کتابخانه روایات شیعه
عن عليّ بن عيسى الرماني 10 و قال له لم لا تقرأ على عليّ بن عيسى الرماني علم الكلام و تستفيد منه؟ فقال ما اعرفه و لا لي به أنس فأرسل معي من يدلني عليه ...
قال الشيخ المترجم له: ففعل ذلك و أرسل معي من أوصلني إليه، فدخلت عليه و المجلس غاص بأهله و قعدت حيث انتهى بي المجلس و كلما خف الناس قربت منه، فدخل إليه داخل فقال له: بالباب إنسان يؤثر الحضور بمجلسك و هو من أهل البصرة فقال الرماني: أ هو من أهل العلم؟ فقال غلامه: لا أعلم إلّا انه يؤثر الحضور بمجلسك، فأذن له فدخل عليه فأكرمه و طال الحديث بينهما، فقال الرجل لعلي بن عيسى: ما تقول في يوم الغدير و الغار؟ فقال أما خبر الغار فدراية و أمّا خبر الغدير فرواية، و الرواية لا توجب ما توجب الدراية، قال: فانصرف البصري و لم يحر جوابا يورد إليه، قال الشيخ رضي اللّه عنه: إني لم أجد صبرا على السكوت عن ذلك فتقدمت فقلت أيها الشيخ مسألة فقال: هات مسألتك. فقلت ما تقول فيمن خرج على الامام العادل و حاربه؟ فقال: يكون كافرا، ثمّ استدرك فقال فاسقا، فقلت:
ما تقول في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: إمام، قلت: فما تقول في حرب طلحة و الزبير في يوم الجمل؟ فقال: إنهما تابا، فقلت أما خبر الجمل دراية و أما خبر التوبة فرواية، فقال لي و كنت حاضرا و قد سألني البصري؟! فقلت: نعم، قال رواية برواية و دراية بدراية، و سؤالك متجه وارد، فقال بمن تعرف؟ و على من تقرأ؟ قلت: أعرف بابن المعلّم و أقرأ على الشيخ أبي عبد اللّه الجعل، فقال: موضعك ..، و دخل منزله و خرج و معه رقعة قد كتبها و ألصقها و قال لي: أوصل هذه الرقعة الى
أبي عبد اللّه، فجئت بها إليه فقرأها و لم يزل يضحك بينه و بين نفسه، ثمّ قال لي: أي شيء جرى لك في مجلسه؟ فقد أوصاني بك و لقّبك ب «المفيد» فذكرت له المجلس بقصته فتبسم 11
فهذين العلمين- الجعل و غلام أبي الجيش- من مشايخه الذين أخذ عنهم و هو في سن مبكرة، كما انه لم يقتصر أخذه و هو في سنه تلك عليهما، بل انه أخذ الحديث عن آخرين و سنه لم يتجاوز العشرين فقد ذكروا أنّه روى عن الشريف أبي محمّد الحسن بن حمزة العلوي المرعشيّ الطبريّ و أنّه تحمله سنة 354 فيكون عمره الشريف حينئذ ثمانية عشر سنة تقريبا، و كذا روايته عن الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ فانه روى عنه عند مقدمه الى بغداد سنة 352 أو سنة 355 12 .
و هناك شيوخ أفذاذ كانوا أعلام عصره تشد اليهم الرحال من الأطراف، و هم مطمح الأنظار و معقد الآمال، سمع منهم و قرأ عليهم و حوى من علومهم ما كان رصيده يوم أشير إليه بالبنان، و غدا المجلي في حلبة الميدان.
و إن المستقرئ لدقائق أخباره و جليل آثاره ليدرك مدى اهتمامه بالتعلم، و يعرف شدة شغفه بالأخذ و التحمل، فقد كان بما منحه اللّه من صفاء الذهن و آتاه من حسن المعرفة مشاركا في كثير من العلوم و الفنون. جامعا لروائعها. ملما بدقائقها. مع عمق الغور و دقة التفكير و رقة التعبير و حسن الأداء و لعلّ فيما ذكرناه من حكايته مع الرماني خير دليل على ذلك. فانا نجده و هو تلميذ مؤدبا كثير التواضع للعلم و أهله، و نجده و هو
محاجج متكلما بارعا ذا فطنة و لباقة في احتجاجه و سؤاله.
و يروي له التأريخ نظير هذه القصة، طريفة أخرى مع القاضي عبد الجبار المعتزلي 13 فانه ذكر أنّه بينما القاضي ذات يوم في بغداد و مجلسه مملوء من علماء الفريقين إذ حضر الشيخ المفيد قدّس سرّه و جلس في صف النعال، ثمّ قال للقاضي:
إن لي سؤالا فان أجزت بحضور هؤلاء الأئمة؟ فقال القاضي: سل، فقال: ما تقول في هذا الخبر الذي ترويه طائفة من الشيعة (من كنت مولاه فعلي مولاه) أ هو مسلّم صحيح عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يوم الغدير؟ فقال: نعم خبر صحيح فقال الشيخ:
ما المراد بلفظ المولى؟ قال: هو بمعنى أولى، قال فما هذا الخلاف و الخصومة بين الشيعة و السنة؟ فقال القاضي: أيها الأخ هذه رواية و خلافة أبي بكر دراية، و العادل لا يعادل الرواية بالدراية فقال الشيخ: ما تقول في قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله (حربك حربي و سلمك سلمي)؟ قال القاضي: الحديث صحيح، فقال: ما تقول في أصحاب الجمل؟ فقال القاضي: أيها الأخ إنهم تابوا، فقال الشيخ: أيها القاضي الحرب دراية و التوبة رواية و أنت قررت في حديث الغدير ان الرواية لا تعارض الدراية، فبهت القاضي و لم يحر جوابا و وضع رأسه ساعة ثمّ رفعه و قال من أنت؟!. قال: خادمك محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي فقام القاضي و أجلسه في مجلسه على مسنده و قال: أنت «المفيد» حقا، فانقبض فرق المخالفين و تغيرت وجوه علماء المجلس و همهموا فلما ابصر القاضي ذلك منهم قال: أيها الفضلاء إن هذا الرجل ألزمني و أنا عجزت عن جوابه فان كان عندكم جواب عما ذكره فقولوا حتّى اجلسه في مجلسه الأول، فسكتوا و تفرقوا، فوصل خبر المناظرة إلى عضد الدولة فأرسل الى المفيد (ره) و أحضره و سأله عما جرى فأخبره فأكرمه غاية الإكرام و أمر له بجوائز عظام، و اركبه مركبا حسنا 14 و كان فرسا محلى
بالزينة، و أمر له بوظيفة تجري عليه.
و هكذا لم يفتأ عن الدرس و التعلم و الأخذ و التحمل و الى القارئ بعض مشاهير:-
7- شيوخه
لقد تخرج على عدة مشايخ من أهل الفضل يذعن لهم الخاصّة و العامّة كلهم من أفذاذ العلماء الذين كانت تشد اليهم الرحال للتحمل و الرواية من مختلف الحواضر و هم كما في معاجم التراجم و كتبه و فهارس المشايخ:
1- أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمّيّ.
2- أبو غالب أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري.
3- أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصرى- اجازة-
4- أبو علي أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي.
5- الشريف أبو محمّد أحمد بن محمّد بن عيسى العلوي الزاهد.
6- أبو الحسن أحمد بن محمّد الجرجانيّ.
7- أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الصيمري.
8- أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب.
9- أبو أحمد إسماعيل بن يحيى العبسي.
10- جعفر بن الحسين المؤمن.
11- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه.
12- الشريف أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني الطبريّ.
13- أبو علي الحسن بن عبد اللّه القطان.
14- أبو محمّد الحسن بن محمّد العطشى.
15- أبو علي الحسن بن الفضل الرازيّ البصرى.
16- أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الشريف.
17- أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن إبراهيم المعروف بجعل.
18- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن شيبان القزوينيّ.
19- الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية أبو عبد اللّه.
20- أبو الطيب الحسين بن عليّ بن محمّد التمار.
21- أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن المغيرة.
22- أبو الحسن زيد بن محمّد بن جعفر السلمي.
23- أبو ياسر طاهر غلام أبي الجيش.
24- أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأبهري.
25- عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن أعين البزاز.
26- أبو عبد اللّه بن أبي رافع الكاتب.
27- أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق. إجازة.
28- أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي.
29- أبو الحسن عليّ بن مالك النحوي.
30- أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب.
31- أبو الحسن عليّ بن بلال المهلبي.
32- أبو الحسن عليّ بن الحسين البصرى البزاز.
33- أبو الحسن عليّ بن محمّد بن زبير الكوفيّ.
34- أبو الحسن عليّ بن محمّد بن خالد.
35- أبو الحسن عليّ بن أحمد بن إبراهيم الكاتب.
36- أبو القاسم عليّ بن محمّد الرفاء.
37- أبو الحسن عليّ بن محمّد القرشيّ.
38- أبو بكر عمر بن محمّد بن سالم بن البراء المعروف بابن الجعابى.
39- أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصيرفي المعروف بابن الزيات.
40- أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه الصدوق 15 .
41- أبو علي محمّد بن الجنيد الكاتب الإسكافيّ.
42- أبو الحسن محمّد بن أحمد بن داود بن علي القمّيّ.
43- أبو بكر محمّد بن سالم بن محمّد البراء المعروف بالحافظ الجعابي.
44- أبو عبد اللّه محمّد بن عمران المرزباني.
45- أبو نصر محمّد بن الحسين النصير الشهرزوري المقرى.
46- أبو الطيب محمّد بن أحمد الثقفي.
47- أبو الحسن محمّد بن مظفر الزيات.
48- أبو بكر محمّد بن أحمد الشافعي.
49- أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد الكوفيّ النحوي التميمي.
50- أبو جعفر محمّد بن الحسين البزوفري.
51- أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن الجواني.
52- أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن رياح القرشيّ.
53- أبو عبد اللّه محمّد بن داود الحتمي.
54- محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصورى.
55- محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن قضاعة الصفواني.
56- أبو نصر محمّد بن الحسين الخلال.
57- محمّد بن سهل بن أحمد الديباجي.
58- أبو جعفر محمّد بن عمر الزيات.
59- الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن طاهر.
60- أبو محمّد بن عبد اللّه بن أبي شيخ.
61- المظفر بن محمّد البلخيّ.
8- تلامذته