کتابخانه روایات شیعه
قوله تعالى:
11737/ 23646 - ابن بابويه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن خالد، قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن الحسين بن علي بن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): إن الله تبارك و تعالى اختار من البلدان أربعة، فقال عز و جل: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ* وَ طُورِ سِينِينَ* وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ التين: المدينة، و الزيتون: بيت المقدس، و طور سينين: الكوفة، و هذا البلد الأمين: مكة».
11738/ 23647 - محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن همام، عن عبد الله بن العلاء، عن محمد بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن البطل، عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «قوله تعالى: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ التين: الحسن، و الزيتون: الحسين (عليهما السلام)».
11739/ 23648 - و عنه، قال: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يحيى الحلبي، عن
بدر بن الوليد، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالى: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ* وَ طُورِ سِينِينَ ، قال: «التين و الزيتون: الحسن و الحسين، و طور سينين: علي بن أبي طالب (عليهم السلام)».
قلت: قوله: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ؟ قال: «الدين: ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
11740/ 23649 - و عنه: عن محمد بن القاسم، عن محمد بن زيد، عن إبراهيم بن محمد بن سعيد 23650 ، عن محمد ابن الفضيل، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أخبرني عن قول الله عز و جل: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ إلى آخر السورة، فقال: «التين و الزيتون: الحسن و الحسين».
قلت: وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ؟ قال: «هو رسول الله (صلى الله عليه و آله)، أمن الناس به من النار إذا أطاعوه».
قلت: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ؟ قال: «ذاك أبو فصيل حين أخذ الله الميثاق له بالربوبية، و لمحمد (صلى الله عليه و آله) بالنبوة، و لأوصيائه بالولاية، فأقر و قال: نعم، ألا ترى أنه قال: ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ يعني الدرك الأسفل حين نكص و فعل بآل محمد (صلى الله عليه و آله) ما فعل؟».
قال: قلت: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ؟ قال: «هو و الله أمير المؤمنين (عليه السلام) و شيعته فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ».
قال: قلت: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ؟ قال: «مهلا مهلا، لا تقل هكذا، [هذا] هو الكفر بالله، لا و الله ما كذب رسول الله (صلى الله عليه و آله) بالله طرفة عين» قال: قلت: فكيف هي؟ قال: «فمن يكذبك بعد بالدين، و الدين أمير المؤمنين (عليه السلام) أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ ».
11741/ 23651 - شرف الدين النجفي، قال: روي علي بن إبراهيم في (تفسيره): عن يحيى الحلبي، عن عبد الله ابن مسكان، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله عز و جل: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ* وَ طُورِ سِينِينَ ، قال: «التين و الزيتون: الحسن و الحسين، و طور سينين: علي (عليه السلام)». و قوله: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ، قال: « [الدين] أمير المؤمنين (عليه السلام)».
11742/ 23652 - ابن شهر آشوب: عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة و ابن عباس، في قوله تعالى: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ يقول: يا محمد، لا يكذبك علي بن أبي طالب بعد ما آمن بالحساب.
11743/ 23653 - و عن الباقر (عليه السلام) ، في قوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، قال: «ذاك أمير المؤمنين و شيعته فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ».
11744/ 23654 - (كتاب أحمد بن عبد الله المؤدب): عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، و ابن عباس، و في تفسير ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، في قوله تعالى: أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ
و قد دخلت الروايات بعضها في بعض: أن النبي (صلى الله عليه و آله) انتبه من نومه في بيت أم هانئ فزعا، فسألته عن ذلك، فقال: «يا أم هانئ، إن الله عز و جل عرض علي في المنام القيامة و أهوالها، و الجنة و نعيمها، و النار و ما فيها و عذابها، فأطلعت في النار فإذا أنا بمعاوية و عمرو بن العاص قائمين في حر جهنم، يرضخ رأسيهما الزبانية بحجارة من جمر جهنم، يقولون لهما هلا آمنتما بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟»
قال ابن عباس:
فيخرج علي (عليه السلام) من حجاب العظمة ضاحكا مستبشرا، و ينادي: حكم لي ربي و رب الكعبة، فذلك قوله تعالى: أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ فينبعث الخبيث إلى النار، و يقوم علي في الموقف يشفع في أصحابه و أهل بيته و شيعته.
11745/ 23655 - علي بن إبراهيم، في معنى السورة: قوله: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ* وَ طُورِ سِينِينَ* وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ التين: المدينة، و الزيتون: بيت المقدس، و طور سينين: الكوفة، و هذا البلد الأمين: مكة.
11746/ 23656 - علي بن إبراهيم أيضا: قوله: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ* وَ طُورِ سِينِينَ* وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ، قال: التين: رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و الزيتون: أمير المؤمنين (عليه السلام)، و طور سينين: الحسن و الحسين (عليهما السلام)، و البلد الأمين: الأئمة (عليهم السلام) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ قال: نزلت في الأول ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، قال: ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ أي لا يمن عليهم به ثم قال لنبيه (صلى الله عليه و آله): فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ، قال: ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ .
سورة العلق
فضلها
11747/ 23657 - ابن بابويه: بإسناده، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من قرأ في يومه أو ليلته: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ثم مات في يومه أو في ليلته، مات شهيدا، و بعثه الله شهيدا، و أحياه شهيدا، و كان كمن ضرب بسيفه في سبيل الله تعالى مع رسول الله (صلى الله عليه و آله)».
11748/ 23658 - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله)، أنه قال: «من قرأ هذه السورة، كتب الله له من الأجر كمثل ثواب من قرأ جزء المفصل 23659 ، و كأجر من شهر سيفه في سبيل الله تعالى، و من قرأها و هو راكب البحر سلمه الله تعالى من الغرق».
11749/ 23660 - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من قرأها على باب مخزن، سلمه الله تعالى من كل آفة و سارق إلى أن يخرج ما فيه مالكه».
11750/ 23661 - و قال الصادق (عليه السلام): «من قرأها و هو متوجه في سفره كفي شره، و من قرأها و هو راكب البحر سلم من ألمه بقدرة الله تعالى».
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ - إلى قوله تعالى- كَلَّا لا تُطِعْهُ وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ [1- 19]
11751/ 23662 - علي بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن محمد الشيباني، قال: حدثنا محمد بن أحمد، قال:
حدثنا إسحاق بن محمد، قال: حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا عثمان بن يوسف، عن عبد الله بن كيسان، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «نزل جبرئيل على محمد (صلى الله عليه و آله)، فقال: يا محمد، اقرأ، قال: و ما أقرأ؟ قال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ يعني خلق نورك الأقدم قبل الأشياء خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ يعني خلقك من نطفة، و شق منك عليا، اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ يعني علم علي بن أبي طالب عَلَّمَ الْإِنْسانَ علم عليا من الكتابة لك ما لَمْ يَعْلَمْ قبل ذلك».
11752/ 23663 - عمر بن إبراهيم الأوسي: قال ابن عباس: إن أول ما ابتدئ به رسول الله (صلى الله عليه و آله) من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، و كان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح؛ و لما تزوج بخديجة (رضي الله عنها)، و كمل له من العمر أربعون سنة، قال: فخرج ذات يوم إلى جبل حراء، فهتف به جبرئيل و لم يبد له، فغشي عليه، فحملوه مشركو قريش إليها، و قالوا: يا خديجة، تزوجت بمجنون! فوثبت خديجة من السرير، و ضمته إلى صدرها، و وضعت رأسه في حجرها، و قبلت بين عينيه، و قالت: تزوجت نبيا مرسلا. فلما أفاق قالت: بأبي و أمي يا رسول الله، ما الذي أصابك؟
قال: «ما أصابني غير الخير، و لكني سمعت صوتا أفزعني، و أظنه جبرئيل» فاستبشرت ثم قالت: إذا كان غداة غد فارجع إلى الموضع الذي رأيته، فيه بالأمس، قال: «نعم».
فخرج (صلى الله عليه و آله)، و إذا هو بجبرئيل في أحسن صورة و أطيب رائحة، فقال: يا محمد، ربك يقرئك السلام و يخصك بالتحية و الإكرام، و يقول لك: أنت رسولي إلى الثقلين، فادعهم إلى عبادتي، و أن يقولوا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، فضرب بجناحه الأرض، فنبعت عين ماء فشرب (صلى الله عليه و آله) منها، و توضأ، و علمه اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إلى آخرها، و عرج جبرئيل إلى السماء، و خرج رسول الله (صلى الله عليه و آله) من حراء فما مر بحجر و لا مدر و لا شجر إلا و ناداه، السلام عليك يا رسول الله، فأتى خديجة و هي بانتظاره، و أخبرها بذلك، ففرحت به و بسلامته و بقائه.
قلت: تقدم باب في مقدمة الكتاب في أول ما نزل من القرآن 23664 .
11753/ 23665 - علي بن إبراهيم، في معنى السورة، قوله: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ، قال: اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ، قال: من دم اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ يعني علم الإنسان الكتابة التي تتم بها أمور الدنيا في مشارق الأرض و مغاربها.
ثم قال: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى قال: إن الإنسان إذا استغنى يكفر و يطغى و ينكر إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى .
قوله: أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى* عَبْداً إِذا صَلَّى ، قال: كان الوليد بن المغيرة ينهى الناس عن الصلاة، و أن يطاع الله و رسوله، فقال الله: أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى* عَبْداً إِذا صَلَّى .
قول الله عز و جل: أَ رَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى* أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى* كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ أي لنأخذنه بالناصية، فنلقيه في النار.
قوله: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ قال: لما مات أبو طالب، نادى أبو جهل و الوليد عليهما لعائن الله: هلموا فاقتلوا محمدا، فقد مات الذي كان ينصره، فقال الله: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ، قال: كما دعا إلى قتل رسول الله (صلى الله عليه و آله)، نحن أيضا ندعو الزبانية.
ثم قال: كَلَّا لا تُطِعْهُ وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ أي لا يطيعون لما دعاهم إليه، لأن رسول الله (صلى الله عليه و آله) أجاره مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف و لم يجسر عليه أحد.
11754/ 23666 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن الوشاء، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: «أقرب ما يكون العبد من الله عز و جل و هو ساجد، و ذلك قوله عز و جل: وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ ».
11755/ 23667 - و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): ما خلق الله عز و جل خلقا إلا و قد أمر عليه [آخر] يغلبه فيه، و ذلك أن الله تبارك و تعالى لما خلق البحار السفلى فخرت و زخرت 23668 ، و قالت: أي شيء يغلبني؟ فخلق الأرض فسطحها على ظهرها [فذلت]، ثم إن الأرض فخرت، و قالت: أي شيء يغلبني؟ فخلق الجبال و أثبتها على ظهرها أوتادا من أن تميد بما عليها، فذلت الأرض و استقرت، ثم إن الجبال فخرت على الأرض، فشمخت و استطالت، و قالت: أي شيء يغلبني؟ فخلق الله الحديد و قطعها، فقرت الجبال و ذلت، ثم إن الحديد فخر على الجبال، و قال:
أي شيء يغلبني؟ فخلق الله النار فأذابت الحديد [فذل الحديد]، ثم إن النار زفرت و شهقت [و فخرت] و قالت: أي شيء يغلبني؟ فخلق الماء فأطفأها فذلت، ثم إن الماء فخر و زخر، و قال: أي شيء يغلبني؟ فخلق الله الريح، فحركت أمواجه و أثارت ما في قعره و حبسته عن مجاريه، فذل الماء، ثم إن الريح فخرت و عصفت، و لوحت 23669 أذيالها، و قالت: أي شيء يغلبني؟ فخلق الله الإنسان، فبنى و احتال، و اتخذ ما يستر 23670 به عن الريح و غيرها، فذلت الريح، ثم إن الإنسان طغى و قال: من أشد مني قوة؟ فخلق الله له الموت فقهره [فذل الإنسان]، ثم إن الموت فخر في نفسه، و قال الله عز و جل: لا تفخر فإني ذابحك بين الفريقين: أهل الجنة، و أهل النار، ثم لا أحييك أبدا، فترجى أو تخاف 23671 ».