کتابخانه روایات شیعه
عَلَى جَمَاعَةٍ أُخْرَى فَقَالُوا هَذَا بِئْسَ الْوَالِدُ وَ هَذَا بِئْسَ الْوَلَدُ أَمَّا أَبُوهُ فَإِنَّهُ مَا أَدَّبَ هَذَا الصَّبِيَّ حَتَّى رَكِبَ الدَّابَّةَ وَ تَرَكَ وَالِدَهُ يَمْشِي وَرَاءَهُ وَ الْوَالِدُ أَحَقُّ بِالاحْتِرَامِ وَ الرُّكُوبِ وَ أَمَّا الْوَلَدُ فَإِنَّهُ قَدْ عَقَّ وَالِدَهُ بِهَذِهِ الْحَالِ فَكِلَاهُمَا أَسَاءَ فِي الْفِعَالِ فَقَالَ لُقْمَانُ لِوَلَدِهِ سَمِعْتَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ نَرْكَبُ مَعاً الدَّابَّةَ فَرَكِبَا مَعاً فَاجْتَازَا 799 عَلَى جَمَاعَةٍ فَقَالُوا مَا فِي قَلْبِ هَذَيْنِ الرَّاكِبَيْنِ 800 رَحْمَةٌ وَ لَا عِنْدَهُمْ مِنَ اللَّهِ خَيْرٌ يَرْكَبَانِ مَعاً الدَّابَّةَ يَقْطَعَانِ ظَهْرَهَا وَ يَحْمِلَانِهَا مَا لَا تُطِيقُ لَوْ كَانَ قَدْ رَكِبَ وَاحِدٌ وَ مَشَى وَاحِدٌ كَانَ أَصْلَحَ وَ أَجْوَدَ فَقَالَ سَمِعْتَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ هَاتِ حَتَّى نَتْرُكَ الدَّابَّةَ تَمْشِي خَالِيَةً مِنْ رُكُوبِنَا فَسَاقَا الدَّابَّةَ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا وَ هُمَا يَمْشِيَانِ فَاجْتَازَا عَلَى جَمَاعَةٍ فَقَالُوا هَذَا عَجِيبٌ مِنْ هَذَيْنِ الشَّخْصَيْنِ يَتْرُكَانِ دَابَّةً فَارِغَةً تَمْشِي بِغَيْرِ رَاكِبٍ وَ يَمْشِيَانِ وَ ذَمُّوهُمَا عَلَى ذَلِكَ كَمَا ذَمُّوهُمَا عَلَى كُلِّ مَا كَانَ فَقَالَ لِوَلَدِهِ تَرَى فِي تَحْصِيلِ رِضَاهُمْ حِيلَةً لِمُحْتَالٍ فَلَا تَلْتَفِتْ إِلَيْهِمْ وَ اشْتَغِلْ بِرِضَا اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فَفِيهِ شُغُلٌ شَاغِلٌ وَ سَعَادَةٌ وَ إِقْبَالٌ فِي الدُّنْيَا وَ يَوْمَ الْحِسَابِ وَ السُّؤَالِ 801 .
فصل
وَ مِنَ الْحِكَايَاتِ مَا رَأَيْنَاهُ وَ رَوَيْنَاهُ أَنَّ مُوسَى ع قَالَ يَا رَبِّ احْبِسْ عَنِّي أَلْسِنَةَ بَنِي آدَمَ فَإِنَّهُمْ يَذُمُّونِي وَ قَدْ آذَوْنِي 802 كَمَا قَالَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَنْهُمْ- لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى 803 قِيلَ فَأَوْحَى اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى هَذَا شَيْءٌ مَا فَعَلْتُهُ مَعَ نَفْسِي أَ فَتُرِيدُ أَنْ أَعْمَلَهُ مَعَكَ فَقَالَ قَدْ رَضِيتُ أَنْ يَكُونَ لِي أُسْوَةٌ بِكَ 804 .
فصل
وَ مِنَ الْحِكَايَاتِ فِيمَا ذَكَرْنَاهُ مَا وَجَدْنَاهُ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لِسَلْمَانَ يَا سَلْمَانُ النَّاسُ إِنْ قَارَضْتَهُمْ قَارَضُوكَ 805 وَ إِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ وَ إِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ أَدْرَكُوكَ قَالَ فَأَصْنَعُ مَا ذَا قَالَ أَقْرِضْهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ 806 807 .
فصل 808
فالسعيد من إذا ظفر بالحق عمل عليه و إن كثر المختلفون فيه و الطاعنون عليه و اشتغل بشكر الله جل جلاله على ما هداه 809 إليه فإن الله جل جلاله قد مدح قوما على هذا المقام اللازم فقال عز و جل لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ 810 و نحن قد عرفنا 811 حقيقة هذه الاستخارة على اليقين الذي لا شك فيه بسبب من الأسباب و كشف الله جل جلاله لنا بها وجوه ما يستقبل من
الصواب و ما نقدر على القيام بشكر الله جل جلاله على الإنعام بفتح هذا الباب و إنما نسأله العفو عن التقصير في حق جلاله و إفضاله اللذين لا يحصر 812 حقهما بخطاب و لا جواب و لا كتاب فمن كان شاكا فيما قلناه فلينظر بقلبه و عقله و إنصافه ما قد اشتمل كتابنا هذا عليه و يذكر أن الله تعالى مطلع عليه و يقبل ما يهديه الله جل جلاله لرسوله فيما نطق به الكتاب فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَ عَلَيْنَا الْحِسابُ 813 فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ 814 و هذا آخر ما أردنا ذكره في هذا الباب و الله أعلم بالصواب 815 و فرغ من كتابته يوم الأحد خامس شهر جمادى الأولى سنة ثمان و أربعين و ستمائة و صلى الله على سيد المرسلين محمد و آله الطاهرين تمت
* الفهارس العامّة
1- فهرس الآيات القرآنية.
2- فهرس الأحاديث القدسية.
3- فهرس الأحاديث الشريفة.
4- فهرس الآثار.
5- فهرس الأعلام.
6- فهرس الكتب الواردة في المتن.
7- فهرس الأماكن و البقاع.
8- فهرس الفرق و الطوائف و الأمم.
9- فهرس الأبيات الشعرية.
10- فهرس الأبواب و الفصول.
11- مصادر التحقيق. 816
- فهرس الموضوعات.
1- فهرس الآيات القرآنية
الآية/ رقمها/ الصفحة 1- الفاتحة
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ... وَ لَا الضَّالِّينَ / 201
2- البقرة
إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ... إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ / 30/ 123
سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ / 32/ 123
إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ / 284/ 306
3- آل عمران
وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ / 85/ 144
يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ / 154/ 284
الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ ... وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ / 173، 174/ 202
4- النساء
وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً / 28/ 245
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ / 80/ 111
5- المائدة
لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ / 54/ 309
الآية/ رقمها/ الصفحة 6- الأنعام وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ ... إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ / 59/ 221
وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ / 91/ 284
7- الأعراف
فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ / 99/ 213
أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ / 179
8- الأنفال
إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌ / 73/ 143
9- التوبة
11- هود
إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ / 45/ 124
13- الرعد
فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَ عَلَيْنَا الْحِسابُ / 40/ 310
16- النحل
إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ / 99/ 245
17- الاسراء
وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً ... وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ. / 45، 46/ 202
18- الكهف
وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها ...