةَ الْأَصْفَهَانِيِ 217 جَمِيعاً عَنِ الشَّيْخِ الْعَالِمِ أَبِي الْفَرَجِ عَلِيِّ بْنِ السَّعِيدِ أَبِي الْحُسَيْنِ الرَّاوَنْدِيِ 218 عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَسِّنٍ الْحَلَبِيِ 219 عَنِ الشَّيْخِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيِّ عَنْ شَيْخِهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ فِيمَا يَرْوِيهِ فِي الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ كِتَابِ الْمُقْنِعَةِ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ
قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ مِنْ شَقَاءِ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ الْأَعْمَالَ ثُمَّ لَا يَسْتَخِيرَنِي 220 .
رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي كِتَابِهِ كِتَابِ الْأَدْعِيَةِ 221 قَالَ وَ عَنْهُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ 222 عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ أَنَّ مِنْ شَقَاءِ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ الْأَعْمَالَ وَ لَا يَسْتَخِيرَنِي 223 .
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس أيده الله تعالى و وجدت هذا الحديث أيضا في أصل من أصول أصحابنا تاريخ كتابته في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة و ثلاثمائة-
يَرْوِيهِ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْ شَقَاءِ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ الْأَعْمَالَ وَ لَا يَسْتَخِيرَنِي 224 .