کتابخانه روایات شیعه
قال: فبلغه ذلك، فقال: «ويل لهم، إني لأعرف ناسخه من منسوخه، و محكمه من متشابهه، و فصله من فصاله، و حروفه من معانيه. و الله ما من حرف نزل على محمد (صلى الله عليه و آله) إلا أني أعرف فيمن نزل، و في أي يوم، و في أي موضع.
ويل لهم، أما يقرءون إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى* صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى 549 و الله عندي، ورثتهما من رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و قد أنهى لي رسول الله (صلى الله عليه و آله) [صحف] إبراهيم و موسى (عليهما السلام).
ويل لهم- و الله- أنا الذي أنزل الله في: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ 550 ، فإنما كنا عند رسول الله (صلى الله عليه و آله) فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا و من يعيه، فإذا خرجنا قالوا: ما ذا قال آنفا؟».
108/ 551 - عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «ما نزلت آية على رسول الله (صلى الله عليه و آله) إلا أقرأنيها، و أملاها علي، فأكتبها بخطي، و علمني تأويلها و تفسيرها، و ناسخها و منسوخها، و محكمها و متشابهها، و دعا الله لي أن يعلمني فهمها و حفظها، فما نسيت آية من كتاب الله، و لا علما أملاه علي فكتبته منذ دعا لي ما دعا، و ما ترك شيئا علمه الله من حلال و لا حرام، و لا أمر و لا نهي، كان أو يكون، 552 من طاعة أو معصية إلا علمنيه و حفظته، فلم أنس منه حرفا واحدا.
ثم وضع يده على صدري، و دعا الله أن يملأ قلبي علما و فهما و حكمة و نورا، و لم أنس شيئا، و لم يفتني شيء لم أكتبه.
قلت: يا رسول الله، أو تخوفت علي 553 النسيان فيما بعد؟ فقال: لست أتخوف عليك نسيانا و لا جهلا، و قد أخبرني ربي أنه قد استجاب لي 554 فيك، و في شركائك الذين يكونون من بعدك.
فقلت: يا رسول الله، و من شركائي من بعدي؟
فقال: الذين قرنهم الله بنفسه و بي؛ فقال: الأوصياء مني إلى أن يردوا علي الحوض، كلهم هاد مهتد، لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن و القرآن معهم، لا يفارقهم و لا يفارقونه، بهم تنصر أمتي، و بهم يمطرون، و بهم يدفع عنهم، و بهم استجاب دعاءهم.
فقلت: يا رسول الله، سمهم لي؟ فقال لي: ابني هذا- و وضع يده على رأس الحسن (عليه السلام)- ثم ابني هذا- و وضع يده على رأس الحسين (عليه السلام)- ثم ابن له، يقال له: علي، و سيولد في حياتك، فأقرئه مني السلام، ثم تكملة اثني عشر من ولد محمد (صلى الله عليه و آله).
فقلت له: بأبي أنت و أمي، فسمهم لي؟ فسماهم رجلا رجلا، منهم- و الله، يا أخا بني هلال- مهدي أمة محمد (صلى الله عليه و آله) الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما- و الله- إني لأعرف من يبايعه بين الركن و المقام، و أعرف أسماء آبائهم و قبائلهم».
109/ 555 - عن سلمة بن كهيل، عمن حدثه، عن علي (عليه السلام)، قال: «لو استقامت لي الإمرة و كسرت- أو ثنيت- لي الوسادة لحكمت لأهل التوراة بما أنزل الله في التوراة، حتى تذهب إلى الله أني قد حكمت بما أنزل الله فيها، و لحكمت لأهل الإنجيل بما أنزل الله في الإنجيل، حتى يذهب إلى الله أني قد حكمت بما أنزل الله فيه، و لحكمت في أهل القرآن بما أنزل الله في القرآن، حتى يذهب إلى الله أني قد حكمت بما أنزل الله فيه».
110/ 556 - عن أيوب بن الحر، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قلت له: الأئمة بعضهم أعلم من بعض؟ قال:
«نعم، و علمهم بالحلال و الحرام و تفسير القرآن واحد».
111/ 557 - عن حفص بن قرط الجهني، عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: «كان علي (عليه السلام)، صاحب حلال و حرام و علم بالقرآن، و نحن على منهاجه».
112/ 558 - عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن أبيه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «إن فيكم من يقاتل على تأويل القرآن- كما قاتلت على تنزيله- و هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
113/ 559
عن بشير الدهان، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام)، يقول: «إن الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسع الناس جهلها، لنا صفو المال، و لنا الأنفال، و لنا كرائم القرآن، و لا أقول لكم إنا أصحاب الغيب، و نعلم كتاب الله، و كتاب الله يحتمل كل شيء، إن الله أعلمنا علما لا يعلمه أحد غيره، و علما قد أعلمه ملائكته و رسله، فما علمته ملائكته و رسله فنحن نعلمه».
114/ 560 - عن مرازم، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: «إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من أوله إلى آخره، و إن عندنا من حلال الله و حرامه ما يسعنا من كتمانه، ما نستطيع أن نحدث به أحدا».
115/ 561 - عن الحكم بن عتيبة، قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) لرجل من أهل الكوفة - و سأله عن شيء-: «لو
لقيتك بالمدينة لأرينك 562 أثر جبرئيل في دورنا، و نزوله على جدي بالوحي و القرآن و العلم، فيستسقي الناس العلم من عندنا فيهدون هم، و ضللنا نحن؟! هذا محال».
116/ 563 - عن يوسف بن السخت البصري، قال: رأيت التوقيع بخط محمد بن الحسن بن علي، 564 فكان فيه: «الذي يجب عليكم و لكم أن تقولوا: إنا قدوة الله و أئمته، و خلفاء الله في أرضه، و أمناؤه على خلقه، و حججه في بلاده، نعرف الحلال و الحرام، و نعرف تأويل الكتاب، و فصل الخطاب».
117/ 565 - عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، قال: قال علي (عليه السلام): «ما بين اللوحين شيء إلا و أنا أعلمه».
118/ 566 - عن سليمان الأعمش، عن أبيه، قال: قال علي (عليه السلام): «ما نزلت آية إلا و أنا علمت فيمن أنزلت، و أين أنزلت، و على من نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا و لسانا طلقا».
119/ 567 - عن أبي الصباح، قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): «إن الله علم نبيه (صلى الله عليه و آله) التنزيل و التأويل، فعلمه رسول الله (صلى الله عليه و آله) عليا (عليه السلام)».
120/ 568 - سعد بن عبدالله: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، و محمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحر، عن أبي عبدالله (عليه السلام)- أو عمن رواه- عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قلنا له: الأئمة بعضهم أعلم من بعض؟ فقال: «نعم، و علمهم بالحلال و الحرام و تفسير القرآن واحد».
6- باب في النهي عن تفسير القرآن بالرأي، و النهي عن الجدال فيه
121/ 569 - محمد بن علي بن بابويه في (الغيبة)، قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه)، قال:
حدثني عمي محمد بن أبي القاسم (رحمه الله)، عن محمد بن علي الصيرفي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «لعن الله المجادلين في دين الله على لسان سبعين نبيا، و من جادل في آيات الله فقد كفر، قال الله عز و جل: ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ 570 و من فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب، و من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء و الأرض، كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة سبيلها إلى النار».
قال عبدالرحمن بن سمرة: فقلت: يا رسول الله، أرشدني إلى النجاة، فقال: «يا بن سمرة، إذا اختلفت الأهواء، و تفرقت الآراء، فعليك بعلي بن أبي طالب، فإنه إمام أمتي، و خليفتي عليهم من بعدي، و هو الفاروق الذي يتميز به بين الحق و الباطل، من سأله أجابه، و من استرشده أرشده، و من طلب الحق عنده وجده، و من التمس الهدى لديه صادفه، و من لجأ إليه أمنه، و من استمسك به أنجاه، و من اقتدى به هداه.
يا بن سمرة، سلم منكم من سلم له و والاه، و هلك من رد عليه و عاداه- يا بن سمرة- إن عليا مني؛ روحه من روحي، و طينته من طينتي، و هو أخي و أنا أخوه، و هو زوج ابنتي- فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين- و إن منه إمامي أمتي و ابني و سيدي شباب أهل الجنة الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائم أمتي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما».
122/ 571 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان الأحمر، عن زياد بن أبي رجاء، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «ما علمتم فقولوا، و ما لم تعلموا
فقولوا: الله أعلم، إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء و الأرض».
123/ 572 - عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زيد الشحام، قال: دخل قتادة بن دعامة 573 على أبي جعفر (عليه السلام)، فقال: «يا قتادة، أنت فقيه أهل البصرة؟». فقال:
هكذا يزعمون.
قال أبو جعفر (عليه السلام): «بلغني أنك تفسر القرآن؟». قال له قتادة: نعم.
[فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «بعلم تفسره، أم جهل؟». قال: لا، بعلم].
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت، و أنا أسألك». قال قتادة: سل.
قال: «أخبرني عن قول الله عز و جل في سبأ: وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ ». 574 فقال قتادة: ذاك من خرج من بيته بزاد حلال و راحلة و كراء حلال، يريد هذا البيت، كان آمنا حتى يرجع إلى أهله.
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «ناشدتك الله- يا قتادة- هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال و راحلة و كراء حلال يريد هذا البيت، فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته، و يضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟».
قال قتادة: اللهم نعم.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «و يحك- يا قتادة- إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك، فقد هلكت و أهلكت، و إن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت و أهلكت، ويحك- يا قتادة- ذلك من خرج من بيته بزاد و راحلة و كراء حلال يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه، كما قال الله عز و جل: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ 575 و لم يعن البيت فيقول: إليه، فنحن و الله دعوة إبراهيم (عليه السلام) التي من يهوانا قبلت حجته، و إلا فلا- يا قتادة- فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة».
قال قتادة: لا جرم- و الله- لا فسرتها إلا هكذا.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «و يحك- يا قتادة- إنما يعرف القرآن من خوطب به».
124/ 576 - محمد بن علي بن بابويه، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام): «قال الله جل جلاله: ما آمن بي من فسر برأيه كلامي، و ما عرفني من شبهني بخلقي، و ما على
ديني من استعمل القياس في ديني».
125/ 577 - عنه، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبدالله الأسواري المذكر، قال: حدثنا أبو يوسف أحمد بن محمد بن قيس السجزي المذكر، قال: حدثنا أبو يعقوب، قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى، عن أبي عبيدة، عن محمد بن كعب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «إنما أتخوف على أمتي من بعدي ثلاث خصال: أن يتأولوا القرآن على غير تأويله، أو يتبعوا زلة العالم، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا و يبطروا، و سأنبئكم المخرج من ذلك؛ أما القرآن فاعملوا بمحكمه و آمنوا بمتشابهه، و أما العالم فانتظروا فيئته 578 و لا تتبعوا زلته، و أما المال فإن المخرج منه شكر النعمة و أداء حقه».
126/ 579 - و عنه: عن أحمد بن الحسن القطان (رحمه الله) قال: حدثنا أحمد بن يحيى، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدثني أحمد بن يعقوب بن مطر، قال: حدثني محمد بن الحسن بن عبد العزيز الأحدب الجنديسابوري، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا طلحة بن زيد، عن عبدالله بن عبيد 580 ، عن أبي معمر السعداني، أن رجلا قال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): «إياك أن تفسر القرآن برأيك حتى تفقهه عن العلماء، فإنه رب تنزيل يشبه كلام البشر، و هو كلام الله، و تأويله لا يشبه كلام البشر، كما ليس شيء من خلقه يشبهه، كذلك لا يشبه فعله تبارك و تعالى شيئا من أفعال البشر، و لا يشبه شيء من كلامه كلام البشر، و كلام الله تبارك و تعالى صفته، و كلام البشر أفعالهم، فلا تشبه كلام الله بكلام البشر فتهلك و تضل».
127/ 581 - العياشي: عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية ينزل أولها في شيء، و أوسطها في شيء، و آخرها في شيء»، ثم قال: « إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 582 من ميلاد الجاهلية».
128/ 583 - عن جابر، قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): «يا جابر، إن للقرآن بطنا، و للبطن ظهرا».
ثم قال: «يا جابر، و ليس شيء أبعد من عقول الرجال منه، إن الآية لينزل أولها في شيء، و أوسطها في شيء، و آخرها في شيء، و هو كلام متصل يتصرف 584 على وجوه».
129/ 585 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) 586 ، قال: «من فسر القرآن برأيه فأصاب لم يؤجر، و إن أخطأ كان إثمه عليه».
130/ 587 - عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «ما علمتم فقولوا، و ما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم، فإن الرجل ينزع بالآية فيخر بها أبعد ما بين السماء و الأرض».
131/ 588 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من فسر القرآن برأيه، إن أصاب لم يؤجر، و إن أخطأ فهو أبعد من السماء».
132/ 589 - عن عبدالرحمن بن الحجاج، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام)، يقول: ليس 590 أبعد من عقول الرجال من القرآن».
133/ 591 - عن عمار بن موسى، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سئل عن الحكومة؟ قال: «من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر، و من فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر».
134/ 592 - عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إياكم و الخصومة، فإنها تحبط العمل، و تمحق الدين، و إن أحدكم لينزع بالآية يقع فيها أبعد من السماء».
135/ 593 - عن القاسم 594 بن سليمان، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: «قال أبي (عليه السلام): ما ضرب رجل 595 القرآن بعضه ببعض إلا كفر».