کتابخانه روایات شیعه
إلى 226 التهديد من الله جل جلاله على ترك مشاورته إلى إيراد أخبار عنه جل جلاله و عن خاصته و إنما أوردنا 227 هذا المقدار من الأخبار لنوضح أن النقل ورد معاضدا للعقل. و بيان ذلك أنك لو عرفت أن الله جل جلاله قد آتى رجلا من الحكمة و العقل و الرأي مثل 228 ما أوتي لقمان و جعل له قدرة مثلا على خلق إنسان و خلق ما يحتاج إليه هذا الإنسان من مصالحه و مراشده و أن هذا الحكيم عارف بتدبير هذا الإنسان و بما يسلمه من مهالكه و مفاسده فبنى هذا الحكيم دارا لهذا الإنسان قبل أن يخلقه و أتقنها و كملها و ما يعرف أسرار بنائها 229 و تدبيرها جميعا غير هذا الحكيم ثم عاد إلى الإنسان الذي يريد أن يسكنه فيها 230 ففطره من عدم محض و جعله ترابا ثم ألف من التراب جوهرا إلى جوهر و عرضا 231 إلى عرض و جعله جسما و ركبه تركيبا عجيبا و كمله تكميلا غريبا و لا يطلع على جميع تدبير هذا الحكيم لهذا الإنسان إلا الحكيم وحده. فلما بلغ هذا الإنسان و تكمل بقدرة الحكيم المذكور و أسكنه داره بما فيها من عجائب الأمور صار يعدل عن الحكيم في معرفة أسرار الدار و أسرار جسده و تدبيره الذي لا يحيط بجميع قليله و كثيره سوى الحكيم المشار إليه من غير إساءة وقعت من الحكيم و لا تقصير يحتج به هذا الإنسان
عليه أ ما كان كل عاقل يعرف ذلك يبلغ من ذم هذا الإنسان الغايات و يعتقد أنه يستحق من الحكيم أن يعاجله بالنقمات و أن يخرب الدار التي بناها له و يخرجه عنها و يخرب جسده الذي عمره بقدرته و يستعيد حياته التي لا بدل له منها فالله جل جلاله كان في بناء دار الدنيا و تدبير جسد الإنسان و تأليفه و إنعامه الذي وقع منه ابتداء و تفضلا و الله أتم و أعظم من ذلك الحكيم الذي لو لا إقدار الله جل جلاله ما قدر 232 على شيء مما ضربناه مثلا فكيف صار ذلك الإنسان بمفارقة 233 الحكيم مستحقا للتهديد و الذم و الانتقام و لا يكون من عدل عن مشاورة الله جل جلاله كما قال الصادق ع شقيا مذموما عند أهل الإسلام
فصل
وَ أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْعَالِمُ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَ الشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ مَعاً عَنِ الشَّيْخِ الْعَالِمِ أَبِي الْفَرَجِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ أَبِي الْحُسَيْنِ الرَّاوَنْدِيِّ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُحْسِنِ الْحَلَبِيِّ عَنِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ وَ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَ عَنْ 234 صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ دَخَلَ فِي
أَمْرٍ مِنْ غَيْرِ اسْتِخَارَةٍ ثُمَّ ابْتُلِيَ لَمْ يُؤْجَرْ 235 .
وَ أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَ الشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِمَا الْمَذْكُورِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنِ ابْنِ مُضَارِبٍ 236 عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ دَخَلَ فِي أَمْرٍ بِغَيْرِ 237 اسْتِخَارَةٍ ثُمَّ ابْتُلِيَ 238 لَمْ يُؤْجَرْ 239 .
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس أيده الله تعالى أ ما يظهر لك من 240 هذين الحديثين المذكورين أن من دخل في أمر بغير 241 استخارة فقد خرج عن ضمان الله جل جلاله و تدبيره و صار بلاؤه على 242 نفسه لا يؤجر على قليله و كثيره أ ما تبين لك من هذا أنه لو كان الله جل جلاله مع العبد إذا دخل في أمر بغير مشاورته ما كان قد ضاع عليه شيء من ثواب مصيبته فأي عاقل يرضى لنفسه أن يدخل في أمر قد أعرض الله جل جلاله فيه عنه و إذا ابتلي فيه تبرأ الله جل جلاله منه و هذا كاف في التهديد لأهل الإنصاف و التأييد
فصل
قد رأينا و روينا تصريحا في النهي عن تقديم مشاورة أحد من العباد قبل مشاورة سلطان المعاد
أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ الْعَالِمُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَ الشَّيْخُ الْعَالِمُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ عَنِ الشَّيْخِ الْعَالِمِ أَبِي الْفَرَجِ عَلِيِّ بْنِ السَّعِيدِ أَبِي الْحُسَيْنِ الرَّاوَنْدِيِّ عَنِ السَّيِّدِ السَّعِيدِ شَرَفِ السَّادَةِ الْمُرْتَضَى بْنِ الدَّاعِي الْحَسَنِيِ 243 عَنِ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الدُّورْيَسْتِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الشَّيْخِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيِّ فِيمَا رَوَاهُ فِي كِتَابِ مَعَانِي الْأَخْبَارِ فِي بَابِ مَعْنَى مُشَاوَرَةِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ مَا هَذَا لَفْظُهُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْراً فَلَا يُشَاوِرْ 244 فِيهِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ حَتَّى يُشَاوِرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ وَ مَا مُشَاوَرَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ يَبْدَأُ فَيَسْتَخِيرُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوَّلًا ثُمَّ يُشَاوِرُهُ فِيهِ فَإِذَا بَدَأَ 245 بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَجْرَى اللَّهُ الْخَيْرَ 246 عَلَى لِسَانِ مَنْ أَحَبَّ مِنْ
الْخَلْقِ 247 .
أقول و قد تضمن كتاب المقنعة للشيخ المفيد نحو ذلك
أَخْبَرَنِي وَالِدِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّاوُسِ عَنْ شَيْخِهِ الْفَقِيهِ حُسَيْنِ بْنِ رَطْبَةَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيِّ عَنْ وَالِدِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيِّ عَنِ الْمُفِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَضَمَّنَهُ كِتَابُ الْمُقْنِعَةِ وَ أَخْبَرَنِي وَالِدِي قُدِّسَ سِرُّهُ عَنْ شَيْخِهِ الْمُفِيدِ الْفَقِيهِ الْكَمَالِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيِّ الْعَلَوِيِّ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ سَعِيدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ النَّيْسَابُورِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ الدُّورْيَسْتِيِّ عَنِ الْمُفِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَضَمَّنَهُ كِتَابُ الْمُقْنِعَةِ أَيْضاً كَمَا قَدَّمْنَاهُ 248 وَ أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَ الشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا الَّذِي قَدَّمْنَاهُ 249 إِلَى الشَّيْخِ الْمُفِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِيمَا رَوَاهُ فِي الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ مُقْنِعَتِهِ فِي أَوَّلِ بَابِ الِاسْتِخَارَةِ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْراً فَلَا يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَداً حَتَّى يَبْدَأَ فَيُشَاوِرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقِيلَ لَهُ 250 مَا مُشَاوَرَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ يَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ أَوَّلًا ثُمَّ يُشَاوِرُ فِيهِ فَإِنَّهُ إِذَا بَدَأَ بِاللَّهِ أَجْرَى اللَّهُ لَهُ الْخَيْرَ عَلَى لِسَانِ مَنْ شَاءَ مِنَ الْخَلْقِ 251 .
وَ أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْعَالِمُ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَ الشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا الَّذِي قَدَّمْنَاهُ 252 إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ فِيمَا وَجَدْنَاهُ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ وَ قَالَ جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ هَارُونُ بْنُ خَارِجَةَ لَهُ كِتَابٌ أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ بَطَّةَ 253 عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ 254 قُلْتُ أَنَا هَارُونُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْراً فَلَا يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَداً حَتَّى يُشَاوِرَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قُلْنَا وَ كَيْفَ يُشَاوِرُهُ قَالَ يَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ أَوَّلًا ثُمَّ يُشَاوِرُ فِيهِ فَإِذَا بَدَأَ بِاللَّهِ تَعَالَى أَجْرَى اللَّهُ الْخِيَرَةَ 255 عَلَى لِسَانِ مَنْ أَحَبَّ مِنَ الْخَلْقِ 256 .
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس أيده الله تعالى أ فلا ترى هذه الأحاديث قد تضمنت نهيا صريحا عن العدول عن مشاورة الله جل جلاله و استخارته فيما يراد ثم ما جعل لمشاورة غيره 257 جل جلاله أثرا أبدا إذا استشارهم 258 بعد مشاورة سلطان المعاد بل قال إذا
استخاره سبحانه أولا أجرى الله جل جلاله الخيرة على لسان من أحب من العباد و هذا واضح في النهي عن مشاورة 259 سواه و هاد لمن عرف معناه