کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب

دليل الكتاب‏ [مقدمة المحقق‏] تمهيد مقدّمة الكتاب‏ القسم الأوّل «ترجمة المؤلّف» 1- موجز عن حياته‏ 2- أسرته‏ أ- أبوه: ب- أمه: ج- إخوته: د- زوجته: ه- أولاده: 3- أقوال العلماء فيه‏ 4- مشايخه‏ 5- تلاميذه و الرواة عنه‏ 6- مكتبته‏ 7- تصانيفه‏ 8- شعره‏ 9- وفاته و مدفنه‏ القسم الثاني «حول كتاب فتح الأبواب» 1- اسم الكتاب‏ 2- قالوا في الكتاب‏ 3- الكتب المؤلّفة في الاستخارة 1- إرشاد المستبصر، في الاستخارات‏ 2- الاستخارات‏ 3- الاستخارات‏ 4- الاستخارات‏ 5- الاستخارات‏ 6- الاستخارات‏ 7- الاستخارات‏ 8- الاستخارات‏ 9- الاستخارة 10- الإنارة عن معاني الاستخارة 11- ثورة في عالم الفلسفة 12- حول الاستقسام بالأزلام و الاستخارة 13- خيرة الطير 14- خيرة الطيور في التفؤل‏ 15- رسالة في الاستخارة 16- روائح الغيب في رفع الترديد و الريب. 17- شرح حديث الاستخارة 18- عنوان الصواب في أقسام الاستخارة من الأئمة الأطياب. 19- فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين ربّ الأرباب، في الاستخارات. 20- كتاب الاستخارة و الاستشارة 21- مفاتح الغيب في الاستخارة و الاستشارة. 22- مفاتيح الغيب في الاستخارة. 23- مفتاح الغيب و مصباح الوحي. 24- مفتاح الفرج، في الاستخارات. 25- منهاج المستخير 26- هداية المسترشدين في الاستشارة و الاستخارة. 4- موقع كتاب «فتح الأبواب» من هذه الكتب‏ 5- دراسة مصادر الكتاب‏ أ- تمهيد: ب- منهج الدراسة: ج- هدف الدراسة: د- متن الدراسة 1- الأربعين في الأدعية المأثورة عن سيّد المرسلين‏ 2- أصل عتيق مأثور 3- أصل محمّد بن أبي عمير: 4- أصل من أصول أصحابنا: 5- الاقتصاد في ما يجب على العباد 6- الأمالي‏ 7- تسمية المشايخ‏ 8- تهذيب الأحكام‏ 9- الجمع بين الصحيحين‏ 10- الدعاء أو الأدعية 11- الدعوات‏ 12- الدلائل‏ 13- رسائل الأئمة (عليهم السلام) 14- رسالة الشرائع‏ 15- الرسالة العزّيّة 16- السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي‏ 17- الصحيفة السجّادية: 18- الصلاة: 19- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 20- غياث سلطان الورى لسكان الثرى‏ 21- فردوس الأخبار بمأثور الخطاب‏ 22- فهرست أسماء مصنفي الشيعة 23- فهرست المصنفين‏ 24- الكافي‏ 25- كتاب عتيق: 26- كتاب في العمل‏ 27- المبسوط في الفقه‏ 28- مختصر الفرائض الشرعية 29- مختصر المصباح الكبير 30- المشيخة 31- المصباح الكبير 32- معاني الأخبار 33- المقنعة في الأصول و الفروع‏ 34- من لا يحضره الفقيه‏ 35- المهذب في الفقه‏ 36- مهمّات في صلاح المتعبد و تتمّات لمصباح المتهجد 37- النهاية في مجرد الفقه و الفتاوي‏ 38- هداية المسترشد و بصيرة المتعبد 6- عملنا في الكتاب‏ أ- النسخ المعتمدة في التحقيق: ب- منهجية التحقيق: [مقدمة المؤلف‏] ذكر تفصيل ما أجملناه من الأبواب على ما يفتحه جل جلاله علينا من وجوه الصواب‏ الباب الأول في بعض ما هداني الله جل جلاله إليه من المعقول المقوي لما رويته في الاستخارة من المنقول‏ الباب الثاني في بعض ما عرفته من صريح القرآن هاديا إلى مشاورة الله جل جلاله و حجة على الإنسان‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثالث في بعض ما وجدته من طريق الاعتبار كاشفا لقوة العمل في الاستخارة بما ورد في الأخبار فصل‏ الباب الرابع في بعض ما رويته من تهديد الله جل جلاله لعبده على ترك استخارته و تأكيد ذلك ببعض ما أرويه عن خاصته‏ فصل‏ فصل‏ الباب الخامس في بعض ما رويته عن حجة الله جل جلاله على بريته في عدوله عن نفسه لما استشير مع عصمته إلى الأمر بالاستخارة و هو حجة الله على من كلف الاقتداء بإمامته‏ الباب السادس في بعض ما رويته من عمل حجة الله جل جلاله المعصوم في خاص نفسه بالاستخارة أو أمره بذلك من طريق الخاصة و الجمهور و قسمه بالله جل جلاله أنه سبحانه يخير لمن استخاره مطلقا في سائر الأمور الباب السابع في بعض ما رويته في أن حجة الله جل جلاله المعصوم عليه أفضل الصلوات لم يقتصر في الاستخارة على ما يسميه الناس مباحات و أنه استخار في المندوبات و الطاعات و الفتوى بذلك عن بعض أصحابنا الثقات‏ الباب الثامن فيما أقوله و بعض ما أرويه من فضل الاستخارة و مشاورة الله جل جلاله بالست رقاع و بعض ما أعرفه من فوائد امتثال ذلك الأمر المطاع و روايات بدعوات عند الاستخارات‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ دعاء الاستخارة عن مولانا الصادق ع‏ دعاء يروى عن مولانا الرضا علي بن موسى ع يرويه عن أبيه موسى بن جعفر الكاظم في الاستخارات يرويه عن الصادق ع‏ دعاء مولانا المهدي صلوات الله عليه و على آبائه الطاهرين في الاستخارات و هو آخر ما خرج من مقدس حضرته أيام الوكالات‏ الباب التاسع فيما أذكره من ترجيح العمل في الاستخارة بالرقاع الست المذكورة و بيان بعض فضل ذلك على غيره من الروايات المأثورة الباب العاشر فيما رويته أو رأيته من مشاورة الله جل جلاله بصلاة ركعتين و الاستخارة برقعتين‏ الباب الحادي عشر في بعض ما رويته من الاستخارة بمائة مرة و مرة فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة و مرة في آخر ركعة من صلاة الليل‏ فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة و مرة عقيب ركعتي الفجر الباب الثاني عشر في بعض ما رويته في الاستخارة بمائة مرة و الإشارة في بعض الروايات إلى تعيين موضع الاستخارات و إلى الاستخارة عقيب المفروضات‏ فصل يتضمن استخارة بمائة مرة بعد صوم ثلاثة أيام‏ فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة يتصدق قبلها على ستين مسكينا فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة عقيب الفريضة فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة في آخر ركعة من صلاة الليل‏ فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة عند الحسين بن علي ع‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثالث عشر في بعض ما رويته من الاستخارة بسبعين مرة الباب الرابع عشر في بعض ما رويته مما يجري فيه الاستخارة بعشر مرات‏ الباب الخامس عشر في بعض ما رويته من الاستخارة بسبع مرات‏ الباب السادس عشر في بعض ما رويته في الاستخارة بثلاث مرات‏ الباب السابع عشر في بعض ما رويته في الاستخارة بمرة واحدة الباب الثامن عشر فيما رأيته في الاستخارة بقول ما شئت من مرة فصل يتضمن الاستخارة في كل ركعة من الزوال و لم يتضمن عددا و لا تفصيلا للحال‏ الباب التاسع عشر في بعض ما رأيته من مشاورة الله جل جلاله برقعتين في الطين و الماء فصل‏ فصل‏ الباب العشرون في بعض ما رويته أو رأيته من مشاورة الله جل جلاله بالمساهمة فصل‏ الباب الحادي و العشرون في بعض ما رويته من مشاورة الله جل جلاله بالقرعة فصل‏ فصل‏ فصل يتضمن المشاورة لله جل جلاله بالمصحف المقدس و وجدناه قد سماه الذي رواه بالقرعة فصل‏ الباب الثاني و العشرون في استخارة الإنسان عن من يكلفه الاستخارة من الإخوان‏ فصل‏ الباب الثالث و العشرون فيما لعله يكون سببا لتوقف قوم عن العمل بالاستخارة أو لإنكارها و الجواب عن ذلك‏ الفرقة الأولى قوم كانوا مشغولين عن أخبار الاستخارات بمهام دينهم و دنياهم‏ الفريق الثاني من المتوقفين عن الاستخارة و العمل بها و الإنكار لها قوم كانوا يستخيرون فوجدوا من الاستخارة أكدارا و أخطارا فصل‏ فصل‏ الفريق الثالث قوم كانوا يستخيرون لا على سبيل التجربة على ما يقولون‏ الفريق الرابع قوم وجدوا كلاما [لأصحابنا فاعتقدوا أن ذلك مانع من الاستخارة بالرقاع المذكورة] فصل‏ فصل‏ الفريق الخامس قوم يستخيرون الله جل جلاله فيما يشغل عنه و يعتقدون أن ذلك مما يستخار الله فيه‏ الفريق السادس من الذين أنكروا الاستخارة قوم زادوا على ما قدمناه من الاستخارة فيما يشغل عن الله جل جلاله‏ الفريق السابع من الذين ينكرون الاستخارة لأجل ما رأوا فيها من إكدار و انعكاس‏ الفريق الثامن من الذين تركوا الاستخارة و توقفوا عنها حيث لم يظفروا بالمراد منها الفريق التاسع من الذين توقفوا عن الاستخارة و أنكروا العمل بها الفريق العاشر ممن يتوقف عن الاستخارة أو ينكرها قوم من عوام العباد ما في قلوبهم يقين و لا قوة معرفة و لا وثوق بسلطان المعاد الفريق الحادي عشر قوم يسمعون أن بعض أهل الاستخارات يستخير في قصد مشاهد لزيارات‏ الباب الرابع و العشرون فيما أذكره من أن الاعتبار في صواب العبد في الأعمال و الأقوال على ما وهب الله جل جلاله من العقل في المعقول و على ما نبه ص في المنقول‏ دون من خالف في ذلك على كل حال‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ * الفهارس العامّة 1- فهرس الآيات القرآنية 2- فهرس الأحاديث القدسية 3- فهرس الأحاديث الشريفة 4- فهرس الآثار الأثر/ القائل/ الصفحة 5- فهرس الأعلام الاسم الصفحة (آ) 6- فهرس الكتب الواردة في المتن الكتاب/ المؤلّف/ الصفحة 7- فهرس الأماكن و البقاع المكان الصفحة 8- فهرس الفرق و الطوائف و الأمم الصفحة 9- فهرس الأبيات الشعرية القافية الصفحة 10- فهرس الأبواب و الفصول الصفحة 11- مصادر التحقيق‏ 12- فهرس الموضوعات الموضوع الصفحة

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب


صفحه قبل

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 305

يضيعه في تحصيل مدح العباد له و ثنائهم عليه و وزن حركاته و سكناته بحسب رضاهم فيما يقربه إليهم أو يقربهم إليه مع ما كلف العبد من دوام مراقبة مالك الأولين و الآخرين المطلع على أسرار العالمين و مع ما كلف في سائر الحركات و السكنات من العمل بمراسم و آداب سيد المرسلين.

وَ مِمَّا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيَّ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ الْكَبِيرِ مِنْ كِتَابِ الْكُلَيْنِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ‏ إِنْ قَدَرْتَ أَلَا تُعْرَفَ فَافْعَلْ وَ مَا عَلَيْكَ أَلَّا يُثْنِيَ عَلَيْكَ النَّاسُ وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُوماً عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ مَحْمُوداً عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ 791 .

أقول و مثال ذلك أن الإنسان لو كان في حبس سلطان و قد رتب السلطان عليه في الحبس شخصين و هما معه موكلان ينقلان حركاته و سكناته إليه و ما قنع بالشخصين الموكلين به حتى جعل جوارحه شهودا أيضا عليه و ما قنع السلطان أيضا بذلك حتى جعل بينه و بين قلب هذا المحبوس منظرة يطلع منها على ضمائر العبد و أسراره و قيل للمحبوس إنه إن أخفى شيئا أو أبداه في ليله أو نهاره فإن السلطان يحاسبه به و لا يلتفت إلى إعذاره فهل يقبل العقل أن هذا المحبوس إذا علم هذا كله من صعوبة حاله يترك الاشتغال بنفسه و صواب أعماله و يهتم تحصيل مدح أهل الحبس له و إقبالهم عليه أو يفكر في ذمهم و قلة ميلهم إليه. فهكذا حال العبد المكلف بل أصعب في الحياة الدنيوية فإنه المسكين في الحبس لأن الدنيا سجن أهل الإيمان و معه الملكان الحافظان الموكلان و مع ذلك له فلم يقنع له بهذه الحال حتى جعل الله جل جلاله‏

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 306

جوارحه شهودا عليه يوم الحساب و السؤال و ما قنع له أيضا بهذا الاستظهار عليه حتى كان الله جل جلاله عالما بسره خيره و شره و مطلعا عليه و قال له مع ذلك قولا لو فهمه و صدقه و عمل به صعب عليه الحياة فقال تعالى‏ إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ‏ 792 فهل ينبغي للعبد مع هذا أن يكون له اشتغال بغير مراد الله جل جلاله و غير مراد رسوله سيد المرسلين و نائبه ص دون الخلائق أجمعين‏

فصل‏

و هب أن الإنسان يقول إنه ما تميل نفسه إلى شرف هذا المقام فإن طبعه ما يميل إلا إلى مدح الأنام و الاجتهاد في السلامة من ذمهم و يهتم بذلك غاية الاهتمام و يقدم الاجتهاد في ذلك على الاجتهاد في مدح الله جل جلاله له‏ 793 و مدح رسوله و نائبه عليهما أفضل الصلاة و السلام و لا يحزنه استحقاق ذم الله جل جلاله و ذم رسوله و خاصته كما يحزنه ذم غيرهما من أهل صداقة هذا العبد أو ذم أهل معرفته فهل يتهيأ لهذا العبد إذا خالف ما قلناه و لم يشغل بمولاه أن يحصل له رضا العباد عنه و مدحهم له و ترك مذمتهم أ ما يعلم أن هذا أمر مأيوس منه فلأي حال يضيع عمره و هو رأس مال بضاعة الدنيا و الآخرة فيما لا يصح و لا يملك أ ما سمع قول الحق و الصدق رضا العباد غاية لا تدرك‏ 794

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 307

فصل‏

و سوف نذكر حكايات نعرضها على عقله و فضله و هي و إن كانت مشهورة إلا أن الإنسان يحتاج إلى أن يذكر نفسه كل وقت بما يقربها إلى صلاح فعله. قال بعض العلماء حادثوا هذه النفوس فإنها سريعة الدثور 795 و إنكم إلا تحادثوها تنزع بكم إلى شر غاية. فمن الحكايات في تعذر رضا العباد حكاية عن لقمان و ولده نذكر معناها فهو كاف في المراد

قَدْ رُوِيَ‏ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ قَالَ لِوَلَدِهِ فِي وَصِيَّتِهِ لَا تُعَلِّقْ قَلْبَكَ بِرِضَا النَّاسِ وَ مَدْحِهِمْ وَ ذَمِّهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحْصُلُ وَ لَوْ بَالَغَ الْإِنْسَانُ فِي تَحْصِيلِهِ بِغَايَةِ قُدْرَتِهِ فَقَالَ لَهُ وَلَدُهُ مَا مَعْنَاهُ أُحِبُّ أَنْ أَرَى لِذَلِكَ مَثَلًا أَوْ فِعَالًا أَوْ مَقَالًا فَقَالَ لَهُ أَخْرُجُ أَنَا وَ أَنْتَ فَخَرَجَا وَ مَعَهُمَا بَهِيمٌ فَرَكِبَهُ لُقْمَانُ وَ تَرَكَ وَلَدَهُ يَمْشِي خَلْفَهُ‏ 796 فَاجْتَازَا 797 عَلَى قَوْمٍ فَقَالُوا هَذَا شَيْخٌ قَاسِي الْقَلْبِ قَلِيلُ الرَّحْمَةِ يَرْكَبُ هُوَ الدَّابَّةَ وَ هُوَ أَقْوَى مِنْ هَذَا الصَّبِيِّ وَ يَتْرُكُ هَذَا الصَّبِيَّ يَمْشِي وَرَاءَهُ إِنَّ هَذَا بِئْسَ التَّدْبِيرُ فَقَالَ لِوَلَدِهِ سَمِعْتَ قَوْلَهُمْ وَ إِنْكَارَهُمْ لِرُكُوبِي وَ مَشْيِكَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ ارْكَبْ أَنْتَ يَا وَلَدِي حَتَّى أَمْشِيَ أَنَا فَرَكِبَ وَلَدُهُ وَ مَشَى لُقْمَانُ فَاجْتَازَا 798

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 308

عَلَى جَمَاعَةٍ أُخْرَى فَقَالُوا هَذَا بِئْسَ الْوَالِدُ وَ هَذَا بِئْسَ الْوَلَدُ أَمَّا أَبُوهُ فَإِنَّهُ مَا أَدَّبَ هَذَا الصَّبِيَّ حَتَّى رَكِبَ الدَّابَّةَ وَ تَرَكَ وَالِدَهُ يَمْشِي وَرَاءَهُ وَ الْوَالِدُ أَحَقُّ بِالاحْتِرَامِ وَ الرُّكُوبِ وَ أَمَّا الْوَلَدُ فَإِنَّهُ قَدْ عَقَّ وَالِدَهُ بِهَذِهِ الْحَالِ فَكِلَاهُمَا أَسَاءَ فِي الْفِعَالِ فَقَالَ لُقْمَانُ لِوَلَدِهِ سَمِعْتَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ نَرْكَبُ مَعاً الدَّابَّةَ فَرَكِبَا مَعاً فَاجْتَازَا 799 عَلَى جَمَاعَةٍ فَقَالُوا مَا فِي قَلْبِ هَذَيْنِ الرَّاكِبَيْنِ‏ 800 رَحْمَةٌ وَ لَا عِنْدَهُمْ مِنَ اللَّهِ خَيْرٌ يَرْكَبَانِ مَعاً الدَّابَّةَ يَقْطَعَانِ ظَهْرَهَا وَ يَحْمِلَانِهَا مَا لَا تُطِيقُ لَوْ كَانَ قَدْ رَكِبَ وَاحِدٌ وَ مَشَى وَاحِدٌ كَانَ أَصْلَحَ وَ أَجْوَدَ فَقَالَ سَمِعْتَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ هَاتِ حَتَّى نَتْرُكَ الدَّابَّةَ تَمْشِي خَالِيَةً مِنْ رُكُوبِنَا فَسَاقَا الدَّابَّةَ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا وَ هُمَا يَمْشِيَانِ فَاجْتَازَا عَلَى جَمَاعَةٍ فَقَالُوا هَذَا عَجِيبٌ مِنْ هَذَيْنِ الشَّخْصَيْنِ يَتْرُكَانِ دَابَّةً فَارِغَةً تَمْشِي بِغَيْرِ رَاكِبٍ وَ يَمْشِيَانِ وَ ذَمُّوهُمَا عَلَى ذَلِكَ كَمَا ذَمُّوهُمَا عَلَى كُلِّ مَا كَانَ فَقَالَ لِوَلَدِهِ تَرَى فِي تَحْصِيلِ رِضَاهُمْ حِيلَةً لِمُحْتَالٍ فَلَا تَلْتَفِتْ إِلَيْهِمْ وَ اشْتَغِلْ بِرِضَا اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فَفِيهِ شُغُلٌ شَاغِلٌ وَ سَعَادَةٌ وَ إِقْبَالٌ فِي الدُّنْيَا وَ يَوْمَ الْحِسَابِ وَ السُّؤَالِ‏ 801 .

فصل‏

وَ مِنَ الْحِكَايَاتِ مَا رَأَيْنَاهُ وَ رَوَيْنَاهُ‏ أَنَّ مُوسَى ع قَالَ يَا رَبِّ احْبِسْ عَنِّي أَلْسِنَةَ بَنِي آدَمَ فَإِنَّهُمْ يَذُمُّونِي وَ قَدْ آذَوْنِي‏ 802 كَمَا قَالَ‏

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 309

اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَنْهُمْ- لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى‏ 803 قِيلَ فَأَوْحَى اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى هَذَا شَيْ‏ءٌ مَا فَعَلْتُهُ مَعَ نَفْسِي أَ فَتُرِيدُ أَنْ أَعْمَلَهُ مَعَكَ فَقَالَ قَدْ رَضِيتُ أَنْ يَكُونَ لِي أُسْوَةٌ بِكَ‏ 804 .

فصل‏

وَ مِنَ الْحِكَايَاتِ فِيمَا ذَكَرْنَاهُ مَا وَجَدْنَاهُ‏ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لِسَلْمَانَ يَا سَلْمَانُ النَّاسُ إِنْ قَارَضْتَهُمْ قَارَضُوكَ‏ 805 وَ إِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ وَ إِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ أَدْرَكُوكَ قَالَ فَأَصْنَعُ مَا ذَا قَالَ أَقْرِضْهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ‏ 806 807 .

فصل‏ 808

فالسعيد من إذا ظفر بالحق عمل عليه و إن كثر المختلفون فيه و الطاعنون عليه و اشتغل بشكر الله جل جلاله على ما هداه‏ 809 إليه فإن الله جل جلاله قد مدح قوما على هذا المقام اللازم فقال عز و جل‏ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ‏ 810 و نحن قد عرفنا 811 حقيقة هذه الاستخارة على اليقين الذي لا شك فيه بسبب من الأسباب و كشف الله جل جلاله لنا بها وجوه ما يستقبل من‏

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 310

الصواب و ما نقدر على القيام بشكر الله جل جلاله على الإنعام بفتح هذا الباب و إنما نسأله العفو عن التقصير في حق جلاله و إفضاله اللذين لا يحصر 812 حقهما بخطاب و لا جواب و لا كتاب فمن كان شاكا فيما قلناه فلينظر بقلبه و عقله و إنصافه ما قد اشتمل كتابنا هذا عليه و يذكر أن الله تعالى مطلع عليه و يقبل ما يهديه الله جل جلاله لرسوله فيما نطق به الكتاب‏ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَ عَلَيْنَا الْحِسابُ‏ 813 فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ‏ 814 و هذا آخر ما أردنا ذكره في هذا الباب و الله أعلم بالصواب‏ 815 و فرغ من كتابته يوم الأحد خامس شهر جمادى الأولى سنة ثمان و أربعين و ستمائة و صلى الله على سيد المرسلين محمد و آله الطاهرين تمت‏

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 311

* الفهارس العامّة

1- فهرس الآيات القرآنية.

2- فهرس الأحاديث القدسية.

3- فهرس الأحاديث الشريفة.

4- فهرس الآثار.

5- فهرس الأعلام.

6- فهرس الكتب الواردة في المتن.

7- فهرس الأماكن و البقاع.

8- فهرس الفرق و الطوائف و الأمم.

9- فهرس الأبيات الشعرية.

10- فهرس الأبواب و الفصول.

11- مصادر التحقيق. 816

صفحه بعد