کتابخانه روایات شیعه
من يعير الصديق رأيا إذا ما
سله في الخطوب كان حساما؟
و القصيدة طويلة مثبتة في ديوانه، و رثاه أيضا الشاعر المبدع عبد المحسن الصوري رحمه اللّه بمقطوعة جاء فيها.
تبارك من عم الأنام بفضله
و بالموت بين الخلق ساوى بعدله
مضى مستقلا بالعلوم [محمد ]
و هيهات يأتينا الزمان بمثله
و رثاه الشاعر الفحل مهيار الديلميّ رحمه اللّه بقصيدة طويلة تزيد على تسعين بيتا قال في مطلعها:
ما بعد يومك سلوة لمعلّل
مني و لا ظفرت بسمع معذل
سوى المصاب بك القلوب على الجوى
فيد الجليد على حشا المتململ
و تشابه الباكون فيك فلم يبن
دمع المحقّ لنا من المتعمل
و القصيدة طويلة من أرادها فليراجعها في ديوانه ج 4 ص 103 الى ص 109 ط مصر سنة 1349.
و ذكر القاضي نور اللّه ره في المجالس و غيره انه وجد مكتوب على قبره الأبيات التالية و هي منسوبة الى الحجة صاحب الامر عجل اللّه فرجه.
لا صوّت الناعي بفقدك انه
يوم على آل الرسول عظيم
ان كنت قد غيبت في جدث الثرى
فالعدل و التوحيد فيه مقيم
و القائم المهديّ يفرح كلما
تليت عليك من الدروس علوم
و خلّف شيخنا المترجم له رحمه اللّه ولدا اسمه علي ترجمه الصلاح الصفدي في الوافي بالوفيات و الميرزا عبد اللّه افندي في الرياض و قال الأخير في ترجمته (الشيخ أبو القاسم عليّ بن الشيخ أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان [قدّس سرّه] كان من اجلاء أصحابنا و هو ولد شيخنا المفيد و بروي عنه الشيخ الأجل حسين بن محمّد بن
الحسن صاحب كتاب نزهة الناظر و تنبيه الخواطر في كلمات النبيّ و الأئمّة عليهم السلام كما يظهر من بعض مواضع ذلك الكتاب و لكن لم يذكره أصحابنا في كتب الرجال فلاحظ).
و ان من اعجب العجب ما نقله جمع من المؤرخين من شماتة بعض من لا حريجة له في الدين بموت الشيخ مستجيبا لهوى نفسه ممعنا في غيه كانه لم يسمع قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله (إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء) و قول الإمام الصّادق عليه السلام [ما من أحد يموت أحبّ إلى إبليس من موت فقيه]
فقد ذكر ابن كثير عن بعض أئمته انه فرح بموت الشيخ و لم يسعه كتمه في قرارة نفسه حتّى أظهر علائم ذلك عيانا و هو أبو القاسم ابن النقيب فانه حين بلغه موت الشيخ سجد للّه شكرا و جلس للتهنئة و قال ما أبالي أي وقت مت بعد ان شاهدت موت ابن المعلم 23 و اعطف عليه اضرابه ممن اسفوا ان لا يكونوا نالوه بأذى في حياته فتناولوه شتما بعد وفاته كالخطيب البغداديّ و ابن حجر و اليافعي و العماد الحنبلى و اضرابهم فانهم حملوا عليه عند ذكره في كتبهم و أهون ما قالوه في موته (اراح اللّه منه) فبعين اللّه ما قاساه هذا الشيخ العظيم من عناء في جهاده و ما ناله من أذى في حياته و بعد وفاته و سلام عليه يوم ولد و يوم مات و يوم يبعث حيا.
15- شيخ الطائفة في سطور
1- هو محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسيّ نسبة الى طوس من مدن خراسان.
2- يكنى بابي جعفر و يلقب بشيخ الطائفة و بالشيخ على الإطلاق.
3- ولد في شهر رمضان سنة 385.
4- قدم بغداد من خراسان سنة [408] و هو ابن ثلاثة و عشرين عاما.
5- حضر عند الشيخ المفيد نحوا من خمس سنين و لازمه الى ان توفي [ره] لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة 413.
6- اختص بعد وفاة شيخه المفيد بالسيّد المرتضى طيلة ثلاثة عشر عاما الى أن توفي السيّد [ره] لخمس بقين من شهر ربيع الأوّل سنة 436.
7- أجرى له السيّد المرتضى في كل شهر اثني عشر دينارا منها كان تدبير معاشه.
8- بلغت عدة مشايخه أكثر من خمسين شخصا من اعلام الفريقين.
9- استقل بالظهور و لزعامة الدينية بعد وفاة استاذه المرتضى قدّس سرّه.
10- بلغت عدة تلامذته الى ثلاثمائة مجتهد من الخاصّة و من العامّة ما لا يحصى عددهم.
11- جعل له الخليفة العباسيّ [القائم بأمر اللّه عبد اللّه بن القادر باللّه أحمد] كرسي الكلام و الإفادة، و هو الذي ما كانوا يسمحون به يومئذ الا لوحيد العصر.
12- ثقل وجوده على خصومه من الناس فكانوا يحرّضون عليه حتّى وشي به الى الخليفة العباسيّ [القادر باللّه أحمد] و لما أحضره و سأله عن وشايتهم و ما رموه به أجابه الشيخ بما قبل منه فرفع مكانته و انتقم من الساعي و أهانه.
13- لم يفتأ خصوم الشيخ تماديا في طغيانهم فكانوا يستغلون السواد في التحريض عليه حتّى أحرقوا داره و كتبه و ما كان له من كرسي الكلام و التدريس.
14- بقي في بغداد بعد وفاة استاذه السيّد اثني عشر سنة مستقلا بالزعامة
ثم غادرها بعد ذلك.
15- هبط الى النجف الأشرف سنة [448] و هو أول من أسس الحوزة العلمية بها و إليه يرجع الفضل في تأسيسها صانها اللّه من الشرور و الآفات.
16- كان قدّس سرّه [شيخ الإماميّة و وجههم و رئيس الطائفة جليل القدر عظيم المنزلة ثقة عين صدوق عارف بالاخبار و الرجال و الفقه و الأصول و الكلام و الأدب و جميع الفضائل تنسب إليه صنّف في كل فنون الإسلام و هو المهذب للعقائد في الأصول و الفروع الجامع لكمالات النفس في العلم و العمل] 24
17- بلغت عدة ما وقفنا على اسمه من تآليفه أكثر من خمسين كتابا في شتّى فنون الإسلام.
18- توفي ليلة الاثنين 22 محرم الحرام سنة 460 هج عن خمسة و سبعين عاما.
19- دفن في داره التي حوّلت بعده مسجدا حسب وصيته و قبره اليوم مزار مشيد يتبرك به في النجف الأشرف.
20- خلف ولدا اسمه الحسن و يكنى بابي علي و يلقب بالمفيد الثاني من مشاهير العلماء خلف اباه في التدريس و الفتيا توفّي سنة 515 و له آثار جليلة.
16- تهذيب الأحكام
هو هذا الكتاب الذي نقدمه اليوم الى القراء و للتعريف به نشير الى بعض ما يتعلق به و روما للاختصار نكتفي بشذرة من يراع سيدنا بحر العلوم [قدّس سرّه] قال [ره] فى الثناء على المؤلّف و المؤلّف [و أمّا الحديث فاليه تشد الرحال و به تبلغ رجاله
غاية الآمال و له فيه من الكتب الأربعة التي هي أعظم كتب الحديث منزلة و أكثرها منفعة كتاب تهذيب الأحكام و كتاب الاستبصار و لهما المزيّة الظاهرة باستقصاء ما يتعلق بالفروع من الاخبار خصوصا [التهذيب] فانه كاف للفقيه فيما يبتغيه من روايات الاحكام مغن عما سواه في الغالب و لا يغني عنه غيره في هذا المرام مضافا الى ما اشتمل عليه الكتابان من الفقه و الاستدلال و التنبيه على الأصول و الرجال و التوفيق بين الاخبار و الجمع بينهما بشاهد النقل و الاعتبار هذه بعض مزايا الكتاب، أما ما هو فانه الكتاب الذي شرح فيه الشيخ الطوسيّ رحمه اللّه كتاب [المقنعة] تأليف استاذه الشيخ المفيد رحمه اللّه و ابتدأ بتأليفه و هو ابن خمس و عشرين سنة، و خرج من قلمه الشريف منه تمام كتاب الطهارة الى أول الصلاة في حياة استاذه الماتن ثمّ أكمل بقيته بعد وفاته، أما طريقته في تأليفه فقد وصفها نفسه [قدّس سرّه] فقال: [كنا شرطنا في أول هذا الكتاب ان نقتصر على ايراد شرح ما تضمنته الرسالة المقنعة و ان نذكر مسألة مسألة و نورد فيها الاحتجاج من الظواهر و الأدلة المفضية الى العلم و نذكر مع ذلك طرفا من الاخبار التي رواها مخالفونا ثمّ نذكر بعد ذلك ما يتعلق باحاديث أصحابنا رحمهم اللّه و ورد المختلف في كل مسألة منها و المتفق عليها و وفينا بهذا الشرط في أكثر ما يحتوي عليه كتاب الطهارة. ثم انا رأينا انه يخرج بهذا البسط عن الغرض و يكون مع هذا الكتاب مبتورا غير مستوفى فعدلنا عن هذه الطريقة الى ايراد أحاديث أصحابنا رحمهم اللّه المختلف فيه و المتفق، ثمّ رأينا بعد ذلك ان استيفاء ما يتعلق بهذا المنهاج أولى من الاطناب في غيره فرجعنا و أوردنا من الزيادات ما كنا أخللنا به، و اقتصرنا من ايراد الخبر على الابتداء بذكر المصنّف الذي أخذنا الخبر من كتابه أو صاحب الأصل الذي أخذنا الحديث من أصله و استوفينا غاية جهدنا ما يتعلق باحاديث أصحابنا رحمهم اللّه المختلف فيه و المتفق و بينا عن وجه التأويل فيما اختلف فيه على ما شرطناه في أوّل الكتاب و اسندنا التأويل
إلى خبر يقضي على الخبرين و أوردنا المتفق منها ليكون ذخرا و ملجأ لمن يريد طلب الفتيا من الحديث) و لما كان تهذيب الأحكام موقع نظر العلماء فقد انبرى الى العكوف عليه جماعتهم و تناولوه بالشرح و التقييد و الترتيب فممن شرح أسانيده شرحا مفصلا العلامة السيّد هاشم التوبلي [رحمه اللّه] و سماه [تنبيه الاريب و تذكرة اللبيب في إيضاح رجال التهذيب] و هذب هذا الكتاب و نقحه الشيخ حسن الدمستاني و سماه [انتخاب الجيد من تنبيهات السيّد ره] و للسيّد هاشم المذكور ايضا [ترتيب التهذيب] حكي عن صاحب رياض العلماء انه كبير في مجلدات أورد كل حديث في الباب المناسب له و نبه على بعض الأغلاط التي وقعت في أسانيده و ممن خص أسانيد التهذيب بالدراسة و البحث المولى محمّد بن علي الأردبيليّ مؤلف جامع الرواة فانه عمد الى تصحيح أكثر أسانيد التهذيب في كتاب أورده بتمامه الحجة النوريّ في خاتمة المستدرك من ص 719 الى ص 757 مع زيادات منه [ره] و أورد الأردبيليّ نفسه المنتخب من كتاب تصحيح الأسانيد في الفائدة السابعة من خاتمة كتابه جامع الرواة و منهم آية اللّه المعاصر السيّد آقا حسين البروجردي دام ظله له [تجريد أسانيد التهذيب] أما الذين تناولوا الكتاب بالشرح فهم كثير نذكر منهم:
[1] السيّد محمّد صاحب المدارك المتوفّى سنة 1009 و يطلق على شرحه الحاشية.
[2] القاضي نور اللّه المستشهد في سنة 1019 له شرح اسماه [تذهيب الاكمام]
[3] المولى عبد اللّه التستريّ المتوفّى سنة 1021.
[4] الشيخ محمّد بن الحسن بن الشيخ الشهيد الثاني المتوفّى سنة 1030.
[5] المولى محمّد أمين الأسترآباديّ المتوفى بمكّة سنة 1036.
[6] المولى عبد اللطيف الجامعي تلميذ الشيخ البهائي المتوفّى سنة 1050.
[7] المولى محمّد تقيّ المجلسي الأول المتوفّى سنة 1070.
[8] المولى محمّد طاهر بن محمّد حسين الشيرازي القمّيّ المتوفّى سنة 1098 له شرح أسماه [حجّة الإسلام].
[9] المحقق الشيرواني صهر المجلسي المتوفّى سنة 1099.
[10] الشيخ المجلسي الثاني المتوفّى سنة 1111 له شرح أسماه [ملاذ الاخبار]
[11] السيّد نعمة اللّه الجزائريّ المتوفّى سنة 1112 له شرح أسماه [مقصود الأنام] في اثنى عشر مجلدا.
[12] المولى عبد اللّه بن المجلسي الأول.
[13] الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائريّ المتوفّى سنة 1149.
و هناك حواش و تعاليق على [التهذيب] نشير الى بعضها نقلا عن الذريعة لشيخنا الحجة الرازيّ دام ظله [1] حاشية القاضي نور اللّه التستريّ و هي غير شرحه المتقدم [2] حاشية المولى إسماعيل الخواجوئي [3] حاشية المجدد الوحيد البهبهاني. [4] حاشية المجلسي الثاني. [5] حاشية السيّد محمّد بشير الكيلاني معاصر الوحيد البهبهاني [6] حاشية بعض المتأخرين عن الشيخ عبد النبيّ الجزائريّ أخذها من حاشية الجزائريّ.
[7] حاشية آقا جمال الدين الخوانساري. [8] حاشية الشيخ حسن صاحب المعالم.
[9] حاشية الشيخ صلاح الدين بن الشيخ علي أم الحديث. [10] حاشية الشيخ سليمان الماحوزي. [11] حاشية الميرزا عبد اللّه الافندي صاحب الرياض. [12] حاشية الشيخ عبد النبيّ بن سعد الجزائريّ. [13] حاشية المولى عزيز اللّه أكبر أنجال المجلسي الثاني. [14] حاشية السيّد ماجد الجد حفصي. [15] حاشية السيّد الصدر علاء الملك المرعشيّ [16] حاشية الشيخ زين الدين علي أم الحديث. [17] حاشية الشيخ محمّد سبط الشهيد الثاني، عبّر عنه بالحاشية في. [المعاهد] و لعلها الشرح الثاني له [18] حاشية السيّد ميرزا محمّد بن علي الأسترآبادي الرجالي المعروف. [19] حاشية الشيخ محمّد علي البلاغي. [20] حاشية السيّد نجم الدين الجزائريّ. [21] حاشية مقدّم الكتاب أخيرهم لا آخرهم إن شاء اللّه تعالى.