کتابخانه روایات شیعه
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ - إلى قوله تعالى- فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً [1- 17]
11530/ 23313 - ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين، السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه 23314 ، و عن محمد بن سليمان الصنعاني، عن إبراهيم بن الفضل، عن أبان بن تغلب، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه فرد عليه السلام، و قال له: «مرحبا بك يا سعد» فقال له الرجل: بهذا الاسم سمتني أمي، و ما أقل من يعرفني به! فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «صدقت، يا سعد المولى» فقال له الرجل: جعلت فداك، بهذا كنت ألقب. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «لا خير في اللقب، إن الله تبارك و تعالى يقول في كتابه: وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ 23315 ، ما صنعك 23316 يا سعد؟». فقال: جعلت فداك، أنا من [أهل] بيت ننظر في النجوم، لا نقول إن باليمن أحدا أعلم بالنجوم منا.
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «فما زحل عندكم في النجوم؟». فقال اليماني: نجم نحس. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «مه، لا تقولن هذا، فإنه نجم أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو نجم الأوصياء (عليهم السلام) و هو النجم الثاقب الذي قال الله عز و جل في كتابه».
فقال [له] اليماني: فما يعني بالثاقب؟ قال: «إن مطلعه في السماء السابعة، و إنه ثقب بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا، فمن ثم سماه الله عز و جل النجم الثاقب».
11531/ 23317 - و عنه، قال: حدثني أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن محمد بن مروان 23318 ، عن الضحاك بن مزاحم، قال: و سئل علي (عليه السلام) عن الطارق؟
قال: «هو أحسن 23319 نجم في السماء، و ليس تعرفه الناس، و إنما سمي الطارق لأنه يطرق نوره سماء سماء إلى سبع سماوات، ثم يطرق راجعا حتى يرجع إلى مكانه».
11532/ 23320 - علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ ، قال: «السماء في هذا الموضع: أمير المؤمنين (عليه السلام)، و الطارق: الذي يطرق الأئمة (عليهم السلام) من عند ربهم مما يحدث بالليل و النهار، و هو الروح الذي مع الأئمة (عليهم السلام) يسددهم 23321 ».
قال: و النَّجْمُ الثَّاقِبُ قال: «ذاك رسول الله (صلى الله عليه و آله)».
11533/ 23322 - علي بن إبراهيم، قوله تعالى: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ قال: الملائكة، قال: في قوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ ، قال: النطفة التي تخرج بقوة يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ ، قال: الصلب للرجل، و الترائب للمرأة 23323 ، و هي عظام صدرها إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ كما خلقه من نطفة يقدر أن يرده إلى الدنيا و إلى يوم القيامة يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ، قال: يكشف عنها وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ قال: ذات المطر وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ أي ذات النبات، و هو قسم، و جوابه: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ يعني ماض، أي قاطع وَ ما هُوَ بِالْهَزْلِ أي ليس بالسخرية إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً أي يحتالون الحيل وَ أَكِيدُ كَيْداً فهو من الله العذاب فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ، قال: دعهم قليلا.
11534/ 23324 - ثم قال علي بن إبراهيم: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، في قوله: فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ ، قال: «ما له قوة يقوى بها على خالقه، و لا ناصر من الله ينصره، إن أراد به سوءا».
قلت: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً* وَ أَكِيدُ كَيْداً قال: «كادوا رسول الله (صلى الله عليه و آله) و كادوا عليا (عليه السلام)، و كادوا فاطمة (عليها السلام)، فقال الله: يا محمد إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً* وَ أَكِيدُ كَيْداً* فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ يا محمد أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً لوقت بعث القائم (عليه السلام) فينتقم لي من الجبابرة و الطواغيت من قريش و بني أمية و سائر الناس».
سورة الأعلى
فضلها
11535/ 23325 - ابن بابويه: بإسناده، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من قرأ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى في فريضة أو نافلة، قيل له يوم القيامة: ادخل من أي أبواب الجنة شئت 23326 ».
11536/ 23327 - الطبرسي: روى العياشي بإسناده، عن أبي خميصة، عن علي (عليه السلام)، قال: صليت خلفه عشرين ليلة، فليس يقرأ إلا سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، و قال: «لو تعلمون ما فيها لقرأها الرجل كل يوم عشرين مرة، و إن من قرأها فكأنما قرأ صحف موسى و إبراهيم الذي وفى».
11537/ 23328 - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة أعطاه الله من الأجر بعدد كل حرف أنزل على إبراهيم و موسى و محمد (صلى الله عليه و آله)، و إذا قرئت على الأذن الوجعة زال ذلك عنها، و إن قرئت على البواسير قلعتهن و برىء صاحبهن سريعا».
11538/ 23329 - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من قرأها على الأذنين و الرقبة الوجيعة زال ذلك عنها، و تقرأ على البواسير، و إن كتبت لها 23330 يبرأ صاحبها سريعا».
11539/ 23331 - و قال الصادق (عليه السلام): «قراءتها على الأذن الدوية 23332 التي فيها الدواثر تزيلها، و قراءتها على الموضع المفسخ تزيله، و قراءتها على البواسير تقطعها بإذن الله تعالى».
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى - إلى قوله تعالى- وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [1- 15]
11540/ 23333 - الشيخ في (التهذيب): بإسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن يوسف بن الحارث، عن عبد الله بن يزيد المنقري، عن موسى بن أيوب الغافقي، عن عمه إياس بن عامر الغافقي، عن عقبة بن عامر الجهني، أنه قال: لما نزلت فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ 23334 قال لنا رسول الله (صلى الله عليه و آله): «اجعلوها في ركوعكم، فلما نزلت سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال لنا رسول الله (صلى الله عليه و آله): «اجعلوها في سجودكم».
11541/ 23335 - ابن الفارسي في (الروضة): روى جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، أنه قال: «في العرش تمثال جميع ما خلق الله في البر و البحر، و هذا تأويل قوله تعالى: وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ 23336 .
و إن بين القائمة من قوائم العرش، و القائمة الثانية خفقان الطير المسرع مسيرة ألف عام، و العرش يكسى كل يوم سبعين ألف لون من النور، لا يستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق الله.
و الأشياء كلها في العرش كحلقة في فلاة، و إن لله ملكا يقال له حزقائيل، له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام، فخطر له خاطر، هل فوق العرش شيء؟ فزاده الله مثلها أجنحة أخرى، فكان له ست و ثلاثون ألف جناح، ما بين الجناح، إلى الجناح خمسمائة عام، ثم أوحى الله إليه: أيها الملك طر، فطار مقدار
عشرين ألف عام، لم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش، ثم ضاعف الله له في الجناح و القوة و أمره أن يطير، فطار مقدار ثلاثين ألف عام، و لم ينل أيضا، فأوحى الله إليه: أيها الملك، لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك و قوتك لم تبلغ إلى ساق العرش. فقال الملك: سبحان ربي الأعلى: فأنزل الله عز و جل: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فقال النبي (صلى الله عليه و آله): اجعلوها في سجودكم».
11542/ 23337 - ابن شهر آشوب: عن تفسير القطان، قال ابن مسعود: قال علي (عليه السلام): «يا رسول الله، ما أقول في الركوع؟» فنزل فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ 23338 ، قال: «ما أقول في السجود». فنزل سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى .
11543/ 23339 - علي بن إبراهيم، قال: قل: سبحان ربي الأعلى و بحمده 23340 الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى* وَ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدى قال: قدر الأشياء بالتقدير، ثم هدى إليها من يشاء، قوله: وَ الَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى ، قال: أي النبات فَجَعَلَهُ بعد إخراجه غُثاءً أَحْوى ، قال: يصير هشيما بعد بلوغه و يسود، قوله: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى أي نعلمك فلا تنسى، فقال: إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ لأنه لا يؤمن النسيان اللغوي، و هو الترك، لأن الذي لا ينسى هو الله.
11544/ 23341 - سعد بن عبد الله: عن أحمد بن محمد بن عيسى، و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و غيرهما، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن هشام بن سالم، عن سعد بن طريف الخفاف، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما تقول فيمن أخذ عنكم علما فنسيه؟ قال: «لا حجة عليه، إنما الحجة عليه، إنما الحجة على من سمع منا حديثا فأنكره، أو بلغه فلم يؤمن به و كفر، و أما النسيان فهو موضوع عنكم، إن أول سورة نزلت على رسول الله (صلى الله عليه و آله) سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، فنسيها، فلا يلزمه حجة في نسيانه 23342 ، و لكن الله تبارك و تعالى أمضى له ذلك، ثم قال: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى ».