کتابخانه روایات شیعه
وَ عَنْهُمْ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَا رَاحَةَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِعَالِمٍ نَاطِقٍ أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ وَ خَلَّتَانِ 653 لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ فِقْهٌ فِي الْإِسْلَامِ وَ حُسْنُ سَمْتٍ 654 فِي وَجْهٍ وَ الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ يَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا دُخُولُهُمْ فِي الدُّنْيَا قَالَ اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَاحْذَرُوهُمْ عَلَى أَدْيَانِكُمْ.
يعني ص بالسلطان هاهنا سلطان أهل البغي و الجور. فأما أئمة العدل المنصوبون من قبل الله عز و جل و من أقاموه ممن اهتدى بهديهم و عمل بأمرهم فإن اتباعهم و عونهم و العمل لهم بر و فضل و لا أعلم أحدا من المسلمين كافة نهى عن ذلك و لا أنكره بل رغبوا فيه و حضوا عليه فدل ما قلناه على أن مراد رسول الله ص سلطان أهل البغي و الجور و من نهى الله عز و جل عن اتباعهم
وَ عَنْهُمْ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
وَ عَنْهُمْ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ 655 يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْجَاهِلِينَ وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَ تَأْوِيلَ الْغَالِينَ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَثَرَهُ حَسَنَاتٍ 656 فَإِذَا الْتَقَى هُوَ وَ الْعَالِمُ فَتَذَاكَرَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى شَيْئاً-
أَظَلَّتْهُمَا الْمَلَائِكَةُ وَ نًودِيَا مِنْ فَوْقِهِمَا أَنْ قَدْ غَفَرْتُ لَكُمَا 657 .
وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: لَا يَزَالُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يُورِثُ أَهْلَ بَيْتِهِ الْعِلْمَ وَ الْأَدَبَ الصَّالِحَ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ جَمِيعاً حَتَّى لَا يَفْقِدَ مِنْهُمْ صَغِيراً وَ لَا كَبِيراً وَ لَا خَادِماً وَ لَا جَاراً وَ لَا يَزَالُ الْعَبْدُ الْعَاصِي يُورِثُ أَهْلَ بَيْتِهِ الْأَدَبَ السَّيِّئَ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ النَّارَ جَمِيعاً حَتَّى لَا يَفْقِدَ فِيهَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ صَغِيراً وَ لَا كَبِيراً وَ لَا خَادِماً وَ لَا جَاراً.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ 658 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً قَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نَقِي أَنْفُسَنَا وَ أَهْلِينَا قَالَ اعْمَلُوا الْخَيْرَ وَ ذَكِّرُوا بِهِ أَهْلِيكُمْ فَأَدِّبُوهُمْ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِنَبِيِّهِ- 659 وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها وَ قَالَ 660 وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَ كانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ وَ كانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا .
وَ عَنْهُ عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ الْعِلْمِ الصَّمْتُ وَ الثَّانِي الِاسْتِمَاعُ وَ الثَّالِثُ الْعَمَلُ بِهِ وَ الرَّابِعُ نَشْرُهُ.
وَ عَنْهُ عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ فِي شَبَابِهِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ النَّقْشِ فِي الْحِجْرِ وَ مَنْ تَعَلَّمَهُ وَ هُوَ كَبِيرٌ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْكِتَابِ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ.
وَ عَنْهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ وَ مَا آتَى اللَّهُ عَبْداً عِلْماً فَازْدَادَ لِلدُّنْيَا حُبّاً إِلَّا ازْدَادَ اللَّهُ عَلَيْهِ غَضَباً.
وَ عَنْهُمْ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ اللِّينُ.
وَ عَنْهُمْ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: أَزْهَدُ النَّاسِ فِي الْعَالَمِ بَنُوهُ ثُمَّ قَرَابَتُهُ
ثُمَّ جِيرَانُهُ يَقُولُونَ هُوَ عِنْدَنَا مَتَى شِئْنَا تَنَاوَلْنَاهُ وَ إِنَّمَا مَثَلُ الْعَالِمِ 661 مَثَلُ عَيْنِ مَاءٍ يَأْتِيهَا النَّاسُ فَيَأْخُذُونَ مِنْ مَائِهَا فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ غَارَتْ فَذَهَبَتْ فَنَدِمُوا.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: تِسْعَةُ أَشْيَاءَ قَبِيحَةٌ وَ هِيَ مِنْ تِسْعَةِ أَنْفُسٍ أَقْبَحُ مِنْهَا مِنْ غَيْرِهِمْ ضِيقُ الذَّرْعِ مِنَ الْمُلُوكِ وَ الْبُخْلُ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَ سُرْعَةُ الْغَضَبِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَ الصِّبَا مِنَ الْكُهُولِ وَ الْقَطِيعَةُ مِنَ الرُّءُوسِ وَ الْكَذِبُ مِنَ الْقُضَاةِ وَ الزَّمَانَةُ مِنَ الْأَطِبَّاءِ وَ الْبَذَاءُ 662 مِنَ النِّسَاءِ وَ الطَّيْشُ 663 مِنْ ذَوِي السُّلْطَانِ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ الْمَلَقُ وَ الْحَسَدُ إِلَّا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ 664 .
وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ لَا تَتَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِتُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ تُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ تُزَانَ بِهِ فِي الْمَجَالِسِ وَ لَا تَتْرُكِ الْعِلْمَ زَهَادَةً فِيهِ وَ رَغْبَةً فِي الْجَهْلِ يَا بُنَيَّ اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلَى عَيْنَيْكَ فَإِنْ رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَاجْلِسْ إِلَيْهِمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِماً يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَ يَزِيدُوكَ عِلْماً إِلَى عِلْمِكَ وَ إِنْ تَكُ جَاهِلًا يُعَلِّمُوكَ وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُطْلِعَهُمْ بِرَحْمَةٍ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ يَا بُنَيَّ إِذَا رَأَيْتَ قَوْماً لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَلَا تَجْلِسْ إِلَيْهِمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِماً لَمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَ إِنْ تَكُ جَاهِلًا يَزِدْكَ جَهْلًا إِلَى جَهْلِكَ 665 وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُطْلِعَهُمْ بِعُقُوبَةٍ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ.
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ 666 بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ص
أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِهِ قَالَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ صَاحِبَكُمْ حَدَّثَ وَ لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ الْفِقْهُ فَتَنَاوَلَ سَوْطَهُ وَ قَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ الْأُمَّةَ اجْتَمَعَتْ عَلَيَّ كَعِلَاقَةِ سَوْطِي هَذَا وَ أَنِّي سُئِلْتُ عَنْ بَابِ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ فَلَمْ آتٍ بِالْمَخْرَجِ مِنْهُ.
ذكر من يجب أن يؤخذ عنه العلم و من يرغب عنه و يرفض قوله
إنا لما ذكرنا في الباب الذي قبل هذا الباب الرغائب في طلب العلم و الحض عليه وجب أن ندل على العلم الذي أشرنا إليه و رغبنا فيه و العلماء الذين ذكرنا فضلهم و أوجبنا الأخذ عنهم و إن كان ذكرهم قد تقدم 667 و نذكر الآن من يجب رفض قوله و ما يوجب رفضه و يدل على فساده. فنقول إن الذي يجب قبوله و تعلمه و نقله من العلم ما جاء عن الأئمة من آل محمد 668 ص لا ما يؤخذ عن المنسوبين إلى العلم من العامة المحدثين 669 المبتدعين- الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ ... لَعِباً وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا و قنعوا برياستها و بعاجل ما نالوه بذلك من حطامها فجلسوا غير مجالسهم و وردوا غير شربهم 670 و نازعوا الأمر أهله و أنفوا أن يتخطوا إليهم فيه 671 فيسألونهم كما أمرهم الله عز و جل عما لا يعلمون و يسمعون لأمرهم و يطيعون بل قالوا في دين الله عز و جل بآرائهم و حملوه على قياسهم و اتبعهم جهال الأمة و رعاعها و قلدوهم فيما ابتدعوه فيه ليصلوا بعدهم من الرئاسة إلى ما وصلوا إليه و كلما أغرق أئمتهم في الجهل اعتدوا لهم بذلك الفضل.
فمن ذلك ما رووا أن عمر بن الخطاب خطب الناس فقال أيها الناس لا تغالوا في صدقات النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله ص ما أصدق امرأة من نسائه أكثر من اثنتي عشرة أوقية فقامت إليه امرأة من آخر الناس فقالت يا أمير المؤمنين 672 لم تمنعنا حقا 673 جعله الله عز و جل لنا قال الله تبارك و تعالى 674 - وَ آتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً فسكت و أرتج 675 عليه جوابها ثم قال لمن حضره تسمعوني أقول هذا و لا تنكرونه علي حتى ترده علي امرأة 676 ليست من أعلم النساء فعدوا هذا من فضائله عندهم فكيف أوجبوا أن يقوم مقام رسول الله ص من يجهل مثل هذا حتى ترده عليه امرأة ليست من أعلم النساء أو تكون أعلم بالحق و الصواب منه. و كذلك قال و قد خطبهم كانت بيعة أبي بكر 677 فلتة وقى الله شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه فأوجب بهذا القول قتل نفسه و جميع من عقد بيعة أبي بكر معه على رءوس الناس و أوجب به خلعه عنهم لأنه باستخلاف أبي بكر جلس ذلك المجلس لا عن رأي منهم بل أتوه فيه فقالوا نناشدك 678 الله أن تولى علينا رجلا غليظا فظا 679 فقال أ بالله تخوفونني نعم إذا لقيت الله قلت إني قد وليتهم خير أهلك فما أنكروا ذلك منه و لا من أبي بكر بل رأوا أن ذلك من مناقبهما و من فضائلها و كذلك رووا أن أبا بكر خطبهم فقال وليتكم و لست بخيركم فإن جهلت فقوموني فرأوا ذلك أيضا منه فضلا 680 .
و رووا أن عمر أراد أن يحد امرأة جاءت بولد لستة أشهر فقال له علي ص الولد يلحق بزوجها و ليس عليها حد قال له و من أين قلت ذلك يا أبا الحسن قال من كتاب الله عز و جل قال الله عز و جل- 681 وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً و قال تعالى 682 وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ 683 فصار أقل الحمل ستة أشهر فأمر عمر بالمرأة أن يخلى سبيلها و ألحق الولد بأبيه و قال لو لا علي لهلك عمر فلم يعدوا أيضا هذا عليه بل رأوه من فضله. و أراد أن يرجم حاملا فقال له علي فما سبيلك على ما في بطنها فرجع عن رجمها و قال قوم منهم معاذ له هذا فقال أيضا لو لا معاذ لهلك عمر و لو كان مثل هذا من صاحب شرطة 684 لقاموا على من أقامه لذلك حتى يعزلوه فكيف من جلس مجلس رسول الله ص و ادعى إمامة المسلمين يجهل مثل هذا و يقر بجهله فيعد له ذلك من التواضع و الفضل و للتواضع موضع يحمد أهله فيه و لو تتبعنا ما جاء من مثل هذا من أئمتهم لخرج عن هذا الكتاب. و قد اجتمع الناس على عثمان و فيهم المهاجرون و الأنصار و ذكروا من أحداثه ما يطول ذكره فلم يروا ذلك شيئا و هو عندهم إمام مأخوذ قوله. و يأخذون عن معاوية و هو عند أكثرهم على ضلال و من أهل البغي و كذلك يأخذون عن مروان بن الحكم و عمرو بن العاص و من هو في مثل حالهما و يحتجون في ذلك بأن رسول الله ص فيما زعموا قال أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ و إنما قال رسولُ اللهِ ص الْأَئِمَّةُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ و لو كان كما قالت العامة أصحابي 685 و هم كل من رآه و صحبه كما زعموا لكان هذا القول يبيح قتلهم أجمعين لأنهم قد تحاجزوا 686 بعده و اختلفوا و قتل بعضهم بعضا-