کتابخانه روایات شیعه
ثُمَّ اعْلَمْ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ شُحّاً قَبِيحاً وَ حِرْصاً شَدِيداً وَ احْتِكَاراً لِلتَّرَبُّصِ لِلْغَلَاءِ وَ التَّضْيِيقِ عَلَى النَّاسِ وَ التَّحَكُّمِ عَلَيْهِمْ وَ فِي ذَلِكَ مَضَرَّةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى النَّاسِ وَ عَيْبٌ عَلَى الْوُلَاةِ فَامْنَعْهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَ تَقَدَّمْ إِلَيْهِمْ فِيهِ فَمَنْ خَالَفَ أَمْرَكَ فَخُذْ فَوْقَ يَدِهِ بِالْعُقُوبَةِ الْمُوجِعَةِ 2142 إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ فِيهِ مِمَّا يَنْبَغِي لِلْوَالِي أَنْ يَنْظُرَ فِيهِ مِنْ أُمُورِ أَهْلِ الْفَقْرِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ لَا تُضَيِّعَنَّ أُمُورَ الطَّائِفَةِ الْأُخْرَى مِنَ الْمَسَاكِينِ 2143 وَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ قِسْماً مِنْ مَالِ اللَّهِ يُقَسَّمُ فِيهِمْ مَعَ الْحَقِّ الْمَفْرُوضِ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ مِنَ الصَّدَقَاتِ وَ افْرُقْ ذَلِكَ فِي عَمَلِكَ 2144 فَلَيْسَ أَهْلُ مَوْضِعٍ أَحَقَّ بِهِ مِنْ أَهْلِ مَوْضِعٍ بَلْ لِأَقْصَاهُمْ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ مَا لِأَدْنَاهُمْ وَ كُلٌّ قَدِ اسْتَرْعَيْتَ أَمْرَهُ فَلَا يَشْغَلَنَّكَ عَنْ تَعَاهُدِ أُمُورِهِمُ النَّظَرُ فِي أُمُورِ غَيْرِهِمْ فَإِنَّ لِكُلٍّ مِنْكَ نَصِيباً لَا تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِهِ وَ تَفَقَّدْ حَاجَاتِ مَسَاكِينِ النَّاسِ وَ فَقُرَائِهِمْ مِمَّنْ لَا تَصِلُ إِلَيْكَ حَاجَتُهُ وَ مِنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ وَ تُحَقِّرُهُ النَّاسُ عَنْ رَفْعِ حَاجَتِهِ إِلَيْكَ وَ انْصِبْ لَهُمْ أَوْثَقَ مَنْ عِنْدَكَ فِي نَفْسِكَ نَصِيحَةً وَ أَعْظَمَهُمْ فِي الْخَيْرِ خَشْيَةً وَ أَشَدَّهُمْ لِلَّهِ تَوَاضُعاً مِمَّنْ لَا يَحْتَقِرُ الضُّعَفَاءَ وَ لَا يَسْتَشْرِفُ الْعُظَمَاءَ وَ مُرْهُ فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ ثُمَّ انْظُرْ فِيهَا نَظَراً حَسَناً فَإِنَّ هَزِيلَ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى الْإِنْصَافِ وَ التَّعَاهُدِ مِنْ ذَوِي السَّمَانَةِ وَ تَعَاهَدْ أَهْلَ الزَّمَانَةِ وَ الْبَلَاءِ وَ أَهْلَ الضَّعْفِ وَ الْيُتْمِ وَ ذَوِي السَّتْرِ مِنْ أَهْلِ الْفَقْرِ الَّذِينَ لَا يَنْصِبُونَ أَنْفُسَهُمْ لِمَسْأَلَةٍ يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهَا فَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ نَصِيباً تُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَ الْقُرْبَةَ إِلَيْهِ فَإِنَّ الْأَعْمَالَ إِنَّمَا تَخْلُصُ بِصِدْقِ النِّيَّاتِ-
وَ فِيهِ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْخُذَ الْوَالِي بِهِ نَفْسُهُ مِنَ الْأَدَبِ وَ حُسْنِ السِّيرَةِ وَ لَا بُدَّ وَ إِنِ اجْتَهَدْتَ فِي إِعْطَاءِ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ أَنْ تَطَّلِعَ أَنْفُسُ طَوَائِفَ مِنْهُمْ إِلَى مُشَافَهَتِكَ بِالْحَاجَاتِ وَ بِذَلِكَ عَلَى الْوُلَاةِ ثِقْلٌ وَ مَئُونَةٌ وَ الْحَقُّ ثَقِيلٌ إِلَّا عَلَى مَنْ خَفَّفَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَ كَذَلِكَ ثِقَلُ ثَوَابِهِ فِي الْمِيزَانِ فَاجْعَلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ قِسْماً مِنْ نَفْسِكَ وَ وَقْتاً تَأْذَنُ لَهُمْ فِيهِ وَ تَسْمَعُ 2145 لِمَا يَرْفَعُونَهُ إِلَيْكَ وَ تُلِينُ لَهُمْ جَنَاحَكَ وَ تَحْمِلُ خَرَقَ ذَوِي الْخُرْقِ مِنْهُمْ وَ عِيَّ أَهْلِ الْعِيِّ فِيهِمْ بِلَا أَنَفَةٍ مِنْكَ وَ لَا ضَجَرٍ فَمَنْ أَعْطَيْتَ مِنْهُمْ فَأَعْطِهِ هَنِيئاً وَ مَنْ حَرَمْتَ فَامْنَعْهُ بِإِجْمَالٍ وَ رَدٍّ حَسَنٍ 2146 وَ لَيْسَ شَيْءٌ أَضْيَعَ لِأُمُورِ الْوُلَاةِ مِنَ التَّوَانِي وَ اغْتِنَامِ 2147 تَأْخِيرِ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ وَ سَاعَةٍ إِلَى سَاعَةٍ وَ التَّشَاغُلِ بِمَا لَا يَلْزَمُ عَمَّا يَلْزَمُ فَاجْعَلْ لِكُلِّ شَيْءٍ تَنْظُرُ فِيهِ وَقْتاً لَا تَقْصُرُ بِهِ عَنْهُ ثُمَّ أَفْرِغْ فِيهِ مَجْهُودَكَ وَ أَمْضِ لِكُلِّ يَوْمٍ عَمَلَهُ وَ أَعْطِ لِكُلِّ سَاعَةٍ قِسْطَهَا وَ اجْعَلْ لِنَفْسِكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ أَفْضَلَ 2148 الْمَوَاقِيتِ وَ إِنْ كَانَتْ كُلُّهَا لِلَّهِ إِذَا صَحَّتْ فِيهَا نِيَّتُكَ وَ لَا تُقَدِّمْ شَيْئاً عَلَى فَرَائِضِ دِينِكَ فِي لَيْلٍ وَ لَا نَهَارٍ حَتَّى تُؤَدِّيَ ذَلِكَ كَامِلًا مَوَفَّراً وَ لَا تُطِلِ الِاحْتِجَابَ فَإِنَّ ذَلِكَ بَابٌ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ بِكَ وَ دَاعِيَةٌ إِلَى فَسَادِ الْأُمُورِ عَلَيْكَ وَ النَّاسُ بَشَرٌ لَا يَعْرِفُونَ مَا غَابَ عَنْهُمْ وَ تَخَيَّرْ حُجَّابَكَ وَ أَقْصِ مِنْهُمْ كُلَّ ذِي أَثَرَةٍ عَلَى النَّاسِ وَ تَطَاوُلٍ وَ قِلَّةِ إِنْصَافٍ وَ لَا تُقْطِعَنَّ لِأَحَدٍ 2149 مِنْ أَهْلِكَ وَ لَا مِنْ حَشَمِكَ ضَيْعَةً وَ لَا تَأْذَنْ لَهُمْ 2150 فِي اتِّخَاذِهَا إِذَا كَانَ يُضِرُّ فِيهَا بِمَنْ يَلِيهِ مِنَ النَّاسِ وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِلْجُنُودِ وَ رَخَاءً لِلْهُمُومِ وَ أَمْناً لِلْبِلَادِ فَإِذَا أَمْكَنَتْكَ الْقُدْرَةُ وَ الْفُرْصَةُ مِنْ عَدُوِّكَ فَانْبِذْ عَهْدَهُ إِلَيْهِ وَ اسْتَعِنْ بِاللَّهِ عَلَيْهِ وَ كُنْ أَشَدَّ مَا تَكُونُ لِعَدُوِّكَ حَذَراً عِنْدَ مَا يَدْعُوكَ إِلَى الصُّلْحِ فَإِنَّ ذَلِكَ رُبَّمَا أَنْ يَكُونُ مَكْراً وَ خَدِيعَةً-
وَ إِذَا عَاهَدْتَ فَحُطْ 2151 عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وَ ارْعَ ذِمَّتَكَ بِالْأَمَانَةِ وَ الصِّدْقِ وَ إِيَّاكَ وَ الْغَدْرَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ الْإِخْفَارَ لِذِمَّتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ عَهْدَهُ وَ ذِمَّتَهُ أَمَاناً أَمْضَاهُ بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ وَ الصَّبْرُ عَلَى ضِيقٍ تَرْجُو انْفِرَاجَهُ خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَةَ نِقْمَتِهِ 2152 وَ سُوءَ عَاقِبَتِهِ وَ إِيَّاكَ وَ التَّسَرُّعَ إِلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حِلِّهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ تَبَاعَةً وَ لَا تَطْلُبَنَّ تَقْوِيَةَ مُلْكٍ زَائِلٍ لَا تَدْرِي مَا حَظُّكَ مِنْ بَقَائِهِ وَ بَقَائِكَ لَهُ بِهَلَاكِ نَفْسِكَ وَ التَّعَرُّضِ لِسَخَطِ رَبِّكَ وَ إِيَّاكَ وَ الْإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ وَ الثِّقَةَ بِهَا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِهِ وَ إِيَّاكَ وَ الْعَجَلَةَ بِالْأُمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا وَ التَّوَانِيَ فِيهَا حِينَ زَمَانِهَا 2153 وَ إِمْكَانِهَا وَ اللَّجَاجَةَ فِيهَا إِذَا تَنَكَّرَتْ وَ الْوَهْنَ إِذَا تَبَيَّنَتْ فَإِنَّ لِكُلِّ أَمْرٍ مَوْضِعاً وَ لِكُلِّ حَالَةٍ حَالًا.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ إِلَّا مَنْ كَانَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ رَفِيقٌ بِمَا يَأْمُرُ بِهِ رَفِيقٌ بِمَا يَنْهَى عَنْهُ عَدْلٌ بِمَا 2154 يَأْمُرُ بِهِ عَدْلٌ بِمَا 2155 يَنْهَى عَنْهُ عَالِمٌ بِمَا يَأْمُرُ بِهِ عَالِمٌ بِمَا يَنْهَى عَنْهُ.
وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: الْإِمَامُ الْمَنْصُوبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَقَامَهُ الْإِمَامُ مِنْ وُلَاةِ الْعَدْلِ يَجِبُ عَلَى مَنْ اسْتَعَانَهُ 2156 عَوْنُهُ وَ الْعَمَلُ لَهُ إِذَا اسْتَعْمَلَهُ وَ الْعَمَلُ مَعَهُ وَ لَهُ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ وَ مَعُونَتُهُ فِي وَلَايَتِهِ طَاعَةٌ مِنْ طَاعَاتِ اللَّهِ 2157 وَ الْكَسْبُ مِنْهُ مِنْ وَجْهِهِ حَلَالٌ مُحَلَّلٌ وَ الْعَمَلُ لِأَئِمَةِ الْجَوْرِ وَ مَنْ أَقَامُوهُ وَ الْكَسْبُ مَعَهُمْ حَرَامٌ مُحَرَّمٌ وَ مَعْصِيَةٌ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
ذكر الأفعال التي ينبغي فعلها قبل القتال
رُوِّينَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ إِذَا بَعَثَ جَيْشاً أَوْ سَرِيَّةً أَوْصَى صَاحِبَهَا بِتَقْوَى اللَّهِ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ وَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً وَ قَالَ اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ لَا تُقَاتِلُوا الْقَوْمَ حَتَّى تَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِأَنْ تَدْعُوَهُمْ 2158 إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ الْإِقْرَارِ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَإِنْ أَجَابُوكُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ ثُمَّ ادْعُوهُمْ حِينَئِذٍ إِلَى النُّقْلَةِ مِنْ دَارِهِمْ 2159 إِلَى دَارِ 2160 الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ فَعَلُوا وَ إِلَّا فَأَخْبِرُوهُمْ أَنَّهُمْ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي 2161 يَجْرِي عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْفَيْءِ وَ لَا فِي الْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ فَإِنْ أَبَوْا مِنَ الْإِسْلَامِ فَادْعُوهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ فَإِنْ أَجَابُوا إِلَى ذَلِكَ فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ وَ كُفُّوا عَنْهُمْ وَ إِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِينُوا بِاللَّهِ عَلَيْهِمْ وَ قَاتِلُوهُمْ وَ لَا تَقْتُلُوا وَلِيداً وَ لَا شَيْخاً كَبِيراً وَ لَا امْرَأَةً يَعْنِي إِذَا لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَ لَا تُمَثِّلُوا وَ لَا تَغُلُّوا وَ لَا تَغْدِرُوا 2162 .
وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ رَأَى بِعْثَةَ الْعُيُونِ وَ الطَّلَائِعِ 2163 بَيْنَ أَيْدِي الْجُيُوشِ وَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص بَعَثَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ عَيْناً لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ رَخَّصَ فِي احْتِفَارَ الْخَنَادِقِ عِنْدَ نُزُولِ الْجَيْشِ وَ ذَكَرَ احْتِفَارَ رَسُولِ اللَّهِ ص الْخَنْدَقَ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ رَأَى عُقَدَ الرَّايَاتِ وَ الْأَلْوِيَةِ قَبْلَ الزَّحْفِ وَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يُعْطِيهِ رَايَتَهُ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: لَا يُغْزَ قَوْمٌ حَتَّى يُدْعَوْا.
يعني
إذا لم تكن بلغتهم الدعوة و إن بلغتهم الدعوة 2164 و أكدت الحجة عليهم بالدعاء فحسن و إن قوتلوا قبل أن يدعوا 2165 و كانت الدعوة قد بلغتهم فلا حرج
وَ قَدْ أَغَارَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى بَنِي الْمُصْطَلَقِ وَ هُمْ غَارُّونَ-.
يعني غافلون و الغرة الغفلة 2166 فقتل مقاتلتهم 2167 و سبى ذراريهم و لم يدعهم في الوقت-
قَالَ عَلِيٌّ ص قَدْ عَلِمَ النَّاسُ الْيَوْمَ مَا يُدْعَوْنَ إِلَيْهِ.
وَ عَنْ عَلِيٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَمَرَ بِإِعْلَانِ الشِّعَارِ قَبْلَ الْحَرْبِ وَ قَالَ لِيَكُنْ فِي شِعَارِكُمْ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَ هَذَا وَ اللَّهُ أَعْلَمُ اسْتِحْبَابٌ لَا إِيجَابٍ.
وَ قَدْ رُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: كَانَ شِعَارُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص يَوْمَ بَدْرٍ يَا مَنْصُورُ أَمِتْ 2168 وَ كَانَ شِعَارُ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ أُحُدٍ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ وَ الْخَزْرَجِ يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ الْأَوْسِ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ نَاسٌ مِنْ مُزَيْنَةَ 2169 عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ مَا شِعَارُكُمْ قَالُوا حَرَامٌ قَالَ بَلْ شِعَارُكُمْ حَلَالٌ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: حَرَّضَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَالَ مَنِ اسْتُؤْسِرَ مِنْ غَيْرِ جِرَاحَةٍ مُثْخِنَةٍ 2170 فَلَيْسَ مِنَّا.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ حَرَّضَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَتَصْبِرُنَّ عَلَى قِتَالِ عَدُوِّكُمْ أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَوْماً أَنْتُمْ أَوْلَى بِالْحَقِّ مِنْهُمْ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ مِنَ الْكَبَائِرِ.
قَالَ 2171 جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ فَرَّ مِنِ اثْنَيْنِ فَقَدْ فَرَّ وَ مَنْ فَرَّ مِنْ ثَلَاثَةٍ لَمْ يَكُنْ فَارّاً لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ افْتَرَضَ 2172 عَلَى الْمُسْلِمِينَ-
أَنْ يُقَاتِلُوا مِثْلَيْ أَعْدَادِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص نَهَى عَنْ قَطْعِ الشَّجَرِ الْمُثْمِرِ 2173 أَوْ حَرْقِهِ 2174 .
يعني في دار الحرب و غيرها إلا أن يكون ذلك من الصلاح للمسلمين فقد قال الله عز و جل- 2175 ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ 2176 أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ
وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُلْقِيَ الرَّجُلُ سِلَاحَهُ عِنْدَ الْقِتَالِ.
و قد قال الله عز و جل عند ذكر صلاة الخوف 2177 - وَ لْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ و قال- 2178 وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَ أَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً فأفضل الأمور لمن كان في الجهاد أن لا يفارقه السلاح على كل الأحوال
وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَبْدَأَ بِالْقِتَالِ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ بَعْدَ أَنْ يُصَلِّيَ الظُّهْرَ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: اغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ خَمْسَةِ مَوَاطِنَ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَ عِنْدَ الْأَذَانِ وَ عِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ وَ عِنْدَ الْتِقَاءِ الصَّفَّيْنِ وَ عِنْدَ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ كَانَ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ عِصْمَتِي وَ نَاصِرِي وَ مُعِينِي اللَّهُمَّ بِكَ أَصُولُ 2179 وَ بِكَ أُقَاتِلُ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ فَهَبَطَ إِلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ لَقَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَكْبَرِ.
ذكر صفة القتال
رُوِّينَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ عَبَّأَ الرَّجَّالَةَ وَ عَبَّأَ الْخَيْلَ وَ عَبَّأَ الْإِبِلَ وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ كَانَ إِذَا زَحَفَ لِلْقِتَالِ يُعَبِّئُ 2180 الْكَتَائِبَ وَ يُفَرِّقُ بَيْنَ القَبَائِلِ وَ يُقَدِّمُ عَلَى كُلِّ قَوْمٍ رَجُلًا وَ يُصَفِّفُ الصُّفُوفَ وَ يُكَرْدِسُ الْكَرَادِيسَ 2181 ثُمَّ يَزْحُفُ إِلَى الْقِتَالِ. وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ كَانَ إِذَا زَحَفَ لِلْقِتَالِ 2182 جَعَلَ مَيْمَنَةً وَ مَيْسَرَةً وَ قَلْباً يَكُونُ هُوَ فِيهِ وَ يَجْعَلُ لَهَا رَوَابِطَ 2183 وَ يُقَدِّمُ 2184 عَلَيْهَا مُقَدَّمِينَ وَ يَأْمُرُهُمْ 2185 بِخَفْضِ الْأَصْوَاتِ وَ الدُّعَاءِ وَ اجْتِمَاعِ الْقُلُوبِ وَ شَهْرِ السُّيُوفِ وَ إِظْهَارِ الْعُدَّةِ وَ لُزُومِ كُلِّ قَوْمٍ مَكَانَهُمْ وَ رُجُوعِ كُلِّ مَنْ حَمَلَ إِلَى مَصَافِّهِ 2186 بَعْدَ الْحَمْلَةِ. وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ رَخَّصَ فِي الْمُبَارَزَةِ وَ ذَكَرَ مَنْ بَارَزَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص.