کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البرهان في تفسير القرآن

الجزء الأول‏ تقديم بقلم الشيخ محمد مهدي الآصفي‏ ثلاثة آراء في التفسير الحاجة إلى التفسير لفهم النص القرآني‏ حجية ظواهر القرآن‏ الأسباب و الوجوه التي تحوجنا إلى التفسير تاريخ التفسير الخطوط و الاتجاهات العامة للتفسير عند أهل البيت (عليهم السلام) مناهج التفسير تفسير البرهان‏ نقود و مؤاخذات‏ الدس و الوضع في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام): مقدمة التحقيق‏ أولا: ترجمة المؤلف‏ نسبه الشريف‏ نسبته‏ حياته و سيرته‏ مشايخه‏ تلامذته‏ اهتمامه بالحديث‏ آثاره‏ وفاته‏ تقريظه‏ ثانيا: التعريف بالكتاب‏ ما الفرق بين هذا التفسير و تفسير الهادي؟ متى فرغ المصنف من التفسيرين؟ قيمة هذا التفسير و فضله‏ محتوى الكتاب‏ ملاحظات حول مصادر الكتاب‏ ثالثا: التعريف بنسخ الكتاب‏ رابعا: عملنا في الكتاب‏ ثناء [مقدمة المؤلف‏] 1- باب في فضل العالم و المتعلم‏ 2- باب في فضل القرآن‏ 3- باب في الثقلين‏ 4- باب في أن ما من شي‏ء يحتاج إليه العباد إلا و هو في القرآن، و فيه تبيان كل شي‏ء 5- باب في أن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة (عليهم السلام)، و عندهم تأويله‏ 6- باب في النهي عن تفسير القرآن بالرأي، و النهي عن الجدال فيه‏ 7- باب في أن القرآن له ظهر و بطن، و عام و خاص، و محكم و متشابه، و ناسخ و منسوخ، و النبي (صلى الله عليه و آله) و أهل بيته (عليهم السلام) يعلمون ذلك، و هم الراسخون في العلم‏ 8- باب في ما نزل عليه القرآن من الأقسام‏ 9- باب في أن القرآن نزل ب (إياك أعني و اسمعي يا جارة) 10- باب في ما عنى به الأئمة (عليهم السلام) في القرآن‏ 11- باب آخر 12- باب في معنى الثقلين و الخليفتين من طريق المخالفين‏ 13- باب في العلة التي من أجلها أتى القرآن باللسان العربي، و أن المعجزة في نظمه، و لم صار جديدا على مر الأزمان؟ 14- باب أن كل حديث لا يوافق القرآن فهو مردود 15- باب في أول سورة نزلت و آخر سورة 16- باب في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب‏ 17- باب في ما ذكره الشيخ علي بن إبراهيم في مطلع تفسيره‏ سورة فاتحة الكتاب‏ ثواب فاتحة الكتاب و فضلها، و البسملة آية منها، و فضلها سورة البقرة مدنية فضلها فائدة باب فضل آية الكرسي‏ المستدرك (سورة البقرة) سورة آل عمران مدنية فضلها: المستدرك (سورة آل عمران) فهرس محتويات الكتاب‏ الجزء الثاني‏ سورة النساء فضلها: المستدرك (سورة النساء) سورة المائدة مدنية سورة المائدة فضلها: صفة جبرئيل (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) باب في معن السحت‏ فائدة باب معنى اليد في كلمات العرب‏ المستدرك (سورة المائدة) سورة الانعام مكية سورة الأنعام فضلها: تنبيه‏ المستدرك (سورة الأنعام) سورة الأعراف مكية سورة الأعراف فضلها: باب فضل التفكر المستدرك (سورة الأعراف) سورة الأنفال مدنية سورة الأنفال فضلها: باب فضل الإصلاح بين الناس‏ المستدرك (سورة الأنفال) سورة التوبة مدنية سورة التوبة فضلها: المستدرك (سورة التوبة) فهرس محتويات الكتاب‏ [الجزء الثالث‏] سورة يونس‏ سورة يونس فضلها: المستدرك (سورة يونس) سورة هود فضلها باب في معنى التوكل‏ المستدرك (سورة هود) سورة يوسف‏ سورة يوسف فضلها سورة الرعد سورة الرعد فضلها المستدرك (سورة الرعد) سورة ابراهيم‏ سورة ابراهيم فضلها المستدرك (سورة إبراهيم) سورة الحجر سورة الحجر فضلها المستدرك (سورة الحجر) سورة النحل‏ سورة النحل فضلها المستدرك (سورة النحل) سورة الإسراء سورة الإسراء فضلها صفة البراق‏ المستدرك (سورة الإسراء) سورة الكهف‏ سورة الكهف فضلها باب في يأجوج و مأجوج‏ باب فيما اعطي الأئمة من آل محمد صلوات الله عليهم من السير في البلاد، و أشبهوا ذا القرنين، و الخضر، و صاحب سليمان، و ما لهم من الزيادة. سورة مريم‏ سورة مريم فضلها المستدرك (سورة مريم) سورة طه‏ سورة طه فضلها المستدرك (سورة طه) سورة الأنبياء سورة الأنبياء فضلها سورة الحج‏ سورة الحج فضلها أحاديث الشيخ المفيد في (الاختصاص) المستدرك (سورة الحج) فهرس محتويات الكتاب‏ الجزء الرابع‏ سورة المؤمنون‏ فضلها سورة النور فضلها باب في عظمة الله جل جلاله‏ المستدرك (سورة النور) سورة الفرقان‏ فضلها حديث إسلام عداس‏ المستدرك (سورة الفرقان) سورة الشعراء فضلها سورة النمل‏ فضلها باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعرفون منطق الطير المستدرك (سورة النمل) سورة القصص‏ فضلها سورة العنكبوت‏ فضلها سورة الروم‏ فضلها باب تفسير الذنوب‏ سورة لقمان‏ فضلها سورة السجدة فضلها سورة الأحزاب‏ فضلها سورة سبأ فضلها سورة فاطر فضلها المستدرك (سورة فاطر) سورة يس‏ فضلها المستدرك (سورة يس) سورة الصافات‏ فضلها باب معنى آل محمد (صلوات الله عليهم) سورة ص‏ فضلها سورة الزمر فضلها باب معنى الدنيا، و كم إقليم هي؟ المستدرك (سورة الزمر) سورة المؤمن‏ فضلها سورة فصلت‏ فضلها المستدرك (سورة فصلت) سورة الشورى‏ فضلها المستدرك (سورة الشورى) سورة الزخرف‏ فضلها لطيفة فهرس محتويات الكتاب‏ الجزء الخامس‏ سورة الدخان‏ فضلها سورة الجاثية فضلها المستدرك (سورة الجاثية) سورة الأحقاف‏ فضلها سورة محمد (صلى الله عليه و آله) فضلها سورة الفتح‏ فضلها سورة الحجرات‏ فضلها سورة ق‏ فضلها المستدرك (سورة ق) سورة الذاريات‏ فضلها سورة الطور فضلها المستدرك (سورة الطور) سورة النجم‏ فضلها المستدرك (سورة النجم) سورة القمر فضلها المستدرك (سورة القمر) سورة الرحمن‏ فضلها سورة الواقعة فضلها سورة الحديد فضلها سورة المجادلة فضلها سورة الحشر فضلها سورة الممتحنة فضلها سورة الصف‏ فضلها سورة الجمعة فضلها سورة المنافقون‏ فضلها سورة التغابن‏ فضلها باب معنى الشح و البخل‏ سورة الطلاق‏ فضلها سورة التحريم‏ فضلها سورة الملك‏ فضلها سورة القلم‏ فضلها سورة الحاقة فضلها سورة المعارج‏ فضلها سورة نوح‏ فضلها سورة الجن‏ فضلها سورة المزمل‏ فضلها سبب نزول السورة سورة المدثر فضلها سورة القيامة فضلها سورة الدهر فضلها سورة المرسلات‏ فضلها سورة النبأ فضلها سورة النازعات‏ فضلها سورة عبس‏ فضلها سورة التكوير فضلها باب معنى الأفق المبين‏ سورة الانفطار فضلها سورة المطففين‏ فضلها سورة الانشقاق‏ فضلها سورة البروج‏ فضلها سورة الطارق‏ فضلها سورة الأعلى‏ فضلها سورة الغاشية فضلها سورة الفجر فضلها سورة البلد فضلها سورة الشمس‏ فضلها سورة الليل‏ فضلها سورة الضحى‏ فضلها سورة الانشراح‏ فضلها سورة التين‏ فضلها سورة العلق‏ فضلها سورة القدر فضلها سورة البينة فضلها سورة الزلزلة فضلها سورة العاديات‏ فضلها سورة القارعة فضلها سورة التكاثر فضلها سورة العصر فضلها سورة الهمزة فضلها سورة الفيل‏ فضلها سورة قريش‏ فضلها سورة الماعون‏ فضلها سورة الكوثر فضلها سورة الكافرون‏ فضلها سورة النصر فضلها سورة اللهب‏ فضلها سورة الإخلاص‏ فضلها سورة الفلق‏ فضلها 1- باب في الحسد و معناه‏ 11/ 2- باب في ما روي من السحر الذي سحر به النبي (صلى الله عليه و آله) و ما يبطل به السحر، و خواص المعوذتين‏ سورة الناس‏ فضلها باب أن المعوذتين من القرآن‏ و نختم الكتاب بأبواب‏ 1- باب في رد متشابه القرآن إلى تأويله‏ 2- باب فضل القرآن‏ 3- باب أن حديث أهل البيت (عليهم السلام) صعب مستصعب‏ 4- باب وجوب التسليم لأهل البيت (عليهم السلام) في ما جاء عنهم‏ 5- باب‏ فهرس محتويات الكتاب‏ فهرس المصادر و المراجع‏

البرهان في تفسير القرآن


صفحه قبل

البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 111

في ساعة واحدة من النهار مسيرة الشمس سنة، حتى يقطع ألف عالم مثل عالمكم هذا، ما يعلمون أن الله خلق آدم و لا إبليس». قال: يعرفونكم؟! قال: «نعم، ما افترض عليهم إلا ولايتنا، و البراءة من أعدائنا».

284/ 1064 - المفيد في (الاختصاص): عن محمد أبي عبدالله‏ 1065 الرازي الجاموراني، عن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن عبد الصمد بن علي، قال: دخل رجل على علي بن الحسين (عليه السلام)، فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): «من أنت؟». قال: رجل منجم قائف‏ 1066 عراف. قال: فنظر إليه، ثم قال: «هل أدلك على رجل، قد مر منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالما، كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات، لم يتحرك من مكانه؟!». قال: من هو؟! قال: «أنا، و إن شئت أنبأتك بما أكلت، و ما ادخرت في بيتك».

285/ 1067 - ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر (رضي الله عنه)، قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد، و علي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: «جاء رجل إلى الرضا (عليه السلام)، فقال له: يا ابن رسول الله، أخبرني عن قول الله سبحانه: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ ما تفسيره؟

قال: لقد حدثني أبي، عن جدي، عن الباقر، عن زين العابدين، عن أبيه (عليهم السلام) أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أخبرني عن قول الله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ ما تفسيره؟

فقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل، لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف.

فقال لهم: قولوا: الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين؛ و هم الجماعات من كل مخلوق، من الجمادات و الحيوانات. فأما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته، و يغذوها من رزقه، و يحوطها بكنفه‏ 1068 ، و يدبر كلا منها بمصلحته. و أما الجمادات فهو يمسكها بقدرته، يمسك المتصل منها أن يتهافت، و يمسك المتهافت‏ 1069 منها أن يتلاصق، و يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، و يمسك الأرض أن تنخسف إلا بأمره، إنه بعباده لرؤوف رحيم.

قال (عليهم السلام): و رَبِّ الْعالَمِينَ‏ مالكهم، و خالقهم، و سائق أرزاقهم إليهم، من حيث يعلمون و من حيث‏

البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 112

لا يعلمون، فالرزق مقسوم، و هو يأتي ابن آدم على أي مسيرة سارها من الدنيا، ليس بتقوى متق بزائده، و لا فجور فاجر بناقصه، و بينه و بينه ستر و هو طالبه، فلو أن أحدكم يفر من رزقه، لطلبه رزقه كما يطلبه الموت.

فقال الله جل جلاله: قولوا: الحمد لله على ما أنعم علينا، و ذكرنا به من خير في كتب الأولين، قبل أن نكون، ففي هذا إيجاب على محمد و آل محمد (صلوات الله عليهم) و على شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم، و ذلك‏

أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: لما بعث الله موسى بن عمران (عليه السلام)، و اصطفاه نجيا، و فلق له البحر، و نجى بني إسرائيل، و أعطاه التوراة و الألواح، رأى مكانه من ربه عز و جل، فقال: يا رب، لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي.

فقال الله تعالى: يا موسى، أما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي و جميع خلقي؟

قال موسى (عليه السلام): يا رب، فإن كان محمدا أكرم عندك من جميع خلقك، فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي؟

فقال الله تعالى: يا موسى، أما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين، كفضل محمد على جميع المرسلين.

قال موسى: يا رب، فإن كان آل محمد كذلك، فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي؟ ظللت عليهم الغمام، 1070 و أنزلت عليهم المن‏ 1071 و السلوى‏ 1072 و فلقت لهم البحر.

فقال الله جل جلاله: يا موسى، أما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم، كفضله على جميع خلقي.

قال موسى: يا رب، ليتني كنت أراهم، فأوحى الله جل جلاله إليه: يا موسى، إنك لن تراهم، و ليس هذا أوان ظهورهم، و لكن سوف تراهم في الجنان، جنات عدن و الفردوس، بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون، و في خيراتها يتبحبحون، 1073 أ فتحب أن أسمعك كلامهم؟ قال: نعم، إلهي.

قال الله جل جلاله: قم بين يدي و اشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الرب الجليل. ففعل ذلك موسى، فنادى ربنا عز و جل: يا أمة محمد. فأجابوه كلهم و هم في أصلاب آبائهم، و أرحام أمهاتهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد و النعمة لك و الملك، لا شريك لك، قال: فجعل تلك الإجابة شعار الحاج.

ثم نادى ربنا عز و جل: يا أمة محمد، إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي، و عفوي قبل عقابي، قد استجبت لكم، من قبل أن تدعوني، و أعطيتكم من قبل أن تسألوني، من لقيني منكم بشهادة: أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، صادقا في أقواله، محقا في أفعاله، و أن علي بن أبي طالب أخوه و وصيه و وليه، و يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد، و أن أولياءه المصطفين المطهرين، المبلغين بعجائب آيات الله،

البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 113

و دلائل حجج الله، من بعدهما أولياؤه، أدخلته جنتي، و إن كانت ذنوبه مثل زبد البحر.

قال: فلما بعث الله تعالى نبينا محمدا (صلى الله عليه و آله) قال: يا محمد وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا 1074 أمتك بهذه الكرامة. ثم قال عز و جل لمحمد (صلى الله عليه و آله) قل: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ على ما اختصني به من هذه الفضيلة، و قال لأمته: قولوا أنتم: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ على ما اختصنا به من هذه الفضائل».

286/ 1075 - و روى في (الفقيه) فيما ذكر الفضل- يعني الفضل بن شاذان- من العلل عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: «أمر الناس بالقراءة في الصلاة، لئلا يكون القرآن مهجورا مضيعا، و ليكون محفوظا مدروسا، فلا يضمحل و لا يجهل.

و إنما بدأ بالحمد دون سائر السور، لأنه ليس شي‏ء من القرآن و الكلام جمع فيه من جوامع الخير و الحكمة ما جمع في سورة الحمد، و ذلك أن قوله عز و جل: الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ هو أداء لما أوجب الله عز و جل على خلقه من الشكر، و الشكر لما وفق عبده من الخير.

رَبِّ الْعالَمِينَ‏ توحيد و تمحيد له، و إقرار بأنه الخالق المالك لا غيره. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ استعطافه و ذكر آلائه و نعمائه على جميع خلقه. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ إقرار له بالبعث، و الحساب، و المجازاة، و إيجاب ملك الآخرة له، كإيجاب ملك الدنيا. إِيَّاكَ نَعْبُدُ رغبة و تقرب إلى الله تعالى ذكره، و إخلاص له بالعمل دون غيره.

وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ استزادة من توفيقه، و عبادته، و استدامة لما أنعم عليه و نصره. اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ استرشاد لدينه، و اعتصام بحبله، و استزادة في المعرفة لربه عز و جل و كبريائه و عظمته. صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ تأكيد في السؤل و الرغبة، و ذكر لما قد تقدم من نعمه على أوليائه، و رغبة في مثل تلك النعم. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين، المستخفين به و بأمره و نهيه.

وَ لَا الضَّالِّينَ‏ اعتصام من أن يكون من الذين ضلوا عن سبيله من غير معرفة، و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. و قد اجتمع فيها من جوامع الخير و الحكمة، من أمر الآخرة و الدنيا، ما لا يجمعه شي‏ء من الأشياء».

287/ 1076 - و عنه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني، قال:

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبدالله بن زياد العرزمي، قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري، عن المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الصراط، فقال: «هو الطريق إلى معرفة الله عز و جل، و هما صراطان: صراط في الدنيا، و صراط في الآخرة. فأما الصراط الذي في الدنيا، فهو الإمام المفترض الطاعة، من عرفه في الدنيا و اقتدى بهداه، مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة،

البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 114

و من لم يعرفه في الدنيا، زلت قدمه عن الصراط في الآخرة، فتردى في نار جهنم».

288/ 1077 - و عنه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن عبدالله بن الصلت، عن يونس بن عبد الرحمن، عمن ذكره، عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «الصراط المستقيم أمير المؤمنين علي (عليه السلام)».

289/ 1078 - و عنه: قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر، قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، و علي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، في قوله: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ قال: «أدم لنا توفيقك، الذي به أطعناك فيما مضى من أيامنا، حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا.

و الصراط المستقيم هو صراطان: صراط في الدنيا، و صراط في الآخرة؛ فأما الطريق المستقيم في الدنيا، فهو ما قصر عن الغلو، و ارتفع عن التقصير، و استقام فلم يعدل إلى شي‏ء من الباطل.

و أما الطريق الآخر، [فهو] طريق المؤمنين إلى الجنة، الذي هو مستقيم، لا يعدلون عن الجنة إلى النار، و لا إلى غير النار سوى الجنة».

290/ 1079 - و عنه، قال: و قال جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في قوله عز و جل: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ ، قال: «يقول: أرشدنا إلى الصراط المستقيم، و أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك، و المبلغ دينك، و المانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك».

291/ 1080 - و عنه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: حدثني ثابت الثمالي، عن سيد العابدين علي بن الحسين (صلى الله عليهما) [قال‏]: «ليس بين الله و بين حجته حجاب، و لا لله دون حجته ستر، نحن أبواب الله، و نحن الصراط المستقيم، و نحن عيبة 1081 علمه، و نحن تراجمة وحيه، و نحن أركان توحيده، و نحن موضع سره».

292/ 1082 - و عنه، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثني محمد بن الحسن بن إبراهيم، قال: حدثنا علوان بن محمد، قال: حدثنا حنان بن سدير، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، قال: «قول الله عز و جل في الحمد: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ يعني محمدا و ذريته (صلوات الله عليهم)».

البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 115

293/ 1083 - و عنه، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم، قال:

حدثني عبيد بن كثير، قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا عبيد بن يحيى بن مهران، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) في قول الله عز و جل: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ قال: «شيعة علي الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب، لم يغضب عليهم و لم يضلوا».

294/ 1084 - و عنه، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر، قال: حدثني يوسف بن المتوكل، عن محمد بن زياد، و علي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، في قول الله عز و جل: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ قال: «أي قولوا: اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم، بالتوفيق لدينك و طاعتك، و هم الذين قال الله عز و جل: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً » 1085 . و حكي هذا بعينه عن أمير المؤمنين (عليه السلام).

قال: ثم قال: «ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال و صحة البدن، و إن كان كل هذا نعمة من الله ظاهرة، ألا ترون أن هؤلاء قد يكونون كفارا أو فساقا، فما ندبتم إلى أن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم، و إنما أمرتم بالدعاء بأن ترشدوا إلى صراط الذين أنعم عليهم بالإيمان بالله، و التصديق لرسوله، و بالولاية لمحمد و آله الطيبين، و أصحابه الخيرين المنتجبين، و بالتقية الحسنة التي يسلم بها من شر عباد الله، و من الزيادة في آثام أعداء الله و كفرهم، بأن تداريهم و لا تغريهم بأذاك و أذى المؤمنين، و بالمعرفة بحقوق الإخوان».

295/ 1086 - العياشي: عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ 1087 فقال: «فاتحة الكتاب [يثنى فيها القول، قال: و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): إن الله من علي بفاتحة الكتاب‏] من كنز العرش، فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الآية التي يقول [فيها]: وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً . 1088 و الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ دعوى أهل الجنة، حين شكروا الله حسن الثواب. و مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ قال جبرئيل: ما قالها مسلم قط إلا صدقة الله و أهل سماواته. إِيَّاكَ نَعْبُدُ إخلاص العبادة. وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ أفضل ما طلب به العباد حوائجهم. اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ صراط الأنبياء، و هم الذين أنعم الله عليهم.

غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ اليهود و (و غير الضالين) النصارى».

البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 116

296/ 1089 - عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه كان يقرأ: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ .

297/ 1090 - عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقرأ ما لا أحصي: (ملك‏ 1091 يوم الدين).

298/ 1092 - عن الزهري، قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): «لو مات ما بين المشرق و المغرب لما استوحشت، بعد أن يكون القرآن معي». و كان إذا قرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ يكررها، و يكاد أن يموت.

299/ 1093 - عن الحسن بن محمد بن الجمال، عن بعض أصحابنا، قال: بعث عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة أن وجه إلي محمد بن علي بن الحسين، و لا تهيجه، و لا تروعه، و اقض‏ 1094 له حوائجه.

و قد كان ورد على عبد الملك رجل من القدرية، فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعا، فقال: ما لهذا إلا محمد بن علي، فكتب إلى صاحب المدينة أن يحمل محمد بن علي (عليه السلام) إليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «إني شيخ كبير، لا أقوى على الخروج، و هذا جعفر ابني يقوم مقامي، فوجهه إليه».

فلما قدم على الأموي ازدراه‏ 1095 لصغره، و كره أن يجمع بينه و بين القدري، مخافة أن يغلبه، و تسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدري، فلما كان من الغد اجتمع الناس لخصومتهما. فقال الأموي لأبي عبد الله (عليه السلام): إنه قد أعيانا أمر هذا القدري، و إنما كتبت إليك لأجمع بينك و بينه، فإنه لم يدع عندنا أحدا إلا خصمه. فقال: «إن الله يكفيناه».

قال: فلما اجتمعوا، قال القدري لأبي عبد الله (عليه السلام): سل عما شئت. فقال له: «اقرأ سورة الحمد». قال:

فقرأها، و قال الأموي و أنا معه: ما في سورة الحمد علينا! إنا لله و إنا إليه راجعون! قال: فجعل القدري يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك و تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ فقال له جعفر (عليه السلام): «قف، من تستعين، و ما حاجتك إلى المعونة إن كان الأمر إليك»؟! فبهت الذي كفر، و الله لا يهدي القوم الظالمين.

300/ 1096 - عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ يعني أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)».

البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 117

301/ 1097 - و قال محمد بن علي الحلبي: سمعته ما لا أحصي، و أنا أصلي خلفه، يقرأ: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ . 1098

302/ 1099 - عن معاوية بن وهب، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ . قال: «هم اليهود و النصارى».

303/ 1100 - عن رجل، عن ابن أبي عمير، رفعه‏ ، في قوله: (غير المغضوب عليهم و غير الضالين) قال: «هكذا نزلت» و قال: «المغضوب عليهم: فلان و فلان و فلان و النصاب، و الضالين: الشكاك الذين لا يعرفون الإمام».

304/ 1101 - ابن شهر آشوب: عن (تفسير وكيع بن الجراح): عن سفيان الثوري، عن السدي، عن أسباط و مجاهد، عن عبد الله بن عباس‏ في قوله: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ . قال: قولوا- معاشر العباد-: أرشدنا إلى حب محمد و أهل بيته (عليهم السلام).

305/ 1102 - و عن (تفسير الثعلبي) رواية ابن شاهين، عن رجاله، عن مسلم بن حيان، عن أبي بريدة في قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ . قال: صراط محمد و آله (عليهم السلام).

306/ 1103 - الإمام العسكري أبو محمد (عليه السلام)، قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله أمر عباده أن يسألوه طريق المنعم عليهم، و هم الصديقون، و الشهداء، و الصالحون. و أن يستعيذوا به من طريق المغضوب عليهم، و هم اليهود الذين قال الله فيهم: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ 1104 . و أن يستعيذوا من طريق الضالين، و هم الذين قال الله فيهم: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ‏ 1105 . و هم النصارى.

صفحه بعد