کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

دعائم الإسلام

الْجُزْءُ الْأَوَّلُ‏ فهرس‏ تقدمة [المحقق‏] نشر النصّ‏ توضيحات‏ ألفاظ الدعاء: قراءة النسخ الخطية: الحواشى‏ [مقدمة المؤلف‏] [مقدمة في أصول الدين‏] ذِكْرُ الْإِيمَانِ‏ ذِكْرُ فَرْقِ مَا بَيْنَ الْإِيمَانِ وَ الْإِسْلَامِ‏ ذِكْرُ وَلَايَةِ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ‏ الطَّاهِرِينَ‏ ذكر ولاية الأئمة من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و عليهم أجمعين‏ ذكر إيجاب الصلاة على محمد و على آل محمد صلى الله عليه و عليهم أجمعين و أنهم أهل بيته و انتقال الإمامة فيهم و البيان على أنهم أمة محمد ص‏ ذكر البيان بالتوقيف‏ على الأئمة من آل محمد صلى الله عليه و عليهم أجمعين‏ ذكر منازل الأئمة ص و أحوالهم و تبريهم ممن وضعهم بغير مواضعهم و تكفيرهم من الحد فيهم‏ ذكر وصايا الأئمة ص أولياءهم و وصفهم إياهم و معرفتهم لهم‏ ذكر مودة الأئمة من آل محمد صلى الله عليه و عليهم أجمعين و الرغائب في موالاتهم‏ ذكر الرغائب في العلم و الحض عليه و فضائل طالبيه‏ ذكر من يجب أن يؤخذ عنه العلم و من يرغب عنه و يرفض قوله‏ كتاب الطهارة ذكر أمر الله عز و جل عباده المؤمنين بالطهارة و ما جاء من الرغائب فيها ذكر الأحداث التي توجب الوضوء ذكر آداب الوضوء ذِكْرُ صِفَاتِ الْوُضُوءِ ذكر المياه‏ ذكر الاغتسال‏ ذكر طهارات الأبدان و الثياب و الأرضين و البسط ذكر السواك‏ ذكر التيمم‏ ذكر طهارات الأطعمة و الأشربة ذكر التنظف و طهارات الفطرة ذكر طهارات الجلود و العظام و الشعر و الصوف‏ ذكر الحيض‏ ذكر الاستبراء كتاب الصلاة ذكر إيجاب الصلاة ذكر الرغائب في الصلاة و الحض عليها و الأمر بإتمامها و ما يرجى من ثوابها ذكر مواقيت الصلاة ذكر الأذان‏ و الإقامة ذكر المساجد ذكر الإمامة ذكر الجماعة و الصفوف‏ ذكر صفات الصلاة ذكر الدعاء بعد الصلاة ذكر الكلام و الأعمال في الصلاة ذكر اللباس في الصلاة ذكر صلاة الجمعة ذكر صلاة العيدين‏ ذكر السهو في الصلاة ذكر قطع الصلاة ذكر صلاة المسبوق ببعض الصلاة ذكر الوقت الذي يؤمر فيه الصبيان بالصلاة إذا بلغوا إليه‏ ذكر صلاة المسافر ذكر صلاة العليل‏ ذكر صلاة الخوف‏ ذكر صلاة الكسوف‏ ذكر صلاة الاستسقاء ذكر الوتر و ركعتي الفجر و القنوت‏ ذكر صلاة السنة و النافلة ذكر سجود القرآن‏ كتاب الجنائز ذكر العلل‏ و العيادات‏ و الاحتضار ذكر الأمر بذكر الموت‏ ذكر التعازي و الصبر و ما رخص فيه من البكاء ذكر غسل الموتى‏ ذكر الحنوط و الكفن‏ ذكر السير بالجنائز ذكر الصلاة على الجنائز ذكر الدفن و القبور كتاب الزكاة ذكر الرغائب في إيتاء الزكاة و الصدقة ذكر التغليظ في منع الزكاة أهلها ذكر زكاة الفضة و الذهب و الجواهر ذكر زكاة المواشي‏ ذكر دفع الصدقات‏ ذكر زكاة الحبوب و الثمار و النبات‏ ذكر زكاة الفطر كتاب الصوم و الاعتكاف‏ ذكر وجوب صوم شهر رمضان و الرغائب فيه‏ ذكر الدخول في الصوم‏ ذكر ما يفسد الصوم و ما يجب على من أفسده‏ ذكر الصوم في السفر ذكر الفطر للعلل العارضة ذكر الفطر من الصوم‏ ذكر ليلة القدر ذكر صيام السنة و النافلة ذكر الاعتكاف‏ كتاب الحج‏ ذكر وجوب الحج و التغليظ في التخلف عنه‏ ذكر الرغائب في الحج‏ ذكر دخول مدينة النبي ص و ما ينبغي أن يفعله من دخلها زائرا يريد الحج‏ ذكر مواقيت الإحرام‏ ذكر الإحرام‏ ذكر التقليد و الإشعار و التجليل و التلبية ذكر ما يحرم على المحرم في حال إحرامه و ما يجب عليه إذا أتى ما يحرم عليه‏ ذكر جزاء الصيد يصيبه المحرم‏ ذكر دخول الحرم و العمل فيه‏ ذكر الطواف‏ ذكر المتعة ذكر الخروج إلى منى و الوقوف بعرفة ذكر الدفع من عرفة إلى المزدلفة ذكر رمي الجمار ذكر الهدي‏ ذكر الحلق و التقصير ذكر ما يفعله الحاج أيام منى‏ ذكر النفر من منى‏ ذكر العمرة المفردة ذكر الصد و الإحصار ذكر الحج عن الزمنى و الأموات‏ ذكر فوات الحج‏ كتاب الجهاد ذكر افتراض الجهاد ذكر الرغائب في الجهاد ذكر الرغائب في ارتباط الخيل‏ ذكر آداب السفر ذكر ما يجب للأمراء و ما يجب عليهم‏ ذكر الأفعال التي ينبغي فعلها قبل القتال‏ ذكر صفة القتال‏ ذكر قتال المشركين‏ ذكر الحكم في الأسارى‏ ذكر الأمان‏ ذكر الصلح و الموادعة و الجزية ذكر الحكم في الغنيمة قبل القسم‏ ذكر قسمة الغنائم‏ ذكر قتال أهل البغي‏ ذكر الحكم في غنائم أهل البغي‏ ذكر الحكم فيما مضى بين الفئتين‏ ذكر من يسع قتاله من أهل القبلة الفهارس‏ 1- فهرس الآيات القرآنية 2- فهرس الأحاديث النبويّة الشريفة (باب الهمزة) (باب الباء) (باب التاء) (باب الثاء) (باب الجيم) (باب الحاء) (باب الخاء) (باب الدال) (باب الذال) (باب الراء) (باب السين) (باب الشين) (باب الصاد) (باب العين) (باب الفاء) (باب القاف) (باب الكاف) (باب اللام) (باب الميم) (باب النون) (باب الهاء) (باب الواو) (باب الياء) 3- فهرس الأعلام‏ [باب الهمزة] (باب الباء) (باب الجيم) (باب الحاء) (باب الخاء) (باب الدال) (باب الذال) (باب الراء) (باب الزاى) (باب السين) (باب الشين) (باب الصاد) (باب الطاء) (باب العين) (باب الفاء) (باب القاف) (باب الكاف) (باب اللام) (باب الميم) (باب النون) (باب الهاء) (باب الواو) (باب الياء) 4- فهرس القبائل و الفرق و الطوائف‏ (باب الهمزة) (باب الباء) (باب التاء) (باب الجيم) (باب الحاء) (باب الخاء) (باب الراء) (باب الشين) (باب العين) (باب الغين) (باب القاف) (باب الميم) (باب النون) (باب الهاء) (باب الياء) 5- فهرس الأمكنة و البقاع‏ (باب الهمزة) (باب الباء) (باب التاء) (باب الثاء) (باب الجيم) (باب الحاء) (باب الخاء) (باب الدال) (باب الذال) باب الراء) (باب الزاى) (باب السين) (باب الشين) (باب الصاد) (باب الطاء) (باب العين) (باب الغين) (باب الفاء) (باب القاف) (باب الكاف) (باب الميم) (باب النون) 6- فهرس أسماء الكتب‏ (باب الهمزة) (باب التاء) (باب الخاء) (باب الراء) (باب الزاى) (باب الشين) (باب الصاد) (باب الضاد) (باب الطاء) (باب العين) (باب القاف) (باب الكاف) (باب اللام) (باب الميم) (باب النون) (باب الواو) الجزء الثاني‏ [مقدمات التحقيق‏] مقدّمة الطبعة الثانية مقدّمة المحقق‏ كتاب البيوع و الأحكام فيها 1 فصل ذكر الحض على طلب الرزق و ما جاء فيه عن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين‏ 2 فصل ذكر ما نهي عن بيعه‏ 3 فصل ذكر ما نهي عنه من بيع الغرر 4 فصل ذكر بيع الثمار 5 فصل ذكر ما نهي عنه من الغش و الخداع في البيوع‏ 6 فصل ذكر ما نهي عنه في البيوع‏ 7 فصل ذكر الصرف‏ 8 فصل ذكر بيع الطعام بعضه ببعض‏ 9 فصل ذكر خيار المتبايعين‏ 10 فصل ذكر أحكام العيوب‏ 11 فصل ذكر بيع المرابحة 12 فصل ذكر السلم‏ 13 فصل ذكر الشروط في البيوع‏ 14 فصل ذكر الأقضية في البيوع‏ 15 فصل ذكر أحكام الديون‏ 16 فصل ذكر الحوالة و الكفالة 17 فصل ذكر الحجر و التفليس‏ 18 فصل ذكر المزارعة و المساقاة 19 فصل ذكر الإجارات‏ 20 فصل ذكر أحكام الصناع‏ 21 فصل ذكر الرهن‏ 22 فصل ذكر الشركة 23 فصل ذكر الشفعة كتاب الأيمان و النذور 1 فصل ذكر الأمر بحفظ الأيمان و العهود 2 فصل ذكر ما يلزم من الأيمان و ما لا يلزم منها 3 فصل ذكر النذور 4 فصل ذكر الكفارات‏ كتاب الأطعمة 2 فصل ذكر إطعام الطعام‏ 2 فصل ذكر صُنُوفِ الأطعمةِ و علاجِها و الحاجةِ إليها 3 فصل ذكر آداب الأكل‏ 4 فصل ذكر ما يحل أكله و ما يحرم أن يؤكل من الطعام‏ كتاب الأشربة 1 فصل ذكر ما يحل شربه و ما لا يحل‏ 2 فصل ذكر آداب الشاربين‏ 3 فصل ذكر ما يحرم شربه‏ كتاب الطب‏ 1 فصل ذكر الطب‏ 2 فصل ذكر التشفي بأعمال البر 3 فصل ذكر التعويذ و الرقى‏ 4 فصل ذكر العلاج و الدواء كتاب اللباسِ و الطيبِ‏ 1 فصلُ ذكرِ آدابِ اللباسِ‏ 2 فصل ذكر ما يحل من اللباس و ما يحرم منه‏ 3 فصلُ ذكرِ لباسِ الحَلْيِ‏ 4 فصل ذكر الطيب و استحبابه و فضله‏ كتاب الصيد 1 فصل ذكر ما يحل من الصيد و ما يحرم منه‏ 2 فصل ذكر ما أصابت الجوارح من الصيد 3 فصل ذكر ما يقتله الصيادون من الصيد كتاب الذبائح‏ 1 فصل ذكر أفعال الذابحين‏ 2 فصل ذكر من تؤكل ذبيحته و من لا تؤكل ذبيحته‏ 3 فصل ذكر معرفة الذكاة كتاب الضحايا و العقائق‏ 1 فصل ذكر الضحايا 2 فصل ذكر العقائق‏ كتاب النكاح‏ 1 فصل ذكر الرغائب في النكاح‏ 2 فصل ذكر من يستحب أن ينكح و من يرغب عن نكاحه‏ 3 فصل ذكر اختطاب النساء 4 فصل ذكر الدخول بالنساء و معاشرتهن‏ 5 فصل ذكر نكاح الأولياء و الإشهاد في النكاح‏ 6 فصل ذكر المهور 7 فصل ذكر الشروط في النكاح‏ 8 فصل ذكر النكاح المنهي عنه و النكاح المباح‏ 9 فصل ذكر المفقود 10 فصل ذكر الرضاع‏ 11 فصل ذكر نكاح الإماء 12 فصل ذكر نكاح العبيد 13 فصل ذكر نكاح المشركين‏ 14 فصل ذكر القسمة بين الضرائر 15 فصل ذكر النفقات على الأزواج‏ كتاب الطلاق‏ 1 فصل ذكر الطلاق المنهي عنه و الطلاق المباح عنه‏ 2 فصل ذكر الخلع‏ و المبارأة 3 فصل ذكر الإيلاء 4 فصل ذكر الظهار 5 فصل ذكر اللعان‏ 6 فصل ذكر العدة 7 فصل ذكر النفقات لذوات العدد و أولادهن‏ 8 فصل ذكر الإِحْدَادِ 9 فصل ذكر المتعة 10 فصل ذكر الرجعة 11 فصل ذكر إحلال المطلقة ثلاثا 12 فصل ذكر طلاق المماليك‏ كتاب العتق‏ 1 فصل ذكر الرغائب في العتق‏ 2 فصل ذكر عتق البنات و ما يجوز منه و ما لا يجوز فصل ذكر المكاتبين‏ 4 فصل ذكر المدبرين‏ 5 فصل ذكر أمهات الأولاد 6 فصل ذكر الولاء كتاب العطايا 1 فصل ذكر اصطناع المعروف إلى الناس‏ 2 فصل ذكر الهبات و ما يجوز منها 3 فصل ذكر التباذل و التواصل‏ 4 فصل ذكر فضل الصدقة 5 فصل ذكر ما يجوز من الصدقة و ما لا يجوز كتاب الوصايا 1 فصل ذكر الأمر بالوصية و ما يرضى به‏ 2 فصل ذكر ما يجوز من الوصايا و ما لا يجوز منها كتاب الفرائض‏ 1 فصل ذكر ميراث الأولاد 2 فصل ذكر ميراث الوالدين مع الولد و الإخوة 3 فصل ذكر ميراث الزوجين وحدهما و مع غيرهما 4 فصل ذكر ميراث الإخوة و الجد و الجدة 5 فصل ذكر مواريث ذوي الأرحام و العصبات و القرابات‏ 6 فصل ذكر مبلغ السهام و تجويرها من العول‏ 7 فصل ذكر من يجوز أن يرث و من لا ميراث له‏ 8 فصل ذكر تفسير مسائل جاءت من الفرائض مجملة 9 فصل ذكر اختصار حساب الفرائض‏ كتاب الديات‏ 1 فصل ذكر تحريم سفك الدماء بغير الحق و التغليظ في ذلك‏ 2 فصل ذكر القصاص‏ 3 فصل ذكر الديات‏ 4 فصل ذكر الدية على العاقلة 5 فصل ذكر الجنايات التي توجب العقل و لا توجب القود 6 فصل ذكر ما لا دية فيه و لا قود 7 فصل ذكر القسامة 8 فصل ذكر الجنايات على الجوارح‏ 9 فصل ذكر الشجاج‏ الجراح‏ كتاب الحدود 1 فصل ذكر إقامة الحدود و النهي عن تضييعها 2 فصل ذكر حد الزاني و الزانية 3 فصل ذكر الحد في القذف‏ 4 فصل ذكر الحد في شرب المسكر 5 فصل ذكر القضايا في الحدود كتاب السراق و المحاربين‏ 1 فصل ذكر الحكم في السراق‏ 2 فصل ذكر من يجب عليه القطع و من يدرأ عنه‏ 3 فصل ذكر أحكام المحاربين‏ كتاب الردة و البدعة 1 فصل ذكر أحكام المرتد 2 فصل ذكر الحكم في أهل البدعة و الزنادقة كتاب الغصب و التعدي‏ 1 فصل ذكر الغصب‏ 2 فصل ذكر التعدي‏ كتاب العارية و الوديعة 1 فصل ذكر العارية 2 فصل ذكر الوديعة كتاب اللقطة و اللقيطة و الآبق‏ 1 فصل ذكر اللقطة 2 فصل ذكر اللقيط و الآبق‏ كتاب القسمة و البنيان‏ 1 فصل ذكر القسمة 2 فصل ذكر البنيان‏ كتاب الشهادات‏ 1 فصل ذكر الأمر بإقامة الشهادة و النهي عن شهادة الزور 2 فصل ذكر من يجوز شهادته و من لا يجوز شهادته‏ كتاب الدعوى و البينات‏ كتاب آداب القضاة الفهارس‏ 1- فهرس الآيات القرآنية 2- فهرس الأحاديث النبويّة الشريفة 3- فهرس الأعلام‏ 4- فهرس الأمكنة و البقاع‏ 5- فهرس القبائل و الفرق و الطوائف‏ فهرست الكتاب‏

دعائم الإسلام


صفحه قبل

دعائم الإسلام، ج‏1، ص: 385

مَضَاجِعَكُمَا فَمَضَيَا وَ هُوَ يَتْلُو وَ هُمَا يَسْمَعَانِ- فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى‏ نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفى‏ بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً 2291 .

فالواجب في قسمة الفي‏ء العدل بين المسلمين الذين هم أهله و التسوية فيما بينهم فيه و ترك الأثرة به و ذلك ما قاتلوا عليه فأما ما لم يقاتلوا عليه فهو لله و لرسوله كما قال الله عز و جل و هو من بعد الرسول للإمام في كل عصر و زمان قال الله تعالى- 2292 ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى‏ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى‏ فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏ الآية و قوله‏ 2293 فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى‏ مَنْ يَشاءُ

وَ رُوِّينَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فَدَكاً 2294 كَانَتْ مِنْ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ بِغَيْرِ قِتَالٍ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ- 2295 فَآتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ‏ أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ ص فَاطِمَةَ ص فَدَكاً.

فلما قبض ص أخذ منها أبو بكر فلما ولي عثمان أقطعها مروان فلما ولي مروان جعل الثلثين منها لابنه عبد الملك و الثلث لابنه سليمان فلما ولي عبد الملك جعل ثلثيه لعبد العزيز و بقي الثلث لسليمان فلما ولي سليمان جعل ثلثه لعمر بن عبد العزيز فلما ولي عمر بن عبد العزيز ردها كلها على ولد فاطمة ع فاجتمع إليه بنو أمية و قالوا يرى الناس أنك أنكرت فعل أبي بكر و عمر و عثمان و الخلفاء من آبائك فردها و كان يجمع غلتها في كل سنة و يزيد عليها مثلها و يقسمها في ولد فاطمة عليها و عليهم أفضل السلام و كان الأمر فيها كما قال أبو عبد الله ص أيام عمر بن عبد العزيز ثم استأثر بها آل العباس من بعده إلى أن ولي المتسمي بالمأمون فجمع‏ 2296 فقهاء البلدان من العامة و غيرهم و تناظروا فيها فثبت أمرهم بإجماع أنها لفاطمة ص و شهدوا بأجمعهم على ظلم من انتزعها منها فردها في ولد فاطمة ص و ذلك من الأمر المشهور المعروف‏

وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَا كَانَ مِنْ أَرْضٍ لَمْ يُوجِفْ‏ 2297

دعائم الإسلام، ج‏1، ص: 386

عَلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ وَ لَمْ يَكُنْ فِيهَا قِتَالٌ أَوْ قَوْمٌ صَالَحُوا أَوْ أَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ وَ مَا كَانَ مِنْ أَرْضٍ خَرَابٍ أَوْ بُطُونِ أَوْدِيَةٍ فَذَلِكَ كُلُّهُ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ أَحَبَّ وَ هُوَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ لِلْإِمَامِ وَ قَوْلُهُ لِلَّهِ تَعْظِيماً لَهُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا فِيهَا لِلَّهِ وَ لَنَا فِي الْفَيْ‏ءِ سَهْمَانِ سَهْمُ ذِي الْقُرْبَى ثُمَّ نَحْنُ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا بَقِيَ.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ 2298 يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ‏ 2299 قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ‏ قَالَ هِيَ كُلُّ قَرْيَةٍ أَوْ أَرْضٍ لَمْ يُوجِفْ عَلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ وَ مَا لَمْ يُقَاتِلْ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فَهُوَ لِلْإِمَامِ يَضَعُهُ حَيْثُ أَحَبَّ.

وَ عَنْهُ ع‏ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَرْضِ تُفْتَحُ عَنْوَةً أَيْ قَهْراً قَالَ تُوقَفُ رِدْءاً لِلْمُسْلِمِينَ لِمَنْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَ لِمَنْ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِمْ إِنْ رَأَى ذَلِكَ الْإِمَامُ وَ إِنْ رَأَى قِسْمَتَهَا قَسَمَهَا وَ الْأَرْضُ وَ مَا فِيهَا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ الْإِمَامُ فِي ذَلِكَ بَعْدَ الرَّسُولِ يَقُومُ مَقَامَهُ ثُمَّ قَالَ لِمَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ احْمَدُوا اللَّهَ فَإِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ الْحَلَالَ وَ تَلْبَسُونَ الْحَلَالَ وَ تَطَئُونَ الْحَلَالَ لِأَنَّكُمْ عَلَى الْمَعْرِفَةِ بِحَقِّنَا وَ الْوَلَايَةِ لَنَا أَخَذْتُمْ شَيْئاً طِبْنَا لَكُمْ بِهِ نَفْساً وَ مَنْ خَالَفَنَا وَ دَفَعَ حَقَّنَا يَأْكُلُ الْحَرَامَ وَ يَلْبَسُ الْحَرَامَ وَ يَطَأُ الْحَرَامَ.

وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: الْغَنِيمَةُ تُقْسَمُ عَلَى خَمْسَةِ أَخْمَاسٍ فَيُقْسَمُ أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهَا عَلَى مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا وَ الْخُمُسُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فِي الْيَتِيمِ مِنَّا وَ الْمِسْكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ لَيْسَ فِينَا مِسْكِينٌ وَ لَا ابْنُ سَبِيلٍ الْيَوْمَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ فَالْخُمُسُ لَنَا مُوَفَّرٌ وَ نَحْنُ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا حَضَرْنَاهُ فِي الْأَرْبَعَةِ الْأَخْمَاسِ.

وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَدْفَعُ إِلَيَّ الْخُمُسَ أَقْسِمُهُ فِي قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص حَتَّى كَانَ خُمُسُ السُّوسِ وَ جُنْدِيَ سَابُورَ فَقَالَ هَذَا خُمُسُكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ قَدْ أَخَلَّ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ وَ اشْتَدَّتْ حَاجَتُهُمْ إِلَيْهِ فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تَصْرِفُوهُ فِيهِمْ فَعَلْتُمْ فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ لَا تَغْتَمِزْ 2300 فِي حَقِّنَا يَا عُمَرُ فَقُلْتُ‏

دعائم الإسلام، ج‏1، ص: 387

نَحْنُ أَحَقُّ مَنْ أَرْفَقَ الْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُسْعِفْ قَوْلَهُ وَ شَفَّعَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَبَضَهُ فَوَ اللَّهِ مَا قَضَانَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَ لَا عَرَضَهُ عَلَيْنَا هُوَ وَ لَا مِنْ بَعْدِهِ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي هَذَا.

وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَلِيٍّ أَعِينُوا الْمُسْلِمِينَ بِخُمُسِكُمْ فَقَبَضَهُ وَ لَمْ يَدْفَعْ إِلَيْهِ شَيْئاً فَبَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ ع فَقَالَتْ أَعْطُونَا سَهْمَنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِسَائِرِ ذَلِكَ تَعْنِي أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ عَلِيّاً أَقْعَدُ بِذَلِكَ مِنْهُمْ.

وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِ الْغَنِيمَةِ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا لِلْفَارِسِ سَهْمَانِ وَ لِلرَّاجِلِ سَهْمٌ وَاحِدٌ.

وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص‏ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عُثْمَانَ هَلْ شَهِدَ بَدْراً قَالَ لَا قِيلَ فَهَلْ أَسْهَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ لَا وَ كَيْفَ يُسْهَمُ مَنْ لَمْ يَشْهَدْ قِيلَ لَهُ فَهَلْ شَهِدَ طَلْحَةُ قَالَ لَا قِيلَ فَالزُّبَيْرُ قَالَ شَهِدَ بَدْراً وَ لَكِنَّهُ فَرَّ يَوْمَ الْجَمَلِ فَإِنْ كَانَ قَاتَلَ مُؤْمِنِينَ فَقَدْ هَلَكَ بِقِتَالِهِ إِيَّاهُمْ وَ إِنْ كَانَ‏ 2301 قَاتَلَ كُفَّاراً فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ 2302 كَمَا أَوْجَبَ اللَّهُ ذَلِكَ لِمَنْ وَلَّى دُبُرَهُ‏ 2303 وَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ.

وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: لَيْسَ لِلْعَبْدِ مِنَ الْغَنِيمَةِ شَيْ‏ءٌ وَ إِنْ حَضَرَ وَ قَاتَلَ عَلَيْهَا فَإِنْ رَأَى الْإِمَامُ أَوْ مَنْ أَقَامَهُ الْإِمَامُ أَنْ يُعْطِيَهُ عَلَى بَلَاءٍ إِنْ كَانَ مِنْهُ أَعْطَاهُ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ‏ 2304 مَا رَآهُ.

وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَاتَ فِي دَارِ الْحَرْبِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنْ تُحْرَزَ الْغَنِيمَةُ فَلَا سَهْمَ لَهُ فِيهَا وَ مَنْ مَاتَ بَعْدَ أَنْ أُحْرِزَتْ فَسَهْمُهُ مِيرَاثٌ لِوَرَثَتِهِ.

دعائم الإسلام، ج‏1، ص: 388

ذكر قتال أهل البغي‏

قال الله تعالى- 2305 وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى‏ فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى‏ أَمْرِ اللَّهِ‏ إلى قوله‏ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ‏ 2306 فافترض الله عز و جل قتال أهل البغي كما افترض قتال المشركين و لذلك قال علي ص فيما رويناه عنه و ذكر قتال من قاتله منهم-

فَقَالَ: 2307 مَا وَجَدْتُ إِلَّا قِتَالَهُمْ أَوِ الْكُفْرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ص‏ 2308 .

وَ رُوِّينَا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ ذَكَرَ الَّذِينَ حَارَبُوا عَلِيّاً ص فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ أَعْظَمُ جُرْماً مِمَّنْ حَارَبَ رَسُولَ اللَّهِ ص قِيلَ لَهُ وَ كَيْفَ ذَلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ لِأَنَّ أُولَئِكَ كَانُوا جَاهِلِيَّةً وَ هَؤُلَاءِ قَرَءُوا 2309 الْقُرْآنَ وَ عَرَفُوا فَضْلَ أُولِي الْفَضْلِ فَأَتَوْا مَا أَتَوْا بَعْدَ الْبَصِيرَةِ.

وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ‏ 2310 النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ فَفَعَلْتُ مَا أُمِرْتُ بِهِ فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَهُمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَ غَيْرُهُمْ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ وَ أَمَّا الْمَارِقُونَ فَهُمُ الْخَوَارِجُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَ غَيْرُهُمْ مِنْ أَحْزَابِ مُعَاوِيَةَ.

وَ عَنْهُ ع‏ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ أَ كَافِرُونَ هُمْ قَالَ كَفَرُوا بِالْأَحْكَامِ وَ كَفَرُوا بِالنِّعَمِ كُفْراً لَيْسَ كَكُفْرِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ دَفَعُوا النُّبُوَّةَ وَ لَمْ يُقِرُّوا بِالْإِسْلَامِ وَ لَوْ كَانُوا كَذَلِكَ مَا حَلَّتْ لَنَا مُنَاكَحَتُهُمْ وَ لَا ذَبَائِحُهُمْ وَ لَا مَوَارِيثُهُمْ فَهُمْ وَ إِنْ كَانُوا غَيْرَ مُشْرِكِينَ عَلَى الْجُمْلَةِ كَمَا قَالَ عَلِيٌّ ص فَإِنَّهُمْ لَمْ يَتَعَلَّقُوا مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ إِقْرَاراً بِأَلْسِنَتِهِمْ حَلَّ بِذَلِكَ الْإِقْرَارِ مُنَاكَحَتُهُمْ وَ مَوَارِيثُهُمْ.

رُوِّينَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَنْ عَلِيٍّ ع مَا يُؤَيِّدُ مَا قُلْنَاهُ فَالَّذِي‏

دعائم الإسلام، ج‏1، ص: 389

رُوِّيْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ ذَلِكَ‏ أَنَّهُ كَانَ يَقْسِمُ مَالًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِذْ وَقَفَ عَلَيْهِ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْحَاجِبَيْنِ‏ 2311 فَقَالَ‏ 2312 مَا عَدَلْتَ فِيمَا قَسَمْتَ‏ 2313 ثُمَّ وَلَّى فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَالَ فَإِذَا أَنَا لَمْ أَعْدِلْ فَمَنْ يَعْدِلُ وَ لَكِنْ قَدْ أُوذِيَ‏ 2314 مُوسَى ع مِنْ قَبْلِي فَصَبَرَ ثُمَّ أَشَارَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى مَنْ حَوْلَهُ ثُمَّ قَالَ مَنْ يَقُومُ إِلَى هَذَا فَيَقْتُلُهُ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَصَابَهُ وَ قَدْ قَامَ فِي حَرَمِ‏ 2315 الْمَسْجِدِ وَ هُوَ يُصَلِّي‏ 2316 فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص إِنِّي وَجَدْتُهُ قَائِماً يُصَلِّي‏ 2317 قَالَ اجْلِسْ ثُمَّ قَالَ مَنْ يَقُومُ مِنْكُمْ فَيَقْتُلُهُ فَوَثَبَ عُمَرُ فَأَصَابَهُ كَذَلِكَ‏ 2318 يُصَلِّي فَرَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَبْتُهُ قَائِماً فِي الصَّلَاةِ مَا خَرَجَ مِنْهَا فَمَا تَرَى فِيهِ قَالَ اجْلِسْ ثُمَّ قَالَ مَنْ يَقُومُ إِلَيْهِ‏ 2319 فَيَقْتُلُهُ فَقَالَ عَلِيٌّ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْتَ يَا عَلِيُّ وَ مَا أَرَاكَ تُدْرِكُهُ فَانْطَلَقَ فَلَمْ يَجِدْهُ فَرَجَعَ فَأَعْلَمَ النَّبِيَّ ص فَقَالَ النَّبِيُّ ص لَوْ قَتَلْتُمُوهُ مَا اخْتَلَفَ بَعْدِي مِنْكُمْ اثْنَانِ وَ سَوْفَ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ‏ 2320 هَذَا الرَّجُلِ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا مُرُوقُ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ قَالَ الرَّجُلُ يَرْمِي الصَّيْدَ فَيُنَفِّذُهُ وَ يَخْرُجُ السَّهْمُ وَ لَمْ يُصِبْهُ شَيْ‏ءٌ مِنَ الدَّمِ لِشِدَّةِ الضَّرْبَةِ وَ قَدْ دَخَلَ فِي الصَّيْدِ وَ كَذَلِكَ هَؤُلَاءِ لَا يَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ بِشَيْ‏ءٍ وَ إِنْ دَخَلُوا فِيهِ‏ 2321 .

وَ أَمَّا مَا رُوِّينَاهُ عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ‏ فَإِنَّهُ حَرَّضَ النَّاسَ عَلَى الْقِتَالِ يَوْمَ الْجَمَلِ فَقَالَ لَهُمْ- 2322 فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ‏ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا رُمِيَ أَهْلُ هَذِهِ الْآيَةِ بِسَهْمٍ قَبْلَ الْيَوْمِ.

دعائم الإسلام، ج‏1، ص: 390

وَ رُوِّينَا عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ صِفِّينَ‏ اقْتُلُوا بَقِيَّةَ الْأَحْزَابِ وَ أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ اقْتُلُوا مَنْ يَقُولُ كَذَبَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَقُولُ‏ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ‏ ثُمَّ يُظْهِرُونَ غَيْرَ مَا يُضْمِرُونَ وَ يَقُولُونَ‏ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ‏

وَ مِمَّا رُوِّيْنَاهُ عَنْهُ ص‏ مِنَ التَّحْرِيضِ عَلَى قِتَالِهِمْ أَنَّهُ بَلَغَهُ ص أَنَّ خَيْلًا لِمُعَاوِيَةَ أَغَارَتْ عَلَى الْأَنْبَارِ فَقَتَلُوا عَامِلَ عَلِيٍّ ص عَلَيْهَا وَ انْتَهَكُوا حُرَمَ الْمُسْلِمِينَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيّاً ع فَخَرَجَ بِنَفْسِهِ غَضَباً حَتَّى انْتَهَى إِلَى النُّخَيْلَةِ وَ تَصَايَحَ النَّاسَ فَأَدْرَكُوهُ بِهَا 2323 وَ قَالُوا ارْجِعْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَنَحْنُ نَكْفِيكَ الْمَئُونَةَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا تَكْفُونَنِي وَ لَا تَكْفُونَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ قَامَ فِيهِمْ خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَمَنْ تَرَكَهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ الذِّلَّةَ وَ شَمِلَهُ الْبَلَاءُ وَ الصَّغَارُ وَ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ وَ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تَغْزُوا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوَكُمْ فَإِنَّهُ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا فَجَعَلْتُمْ تَتَعَلَّلُونَ بِالْعِلَلِ وَ تُسَوِّفُونَ فَهَذَا عَامِلُ مُعَاوِيَةَ أَغَارَ عَلَى الْأَنْبَارِ فَقَتَلَ عَامِلِي ابْنَ حَسَّانَ وَ انْتَهَكَ وَ أَصْحَابُهُ حُرُمَاتٍ الْمُسْلِمِينَ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَ الْأُخْرَى الْمُعَاهَدَةِ فَيَنْتَزِعُ قُرْطَهَا وَ حِجْلَهَا مَا يُمْنَعُ مِنْهَا ثُمَّ انْصَرَفُوا لَمْ يُكَلَّمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَوَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ عِنْدِي مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ جَدِيراً يَا عَجَباً عَجِبْتُ لِبَثِّ الْقُلُوبِ وَ تَشَعُّبِ الْأَحْزَانِ مِنِ اجْتِمَاعِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَ فَشَلِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ حَتَّى صِرْتُمْ غَرَضاً يُرْمَى تُغْزَوْنَ وَ لَا تَغْزُونَ وَ يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَ لَا تُغِيرُونَ وَ يُعْصَى اللَّهُ وَ تَرْضَوْنَ إِذَا قُلْتُ لَكُمْ اغْزُوهُمْ فِي الْحَرِّ قُلْتُمْ هَذِهِ أَيَّامٌ حَارَّةُ الْقَيْظِ أَمْهِلْنَا حَتَّى يَنْسَلِخَ الْحَرُّ عَنَّا وَ إِنْ قُلْتُ لَكُمْ اغْزُوهُمْ فِي الْبَرْدِ قُلْتُمْ هَذِهِ أَيَّامُ صِرٍّ وَ قُرٍّ فَمِنْ أَيْنَ لِي وَ لَكُمْ غَيْرُ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ فَأَنْتُمْ‏ 2324 مِنَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ تَفِرُّونَ لَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ وَ يَا طَغَامَ الْأَحْلَامِ وَ يَا عُقُولَ رَبَّاتِ الْحِجَالِ قَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي غَيْظاً بِالْعِصْيَانِ وَ الْخِذْلَانِ حَتَّى قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ لَرَجُلٌ شُجَاعٌ وَ لَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ فَمَنْ أَعْلَمُ بِالْحَرْبِ مِنِّي-

دعائم الإسلام، ج‏1، ص: 391

لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ وَ أَنَا الْآنَ قَدْ عَاقَبْتُ‏ 2325 السِّتِّينَ وَ لَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ أَبْدَلَنِيَ اللَّهُ بِكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ وَ أَبْدَلَكُمْ بِي مَنْ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ‏ 2326 أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ لَا أَرْجُو نَصْرَكُمْ وَ لَا أُصَدِّقُ قَوْلَكُمْ وَ مَا سَهْمُ مَنْ كُنْتُمْ سَهْمَهُ إِلَّا السَّهْمُ الْأَخْيَبُ فَقَامَ إِلَيْهِ جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا أَنَا وَ أَخِي أَقُولُ كَمَا قَالَ مُوسَى‏ 2327 رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِي‏ فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ فَوَ اللَّهِ لَنَضْرِبَنَّ دُونَكَ وَ إِنْ حَالَ‏ 2328 دُونَ مَا تُرِيدُهُ جَمْرُ الْغَضَا وَ شَوْكُ الْقَتَادِ فَأَثْنَى عَلَيْهِمَا عَلِيٌّ ص خَيْراً وَ قَالَ وَ أَيْنَ تَبْلُغَانِ رَحِمَكُمَا اللَّهُ مِمَّا أُرِيدُ ثُمَّ انْصَرَفَ‏ 2329 .

وَ رُوِّينَا عَنْهُ ص‏ أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ جُمُعَةٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ الْمُجْتَمِعَةُ أَبْدَانُهُمْ الْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ مَا عَزَّتْ دَعْوَةُ مَنْ دَعَاكُمْ وَ لَا اسْتَرَاحَ قَلْبُ مَنْ قَاسَاكُمْ كَلَامُكُمْ يُوهِي الصُّمَّ الصِّلَابَ وَ فِعْلُكُمُ يُطَمِّعُ فِيكُمْ عَدُوَّكُمْ الْمُرْتَابَ إِذَا قُلْتُ لَكُمْ انْهَضُوا إِلَى عَدُوِّكُمْ قُلْتُمْ كَيْفَ وَ مَهْمَا وَ لَا نَدْرِي أَعَالِيلُ الْأَضَالِيلِ تَسْأَلُونِّي التَّأْخِيرَ فِعْلَ ذِي الدَّيْنِ الْمَطُولِ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَا يَدْفَعُ الضَّيْمَ الذَّلِيلُ وَ لَا يُدْرَكُ الْحَقُّ إِلَّا بِالصِّدْقِ وَ الْجِدِّ فَأَيَّ دَارٍ بَعْدَ دَارِكُمْ تَمْنَعُونَ وَ مَعَ أَيِّ إِمَامٍ بَعْدِي تُقَاتِلُونَ أَصْبَحْتُ لَا أَطْمَعُ فِي نُصْرَتِكُمْ وَ لَا أَرْغَبُ فِي دَعَوْتِكُمْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ أَبْدَلَنِي بِكُمْ مَنْ‏ 2330 هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْكُمْ وَ أَبْدَلَكُمْ بِي مَنْ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ مِنِّي ثُمَّ نَزَلَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ رَاحَ النَّاسُ إِلَيْهِ يَعْتَذِرُونَ فَقَالَ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي ذُلًّا شَامِلًا وَ أَثَرَةً قَبِيحَةً يَتَّخِذُهَا الظَّالِمُونَ عَلَيْكُمْ حُجَّةً حَتَّى تَبْكِيَ عُيُونُكُمْ وَ يَدْخُلَ الْفَقْرُ عَلَيْكُمْ بُيُوتَكُمْ عَمَّا قَلِيلٍ وَ لَا يُبَعِّدُ اللَّهُ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ وَ كَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُنْدَبٍ الْأَزْدِيُّ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ وَ رَأَى مَا هُمْ فِيهِ بَكَى وَ قَالَ صَدَقَ وَ اللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ص لَقَدْ رَأَيْنَا مِنْ بَعْدِهِ مَا تَوَعَّدَنَا بِهِ.

صفحه بعد