کتابخانه روایات شیعه
كتاب الجنائز 1285
ذكر العلل 1286 و العيادات 1287 و الاحتضار 1288
رُوِّينَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص عَادَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَشَكَا إِلَيْهِ مَا يَلْقَى مِنَ الْحُمَّى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ الْحُمَّى طَهُورٌ مِنْ رَبٍّ غَفُورٍ قَالَ الرَّجُلُ بَلِ الْحُمَّى تَفُورُ بِالشَّيْخِ الْكَبِيرِ حَتَّى تَحُلَّهُ الْقُبُورَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ لِيَكُنْ ذَلِكَ بِكَ فَمَاتَ مِنْ عِلَّتِهِ تِلْكَ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: يُكْتَبُ أَنِينُ الْمَرِيضِ حَسَنَاتٍ مَا صَبَرَ فَإِنْ كَانَ جَزِعاً كُتِبَ هَلُوعاً 1289 لَا أَجْرَ لَهُ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: حُمَّى يَوْمٍ كَفَّارَةُ سَنَةٍ.
فسمعها بعض الأطباء و قد حكي له هذا الحديث فقال هذا تصديق ما يقول الأطباء أن حمى يوم تؤلم البدن سنة
وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: الْمَرِيضُ فِي سِجْنِ اللَّهِ مَا لَمْ يَشْكُ إِلَى عُوَّادِهِ تُمْحَى سَيِّئَاتُهُ وَ أَيُّ مُؤْمِنٍ مَاتَ مَرِيضاً مَاتَ شَهِيداً وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيدٌ-
وَ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ وَ أَيُّ مِيتَةٍ مَاتَ بِهَا الْمُؤْمِنُ فَهُوَ شَهِيدٌ وَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ- 1290 وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا ابْتَلَى اللَّهُ عَبْداً أَسْقَطَ عَنْهُ مِنَ الذُّنُوبِ بِقَدْرِ عِلَّتِهِ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: الْعِيَادَةُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَ لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ عِيَادَةُ الْمَرِيضِ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ يَأْكُلَ 1291 الْعَائِدُ عِنْدَ الْعَلِيلِ فَيُحْبِطُ اللَّهُ أَجْرَ عِيَادَتِهِ.
وَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ اعْتَلَّ فَعَادَهُ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ ص فَقَالَ لَهُ يَا عَمْرُو تَعُودُ الْحُسَيْنَ وَ فِي النَّفْسِ مَا فِيهَا وَ إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِمَانِعِي مِنْ أَنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ نَصِيحَةً سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضاً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ سَاعَتِهِ الَّتِي يَعُودُ فِيهَا إِنْ كَانَ نَهَاراً حَتَّى 1292 تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَوْ لَيْلًا حَتَّى 1293 تَطْلُعَ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ عَادَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ زَيْدٌ مَرْحَباً بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَائِداً وَ هُوَ عَلَيْنَا عَاتِبٌ قَالَ عَلِيٌّ ص إِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ عِيَادَتِكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ مَنْ عَادَ مَرِيضاً الْتِمَاسَ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ تَنَجُّزَ مَوْعِدِهِ كَانَ فِي خَرِيفِ 1294 الْجَنَّةِ مَا كَانَ جَالِساً عِنْدَ الْمَرِيضِ حَتَّى إِذَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ بَعَثَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى اللَّيْلِ وَ إِنْ عَادَ 1295 مُمْسِياً كَانَ فِي خَرِيفِ الْجَنَّةِ مَا كَانَ جَالِساً عِنْدَ الْمَرِيضِ فَإِذَا
خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ بَعَثَ اللَّهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى الصَّبَاحِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَعَجَّلَ ذَلِكَ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ هُوَ فِي السِّيَاقِ وَ قَدْ وُجِّهَ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ فَقَالَ وَجِّهُوهُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ وَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى يُقْبَضَ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: مِنَ الْفِطْرَةِ أَنْ يُسْتَقْبَلَ بِالْعَلِيلِ الْقِبْلَةَ إِذَا احْتُضِرَ.
وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا حَضَرْتَ الْمَيِّتَ الْمُسْلِمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ فَلَقِّنْهُ 1296 شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: يُسْتَحَبُّ لِمَنْ حَضَرَ الْمُنَازَعَ أَنْ يَقْرَأَ عِنْدَ رَأْسِهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ آيَتَيْنِ بَعْدَهَا 1297 وَ يَقُولَ- 1298 إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ثُمَّ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ 1299 ثُمَّ يَقُولَ اللَّهُمَّ أَخْرِجْهَا مِنْهُ إِلَى رِضًا مِنْكَ وَ رِضْوَانٍ اللَّهُمَّ لَقِّهِ الْبُشْرَى اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ذَنْبَهُ وَ ارْحَمْهُ.
وَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقَالَ ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا ذَرٍّ أَسْتَنِدْ إِلَيْكَ فَدَنَوْتُ 1300 فَاسْتَنَدَ إِلَى 1301 صَدْرِي إِلَى أَنْ دَخَلَ عَلِيٌّ فَقَالَ لِي قُمْ يَا أَبَا ذَرٍّ فَإِنَّ عَلِيّاً أَحَقُّ بِهَذَا مِنْكَ فَجَلَسَ عَلِيٌّ فَأَسْنَدَهُ 1302 إِلَى صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ لِي هَاهُنَا 1303 بَيْنَ يَدَيَّ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ لِي اعْقِدْ بِيَدِكَ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِإِطْعَامِ 1304 مِسْكِينٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِحِجَّةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِعُمْرَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِجِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لَوْ قَدْرَ فُوَاقِ 1305 نَاقَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ ذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ 1306 .
وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حِيلَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْكَلَامِ أَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ص فَيَجْلِسُ عَنْ يَمِينِهِ وَ يَأْتِي عَلِيٌّ ص فَيَجْلِسُ عَنْ يَسَارِهِ فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو فَهُوَ أَمَامَكَ وَ أَمَّا مَا كُنْتَ تَخَافُهُ فَقَدْ أَمِنْتَهُ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا مَنْزِلُكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْتَ رُدِدْتَ إِلَى الدُّنْيَا وَ لَكَ ذَهَبُهَا وَ فِضَّتُهَا فَيَقُولُ لَا حَاجَةَ لِي فِي الدُّنْيَا 1307 فَعِنْدَ ذَلِكَ يَبْيَضُّ وَجْهُهُ وَ يَرْشَحُ جَبِينُهُ وَ تَتَقَلَّصُ شَفَتَاهُ وَ يَنْتَشِرُ مَنْخِرَاهُ وَ تَدْمَعُ عَيْنُهُ الْيُسْرَى فَإِذَا رَأَيْتَهَا فَاكْتَفِ بِهَا وَ ذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ وَ قَالَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- 1308 لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا .
وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَتَكُونُ لَهُ الْمَنْزِلَةُ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنَ الْبَلَاءِ حَتَّى يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ وَ لَمْ يَبْلُغْ تِلْكَ الدَّرَجَةَ فَيُشَدَّدُ 1309 عَلَيْهِ الْمَوْتُ فَيَبْلُغُهَا.
وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى رُبَّمَا أَمَرَ مَلَكَ الْمَوْتِ فَرَدَّدَ 1310 نَفْسَ الْمُؤْمِنِ لِيُخْرِجَهَا مِنْ أَهْوَنِ الْمَوَاضِعِ عَلَيْهِ وَ يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ قَدْ شُدِّدَ عَلَيْهِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى رُبَّمَا أَمَرَ مَلَكَ الْمَوْتِ بِالتَّشْدِيدِ عَلَى الْكَافِرِ فَيَجْذِبُ نَفْسَهُ جَذْبَةً وَاحِدَةً كَمَا يَجْذِبُ السَّفُّودُ 1311 مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولَ وَ يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ هُوِّنَ عَلَيْهِ.
ذكر الأمر بذكر الموت
رُوِّينَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: إِذَا دُعِيتُمْ إِلَى الْجَنَائِزِ فَأَسْرِعُوا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الْآخِرَةَ.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُدْعَى إِلَى جِنَازَةٍ-
وَ إِلَى وَلِيمَةٍ أَيُّهُمَا يُجِيبُ قَالَ يُجِيبُ الْجِنَازَةَ فَإِنَّ حُضُورَ الْجَنَائِزِ يُذَكِّرُ الْمَوْتَ وَ الْآخِرَةَ وَ حُضُورَ الْوَلَائِمِ يُلْهِي عَنْ ذَلِكَ.
وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ أَوْصَى رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ أُوصِيكَ بِذِكْرِ الْمَوْتِ فَإِنَّهُ يُسَلِّيكَ عَنْ أَمْرِ الدُّنْيَا.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا هَاذِمُ اللَّذَّاتِ قَالَ الْمَوْتُ فَإِنَّ أَكْيَسَ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْراً وَ أَشَدُّهُمْ لَهُ اسْتِعْدَاداً.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مَنْ أَكْيَسُ النَّاسِ قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَكْثَرُهُمْ ذِكْراً لِلْمَوْتِ وَ أَشَدُّهُمُ اسْتِعْدَاداً لَهُ.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ أَوْصَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَكْثِرُوا ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإِنَّهُ مَا أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِنْسَانٌ إِلَّا زَهِدَ فِي الدُّنْيَا.
وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: الْمَوْتُ رَيْحَانَةُ 1312 الْمُؤْمِنِ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَ مُسْتَرَاحٌ مِنْهُ فَأَمَّا الْمُسْتَرِيحُ فَالْعَبْدُ الصَّالِحُ اسْتَرَاحَ مِنْ غَمِّ الدُّنْيَا وَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْعِبَادَةِ إِلَى الرَّاحَةِ وَ نَعِيمِ الْآخِرَةِ وَ أَمَّا الْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ فَالْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ مَلَكَاهُ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ يَقُولُ أَلَا رُبَّ مَسْرُورٍ وَ مَغْبُونٍ 1313 وَ هُوَ لَا يُشْعِرُ يَأْكُلُ وَ يَشْرَبُ وَ يَضْحَكُ وَ حَقٌّ لَهُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَصْلَى السَّعِيرَ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ ابْنَ آدَمَ أَحْمَقَ مَا عَاشَ وَ لَوْ عَلِمَتِ الْبَهَائِمُ أَنَّهَا تَمُوتُ كَمَا تَعْلَمُونَ مَا سَمِنَتْ لَكُمْ 1314 .
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ إِيمَاناً مَعَ يَقِينٍ أَشْبَهَ مِنْهُ بِشَكٍّ إِلَّا هَذَا الْإِنْسَانَ إِنَّهُ كُلَّ يَوْمٍ يُوَدِّعُ وَ إِلَى الْقُبُورِ يُشَيِّعُ وَ إِلَى غُرُورِ الدُّنْيَا يَرْجِعُ-
وَ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ لَا يُقْلِعُ 1315 فَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِابْنِ آدَمَ الْمِسْكِينِ ذَنْبٌ يَتَوَقَّعُهُ وَ لَا حِسَابٌ يُوقَفُ عَلَيْهِ إِلَّا مَوْتٌ يُبَدِّدُ شَمْلَهُ وَ يُفَرِّقُ جَمْعَهُ وَ يُؤْتِمُ وُلْدَهُ لَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحَاذِرَ مَا هُوَ فِيهِ بِأَشَدِّ التَّعَبِ 1316 وَ لَقَدْ غَفَلْنَا عَنِ الْمَوْتِ غَفَلَةَ أَقْوَامٍ غَيْرِ نَازِلٍ بِهِمْ وَ رَكَنَّا إِلَى الدُّنْيَا وَ شَهَوَاتِهَا رُكُونَ أَقْوَامٍ- لا يَرْجُونَ حِساباً وَ لَا يَخَافُونَ عِقَاباً 1317 .
وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ قَالَ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْراً وَ أَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَاداً أُولَئِكَ هُمُ الْأَكْيَاسُ.
ذكر التعازي و الصبر و ما رخص فيه من البكاء
رُوِّينَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَتَاهُمْ آتٍ يَسْمَعُونَ صَوْتَهُ 1318 وَ لَا يَرَوْنَ شَخْصَهُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- 1319 كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَ خَلَفاً مِنْ كُلِّ هَالِكٍ فَاللَّهَ فَارْجُوا وَ إِيَّاهُ فَاعْبُدُوا وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ وَ عَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص مَنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ 1320 الْمُتَكَلِّمَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا نَرَاهُ جَبْرَئِيلَ.
وَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ تَبْكِي عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ لَهَا اصْبِرِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ فَقَالَتْ يَا هَذَا الرَّجُلُ اذْهَبْ إِلَى عَمَلِكَ فَإِنَّهُ وَلَدِي وَ قُرَّةُ عَيْنِي فَمَضَى
رَسُولُ اللَّهِ ص وَ تَرَكَهَا وَ لَمْ تَكُنِ الْمَرْأَةُ عَرَفَتْهُ فَقِيلَ لَهَا إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَقَامَتْ تَشْتَدُّ فِي طَلَبِهِ حَتَّى لَحِقَتْهُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي 1321 لَمْ أَعْرِفْكَ فَهَلْ لِي أَجْرٌ إِنْ صَبَرْتُ فَقَالَ الْأَجْرُ مَعَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَتْ عِصْمَتُهُ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ مَنْ إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَةٍ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ 1322 ذَنْباً قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ قَالَ- 1323 إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ
وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: إِيَّاكَ وَ الْجَزَعَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ الْأَمَلَ وَ يُضَعِّفُ الْعَمَلَ وَ يُورِثُ الْهَمَّ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْمَخْرَجَ فِي أَمْرَيْنِ مَا كَانَتْ فِيهِ حِيلَةٌ فَالاحْتِيَالُ وَ مَا لَمْ تَكُنْ فِيهِ حِيلَةٌ فَالاصْطِبَارُ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْزِلَةُ الصَّبْرِ مِنَ الْإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ.
وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوُلْدِ فَاحْتَسَبَهُمْ 1324 حَجَبُوهُ مِنَ النَّارِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاثْنَانِ قَالَ وَ اثْنَانِ.
وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَ هُمْ فِي بَيْتٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَ وَقَفَ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتُمْ فَقَالُوا إِنَّا مُؤْمِنُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَ فَمَعَكُمْ بُرْهَانُ ذَلِكَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ هَاتُوا قَالُوا نَشْكُرُ اللَّهَ فِي الرَّخَاءِ وَ نَصْبِرُ عَلَى الْبَلَاءِ وَ نَرْضَى بِالْقَضَاءِ فَقَالَ أَنْتُمْ إِذًا أَنْتُمْ.