کتابخانه روایات شیعه
قال: «و من أفلت منهم يومئذ انطلق، حتى إذا بلغوا حضرموت، و هو واد دون اليمن، أرسل [الله] عليهم سيلا فغرقهم أجمعين». قال: «و ما رئي في ذلك الوادي ماء [قط] قبل ذلك اليوم بخمسة عشر سنة» قال: «فلذلك سمي حضرموت حين ماتوا فيه».
11910/ 23967 - الشيخ في (أماليه)، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد- يعني المفيد- قال: حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي، قال: حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الربعي، قال: حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر، قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري، قال: حدثنا محمد بن جمهور العمي، قال: حدثنا جعفر بن بشير، قال: حدثنا سليمان بن سماعة، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: «لما قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة ليهدم البيت، تسرعت الحبشة، فأغاروا عليها، فأخذوا سرحا 23968 لعبد المطلب بن هاشم، فجاء عبد المطلب إلى الملك، فاستأذن عليه، فأذن له و هو في قبة ديباج على سرير له، فسلم عليه، فرد أبرهة السلام، و جعل ينظر في وجهه، فراقه حسنه و جماله و هيئته. فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك و الجمال؟ قال: نعم أيها الملك، كل آبائي كان لهم هذا الجمال و النور و البهاء فقال له أبرهة: لقد فقتم [الملوك] فخرا و شرفا، و يحق لك أن تكون سيد قومك.
ثم أجلسه معه على سريره، و قال لسائس فيله الأعظم- و كان فيلا أبيض عظيم الخلق، له نابان مرصعان بأنواع الدر و الجواهر، و كان الملك يباهي به ملوك الأرض- ائتني به، فجاء به سائسه، و قد زين بكل زينة حسنة، فحين قابل وجه عبد المطلب سجد له، و لم يكن يسجد لملكه، و أطلق الله لسانه بالعربية، فسلم على عبد المطلب، فلما رأى الملك ذلك ارتاع له و ظنه سحرا، فقال: ردوا الفيل إلى مكانه.
ثم قال لعبد المطلب: فيم جئت؟ فقد بلغني سخاؤك و كرمك و فضلك، و رأيت من هيئتك 23969 و جمالك و جلالك ما يقتضي أن أنظر في حاجتك، فسلني ما شئت. و هو يرى أن يسأله في الرجوع عن مكة، فقال له عبد المطلب: إن أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به، فمرهم برده علي.
قال: فتغيظ الحبشي من ذلك، و قال لعبد المطلب: لقد سقطت من عيني، جئتني تسألني في سرحك، و أنا قد جئت لهدم شرفك و شرف قومك، و مكرمتكم التي تتميزون بها من كل جيل، و هو البيت الذي يحج إليه من كل صقع في الأرض، فتركت مسألتي في ذلك و سألتني في سرحك.
فقال له عبد المطلب: لست برب البيت الذي قصدت لهدمه، و أنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك، فجئت أسألك فيما أنا ربه، و للبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم، و أولى [به] منهم.
فقال الملك: ردوا إليه سرحه، فردوه إليه و انصرف إلى مكة، و أتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ، و إذا تركوه رجع مهرولا، فقال عبد المطلب لغلمانه: ادعوا لي
ابني، فجيء بالعباس، فقال: ليس هذا أريد، ادعوا لي ابني، فجيء بأبي طالب، فقال: ليس هذا أريد، ادعوا لي ابني، فجيء بعبد الله أبي النبي (صلى الله عليه و آله)، فلما أقبل إليه، قال: اذهب يا بني حتى تصعد أبا قبيس 23970 ، ثم اضرب ببصرك ناحية البحر، فانظر أي شيء يجيء من هناك، و خبرني به.
قال: فصعد عبد الله أبا قبيس، فما لبث أن جاء طير أبابيل مثل السيل و الليل، فسقط على أبي قبيس، ثم صار إلى البيت، فطاف [به] سبعا، ثم صار إلى الصفا و المروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبد الله إلى أبيه فأخبره الخبر، فقال: انظر يا بني ما يكون من أمرها بعد فأخبرني به، فنظرها فإذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فأخبر عبد المطلب بذلك، فخرج عبد المطلب و هو يقول: يا أهل مكة، اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائمكم.
قال: فأتوا العسكر، و هم أمثال الخشب النخرة، و ليس من الطير إلا ما معه ثلاثة أحجار، في منقاره و رجليه، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير، و لم ير قبل ذلك و لا بعده فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب إلى البيت فتعلق بأستاره، و قال:
يا حابس الفيل بذي المغمس 23971
حبسته كأنه مكوكس 23972
في مجلس تزهق فيه الأنفس فانصرف و هو يقول في فرار قريش و جزعهم من الحبشة:
طارت قريش إذ رأت خميسا
فظلت فردا لا أرى أنيسا
و لا أحس منهم حسيسا
إلا أخا لي ماجدا نفيسا
مسودا في أهله رئيسا».
11911/ 23973 - علي بن إبراهيم، في معنى السورة، قال: نزلت في الحبشة حين جاءوا بالفيل ليهدموا به الكعبة، فلما أدنوه من باب المسجد، قال له عبد المطلب: أ تدري أين يؤم بك؟ فقال برأسه: لا، قال: أتوا بك لتهدم كعبة الله، أ تفعل ذلك؟ فقال برأسه: لا، فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فأبى، فحملوا عليه بالسيوف و قطعوه وَ أَرْسَلَ الله عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ . قال: بعضها على أثر بعض، تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ قال: كان مع كل طير ثلاثة أحجار: حجر في منقاره، و حجران في رجليه 23974 ، و كانت ترفرف على رؤوسهم، و ترمي أدمغتهم، فيدخل الحجر في دماغ الرجل منهم، و يخرج من دبره، و تنقض أبدانهم، فكانوا كما قال الله: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ قال: العصف: التبن، و المأكول: هو الذي يبقى من فضله.
قال الصادق (عليه السلام): «و هذا الجدري من ذلك 23975 الذي أصابهم في زمانهم».
سورة قريش
فضلها
11912/ 23976 - ابن بابويه: بإسناده، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من أكثر من قراءة (لإيلف قريش) بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة».
11913/ 23977 - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة أعطاه الله من الأجر كمن طاف حول الكعبة و اعتكف في المسجد الحرام، و إذا قرئت على طعام يخاف منه كان فيه الشفاء، و لم يؤذ آكله أبدا».
11914/ 23978 - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من قرأها على طعام لم ير فيه سوء أبدا».
11915/ 23979 - و قال الصادق (عليه السلام): «إذا قرئت على طعام يخاف منه كان شفاء من كل داء، و إذا قرأتها على ماء ثم رش الماء على من أشغل قلبه بالمرض و لا يدري ما سببه يصرفه الله عنه».
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لِإِيلافِ قُرَيْشٍ* إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَ الصَّيْفِ - إلى قوله تعالى- وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ [1- 4] 11916/ 23980 - علي بن إبراهيم، قال: نزلت في قريش، لأنه كان معاشهم من الرحلتين: رحلة في الشتاء إلى اليمن، و رحلة في الصيف إلى الشام، و كانوا يحملون من مكة الأدم و اللب 23981 ، و ما يقع من ناحية البحر من الفلفل و غيره، فيشترون بالشام الثياب و الدرمك 23982 و الحبوب، و كانوا يتآلفون في طريقهم، و يثبتون 23983 في الخروج في كل خرجة 23984 رئيسا من رؤوساء قريش، و كان معاشهم من ذلك، فلما بعث الله رسوله (صلى الله عليه و آله) استغنوا عن ذلك، لأن الناس وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه و آله) و حجوا إلى البيت، فقال الله: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ فلا يحتاجون أن يذهبوا إلى الشام وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ يعني خوف 23985 الطريق.
سورة الماعون
فضلها
11917/ 23986 - ابن بابويه: بإسناده، عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «من قرأ سورة (أ رأيت الذي يكذب بالدين) في فرائضه و نوافله، كان فيمن قبل الله عز و جل صلاته و صيامه، و لم يحاسبه بما كان منه في الحياة الدنيا».
11918/ 23987 - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة غفر الله له ما دامت الزكاة مؤداة، و من قرأها بعد صلاة الصبح مائة مرة حفظه الله إلى صلاة الصبح».
11919/ 23988 - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من قرأها بعد عشاء الآخرة غفر الله له و حفظه إلى صلاة الصبح».
11920/ 23989 - و قال الصادق (عليه السلام): «من قرأها بعد صلاة العصر كان في أمان الله و حفظه إلى وقتها في اليوم الثاني».
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَ رَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ - إلى قوله تعالى- وَ يَمْنَعُونَ الْماعُونَ [1- 7]
11921/ 23990 - محمد بن العباس، قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بن عاصم، عن الهيثم، عن عبد الله الرمادي، قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده (صلوات الله عليهم أجمعين) ، في قوله عز و جل:
أَ رَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ، قال: «بولاية أمير المؤمنين علي (عليه السلام)».
11922/ 23991 - و عن محمد بن جمهور، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي جميلة، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله عز و جل: أَ رَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ، قال: «بالولاية 23992 ».
11923/ 23993 - علي بن إبراهيم، في معنى السورة: قوله تعالى: أَ رَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ قال: نزلت في أبي جهل و كفار قريش فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ، أي يدفعه عن حقه وَ لا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ أي لا يرغب في طعام المسكين، ثم قال: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال: عنى به التاركين، لأن كل إنسان يسهو في الصلاة 23994 ، و