کتابخانه روایات شیعه
مَضَاجِعَكُمَا فَمَضَيَا وَ هُوَ يَتْلُو وَ هُمَا يَسْمَعَانِ- فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً 2291 .
فالواجب في قسمة الفيء العدل بين المسلمين الذين هم أهله و التسوية فيما بينهم فيه و ترك الأثرة به و ذلك ما قاتلوا عليه فأما ما لم يقاتلوا عليه فهو لله و لرسوله كما قال الله عز و جل و هو من بعد الرسول للإمام في كل عصر و زمان قال الله تعالى- 2292 ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى الآية و قوله 2293 فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ
وَ رُوِّينَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فَدَكاً 2294 كَانَتْ مِنْ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ بِغَيْرِ قِتَالٍ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ- 2295 فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ ص فَاطِمَةَ ص فَدَكاً.
فلما قبض ص أخذ منها أبو بكر فلما ولي عثمان أقطعها مروان فلما ولي مروان جعل الثلثين منها لابنه عبد الملك و الثلث لابنه سليمان فلما ولي عبد الملك جعل ثلثيه لعبد العزيز و بقي الثلث لسليمان فلما ولي سليمان جعل ثلثه لعمر بن عبد العزيز فلما ولي عمر بن عبد العزيز ردها كلها على ولد فاطمة ع فاجتمع إليه بنو أمية و قالوا يرى الناس أنك أنكرت فعل أبي بكر و عمر و عثمان و الخلفاء من آبائك فردها و كان يجمع غلتها في كل سنة و يزيد عليها مثلها و يقسمها في ولد فاطمة عليها و عليهم أفضل السلام و كان الأمر فيها كما قال أبو عبد الله ص أيام عمر بن عبد العزيز ثم استأثر بها آل العباس من بعده إلى أن ولي المتسمي بالمأمون فجمع 2296 فقهاء البلدان من العامة و غيرهم و تناظروا فيها فثبت أمرهم بإجماع أنها لفاطمة ص و شهدوا بأجمعهم على ظلم من انتزعها منها فردها في ولد فاطمة ص و ذلك من الأمر المشهور المعروف
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَا كَانَ مِنْ أَرْضٍ لَمْ يُوجِفْ 2297
عَلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ وَ لَمْ يَكُنْ فِيهَا قِتَالٌ أَوْ قَوْمٌ صَالَحُوا أَوْ أَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ وَ مَا كَانَ مِنْ أَرْضٍ خَرَابٍ أَوْ بُطُونِ أَوْدِيَةٍ فَذَلِكَ كُلُّهُ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ أَحَبَّ وَ هُوَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ لِلْإِمَامِ وَ قَوْلُهُ لِلَّهِ تَعْظِيماً لَهُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا فِيهَا لِلَّهِ وَ لَنَا فِي الْفَيْءِ سَهْمَانِ سَهْمُ ذِي الْقُرْبَى ثُمَّ نَحْنُ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا بَقِيَ.
وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ 2298 يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ 2299 قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ قَالَ هِيَ كُلُّ قَرْيَةٍ أَوْ أَرْضٍ لَمْ يُوجِفْ عَلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ وَ مَا لَمْ يُقَاتِلْ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فَهُوَ لِلْإِمَامِ يَضَعُهُ حَيْثُ أَحَبَّ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَرْضِ تُفْتَحُ عَنْوَةً أَيْ قَهْراً قَالَ تُوقَفُ رِدْءاً لِلْمُسْلِمِينَ لِمَنْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَ لِمَنْ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِمْ إِنْ رَأَى ذَلِكَ الْإِمَامُ وَ إِنْ رَأَى قِسْمَتَهَا قَسَمَهَا وَ الْأَرْضُ وَ مَا فِيهَا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ الْإِمَامُ فِي ذَلِكَ بَعْدَ الرَّسُولِ يَقُومُ مَقَامَهُ ثُمَّ قَالَ لِمَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ احْمَدُوا اللَّهَ فَإِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ الْحَلَالَ وَ تَلْبَسُونَ الْحَلَالَ وَ تَطَئُونَ الْحَلَالَ لِأَنَّكُمْ عَلَى الْمَعْرِفَةِ بِحَقِّنَا وَ الْوَلَايَةِ لَنَا أَخَذْتُمْ شَيْئاً طِبْنَا لَكُمْ بِهِ نَفْساً وَ مَنْ خَالَفَنَا وَ دَفَعَ حَقَّنَا يَأْكُلُ الْحَرَامَ وَ يَلْبَسُ الْحَرَامَ وَ يَطَأُ الْحَرَامَ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: الْغَنِيمَةُ تُقْسَمُ عَلَى خَمْسَةِ أَخْمَاسٍ فَيُقْسَمُ أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهَا عَلَى مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا وَ الْخُمُسُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فِي الْيَتِيمِ مِنَّا وَ الْمِسْكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ لَيْسَ فِينَا مِسْكِينٌ وَ لَا ابْنُ سَبِيلٍ الْيَوْمَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ فَالْخُمُسُ لَنَا مُوَفَّرٌ وَ نَحْنُ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا حَضَرْنَاهُ فِي الْأَرْبَعَةِ الْأَخْمَاسِ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَدْفَعُ إِلَيَّ الْخُمُسَ أَقْسِمُهُ فِي قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص حَتَّى كَانَ خُمُسُ السُّوسِ وَ جُنْدِيَ سَابُورَ فَقَالَ هَذَا خُمُسُكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ قَدْ أَخَلَّ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ وَ اشْتَدَّتْ حَاجَتُهُمْ إِلَيْهِ فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تَصْرِفُوهُ فِيهِمْ فَعَلْتُمْ فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ لَا تَغْتَمِزْ 2300 فِي حَقِّنَا يَا عُمَرُ فَقُلْتُ
نَحْنُ أَحَقُّ مَنْ أَرْفَقَ الْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُسْعِفْ قَوْلَهُ وَ شَفَّعَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَبَضَهُ فَوَ اللَّهِ مَا قَضَانَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَ لَا عَرَضَهُ عَلَيْنَا هُوَ وَ لَا مِنْ بَعْدِهِ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي هَذَا.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَلِيٍّ أَعِينُوا الْمُسْلِمِينَ بِخُمُسِكُمْ فَقَبَضَهُ وَ لَمْ يَدْفَعْ إِلَيْهِ شَيْئاً فَبَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ ع فَقَالَتْ أَعْطُونَا سَهْمَنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِسَائِرِ ذَلِكَ تَعْنِي أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ عَلِيّاً أَقْعَدُ بِذَلِكَ مِنْهُمْ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِ الْغَنِيمَةِ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا لِلْفَارِسِ سَهْمَانِ وَ لِلرَّاجِلِ سَهْمٌ وَاحِدٌ.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عُثْمَانَ هَلْ شَهِدَ بَدْراً قَالَ لَا قِيلَ فَهَلْ أَسْهَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ لَا وَ كَيْفَ يُسْهَمُ مَنْ لَمْ يَشْهَدْ قِيلَ لَهُ فَهَلْ شَهِدَ طَلْحَةُ قَالَ لَا قِيلَ فَالزُّبَيْرُ قَالَ شَهِدَ بَدْراً وَ لَكِنَّهُ فَرَّ يَوْمَ الْجَمَلِ فَإِنْ كَانَ قَاتَلَ مُؤْمِنِينَ فَقَدْ هَلَكَ بِقِتَالِهِ إِيَّاهُمْ وَ إِنْ كَانَ 2301 قَاتَلَ كُفَّاراً فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ 2302 كَمَا أَوْجَبَ اللَّهُ ذَلِكَ لِمَنْ وَلَّى دُبُرَهُ 2303 وَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: لَيْسَ لِلْعَبْدِ مِنَ الْغَنِيمَةِ شَيْءٌ وَ إِنْ حَضَرَ وَ قَاتَلَ عَلَيْهَا فَإِنْ رَأَى الْإِمَامُ أَوْ مَنْ أَقَامَهُ الْإِمَامُ أَنْ يُعْطِيَهُ عَلَى بَلَاءٍ إِنْ كَانَ مِنْهُ أَعْطَاهُ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ 2304 مَا رَآهُ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَاتَ فِي دَارِ الْحَرْبِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنْ تُحْرَزَ الْغَنِيمَةُ فَلَا سَهْمَ لَهُ فِيهَا وَ مَنْ مَاتَ بَعْدَ أَنْ أُحْرِزَتْ فَسَهْمُهُ مِيرَاثٌ لِوَرَثَتِهِ.
ذكر قتال أهل البغي
قال الله تعالى- 2305 وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ إلى قوله إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ 2306 فافترض الله عز و جل قتال أهل البغي كما افترض قتال المشركين و لذلك قال علي ص فيما رويناه عنه و ذكر قتال من قاتله منهم-
فَقَالَ: 2307 مَا وَجَدْتُ إِلَّا قِتَالَهُمْ أَوِ الْكُفْرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ص 2308 .
وَ رُوِّينَا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ ذَكَرَ الَّذِينَ حَارَبُوا عَلِيّاً ص فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ أَعْظَمُ جُرْماً مِمَّنْ حَارَبَ رَسُولَ اللَّهِ ص قِيلَ لَهُ وَ كَيْفَ ذَلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ لِأَنَّ أُولَئِكَ كَانُوا جَاهِلِيَّةً وَ هَؤُلَاءِ قَرَءُوا 2309 الْقُرْآنَ وَ عَرَفُوا فَضْلَ أُولِي الْفَضْلِ فَأَتَوْا مَا أَتَوْا بَعْدَ الْبَصِيرَةِ.
وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ 2310 النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ فَفَعَلْتُ مَا أُمِرْتُ بِهِ فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَهُمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَ غَيْرُهُمْ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ وَ أَمَّا الْمَارِقُونَ فَهُمُ الْخَوَارِجُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَ غَيْرُهُمْ مِنْ أَحْزَابِ مُعَاوِيَةَ.
وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ أَ كَافِرُونَ هُمْ قَالَ كَفَرُوا بِالْأَحْكَامِ وَ كَفَرُوا بِالنِّعَمِ كُفْراً لَيْسَ كَكُفْرِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ دَفَعُوا النُّبُوَّةَ وَ لَمْ يُقِرُّوا بِالْإِسْلَامِ وَ لَوْ كَانُوا كَذَلِكَ مَا حَلَّتْ لَنَا مُنَاكَحَتُهُمْ وَ لَا ذَبَائِحُهُمْ وَ لَا مَوَارِيثُهُمْ فَهُمْ وَ إِنْ كَانُوا غَيْرَ مُشْرِكِينَ عَلَى الْجُمْلَةِ كَمَا قَالَ عَلِيٌّ ص فَإِنَّهُمْ لَمْ يَتَعَلَّقُوا مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ إِقْرَاراً بِأَلْسِنَتِهِمْ حَلَّ بِذَلِكَ الْإِقْرَارِ مُنَاكَحَتُهُمْ وَ مَوَارِيثُهُمْ.
رُوِّينَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَنْ عَلِيٍّ ع مَا يُؤَيِّدُ مَا قُلْنَاهُ فَالَّذِي
رُوِّيْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَقْسِمُ مَالًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِذْ وَقَفَ عَلَيْهِ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْحَاجِبَيْنِ 2311 فَقَالَ 2312 مَا عَدَلْتَ فِيمَا قَسَمْتَ 2313 ثُمَّ وَلَّى فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَالَ فَإِذَا أَنَا لَمْ أَعْدِلْ فَمَنْ يَعْدِلُ وَ لَكِنْ قَدْ أُوذِيَ 2314 مُوسَى ع مِنْ قَبْلِي فَصَبَرَ ثُمَّ أَشَارَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى مَنْ حَوْلَهُ ثُمَّ قَالَ مَنْ يَقُومُ إِلَى هَذَا فَيَقْتُلُهُ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَصَابَهُ وَ قَدْ قَامَ فِي حَرَمِ 2315 الْمَسْجِدِ وَ هُوَ يُصَلِّي 2316 فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص إِنِّي وَجَدْتُهُ قَائِماً يُصَلِّي 2317 قَالَ اجْلِسْ ثُمَّ قَالَ مَنْ يَقُومُ مِنْكُمْ فَيَقْتُلُهُ فَوَثَبَ عُمَرُ فَأَصَابَهُ كَذَلِكَ 2318 يُصَلِّي فَرَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَبْتُهُ قَائِماً فِي الصَّلَاةِ مَا خَرَجَ مِنْهَا فَمَا تَرَى فِيهِ قَالَ اجْلِسْ ثُمَّ قَالَ مَنْ يَقُومُ إِلَيْهِ 2319 فَيَقْتُلُهُ فَقَالَ عَلِيٌّ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْتَ يَا عَلِيُّ وَ مَا أَرَاكَ تُدْرِكُهُ فَانْطَلَقَ فَلَمْ يَجِدْهُ فَرَجَعَ فَأَعْلَمَ النَّبِيَّ ص فَقَالَ النَّبِيُّ ص لَوْ قَتَلْتُمُوهُ مَا اخْتَلَفَ بَعْدِي مِنْكُمْ اثْنَانِ وَ سَوْفَ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ 2320 هَذَا الرَّجُلِ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا مُرُوقُ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ قَالَ الرَّجُلُ يَرْمِي الصَّيْدَ فَيُنَفِّذُهُ وَ يَخْرُجُ السَّهْمُ وَ لَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ مِنَ الدَّمِ لِشِدَّةِ الضَّرْبَةِ وَ قَدْ دَخَلَ فِي الصَّيْدِ وَ كَذَلِكَ هَؤُلَاءِ لَا يَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ بِشَيْءٍ وَ إِنْ دَخَلُوا فِيهِ 2321 .
وَ أَمَّا مَا رُوِّينَاهُ عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ فَإِنَّهُ حَرَّضَ النَّاسَ عَلَى الْقِتَالِ يَوْمَ الْجَمَلِ فَقَالَ لَهُمْ- 2322 فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا رُمِيَ أَهْلُ هَذِهِ الْآيَةِ بِسَهْمٍ قَبْلَ الْيَوْمِ.
وَ رُوِّينَا عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ صِفِّينَ اقْتُلُوا بَقِيَّةَ الْأَحْزَابِ وَ أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ اقْتُلُوا مَنْ يَقُولُ كَذَبَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَقُولُ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ ثُمَّ يُظْهِرُونَ غَيْرَ مَا يُضْمِرُونَ وَ يَقُولُونَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ
وَ مِمَّا رُوِّيْنَاهُ عَنْهُ ص مِنَ التَّحْرِيضِ عَلَى قِتَالِهِمْ أَنَّهُ بَلَغَهُ ص أَنَّ خَيْلًا لِمُعَاوِيَةَ أَغَارَتْ عَلَى الْأَنْبَارِ فَقَتَلُوا عَامِلَ عَلِيٍّ ص عَلَيْهَا وَ انْتَهَكُوا حُرَمَ الْمُسْلِمِينَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيّاً ع فَخَرَجَ بِنَفْسِهِ غَضَباً حَتَّى انْتَهَى إِلَى النُّخَيْلَةِ وَ تَصَايَحَ النَّاسَ فَأَدْرَكُوهُ بِهَا 2323 وَ قَالُوا ارْجِعْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَنَحْنُ نَكْفِيكَ الْمَئُونَةَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا تَكْفُونَنِي وَ لَا تَكْفُونَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ قَامَ فِيهِمْ خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَمَنْ تَرَكَهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ الذِّلَّةَ وَ شَمِلَهُ الْبَلَاءُ وَ الصَّغَارُ وَ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ وَ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تَغْزُوا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوَكُمْ فَإِنَّهُ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا فَجَعَلْتُمْ تَتَعَلَّلُونَ بِالْعِلَلِ وَ تُسَوِّفُونَ فَهَذَا عَامِلُ مُعَاوِيَةَ أَغَارَ عَلَى الْأَنْبَارِ فَقَتَلَ عَامِلِي ابْنَ حَسَّانَ وَ انْتَهَكَ وَ أَصْحَابُهُ حُرُمَاتٍ الْمُسْلِمِينَ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَ الْأُخْرَى الْمُعَاهَدَةِ فَيَنْتَزِعُ قُرْطَهَا وَ حِجْلَهَا مَا يُمْنَعُ مِنْهَا ثُمَّ انْصَرَفُوا لَمْ يُكَلَّمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَوَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ عِنْدِي مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ جَدِيراً يَا عَجَباً عَجِبْتُ لِبَثِّ الْقُلُوبِ وَ تَشَعُّبِ الْأَحْزَانِ مِنِ اجْتِمَاعِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَ فَشَلِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ حَتَّى صِرْتُمْ غَرَضاً يُرْمَى تُغْزَوْنَ وَ لَا تَغْزُونَ وَ يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَ لَا تُغِيرُونَ وَ يُعْصَى اللَّهُ وَ تَرْضَوْنَ إِذَا قُلْتُ لَكُمْ اغْزُوهُمْ فِي الْحَرِّ قُلْتُمْ هَذِهِ أَيَّامٌ حَارَّةُ الْقَيْظِ أَمْهِلْنَا حَتَّى يَنْسَلِخَ الْحَرُّ عَنَّا وَ إِنْ قُلْتُ لَكُمْ اغْزُوهُمْ فِي الْبَرْدِ قُلْتُمْ هَذِهِ أَيَّامُ صِرٍّ وَ قُرٍّ فَمِنْ أَيْنَ لِي وَ لَكُمْ غَيْرُ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ فَأَنْتُمْ 2324 مِنَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ تَفِرُّونَ لَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ وَ يَا طَغَامَ الْأَحْلَامِ وَ يَا عُقُولَ رَبَّاتِ الْحِجَالِ قَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي غَيْظاً بِالْعِصْيَانِ وَ الْخِذْلَانِ حَتَّى قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ لَرَجُلٌ شُجَاعٌ وَ لَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ فَمَنْ أَعْلَمُ بِالْحَرْبِ مِنِّي-
لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ وَ أَنَا الْآنَ قَدْ عَاقَبْتُ 2325 السِّتِّينَ وَ لَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ أَبْدَلَنِيَ اللَّهُ بِكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ وَ أَبْدَلَكُمْ بِي مَنْ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ 2326 أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ لَا أَرْجُو نَصْرَكُمْ وَ لَا أُصَدِّقُ قَوْلَكُمْ وَ مَا سَهْمُ مَنْ كُنْتُمْ سَهْمَهُ إِلَّا السَّهْمُ الْأَخْيَبُ فَقَامَ إِلَيْهِ جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا أَنَا وَ أَخِي أَقُولُ كَمَا قَالَ مُوسَى 2327 رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِي فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ فَوَ اللَّهِ لَنَضْرِبَنَّ دُونَكَ وَ إِنْ حَالَ 2328 دُونَ مَا تُرِيدُهُ جَمْرُ الْغَضَا وَ شَوْكُ الْقَتَادِ فَأَثْنَى عَلَيْهِمَا عَلِيٌّ ص خَيْراً وَ قَالَ وَ أَيْنَ تَبْلُغَانِ رَحِمَكُمَا اللَّهُ مِمَّا أُرِيدُ ثُمَّ انْصَرَفَ 2329 .
وَ رُوِّينَا عَنْهُ ص أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ جُمُعَةٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ الْمُجْتَمِعَةُ أَبْدَانُهُمْ الْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ مَا عَزَّتْ دَعْوَةُ مَنْ دَعَاكُمْ وَ لَا اسْتَرَاحَ قَلْبُ مَنْ قَاسَاكُمْ كَلَامُكُمْ يُوهِي الصُّمَّ الصِّلَابَ وَ فِعْلُكُمُ يُطَمِّعُ فِيكُمْ عَدُوَّكُمْ الْمُرْتَابَ إِذَا قُلْتُ لَكُمْ انْهَضُوا إِلَى عَدُوِّكُمْ قُلْتُمْ كَيْفَ وَ مَهْمَا وَ لَا نَدْرِي أَعَالِيلُ الْأَضَالِيلِ تَسْأَلُونِّي التَّأْخِيرَ فِعْلَ ذِي الدَّيْنِ الْمَطُولِ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَا يَدْفَعُ الضَّيْمَ الذَّلِيلُ وَ لَا يُدْرَكُ الْحَقُّ إِلَّا بِالصِّدْقِ وَ الْجِدِّ فَأَيَّ دَارٍ بَعْدَ دَارِكُمْ تَمْنَعُونَ وَ مَعَ أَيِّ إِمَامٍ بَعْدِي تُقَاتِلُونَ أَصْبَحْتُ لَا أَطْمَعُ فِي نُصْرَتِكُمْ وَ لَا أَرْغَبُ فِي دَعَوْتِكُمْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ أَبْدَلَنِي بِكُمْ مَنْ 2330 هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْكُمْ وَ أَبْدَلَكُمْ بِي مَنْ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ مِنِّي ثُمَّ نَزَلَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ رَاحَ النَّاسُ إِلَيْهِ يَعْتَذِرُونَ فَقَالَ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي ذُلًّا شَامِلًا وَ أَثَرَةً قَبِيحَةً يَتَّخِذُهَا الظَّالِمُونَ عَلَيْكُمْ حُجَّةً حَتَّى تَبْكِيَ عُيُونُكُمْ وَ يَدْخُلَ الْفَقْرُ عَلَيْكُمْ بُيُوتَكُمْ عَمَّا قَلِيلٍ وَ لَا يُبَعِّدُ اللَّهُ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ وَ كَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُنْدَبٍ الْأَزْدِيُّ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ وَ رَأَى مَا هُمْ فِيهِ بَكَى وَ قَالَ صَدَقَ وَ اللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ص لَقَدْ رَأَيْنَا مِنْ بَعْدِهِ مَا تَوَعَّدَنَا بِهِ.