کتابخانه روایات شیعه
الفقه و الكلام و الرواية أوثق أهل زمانه و أعلمهم انتهت رئاسة الإماميّة في وقته إليه و كان حسن الخاطر دقيق الفطنة حاضر الجواب ...).
17- و قال ابن داود في رجاله- مخطوط- (شيخ متكلمي الإماميّة و فقهائها انتهت رياستهم إليه في وقته في العلم، فقيه حسن الخاطر دقيق الفطنة حاضر الجواب و حاله أعظم من الثناء عليه له قريب من مائتي مصنف).
18- و قال ابن الجوزي في المنتظم ج 8 ص 11 (شيخ الإماميّة و عالمها صنّف على مذهبهم و من أصحابه المرتضى، و كان لابن المعلم مجلس نظر بداره- بدرب رباح- يحضره كافة العلماء و كانت له منزلة عند امراء الأطراف بميلهم إلى مذهبه).
19- و قال الشهيد الثاني و قد كتب في بعض فوائده بخطه (الشيخ الإمام السعيد العالم الأفضل الأتقى الأورع أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد قدس اللّه نفسه و طهر رمسه).
20- و قال علم الهدى محمّد ابن الفيض الكاشاني في نضد الإيضاح ص 315 بعد ذكر نسبه جميعا إلى يعرب بن قحطان قال (أبو عبد اللّه و يعرف بابن المعلم شيخ متكلمي الإماميّة و فقهائها انتهت رياستهم إليه في عصره في العلم و الفقه له قريب من مائتي مصنف).
21- و قال النراقي في شعب المقال (شيخ الطائفة و رئيسهم و استاذهم له المناقب الفاخرة و المفاخر الزاخرة و الفضائل المتكاثرة ... كان أوثق أهل زمانه و أعلمهم انتهت إليه رئاسة الإماميّة في وقته).
22- و قال الزركلي في الأعلام ص 969 (... محقق كبير انتهت إليه رئاسة الإماميّة في وقته كثير التصانيف في الأصول و الكلام و الفقه ...).
23- و قال ش سامي في قاموس الأعلام- تركي- ص 668 ما ترجمته (أبو عبد اللّه
محمّد بن محمّد بن النعمان البغداديّ من مشاهير العلماء لقبه الشيخ المفيد له قدر و اعتبار عند آل بويه، كان يزوره عضد الدولة في بيته له تصانيف كثيرة، زاهد عابد رئيس الشيعة في بغداد.
24- و قال آية اللّه السيّد بحر العلوم في فوائده الرجالية (شيخ المشايخ الجلة و رئيس رؤساء الملّة فاتح أبواب التحقيق بنصب الأدلة و الكاسر بشقاشق بيانه الرشيق حجج الفرق المضلة، اجتمعت فيه خلال الفضل و انتهت إليه رئاسة الكل و اتفق الجميع على علمه و فضله و فقهه و عدالته و ثقته و جلالته و كان رضي اللّه عنه كثير المحاسن جم المناقب حديد الخاطر دقيق الفطنة حاضر الجواب واسع الرواية خبيرا بالرجال و الأخبار و الأشعار، و كان أوثق أهل زمانه في الحديث و أعرفهم بالفقه و الكلام و كل من تأخر عنه استفاد منه ...)
25- و قال خاتمة المحدثين الشيخ النوريّ في خاتمة المستدرك «شيخ المشايخ العظام و حجة الحجج الهداة الكرام، محيي الشريعة و ما حقّ البدعة الشنيعة ملهم الحق و دليله، و منار الدين و سبيله صاحب التوقيعات المعروفة المهدوية المنقول عليها إجماع الإماميّة و المخصوص بما فيها من المزايا و الفضائل السنية و غيرها من الكرامات الجلية و المقامات العلية و المناظرات الكثيرة الباهرة البهية ...».
26- و قال بطرس البستاني في دائرة معارفه ج 1 ص 696 (كان رجلا ذا جلالة عظيمة في دولة بني بويه و كان عضد الدولة ينزل إليه عاش 76 سنة و له مصنّفات كثيرة و كان خاشعا متعبدا شيعه ثمانون الفا من الرافضة).
هذه بعض جمل الثناء على الشيخ و آيات من سورة الحمد له، و هناك آخرون ترجموا له لم يسع المقام استيعابهم آثرنا ذكر اسمائهم للاشارة فقط و هم القاضي نور اللّه «ره» في مجالس المؤمنين، و السيّد ميرزا محمّد الأسترآباديّ في رجاليه الكبير و الوسيط، و الشيخ أبو علي في منتهى المقال، و الشيخ المجلسي الثاني في الوجيزة،
و الأردبيليّ في جامع الرواة، و السيّد المير مصطفى التفريشي في نقد الرجال، و الشيخ يوسف البحرانيّ في اللؤلؤة، و الشيخ المولى علي الكني في توضيح المقال و الشيخ أسد اللّه التستريّ في المقابس، و الشيخ الحرّ في خاتمة الوسائل، و الميرزا هاشم الخراسانيّ في منتخب التواريخ، و الشيخ المامقاني في رجاله، و صاحب نخبة المقال في نخبته، و السيّد الصدر في التأسيس و في الشيعة و فنون الإسلام، و الشيخ محمّد طه نجف في إتقان المقال، و السيّد أحمد العطّار في أرجوزته، و الشيخ عبّاس القمّيّ في الكنى و الألقاب، و السيّد الأمين في الأعيان، و الخياباني في ريحانة الأدب، و الكاتب چلبي في كشف الظنون، و إسماعيل پاشا في هدية العارفين و الشيخ السماوي في صدى الفؤاد، و يوسف اعتصامي في فهرست مكتبة المجلس بطهران، و ابن يوسف الشيرازي في فهرست مكتبة سبهسالار، و في فهرست المكتبة الرضوية و فردينان توتل اليسوعي صاحب المنجد في الأدب و العلم و قد توهم هذا فنسب الى المترجم كتاب «تهذيب الأحكام» الذي هو تأليف الشيخ الطوسيّ شرح فيه كتاب المترجم له «المقنعة في الفقه» و غيرهم ممن ترجم الشيخ في مقدمات كتبه المطبوعة.
و قد كان رحمه اللّه كما قال مهيار الديلميّ في قصيدته:
سمح ببذل النفس فيهم قائم
للّه في نص الهدى متبتل
نزّاع أرشية التنازع فيهم
حتى يسوق اليهم النصّ الجلي
و يبين عندهم الإمامة نازعا
فيها الحجاج من الكتاب المنزل
بطريقة وضحت كأنّ لم تشتبه
و أمانة عرفت كأنّ لم تجهل
و جميع ما ذكرناه من آيات الثناء قطرة من بحر ممّا ورد في حقه و كيف لا يكون كذلك بعد أن وصفه الامام الحجة عجل اللّه فرجه في التوقيعين الصادرين عن الناحية المقدّسة بما يفوق وصف الواصفين و فوق ثناء المادحين، فقد ارتضاه لنفسه أخا و وليا و صفيا و دون القارئ التشرف برؤية ذلك.
13- التوقيعان المباركان
أخرج المحدث أبو منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في الاحتجاج هذين التوقيعين المباركين الصادرين من الناحية المقدّسة، و ذكرهما جمع من ثقات أعلام الأمة كالشيخ المحدث المجلسي و الشيخ أبي عليّ الحائري و المحدث البحرانيّ و السيّد بحر العلوم و السيّد الخوانساري و المحدث النوريّ و المحدث القمّيّ و غيرهم و قد حكى الشيخ البحراني في اللؤلؤة عن المحقق النقاد ابن بطريق الحلي (ره) في رسالته «نهج العلوم» انه- التوقيع المبارك- ترويه كافة الشيعة و تتلقاه بالقبول، كما حكى عنه ان مولانا صاحب الأمر عجل اللّه فرجه كتب إليه ثلاثة كتب في كل سنة كتابا، و الذي نقله في الاحتجاج اثنان فالثالث مفقود، و دونك التشرف برؤية التوقيعين المباركين، (ذكر كتاب ورد من الناحية المقدّسة حرسها اللّه و رعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشر و اربعمائة على الشيخ أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان قدس اللّه روحه و نور ضريحه ذكر موصله انه تحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته:
للأخ السديد و الولي الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان أدام اللّه إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد بسم اللّه الرحمن الرحيم أما بعد سلام عليك أيها الولي- المولى خ ل- المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين فانا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلّا هو و نسأله الصلاة على سيدنا و مولانا نبيّنا محمّد و آله الطاهرين و نعلمك أدام اللّه توفيقك لنصرة الحق و أجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق إنّه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة و تكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك أعزهم اللّه تعالى بطاعته و كفاهم المهم برعايته هم و حراسته فقف أمدك- أيدك خ ل- اللّه بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما نذكره و اعمل في تأديته إلى من تسكن اليه بما نرسمه إن شاء اللّه نحن و إن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين
حسب الذي أراناه، اللّه تعالى لنا من الصلاح و لشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين فانا يحيط علمنا بأنبائكم و لا يعزب عنا شيء من أخباركم و معرفتنا بالزلل- الأذى خ ل- الذي أصابكم، مذ جنح كثير منكم، إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا و نبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، إنا غير مهملين لمراعاتكم و لا ناسين لذكركم و لو لا ذلك لنزل بكم اللأواء و اصطلمكم الأعداء فاتقوا اللّه جلّ جلاله و ظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حم أجله و يحمى عنها من أدرك أمله و هي إمارة لأزوف حركتنا و مناقشتكم- و مباثتكم خ ل- لأمرنا و نهينا و اللّه متم نوره و لو كره المشركون، فاعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية يحششها عصب أموية و يهول بها فرقة مهدية أنا زعيم بنجاة من لم يرومنكم منها المواطن الخفية و سلك في الظعن عنها السبل المرضية إذا حل جمادى الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه و استيقظوا من رقدتكم لما يكون في- من خ ل- الذي يليه، ستظهر لكم من السماء آية جلية و من الأرض مثلها بالسوية و يحدث في أرض المشرق ما يحزن و يقلق و يغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مراق تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق ثمّ تنفرج الغمّة من بعد ببوار طاغوت من الاشرار يسر بهلاكه المتقون و الأخيار و يتفق لمريدي الحجّ من و الآفاق ما يأملونه على توفير غلبة منهم و اتفاق، و لنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم و الوفاق شأن يظهر على نظام و اتساق، فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا و ليتجنب ما يدنيه من كراهتنا و سخطنا فان أمرنا يبعثه فجأة حين لا تنفعه توبة و لا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة و اللّه يلهمكم الرشد و يلطف لكم في التوفيق برحمته).
نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام.
«هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي و المخلص في ودّنا الصفي و الناصر لنا الوفي حرسك اللّه بعينه التي لا تنام فاحتفظ به و لا تظهر على خطنا الذي سطرناه بماله
ضمناه أحدا و أدّ ما فيه إلى من تسكن إليه و أوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء اللّه و صلّى اللّه على محمّد و آله الطاهرين».
ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات اللّه عليه يوم الخميس الثالث و العشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشر و أربعمائة نسخته: (من عبد اللّه المرابط في سبيله إلى ملهم الحق و دليله بسم اللّه الرحمن الرحيم سلام عليك أيها العبد الصالح الناصر للحق الداعي إليه بكلمة الصدق فانا نحمد اللّه إليك الذي لا إله إلّا هو إلهنا و إله آبائنا الاولين و نسأله الصلاة على نبيّنا و سيدنا و مولانا محمّد خاتم النبيين و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و بعد فقد كنا نظرنا مناجاتك عصمك اللّه تعالى بالسبب الذي وهبه لك من أوليائه و حرسك به من كيد أعدائه و شفعنا ذلك الآن من مستقر لنا ينصب- يتصلب خ ل- في شمراخ من بهماء صرنا إليه آنفا من غماليل- عمى ليل خ ل- ألجأنا إليه السباريت من الايمان و يوشك أن يكون هبوطنا منه إلى صحيح من غير بعد من الدهر و لا تطاول من الزمان و يأتيك نبأ منا بما يتجدد لنا من حال فتعرف بذلك ما نعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال و اللّه موفقك لذلك برحمته فلتكن حرسك اللّه بعينه التي لا تنام أن تقابل لذلك فتنة ففيه تبسل نفوس قوم حرثت باطلا لاسترهاب المبطلين يبتهج لدمارها المؤمنون و يحزن لذلك المجرمون و آية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظّم من رجس منافق مذمّم مستحل للدم المحرّم يعمد بكيده أهل الايمان و لا يبلغ بذلك غرضه من الظلم لهم و العدوان لاننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض و السماء فليطمئن بذلك من أوليائنا القلوب و ليثقوا بالكفاية منه و ان راعتهم به الخطوب و العاقبة بجميل صنع اللّه سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب و نحن نعهد إليك أيها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين أيدك اللّه بنصره الذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين إنّه من اتقى ربّه من اخوانك في الدين و أخرج ممّا عليه إلى مستحقه كان آمنا من
الفتنة المبطلة و محنتها المظلمة المضلة و من بخل منهم بما أعاده اللّه من نعمته على من أمره بصلته فانه يكون خاسرا بذلك لأولاه و آخرته و لو أن أشياعنا وفقهم اللّه لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا و لتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة و صدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم الا ما يتصل بنا مما نكرهه و لا نؤثره منهم و اللّه المستعان و هو حسبنا و نعم الوكيل و صلواته على سيدنا البشير النذير محمّد و آله الطاهرين و سلّم و كتب في غرة شوال من سنة اثني عشرة و اربعمائة.
نسخة التوقيع باليد العليا صلوات اللّه على صاحبها: (هذا كتابنا إليك أيها الولي الملهم للحق العلي باملائنا و خطّ ثقتنا فاخفه عن كل أحد و اطوه و اجعل له نسخة يطّلع عليهما من تسكن الى أمانته من أوليائنا شملهم اللّه ببركتنا و دعائنا ان شاء اللّه و الحمد للّه و الصلاة على سيدنا محمّد و آله الطاهرين).
و الذي يظهر من تأريخ التوقيع الثاني انه وصل الى الشيخ قبل وفاته بثمانية أشهر تقريبا.
14- وفاته و مدفنه