کتابخانه روایات شیعه
5 9 بوصات و بكل صفحة 17 سطرا و تشتمل على 288 ورقة، بها كثير من الأخطاء و ليس بها شروح، و ناسخها هو فيض اللّه بن محمّد بن على الهمدانيّ، و كتبت سنة 1311 ه (1893 م) بمدينة سورت.
هذه هي النسخ التي اعتمدت عليها في تحقيق الجزء الثاني من كتاب دعائم الإسلام، و هو جزء يتحدث عن المعاملات، و هو موضوع لا يدعو إلى إثارة المشكلات حوله، و لذلك كان أسلوب هذا الجزء أسهل من أسلوب الجزء الأول، و الاختلافات التي في النسخ إنّما ترجع إلى أخطاء نحوية أو عدم فهم الناسخ، و أستطيع أن أرتب النسخ التي اعتمدت عليها بالنسبة لقيمتها إلى: س، ثمّ ى، ثمّ ز.
أما النسخ الأخرى فقد أفادتنى في تحقيق ما أشكل عليّ عند قراءة بعض الألفاظ، و قد سهل لي عملى في هذه النسخة طول صحبتى مع كتب المؤلّف و دراستى العميقة للمؤلّف نفسه.
و في مقدّمة الجزء الأول لكتاب دعائم الإسلام ناقشت مسألة قراءة كلمة «روينا» أ هي روينا أم روينا أم روّينا (راجع هامش 20 ص 13)، و في أقوم نسخ الجزء الثاني و هي نسخة (س) وجدت الكلمة شكلت بضم الراء و كسر الواو المخففة، و في اعتقادى أن هذه هي القراءة الصحيحة للكلمة و ليست بالكسرة المشددة للواو، و من الجائز جدّا أن يكون الأصل هو بتشديد الواو، و لكنها خففت تدريجا و أخذ علماء الدعوة الفاطمية بهذا التخفيف.
(و بعد) فقد نشر الجزء الأول سنة 1951 ه و مضت أعوام قبل أن ينشر الجزء الثاني، و بدون تقديم أعذار عن هذا التأخير، فإنى أقول مخلصا إنّه لم يكن لي يد في ذلك، و لكن أسفى شديد حقّا أن في هذه المدة توفى صديقى الدكتور زاهد على الذي كنت أرجع إليه كلما أشكل على أمر
من أمور هذا الكتاب، فبفضل مساعداته بما كان يقدمه لي من شروح للنص الذي لم أستطع فهمه أو تبين حقيقة قراءته، بما عرف عنه من سعة الاطلاع و عمق البحث، سهل على تحقيق الكتاب، و مع ذلك كله ففى الكتاب أخطاء- و لا شك في ذلك- و هذه الأخصاء منى و أنا المسئول عنها.
و أحبّ في هذه الكلمة أن أعترف بجزيل شكرى لأصدقائى العديدين الذين تفضلوا بإعارة النسخ إلى، ثمّ أخص بالشكر صديقى الدكتور محمّد كامل حسين الأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة، الذي ساعدنى مساعدة الأخ لأخيه. كما أشكر دار المعارف بالقاهرة لما بذلته من عناية في طبع هذا الكتاب فأتى على هذه الصورة الجميلة.
مايو 1959 آصف على أصغر فيضى
كتاب البيوع و الأحكام فيها
1 فصل ذكر الحض على طلب الرزق و ما جاء فيه عن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين
1- رُوِّينَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: إِذَا أَعْسَرَ 2360 أَحَدُكُمْ فَلْيَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ وَ لِيَضْرِبْ 2361 فِي الْأَرْضِ يَبْتَغِي مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ لَا يَغُمَّ نَفْسَهُ وَ أَهْلَهُ.
2- وَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِنِّي لَأُبْغِضُ 2362 الرَّجُلَ يَكُونُ كَسْلَانَ مِنْ 2363 أَمْرِ دُنْيَاهُ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَسْلَانَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ فَهُوَ عَنْ أَمْرِ آخِرَتِهِ أَكْسَلُ.
3- وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لَهُ أَنْ يَرْزُقَهُ فِي دَعَةٍ 2364 فَقَالَ لَا أَدْعُو لَكَ اطْلُبْ كَمَا أُمِرْتَ 2365 وَ قَالَ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَلْتَمِسَ الرِّزْقَ حَتَّى يُصِيبَهُ حَرُّ الشَّمْسُ.
4- رُوِّينَا عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ص فِي الدُّعَاءِ لِاسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ وُجُوهاً يَطُولُ ذِكْرُهَا لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مُوَقَّتٌ.
5- وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ إِنِّي وَ اللَّهِ لَا أَعْلَمُ عَمَلًا يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا وَ قَدْ أَعْلَمْتُكُمْ بِهِ وَ لَا أَعْلَمُ عَمَلًا يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وَ قَدْ حَذَّرْتُكُم عَنْهُ وَ إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ 2366 قَدْ نَفَثَ فِي رُوعِي أَنَّ نَفْساً لَا تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ إِلَّا وَ لَهُ رِزْقٌ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ حِجَابٌ فَإِنْ صَبَرَ آتَاهُ اللَّهُ بِهِ حَلَالًا وَ إِنْ لَمْ يَصْبِرْ هَتَكَ الْحِجَابَ فَأَكَلَهُ حَرَاماً فَلَا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ شَيْءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ فَإِنَّهُ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ.
6- وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الذَّنْبَ لَيَحْرِمُ الرِّزْقَ.
7- وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ مَرَّ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ بِشَابٍّ جَلَدٍ 2367 يَسُوقُ
أَبْعِرَةً سِمَاناً فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ كَانَتْ قُوَّةُ هَذَا وَ جَلَدُهُ وَ سِمَنُ 2368 أَبْعِرَتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَكَانَ أَحْسَنَ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ أَ رَأَيْتَ أَبْعِرَتَكَ هَذِهِ أَيَّ شَيْءٍ تُعَالِجُ عَلَيْهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِي زَوْجَةٌ وَ عِيَالٌ فَأَنَا أَكْسِبُ عَلَيْهَا مَا أُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِي وَ أَكُفُّهُمْ عَنْ مَسْأَلَةِ النَّاسِ 2369 وَ أَقْضِي دَيْناً عَلَيَّ قَالَ لَعَلَّ غَيْرَ ذَلِكَ قَالَ لَا فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَئِنْ 2370 كَانَ صَادِقاً إِنَّ لَهُ لَأَجْراً مِثْلَ أَجْرِ الْغَازِي وَ أَجْرِ الْحَاجِّ وَ أَجْرِ الْمُعْتَمِرِ.
8- وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ رَجُلٌ خَرَجَ ضَارِباً فِي الْأَرْضِ يَطْلُبُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ مَا يَكُفُّ بِهِ نَفْسَهُ وَ يَعُودُ بِهِ عَلَى عِيَالِهِ.
9- وَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: مَا غَدْوَةُ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَعْظَمَ مِنْ غَدْوَتِهِ يَطْلُبُ لِوُلْدِهِ وَ عِيَالِهِ مَا يُصْلِحُهُمْ وَ قَالَ ع الشَّاخِصُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ الْحَلَالِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
10- وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَسْتُ أَتَوَجَّهُ 2371 فِي شَيْءٍ إِلَّا حُورِفْتُ فِيهِ فَقَالَ انْظُرْ شَيْئاً قَدْ أَصَبْتَ فِيهِ مَرَّةً فَالْزَمْهُ قَالَ الْقَرَظُ 2372 قَالَ فَالْزَمِ الْقَرَظَ.
11- وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُكْثِرُ الْغَيْبَةَ عَنْ أَهْلِكَ قَالَ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ
أَيْنَ قَالَ بِالْأَهْوَازِ وَ فَارِسَ قَالَ فِيمَ قَالَ فِي طَلَبِ التِّجَارَةِ وَ الدُّنْيَا قَالَ فَانْظُرْ إِذَا طَلَبْتَ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ فَفَاتَكَ فَاذْكُرْ مَا خَصَّكَ اللَّهُ بِهِ مِنْ دِينِهِ وَ مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْكَ مِنْ وَلَايَتِنَا وَ مَا صَرَفَهُ عَنْكَ مِنَ الْبَلَاءِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ تَسْخُوَ نَفْسُكَ بِهِ عَمَّا فَاتَكَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا.
12- وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أُرِيدُ التِّجَارَةَ قَالَ أَ فَقِهْتَ فِي دِينِ اللَّهِ قَالَ يَكُونُ بَعْضُ ذَلِكَ قَالَ وَيْحَكَ الْفِقْهَ ثُمَّ الْمَتْجَرَ فَإِنَّهُ مَنْ بَاعَ وَ اشْتَرَى وَ لَمْ يَسْأَلْ عَنْ حَرَامٍ وَ لَا حَلَالٍ ارْتَطَمَ 2373 فِي الرِّبَا ثُمَّ ارْتَطَمَ.
13- وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ اسْتَحَبَّ تِجَارَةَ الْبَزِّ وَ كَرِهَ تِجَارَةَ الْحِنْطَةِ وَ ذَلِكَ لِمَا فِيهَا مِنَ الْحُكْرَةِ الْمُضِرَّةِ بِالْمُسْلِمِينَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فَلَيْسَ التِّجَارَةُ بِهَا مُحَرَّمَةً.
14- وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّهُ سَأَلَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ عَمَّا يَتَصَرَّفُ فِيهِ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي كَفَفْتُ يَدِي عَنِ التِّجَارَةِ 2374 قَالَ لِمَ ذَلِكَ قَالَ انْتِظَارِي هَذَا الْأَمْرَ قَالَ ذَلِكَ أَعْجَبُ لَكُمْ تَذْهَبُ أَمْوَالُكُمْ 2375 لَا تَكْفُفْ عَنِ التِّجَارَةِ وَ الْتَمِسْ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ افْتَحْ بَابَكَ وَ ابْسُطْ بِسَاطَكَ وَ اسْتَرْزِقْ رَبَّكَ.