کتابخانه روایات شیعه
6- عملنا في الكتاب
أ- النسخ المعتمدة في التحقيق:
اعتمدت في تقويم نص الكتاب و تحقيقه على ثلاث نسخ، هي:
1- النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) في مدينة مشهد المقدّسة، برقم (1757)، كتبت بخط نسخي جميل مشكول، صفحاتها مؤطّرة بالذهب، مجهولة التأريخ و الناسخ، قرأها و صححها و نظر فيها الشيخ محمّد بن الحرّ في سنة 945 ه، مما يدلّ على أنّها كتبت قبل هذا التأريخ، ورد في آخر النسخة ما لفظه:
«نظر في هذا الكتاب المبارك من أوله إلى آخره أحقر عباد اللّه محمّد بن الحرّ بن مكي العاملي عامله اللّه بلطفه الخفي، و أصلح ما أمكنه من التحريف و التصحيف ابتغاء لوجه اللّه سبحانه، و رجاء لصالح دعوات مالكه، و هو الولد الصالح النقي الفالح، العالم العامل الجليل، الفاضل الكامل النبيل ... حفظه اللّه و أسعده و ربّاه و سرّ بطول بقائه و تمام ارتقائه أباه، و هو المولى الفاضل المعظم، العالم العامل المكرم ...، ختم اللّه له بصالح الأعمال، و رقاه في العلم و العمل إلى غاية الكمال، و رزقه في ولديه
ما يتمناه و يحبه و يهواه بمحمّد النبيّ و آله الطيبين الطاهرين، و ذلك في شهر رمضان المعظّم قدره من شهور سنة خمس و أربعين بعد تسع مئين من هجرة سيّد المرسلين، و الحمد للّه ربّ العالمين».
كما أنّ بداية النسخة بمقدار عشر ورقات تقريبا قد خرمت من الجوانب.
تقع النسخة في 66 ورقة، كل ورقة فيها 15 سطرا بحجم 22* 17، و قد رمزت لهذه النسخة ب «م».
و من خلال مقابلة بعض نصوص الكتاب مع ما نقله الشيخ الحرّ العامليّ في كتابه «وسائل الشيعة» عنه، ظهر تطابق هذه النسخة مع النصوص المنقولة عن الكتاب، مما يعتبر قرينة قوية على أنّها النسخة التي كانت بحوزة الشيخ الحرّ عند تأليفه كتاب الوسائل.
2- النسخة المحفوظة في مكتبة آية اللّه العظمى المرعشيّ العامّة في مدينة قم المشرفة، الكتاب الثالث من ص 97- ص 166، من المجموعة المرقمة (2255).
و الكتاب الأولان من المجموعة هما:
1- الناسخ و المنسوخ، لعبد الرحمن بن محمّد الحلي المعروف بابن العتائقي، (ص 1- ص 15).
2- جواهر الكلمات في صيغ العقود و الايقاعات، للشيخ مفلح بن حسن الصيمري (ص 18- 95).
كتبت النسخة بخط نسخي غير منقوط في أغلب الأحيان، و ورد في نهاية الكتاب الثاني من المجموعة، أنه فرغ من كتابته في يوم الجمعة 24 شوال من سنة 980 ه.
تقع المجموعة في 166 ورقة، في كل ورقة 15 سطرا، بحجم 5، 18* 13 سم، و قد رمزت لهذه النسخة ب «ش».
و من الغريب في هذه النسخة أنّ كلّ ما نقله السيّد ابن طاوس عن كتاب الدعاء لسعد بن عبد اللّه الأشعري من نصوص روائية، قد سقط منها!!
3- النسخة المحفوظة في المكتبة المركزية في جامعة طهران، الكتاب الأول من المجموعة المرقمة (2319)، فرغ الناسخ من كتابتها بالخط الفارسيّ في سنة 1075 ه، بأمر من محمّد بن الفيض الكاشاني المعروف بعلم الهدى في كاشان، و يوجد خطه الشريف و ختمه على الورقة الأولى من النسخة، بما نصه:
«اللّه حسبي تمّ كتاب فتح الأبواب للسيّد النقيب رضيّ الدين ابن طاوس العلوي، استكتبته ببلدتنا قاشان، صينت عن بوائق الزمان، لشهر رجب و شهر شعبان من شهور حجة خمس و سبعين و ألف، نفعني اللّه به و معاشر الخلّان، و كتب هذه الأحرف من ثبت له فيه التصرف محمّد المدعو بعلم الهدى عفى عنه ما اجترح و جنى».
تقع النسخة في 48 ورقة، في كل ورقة 21 سطرا، بحجم 5، 14* 35 سم، و قد رمزت لهذه النسخة ب «د».
و تحتوي المجموعة- بالإضافة إلى كتاب فتح الأبواب- على:
2- أجوبة المفيد للسيّد (ص 49- ص 58).
3- المسائل العكبرية للشيخ المفيد (ص 58- ص 69).
4- المسائل الرازيات (ص 69- 77).
5- المسائل الخواريات (ص 77- ص 83).
ب- منهجية التحقيق:
بصورة إجمالية يمكنني القول انني التزمت في تحقيقي للكتاب بالقواعد العامّة المتعارف عليها في تحقيق النصوص، على صعيد اختيار النسخ و المقابلة و تقويم النصّ و التخريج و ضبط الاعلام و الترجمة لهم و غير ذلك، بما يكون ملخصه ما يلي:
1- اعتمدت طريقة التلفيق بين النسخ في سبيل إثبات نص صحيح أقرب ما يكون لما تركه المؤلّف، بقدر الإمكان، و السبب في اعتماد هذه الطريقة يعود لعدم عثوري على نسخة أصيلة يمكن الاعتماد عليها بذاتها، مع العلم أنّ النسخ الثلاث التي اعتمدتها لم تخل كلّها من سقط و تحريف و تصحيف.
2- قمت باستنساخ متن الكتاب على نسخة المكتبة الرضوية «م» لوضوحها، و كونها مضبوطة بالشكل، و أنّها أصح النسخ تقريبا، ثمّ قابلت النصّ مع النسختين «ش» و «د».
3- ثم بدأت بتقويم نص الكتاب على أساس اختيار العبارة الصحيحة و وضعها في المتن، و الإشارة لما في النسخ الأخرى في الهامش بحسب ما نراه مفيدا لمجمل العبارة و إلّا أهملناه، أما النقص الحاصل في نسخة «م»- كما مرّ في وصفها- فقد أتممته من «ش» و «د».
4- استخرجت جميع النصوص الحديثية و الأقوال الواردة في المتن من مصادرها الأصلية، مستقصيا في ذلك كل ما وصلته يدي من المصادر المتقدمة- كما سوف يلاحظ القارئ الكريم في هامش الكتاب- أستثني من ذلك- بالطبع- ما نقله السيّد ابن طاوس عن مصادر غير موجودة أساسا.
كما استقصيت كلّ ما نقله الشيخ الحرفي وسائل الشيعة، و العلامة المجلسي في بحار الأنوار، و المحدث النوريّ في مستدرك الوسائل، عن
كتاب «فتح الأبواب»، ذاكرا مظانّها في الهامش.
و قد يعترض بعض الفضلاء من المحققين على أنّ هذا النوع من التخريج على الجوامع الحديثية يستلزم الدور، و لا يفيدنا بشيء من ناحية التوثيق المصدري، فإذن لا داعي له.
و الجواب على ذلك: أنني في استخراج النصوص أحلت على المصادر المتقدمة- بكل ما لدي من جهد و طاقة- و هذا أمر لا جدال فيه أو نقاش، أما التخريج على الجوامع الحديثية التي نقلت عن الكتاب فلا نتوخى منه التوثيق المصدري، و إنّما نعتبر ما فيها نسخة أخرى للكتاب تفيدنا في تقويم النصّ و ضبط الأعلام و أمور كثيرة، و عندي من الشواهد على ذلك ما يطفح به الكيل، و هذا الموضوع بذاته يحتاج إلى بحث مستقل.
بقي أن نطلب بلسان الرجاء من الأساتذة الكرام و المحققين المحترمين أن يقدّروا أنّ للناس آراءهم، و أنّ تفريعات منهج التحقيق لا تمثل في أيّ وقت من الأوقات معادلة رياضية مقدسة غير قابلة للتكيّف مع متطلبات النصّ، و أنّ ما يراه البعض أمرا عديم الفائدة قد يكون في نظر آخرين أمرا ضروريا لخصوصيات موضوعية، و اللّه من وراء القصد.
5- حاولت جهد الإمكان ضبط الأعلام الواردين في متن الكتاب، خصوصا عند ما يظهر اختلاف في تسمية الرجل من خلال مقابلة النسخ، كما كتبت تراجم موجزة لكثير من الاعلام، استثنيت منهم المشاهير الذين لا يحتاجون إلى تعريف، مع الأخذ بنظر الاعتبار بعض الخصوصيات في هذا المجال.
6- من أجل تبسيط النصّ شرحت الألفاظ الصعبة في الكتاب، و أوردت بعض بيانات العلّامة المجلسي في بحار الأنوار، و الكفعمي في المصباح على عبارات «فتح الأبواب» في هامش الكتاب، بالإضافة إلى
تعريف بعض الاماكن و المدن التي تحتاج إلى ذلك.
7- نظرا لأهمية الفهرسة في مساعدة القارئ الكريم في استخراج المطالب التي يحتاجها، و كونها عين المحقق كما يقولون، رتبت مجموعة من الفهارس الفنية، بمقدار ما يتحمله الكتاب من ذلك، أدرجتها في نهايته.
و إن كان هناك من كلمة أخيرة أقولها، فإنّني أتقدم بالشكر الجزيل إلى سماحة العلامة المحقق حجّة الإسلام و المسلمين السيّد عبد العزيز الطباطبائي، الذي شملني برعايته الأبوية، حيث كانت أبواب مكتبته العامرة مشرعة أمامي حتّى في أيّام سفره و ترحاله، للاستفادة منها عند الحاجة، فجزاه اللّه خير الجزاء، و كان له حيثما كان.
كما أتقدم باسمي آيات الشكر و التقدير إلى إدارة مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث- التي افتخر بكوني أحد منتسبيها- في سعيها الطيب في سبيل نشر هذا الكتاب القيم بأفضل صورة، و بارك اللّه في خطواتها المقدّسة و هي تشارك- بنشاط- في هذه النهضة العلمية المباركة.
و ختاما، أحمد اللّه سبحانه و تعالى أن حباني بنعمة إتمام هذا العمل المتواضع، عسى أن أكون قد وفّقت في إغناء المكتبة الإسلامية بأثر قيم من ذخائر تراثها العظيم، معترفا- بكل جوارحي- بالتقصير، مؤمنا أنّ المخلوق من عجل لا يخلو من الخطأ و الزلل، و للّه الكمال و الكبرياء، و له الحمد أولا و آخرا.