کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب

دليل الكتاب‏ [مقدمة المحقق‏] تمهيد مقدّمة الكتاب‏ القسم الأوّل «ترجمة المؤلّف» 1- موجز عن حياته‏ 2- أسرته‏ أ- أبوه: ب- أمه: ج- إخوته: د- زوجته: ه- أولاده: 3- أقوال العلماء فيه‏ 4- مشايخه‏ 5- تلاميذه و الرواة عنه‏ 6- مكتبته‏ 7- تصانيفه‏ 8- شعره‏ 9- وفاته و مدفنه‏ القسم الثاني «حول كتاب فتح الأبواب» 1- اسم الكتاب‏ 2- قالوا في الكتاب‏ 3- الكتب المؤلّفة في الاستخارة 1- إرشاد المستبصر، في الاستخارات‏ 2- الاستخارات‏ 3- الاستخارات‏ 4- الاستخارات‏ 5- الاستخارات‏ 6- الاستخارات‏ 7- الاستخارات‏ 8- الاستخارات‏ 9- الاستخارة 10- الإنارة عن معاني الاستخارة 11- ثورة في عالم الفلسفة 12- حول الاستقسام بالأزلام و الاستخارة 13- خيرة الطير 14- خيرة الطيور في التفؤل‏ 15- رسالة في الاستخارة 16- روائح الغيب في رفع الترديد و الريب. 17- شرح حديث الاستخارة 18- عنوان الصواب في أقسام الاستخارة من الأئمة الأطياب. 19- فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين ربّ الأرباب، في الاستخارات. 20- كتاب الاستخارة و الاستشارة 21- مفاتح الغيب في الاستخارة و الاستشارة. 22- مفاتيح الغيب في الاستخارة. 23- مفتاح الغيب و مصباح الوحي. 24- مفتاح الفرج، في الاستخارات. 25- منهاج المستخير 26- هداية المسترشدين في الاستشارة و الاستخارة. 4- موقع كتاب «فتح الأبواب» من هذه الكتب‏ 5- دراسة مصادر الكتاب‏ أ- تمهيد: ب- منهج الدراسة: ج- هدف الدراسة: د- متن الدراسة 1- الأربعين في الأدعية المأثورة عن سيّد المرسلين‏ 2- أصل عتيق مأثور 3- أصل محمّد بن أبي عمير: 4- أصل من أصول أصحابنا: 5- الاقتصاد في ما يجب على العباد 6- الأمالي‏ 7- تسمية المشايخ‏ 8- تهذيب الأحكام‏ 9- الجمع بين الصحيحين‏ 10- الدعاء أو الأدعية 11- الدعوات‏ 12- الدلائل‏ 13- رسائل الأئمة (عليهم السلام) 14- رسالة الشرائع‏ 15- الرسالة العزّيّة 16- السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي‏ 17- الصحيفة السجّادية: 18- الصلاة: 19- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 20- غياث سلطان الورى لسكان الثرى‏ 21- فردوس الأخبار بمأثور الخطاب‏ 22- فهرست أسماء مصنفي الشيعة 23- فهرست المصنفين‏ 24- الكافي‏ 25- كتاب عتيق: 26- كتاب في العمل‏ 27- المبسوط في الفقه‏ 28- مختصر الفرائض الشرعية 29- مختصر المصباح الكبير 30- المشيخة 31- المصباح الكبير 32- معاني الأخبار 33- المقنعة في الأصول و الفروع‏ 34- من لا يحضره الفقيه‏ 35- المهذب في الفقه‏ 36- مهمّات في صلاح المتعبد و تتمّات لمصباح المتهجد 37- النهاية في مجرد الفقه و الفتاوي‏ 38- هداية المسترشد و بصيرة المتعبد 6- عملنا في الكتاب‏ أ- النسخ المعتمدة في التحقيق: ب- منهجية التحقيق: [مقدمة المؤلف‏] ذكر تفصيل ما أجملناه من الأبواب على ما يفتحه جل جلاله علينا من وجوه الصواب‏ الباب الأول في بعض ما هداني الله جل جلاله إليه من المعقول المقوي لما رويته في الاستخارة من المنقول‏ الباب الثاني في بعض ما عرفته من صريح القرآن هاديا إلى مشاورة الله جل جلاله و حجة على الإنسان‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثالث في بعض ما وجدته من طريق الاعتبار كاشفا لقوة العمل في الاستخارة بما ورد في الأخبار فصل‏ الباب الرابع في بعض ما رويته من تهديد الله جل جلاله لعبده على ترك استخارته و تأكيد ذلك ببعض ما أرويه عن خاصته‏ فصل‏ فصل‏ الباب الخامس في بعض ما رويته عن حجة الله جل جلاله على بريته في عدوله عن نفسه لما استشير مع عصمته إلى الأمر بالاستخارة و هو حجة الله على من كلف الاقتداء بإمامته‏ الباب السادس في بعض ما رويته من عمل حجة الله جل جلاله المعصوم في خاص نفسه بالاستخارة أو أمره بذلك من طريق الخاصة و الجمهور و قسمه بالله جل جلاله أنه سبحانه يخير لمن استخاره مطلقا في سائر الأمور الباب السابع في بعض ما رويته في أن حجة الله جل جلاله المعصوم عليه أفضل الصلوات لم يقتصر في الاستخارة على ما يسميه الناس مباحات و أنه استخار في المندوبات و الطاعات و الفتوى بذلك عن بعض أصحابنا الثقات‏ الباب الثامن فيما أقوله و بعض ما أرويه من فضل الاستخارة و مشاورة الله جل جلاله بالست رقاع و بعض ما أعرفه من فوائد امتثال ذلك الأمر المطاع و روايات بدعوات عند الاستخارات‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ دعاء الاستخارة عن مولانا الصادق ع‏ دعاء يروى عن مولانا الرضا علي بن موسى ع يرويه عن أبيه موسى بن جعفر الكاظم في الاستخارات يرويه عن الصادق ع‏ دعاء مولانا المهدي صلوات الله عليه و على آبائه الطاهرين في الاستخارات و هو آخر ما خرج من مقدس حضرته أيام الوكالات‏ الباب التاسع فيما أذكره من ترجيح العمل في الاستخارة بالرقاع الست المذكورة و بيان بعض فضل ذلك على غيره من الروايات المأثورة الباب العاشر فيما رويته أو رأيته من مشاورة الله جل جلاله بصلاة ركعتين و الاستخارة برقعتين‏ الباب الحادي عشر في بعض ما رويته من الاستخارة بمائة مرة و مرة فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة و مرة في آخر ركعة من صلاة الليل‏ فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة و مرة عقيب ركعتي الفجر الباب الثاني عشر في بعض ما رويته في الاستخارة بمائة مرة و الإشارة في بعض الروايات إلى تعيين موضع الاستخارات و إلى الاستخارة عقيب المفروضات‏ فصل يتضمن استخارة بمائة مرة بعد صوم ثلاثة أيام‏ فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة يتصدق قبلها على ستين مسكينا فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة عقيب الفريضة فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة في آخر ركعة من صلاة الليل‏ فصل يتضمن الاستخارة بمائة مرة عند الحسين بن علي ع‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثالث عشر في بعض ما رويته من الاستخارة بسبعين مرة الباب الرابع عشر في بعض ما رويته مما يجري فيه الاستخارة بعشر مرات‏ الباب الخامس عشر في بعض ما رويته من الاستخارة بسبع مرات‏ الباب السادس عشر في بعض ما رويته في الاستخارة بثلاث مرات‏ الباب السابع عشر في بعض ما رويته في الاستخارة بمرة واحدة الباب الثامن عشر فيما رأيته في الاستخارة بقول ما شئت من مرة فصل يتضمن الاستخارة في كل ركعة من الزوال و لم يتضمن عددا و لا تفصيلا للحال‏ الباب التاسع عشر في بعض ما رأيته من مشاورة الله جل جلاله برقعتين في الطين و الماء فصل‏ فصل‏ الباب العشرون في بعض ما رويته أو رأيته من مشاورة الله جل جلاله بالمساهمة فصل‏ الباب الحادي و العشرون في بعض ما رويته من مشاورة الله جل جلاله بالقرعة فصل‏ فصل‏ فصل يتضمن المشاورة لله جل جلاله بالمصحف المقدس و وجدناه قد سماه الذي رواه بالقرعة فصل‏ الباب الثاني و العشرون في استخارة الإنسان عن من يكلفه الاستخارة من الإخوان‏ فصل‏ الباب الثالث و العشرون فيما لعله يكون سببا لتوقف قوم عن العمل بالاستخارة أو لإنكارها و الجواب عن ذلك‏ الفرقة الأولى قوم كانوا مشغولين عن أخبار الاستخارات بمهام دينهم و دنياهم‏ الفريق الثاني من المتوقفين عن الاستخارة و العمل بها و الإنكار لها قوم كانوا يستخيرون فوجدوا من الاستخارة أكدارا و أخطارا فصل‏ فصل‏ الفريق الثالث قوم كانوا يستخيرون لا على سبيل التجربة على ما يقولون‏ الفريق الرابع قوم وجدوا كلاما [لأصحابنا فاعتقدوا أن ذلك مانع من الاستخارة بالرقاع المذكورة] فصل‏ فصل‏ الفريق الخامس قوم يستخيرون الله جل جلاله فيما يشغل عنه و يعتقدون أن ذلك مما يستخار الله فيه‏ الفريق السادس من الذين أنكروا الاستخارة قوم زادوا على ما قدمناه من الاستخارة فيما يشغل عن الله جل جلاله‏ الفريق السابع من الذين ينكرون الاستخارة لأجل ما رأوا فيها من إكدار و انعكاس‏ الفريق الثامن من الذين تركوا الاستخارة و توقفوا عنها حيث لم يظفروا بالمراد منها الفريق التاسع من الذين توقفوا عن الاستخارة و أنكروا العمل بها الفريق العاشر ممن يتوقف عن الاستخارة أو ينكرها قوم من عوام العباد ما في قلوبهم يقين و لا قوة معرفة و لا وثوق بسلطان المعاد الفريق الحادي عشر قوم يسمعون أن بعض أهل الاستخارات يستخير في قصد مشاهد لزيارات‏ الباب الرابع و العشرون فيما أذكره من أن الاعتبار في صواب العبد في الأعمال و الأقوال على ما وهب الله جل جلاله من العقل في المعقول و على ما نبه ص في المنقول‏ دون من خالف في ذلك على كل حال‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ * الفهارس العامّة 1- فهرس الآيات القرآنية 2- فهرس الأحاديث القدسية 3- فهرس الأحاديث الشريفة 4- فهرس الآثار الأثر/ القائل/ الصفحة 5- فهرس الأعلام الاسم الصفحة (آ) 6- فهرس الكتب الواردة في المتن الكتاب/ المؤلّف/ الصفحة 7- فهرس الأماكن و البقاع المكان الصفحة 8- فهرس الفرق و الطوائف و الأمم الصفحة 9- فهرس الأبيات الشعرية القافية الصفحة 10- فهرس الأبواب و الفصول الصفحة 11- مصادر التحقيق‏ 12- فهرس الموضوعات الموضوع الصفحة

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب


صفحه قبل

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 292

ذلك لأهل‏ 758 الاعتبار و ليس كل أخبار الفطحية و فرق الشيعة باطلة بالكلية بل فيهم من يعرف منه الثقة في الروايات و قد اعتمد شيوخ أصحابنا على رواية جماعة منهم في كثير من الأحكام الواجبات و المندوبات و هذا واضح بين أهل المعارف فلا يحتاج إلى زيادة قول كاشف. و أما قوله رحمه الله إن أصحابنا ما ذكروا الاستخارة بالرقاع و البنادق و القرعة في كتب الفقه بل في كتب العبادات فلعل هذا يكون سهوا من الناسخين لكتابه أو يكون له عذر لا أعرفه و إلا فكتب الفقه متضمنة للقرعة و أنها في كل أمر مشكل و الاستخارة بها إنما كانت لأن المستخير بها كان وجه الصواب عنده مشكلا مجهولا و ما احتاج مع أهل العلم إلى ذكر القرعة في كتب الفقه إلى أن أحكي هاهنا ما وجدته مسطورا أو منقولا. و أما الاستخارة بالرقاع فيكفي ذكرها في كتاب الكليني و كتاب تهذيب الأحكام و هما من أعظم كتب الفقه كما قدمناه و قد ذكرنا ذلك و أوضحناه فيما ذكرناه و رويناه. و أما قوله بل في كتب العبادات فهذا لعله يكون له فيه عذر غير ظاهر لأن الفقه إنما كان له حكم في الشرائع و الديانات لأنه من جملة العبادات و لو لا ذلك كان عبثا أو ساقط الروايات‏ 759 فالفقه من جملة العبادات و لعله أراد أن العرف يقتضي أن الفقه عبارة عن ذكر مسائل الفقه خالية من الأسانيد و من العمل بالعبادات أو لعله أراد بذكر كتب العبادات أي في كتب العمل فتكون الثانية قد ذكر عوض لفظ العمل العبادات. و على كل حال سواء كان ذكرها في كتب العبادات أو كتب‏

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 293

العمل و الطاعات فإن المصنف إذا كانت كتبه على سبيل الرواية احتمل أن يقال عنه إنه ما قصد بذلك الفتوى و لا الدراية 760 و أما إذا كان تصنيفه في العبادات و العمل و للطاعات فقد ضمن على نفسه أن الذي يذكره في ذلك من جملة الأحكام الشرعية و إلا كان قد دعا الناس إلى العمل بالبدع و مخالفة المراسم الإلهية و الشرائع النبوية فصار على هذا كتب العبادات و كتب العمل و الطاعات أظهر في الاحتجاج بما تتضمنه من كتب الفقه أو كتب الروايات. و قد انكشف بذلك أن الشيخ محمد بن إدريس ما خالف مخالفة لا تحتمل التأويل فيما أشرنا إليه و إنما طعن على ما يختص بروايته الفطحية و أمثالها من ذوي العقائد الردية و هذا واضح فيما أوردناه‏ 761 من هذا الباب و كاف لذوي الألباب.

الفريق الخامس قوم يستخيرون الله جل جلاله فيما يشغل عنه و يعتقدون أن ذلك مما يستخار الله فيه‏

و من المعلوم عند العارفين أن الله جل جلاله لا يستخار فيما يشغل عنه و أن الاستخارة في ذلك خلاف عليه سبحانه و على سيد المرسلين فإذا لم يجدوا استخارتهم في مثل هذا الحال موافقة لما استخاروا فيه من السلامة و الظفر بالآمال يعتقدون أن هذا لضعف الاستخارة أو للطعن في روايتها 762 و إنما هو لضعف بصائرهم و قلة فائدتها 763 . و مثال استخارة هذا الفريق أن أحدهم يكون له مال يريد أن يزرع منه زرعا أو يعمل منه تجارة أو يسافر لأجله سفرا و ما يقصد بالزرع و لا

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 294

التجارة و لا السفر أنه يتقرب بذلك إلى الله جل جلاله و لا لامتثال أمره سبحانه بل لمجرد ميل الطباع إلى الغنى و لأجل أنه يأنف‏ 764 أن يراه الناس فقيرا أو يرى أحد عياله محتاجين أو ليكون معظما محترما بكثرة المال و أمثال هذه الخواطر و الأحوال التي تقع من المستخيرين و هم غافلون عن الخدمة بهذه الحركات لسلطان العالمين فالعقل و النقل يقتضيان أن هذا لا يستخار الله جل جلاله فيه و أن المستخير في ذلك على هذه الوجوه بعيد من الله جل جلاله و من مراضيه و لعلك تجد أكثر الاستخارات المعكوسة من هذا القبيل و قد عرفك الله جل جلاله هذه الجملة و هو جل جلاله أهل أن يهديك إلى التفصيل.

الفريق السادس من الذين أنكروا الاستخارة قوم زادوا على ما قدمناه من الاستخارة فيما يشغل عن الله جل جلاله‏

و فيما لا يتقربون به إلى الله جل جلاله و استخاروا في معصية الله تعالى و هم يعتقدون أنها ليست معاصي و مثال هؤلاء أن يستخيروا في معونة ظالم بوكالة عنه و تكون تلك الوكالة معونة له على ظلمه أو تجارة لظالم و تكون تلك التجارة معونة له على ظلمه أو في خدمة للظالم و تكون تلك الخدمة معونة له على ظلمه أو دخول على الظالم و هو يعلم من نفسه أنه ما يقوم لله جل جلاله و لرسوله ص بما يقدر عليه من إنكار ما يجده عند ذلك الظالم من منكر أو لا يوافق الله جل جلاله و رسوله ص في كراهة تلك المنكرات بقلبه إذا أقبل الظالم عليه و أدنى مجلسه و قضى حاجته. و مثال ذلك أن يستخير الله جل جلاله في أن يتوكل لغير الظالم أو يخدمه بنية أنه يغشه أو يخونه أو يمكر به أو يغش أحدا لا يجوز غشه أو

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 295

يخونه أو يمكر به لموكله أو لمن يخدمه. و مثال آخر أن يستخير كما قدمته في زرع يعلم من نفسه أنه يؤثر فيه بقلبه ظلم الوالي الأكرة 765 في حفر نهر أو بيته يبق عن زرعه‏ 766 بغير وجه مشروع أو يوكل على الأكرة غلاما يعلم أنه يظلمهم و هو يستخير في الزرع على هذه الوجوه و أمثالها التي لا يحل معها الزرع فكيف يجد الاستخارة فيه. فلعلك تجد من يستخير في مثل هذه المعاصي‏ 767 و يغفل عن كونها معصية و إذا انعكس عليه أمره في الاستخارة في ذلك نسب العكس إلى الاستخارة و إنما العكس كان منه بطريقة 768 و سوء توفيقه.

الفريق السابع من الذين ينكرون الاستخارة لأجل ما رأوا فيها من إكدار و انعكاس‏

و لعل سبب إكدارها و انعكاسها عليهم أنهم ما عملوا شروط إجابة دعاء الاستخارات و لا تركوا الشروط المانعة من إجابة الدعوات كما رويناه بإسنادنا في كتابنا التتمات من تقدم المدحة لله جل جلاله في الدعاء. و كما رويناه‏

بِإِسْنَادِنَا إِلَى مَوْلَانَا عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى الْمَسِيحِ ع قُلْ لِلْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَدْخُلُوا بَيْتاً مِنْ بُيُوتِي إِلَّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ وَ أَكُفٍّ نَقِيَّةٍ وَ قُلْ‏

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 296

لَهُمْ إِنِّي غَيْرُ مُسْتَجِيبٍ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ دَعْوَةً وَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ 769 .

و كما رويناه‏

بِإِسْنَادِنَا هُنَاكَ إِلَى الصَّادِقِ ع قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ ع قُلْ لِلْجَبَّارِينَ لَا يَذْكُرُونِي فَإِنَّهُ لَا يَذْكُرُنِي عَبْدٌ إِلَّا ذَكَرْتُهُ وَ إِنْ ذَكَرُونِي ذَكَرْتُهُمْ فَلَعَنْتُهُمْ‏ 770 .

و كما رويناه‏

بِإِسْنَادِنَا هُنَاكَ أَيْضاً عَنِ الصَّادِقِ ع‏ أَنَّ رَجُلًا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ غُلَاماً يَدْعُو ثَلَاثَ سِنِينَ فَلَمَّا رَأَى أَنَّ اللَّهَ لَا يُجِيبُهُ قَالَ يَا رَبِّ أَ بَعِيدٌ أَنَا مِنْكَ فَلَا تَسْمَعُنِي أَمْ قَرِيبٌ أَنْتَ مِنِّي فَلَا تُجِيبُنِي قَالَ فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّكَ تَدْعُو مُنْذُ ثَلَاثِ سِنِينَ بِلِسَانٍ بَذِيٍ‏ 771 وَ قَلْبٍ عَاتٍ غَيْرِ نَقِيٍّ وَ نِيَّةٍ غَيْرِ صَادِقَةٍ فَاقْلَعْ عَنْ ذَلِكَ وَ لْيَتَّقِ اللَّهَ قَلْبُكَ وَ لْتَحْسُنْ نِيَّتُكَ قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ فَوُلِدَ لَهُ غُلَامٌ‏ 772 .

و كما رويناه‏

بِإِسْنَادِنَا إِلَى الصَّادِقِ ع قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا أُجِيبُ دَعْوَةَ مَظْلُومٍ فِي مَظْلِمَةٍ ظُلِمَهَا وَ لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِثْلُ تِلْكَ الْمَظْلِمَةِ 773 .

وَ كَمَا رَوَيْنَاهُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلصَّادِقِ ع إِنَّنَا

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 297

نَدْعُو فَلَا يُسْتَجَابُ لَنَا فَقَالَ إِنَّكُمْ تَدْعُونَ مَنْ لَا تَعْرِفُونَهُ‏ 774 .

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مَعْنَاهُ عَنِ الصَّادِقِ ع‏ أَنَّ الْعَبْدَ يَدْعُو وَ هُوَ مُصِرٌّ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى فَاللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ يُطَالِبُهُ بِالتَّوْبَةِ وَ الْعَبْدُ يُطَالِبُهُ بِإِجَابَةِ دُعَائِهِ فَإِذَا رَدَّهُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ عَنِ الْإِجَابَةِ فِي جَوَابِ رَدِّهِ عَنِ الْإِجَابَةِ إِلَى التَّوْبَةِ فَقَدْ رَحِمَهُ وَ عَفَا عَنْهُ.

أقول فإذا استخار العبد الله جل جلاله و هو على صفات أو صفة تمنع من إجابة الدعاء فإذا لم تنعكس استخارته يكون ذلك من باب الفضل الذي لا يستحقه العبد و لله جل جلاله أن يفعله و أن لا يفعله فإذا انعكست الاستخارة كان ذلك من باب العدل الذي لله جل جلاله أن يفعله و أن لا يفعله‏ 775 مع عبده فربما تنعكس في مثل هذه الأسباب استخارات و يكون عكسها من باب العدل فيعتقد العبد أن ذلك لضعف الروايات.

الفريق الثامن من الذين تركوا الاستخارة و توقفوا عنها حيث لم يظفروا بالمراد منها

و هم قوم كانوا يستخيرون الله جل جلاله مثلا استخارة صحيحة و لكن ما كانوا يتحفظون بعد الاستخارة من المعاصي الظاهرة و الباطنة إما جهلا بالمعاصي مما لا يعذرون‏ 776 بجهله أو عمدا لاعتقادهم أن ذلك ما يبطل‏ 777 الاستخارات و لا يحول بينهم و بين ما استخاروا فيه فيقع منهم بعد الاستخارة من المعاصي لله جل جلاله ما يقتضي عكس الاستخارة بعد أن كان الله جل جلاله قد أذن في قضاء حاجتهم.

فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب، ص: 298

كما رويناه‏

بِإِسْنَادِنَا فِي كِتَابِ التَّتِمَّاتِ‏ 778 عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ يَسْأَلُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْحَاجَةَ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَكُونُ مِنْ شَأْنِ اللَّهِ قَضَاؤُهَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ وَ وَقْتٍ بَطِي‏ءٍ قَالَ فَيُذْنِبُ الْعَبْدُ عِنْدَ ذَلِكَ الْوَقْتِ ذَنْباً فَيَقُولُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِحَاجَتِهِ لَا تُنْجِزْ لَهُ حَاجَتَهُ وَ احْرِمْهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ قَدْ تَعَرَّضَ لِسَخَطِي وَ اسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّي‏ 779 .

الفريق التاسع من الذين توقفوا عن الاستخارة و أنكروا العمل بها

صفحه بعد