کتابخانه روایات شیعه
علي بن مهزيار، عن ابن سنان، عن يحيى الحلبي، عن عمر بن أبان، عن جابر، قال: حدثني تميم بن حذيم، قال: كنا مع علي (عليه السلام) حيث توجهنا إلى البصرة، قال: فبينا نحن نزول إذ اضطربت الأرض، فضربها علي (عليه السلام) بيده، ثم قال لها: «ما لك؟» ثم أقبل علينا بوجهه، ثم قال لنا: «أما إنها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله عز و جل في كتابه لأجابتني، و لكنها ليست تلك».
11830/ 23815 - محمد بن العباس: عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن الصباح المزني، عن الأصبغ بن نباتة، قال: خرجنا مع علي (عليه السلام) و هو يطوف في السوق، فيأمرهم بوفاء الكيل و الوزن حتى إذا انتهى إلى باب القصر ركض الأرض برجله 23816 المباركة، فتزلزلت، فقال: «هي هي، ما لك؟ اسكني، أما و الله إني أنا الإنسان الذي تنبئه الأرض أخبارها، أو رجل مني».
11831/ 23817 - و عنه: عن علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عبيد الله بن سليمان النجفي 23818 ، عن محمد بن الخراساني، عن الفضل 23819 بن الزبير، قال: إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان جالسا في الرحبة 23820 فتزلزلت الأرض، فضربها علي (عليه السلام) بيده، ثم قال لها: «قري، إنه إنما هو قيام، و لو كان ذلك لأخبرتني، و إني أنا الذي تحدثه الأرض أخبارها، ثم قرأ: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها* وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها* وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها* يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها أما ترون أنها تحدث عن ربها؟».
11832/ 23821 - و عنه: عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن يحيى الحلبي، عن عمر بن أبان، عن جابر الجعفي، قال: حدثني تميم بن جذيم، قال: كنا مع علي (عليه السلام) حيث توجهنا إلى البصرة، فبينا نحن نزول إذ اضطربت الأرض، فضربها علي (عليه السلام) بيده، ثم قال: «ما لك [اسكني]؟» فسكنت، ثم أقبل علينا بوجهه الشريف، ثم قال لنا: «أما إنها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله في كتابه لأجابتني، و لكنها ليست تلك».
روى محمد بن هارون البكري بإسناده إلى هارون بن خارجة حديثا، يرفعه إلى سيدة النساء فاطمة (عليها السلام)، قالت: «أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر و عمر، ففزع الناس إليهما، فوجدوهما [قد خرجا]
فزعين إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) 23822 » و ذكر مثل ما تقدم 23823 .
11833/ 23824 - و روى أبو علي الحسن بن محمد بن جمهور العمي، قال: حدثني الحسن بن عبد الرحيم التمار، قال: انصرفت من مجلس بعض الفقهاء، فمررت على سلمان الشاذكوني، فقال لي: من أين جئت؟ فقلت:
جئت من مجلس فلان- يعني واضع كتاب (الواحدة)- فقال لي: ماذا قوله فيه؟ فقلت شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: و الله لأحدثنك بفضيلة حدثني بها قرشي عن قرشي إلى أن بلغ ستة نفر [منهم]، ثم قال: رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطاب، فضج أهل المدينة من ذلك، فخرج عمر و أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله) يدعون لتسكن الرجفة، فما زالت تزيد إلى أن تعدى ذلك إلى حيطان المدينة، و عزم أهلها على الخروج عنها، فعند ذلك قال عمر: علي بأبي الحسن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فحضر، فقال:
يا أبا الحسن، ألا ترى إلى قبور البقيع و رجفتها حتى تعدى ذلك إلى حيطان المدينة و قد هم أهلها بالرحلة عنها؟
فقال علي (عليه السلام): «علي بمائة رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله) البدريين» فاختار من المائة عشرة، فجعلهم خلفه، و جعل التسعين من ورائهم، و لم يبق بالمدينة سوى هؤلاء إلا حضر حتى لم يبق بالمدينة ثيب و لا عاتق 23825 إلا خرجت، ثم دعا بأبي ذر و مقداد و سلمان و عمار، فقال لهم: «كونوا بين يدي» حتى توسط البقيع، و الناس محدقون به، فضرب الأرض برجله، ثم قال: «ما لك ما لك؟» ثلاثا، فسكنت، فقال: «صدق الله و صدق رسوله (صلى الله عليه و آله)، لقد أنبأني بهذا الخبر، و هذا اليوم، و هذه الساعة، و باجتماع الناس له، إن الله عز و جل يقول في كتابه: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها* وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها* وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها ، أما لو كانت هي هي لقلت: ما لها، و أخرجت الأرض لي أثقالها» ثم انصرف و انصرف الناس معه، و قد سكنت الرجفة.
11834/ 23826 - علي بن إبراهيم: في معنى السورة إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها* وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها قال: من الناس وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها ، قال: ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها إلى قوله تعالى: أَشْتاتاً ، قال: يجيئون 23827 أشتاتا مؤمنين و كافرين و منافقين لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ قال: يقفون على ما فعلوه [ثم قال]: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ، و هو رد على المجبرة الذين يزعمون أنه لا فعل لهم.
11835/ 23828 - قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ :
«يقول: إن كان من أهل النار [و كان] قد عمل مثقال ذرة في الدنيا خيرا [يره] يوم القيامة حسرة، إن كان عمله لغير الله وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ يقول: إن كان من أهل الجنة رأى ذلك الشر يوم القيامة، ثم غفر الله تعالى له».
و قد تقدم حديث في ذلك في سورة البلد 23829 .
سورة العاديات
فضلها
11836/ 23830 - ابن بابويه: بإسناده، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من قرأ سورة العاديات و أدمن قراءتها بعثه الله عز و جل مع أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم القيامة خاصة، و كان في حجره 23831 و رفقائه».
11837/ 23832 - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله)، أنه قال: «من قرأ هذه السورة أعطي من الأجر كمن قرأ القرآن، و من أدمن قراءتها و عليه دين أعانه الله على قضائه سريعا، كائنا ما كان».
11838/ 23833 - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من صلى بها العشاء الآخرة عدل ثوابها نصف القرآن، و من أدمن قراءتها و عليه دين أعانه الله تعالى على قضائه سريعا».
11839/ 23834 - و قال الصادق (عليه السلام): «من قرأها للخائف أمن من الخوف، و قراءتها للجائع يسكن جوعه، و العطشان يسكن عطشه، فإذا قرأها و أدمن قراءتها المديون أدى الله عنه دينه بإذن الله تعالى».
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً - إلى قوله تعالى- إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ [1- 11]
11840/ 23835 - علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالى: وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً* فَالْمُورِياتِ قَدْحاً ، قال: «هذه السورة نزلت في أهل وادي اليابس».
قال: قلت: و ما كان حالهم و قصتهم؟ قال: «إن أهل وادي اليابس اجتمعوا اثني عشر ألف فارس، و تعاقدوا و تعاهدوا و توافقوا 23836 على أن لا يتخلف رجل عن رجل، و لا يخذل أحد أحدا، و لا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد، و يقتلوا رسول الله (صلى الله عليه و آله) و عليا (عليه السلام)، فنزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و أخبره بقصتهم و ما تعاقدوا عليه و توافقوا، و أمره أن يبعث أبا بكر إليهم في أربعة آلاف فارس من المهاجرين و الأنصار، فصعد رسول الله (صلى الله عليه و آله) المنبر، فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال: يا معشر المهاجرين و الأنصار، إن جبرئيل قد أخبرني أن أهل وادي اليابس اثنا عشر ألف فارس، قد استعدوا و تعاهدوا و تعاقدوا على أن لا يغدر رجل منهم بصاحبه و لا يفر عنه، و لا يخذله حتى يقتلوني و أخي علي بن أبي طالب، [و قد] أمرني أن أسير إليهم أبا بكر في أربعة آلاف فارس، فخذوا في مسيركم 23837 ، و استعدوا لعدوكم، و انهضوا إليهم على اسم الله و بركته يوم الاثنين إن شاء الله تعالى.
فأخذ المسلمون عدتهم و تهيؤوا، و أمر رسول الله (صلى الله عليه و آله) أبا بكر بأمره، و كان فيما أمره به أنه إذا رآهم
أن يعرض عليهم الإسلام، فإن بايعوك و إلا واقفهم 23838 ، فاقتل مقاتليهم، و اسب ذراريهم، و استبح أموالهم، و خرب ضياعهم و ديارهم؛ فمضى أبو بكر و معه من المهاجرين و الأنصار في أحسن عدة، و أحسن هيئة، يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل وادي اليابس، فلما نظر 23839 القوم نزول القوم عليهم، و نزل أبا بكر و أصحابه قريبا منهم، خرج إليهم من أهل وادي اليابس مائتا رجل مدججين بالسلاح، فلما صادفوهم قالوا لهم: من أنتم؟ و من أين أقبلتم؟ و أين تريدون؟ ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه؛ فخرج إليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين، فقال لهم: أنا أبو بكر صاحب رسول الله. قالوا: ما أقدمك علينا؟ قال: أمرني رسول الله أن أعرض عليكم الإسلام، فإن تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون، لكم ما لهم، و عليكم ما عليهم، و إلا فالحرب بيننا و بينكم؛ قالوا: و اللات و العزى، لو لا رحم ماسة و قرابة قريبة لقتلناك و جميع من معك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم، فارجع أنت و من معك و اربحوا العافية، فإنا إنما نريد صاحبكم بعينه، و أخاه علي بن أبي طالب.
فقال أبو بكر لأصحابه: يا قوم، القوم أكثر منكم أضعافا، و أعد منكم، و قد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين، فارجعوا؛ نعلم رسول الله (صلى الله عليه و آله) بحال القوم، فقالوا له جميعا: خالفت- يا أبا بكر- قول رسول الله (صلى الله عليه و آله) و ما أمرك به، فاتق الله و واقع القوم، و لا تخالف قول رسول الله (صلى الله عليه و آله)؛ فقال: إني أعلم ما لا تعلمون، و الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فانصرف و انصرف الناس أجمعون، فأخبر النبي (صلى الله عليه و آله) بمقالة القوم، و ما رد عليهم أبو بكر، فقال [رسول الله] (صلى الله عليه و آله): يا أبا بكر، خالفت أمري، و لم تفعل ما أمرتك به، و كنت لي و الله عاصيا فيما أمرتك.
فقام النبي (صلى الله عليه و آله) حتى صعد المنبر، فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال: يا معشر المسلمين، إني أمرت أبا بكر أن يسير إلى أهل وادي اليابس، و أن يعرض عليهم الإسلام، و يدعوهم إلى الله، فإن أجابوه و إلا واقعهم 23840 ، و إنه سار إليهم، و خرج إليه منهم مائتا رجل، فلما سمع كلامهم و ما استقبلوه به انتفخ سحره 23841 ، و دخله الرعب منهم، و ترك قولي، و لم يطع أمري، و إن جبرئيل (عليه السلام) جاء من عند 23842 الله أن أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس، فسر يا عمر على اسم الله، و لا تعمل ما عمل أبو بكر أخوك، فإنه قد عصى الله و عصاني، و أمره بما أمر به أبا بكر.
فخرج عمر و المهاجرين و الأنصار الذين كانوا مع أبي بكر يقصد في سيره 23843 حتى شارف القوم و كان قريبا منهم بحيث يراهم و يرونه، فخرج إليهم مائتا رجل، فقالوا له و لأصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر، فانصرف و انصرف
الناس معه، و كاد أن يطير قلبه مما رأى من عدة القوم و جمعهم، و رجع يهرب منهم، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فأخبر رسول الله (صلى الله عليه و آله) بما صنع عمر، و أنه قد انصرف و انصرف المسلمون معه.
فصعد النبي (صلى الله عليه و آله) المنبر، فحمد الله و أثنى عليه، و أخبرهم بما صنع عمر و ما كان منه، و أنه قد انصرف [و انصرف] المسلمون معه مخالفا لأمري، عاصيا لقولي، فقدم عليه فأخبره بمثل ما أخبر به صاحبه، فقال: يا عمر، عصيت الله في عرشه و عصيتني، و خالفت قولي، و عملت برأيك، ألا قبح الله رأيك، و إن جبرئيل (عليه السلام) قد أمرني أن أبعث علي بن أبي طالب (عليه السلام) في هؤلاء المسلمين، و أخبرني أن الله يفتح عليه و على أصحابه، فدعا عليا (عليه السلام) و أوصاه بما أوصى به أبا بكر و عمر و أصحابه الأربعة آلاف، و أخبره أن الله سيفتح عليه و على أصحابه.
فخرج علي (عليه السلام) و معه المهاجرون و الأنصار، فسار بهم سيرا غير سير أبي بكر و عمر، و ذلك أنه أعنف بهم في السير حتى خافوا أن ينقطعوا 23844 من التعب و تحفى 23845 دوابهم، فقال لهم: لا تخافوا، فإن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قد أمرني بأمر، و أخبرني أن الله سيفتح علي و عليكم، فأبشروا فإنكم على خير و إلى خير، فطابت نفوسهم و قلوبهم، و ساروا على ذلك السير و التعب، حتى إذا كان قريبا منهم حيث يرونه و يراهم، أمر أصحابه أن ينزلوا، و سمع أهل وادي اليابس بمقدم علي بن أبي طالب (عليه السلام) و أصحابه، فخرج إليهم منهم مائتا رجل شاكين في السلاح، فلما رآهم علي (عليه السلام) خرج إليهم في نفر من أصحابه، فقالوا لهم: من أنتم؟ و من أين أقبلتم؟
و أين تريدون؟ قال: أنا علي بن أبي طالب، ابن عم رسول الله (صلى الله عليه و آله) و أخوه، و رسوله إليكم، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، و لكم [إن آمنتم] ما للمسلمين و عليكم ما عليهم من خير و شر. فقالوا له: إياك أردنا، و أنت طلبتنا 23846 ، قد سمعنا مقالتك و ما عرضت علينا، [هذا ما لا يوافقنا]، فخذ حذرك، و استعد للحرب العوان 23847 ، و اعلم أنا قاتلوك و قاتلوا أصحابك، و الموعود فيما بيننا و بينك غدا ضحوة، و قد أعذرنا فيما بيننا و بينك.