کتابخانه روایات شیعه
[مقدمة المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ رب سهل 165 يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس أحمد الله جل جلاله الذي عطف على أوليائه و خاصته و لطف لهم بما أراهم من أسرار ملكوته و مملكته و كشف الحجب بينهم و بين عظمة ربوبيته فأشرقت على سرائر قلوبهم شموس إقباله و تحققت بصائرهم بما شاء من مقدس جلاله فعصمهم بتلك الهيبة 166 أن يقع في حضرته الاشتغال عنه منهم و اشتغلوا بمراقبته جل جلاله عنهم و اقتدى بهم قوم من أهل الأحلام 167 و الأفهام في شرف ذلك المقام فلم تبق لهم إرادة تعارض مولاهم و هو يراهم في إرادته و لا كراهية تخالف مقدس كراهته و صارت كل الإرادات 168 غير إرادته عندهم مدحوضة و جميع الاختيارات غير اختياراته مرفوضة و سائر المشورات غير مشوراته منقوضة 169 و جميع الإشارات غير
إشاراته مبغوضة 170 فهم في سفر اليقين إليه سائرون و على بساط الأنس و القدس بين يديه متعاشرون و لما أراد منهم النظر إليه من أنوار جوده 171 و ثمار وعوده ناظرون و صارت إرادتهم و كراهاتهم و حركاتهم و سكناتهم صادرة عن تدبير مولاهم الذي هم بين يديه حاضرون و إليه صائرون فاستراحوا و سلموا من مواقف الحساب و قال لسان حالهم لمالك آمالهم في يوم المآب التدبير في الدنيا لنا كان بك و منك فصدقهم سبحانه في مقالهم و لسان حالهم بغير ارتياب و قال ببيان المقال أو لسان الحال لقد كنتم في الدنيا متدبرين بمشورتي في جميع الأسباب فسيروا على مراكب السعد و الإقبال إلى ما أعددت لخاصتي من تمام دوام الثواب و بقي الذين قدموا رأيهم على رأيه و تدبيرهم على تدبيره أيام كانوا في دار الفناء و الذهاب موقوفين في ذل العتاب أو العقاب. و أشهد أن لا إله إلا هو 172 شهادة صدر الاعتقاد في الانقياد 173 و الاعتراف بها من مقدس باب جوده 174 و أنطق بها لساننا اختيارا لا اضطرارا كما أراد من عبيده 175 و صانها بدروع الملاطفة و حصون المكاشفة عن حيرة التائهين في الشك 176 في وجوده و عن الإقدام على هول جحوده و أشهد أن جدي محمدا ص أعظم واع لمراده و مقصوده و أكمل داع إلى الوقوف عند حدوده الذي أغناه عند المخصوصين
بلطفه جل جلاله و عناياته عن النظر في براهينه صلوات الله عليه الباهرة و آياته بما أفرده ع عن العالمين من كمال ذاته و جلال صفاته فهو ص أحق بقول الشاعر لانفراده بكماله-
لقد بهرت 177 فما تخفى على أحد
إلا على أكمه لا يعرف القمر 178
ثم زاده غنى بعد وفاته عن النظر في دلائل 179 التحدي و كثير من معجزاته بما اشتهر و بهر من تصديقه جل جلاله في الأخبار التي أخبر ع عنها في مغيباته و بما عجل لداع من أمته في 180 سرعة إجاباته و بما فرج بالتوسل به ص إلى الله جل جلاله عن مكروب هائل كرباته و بما أظهر على قبره الشريف و قبور عترته من بيناته و بما كفى و شفى بتراب 181 قبورهم عمن عجز الأطباء عنه و يئسوا من حياته ذلك الحد الذي أودعه ما يحتاج إليه 182 ع و أمته من أسرار الأولين و الآخرين و جمع لهم مواريث الأنبياء و المرسلين و جعل طاعة رسوله ع طاعته سبحانه إلى يوم الدين حتى قال جل جلاله مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ 183 و هذه شهادة صريحة منه جل جلاله أن رسوله