کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تيسير الكريم الرحمن

سورة الفاتحة سورة آل عمران سورة المائدة سورة الأنعام تفسير سورة الأعراف تفسير سورة الأنفال تفسير سورة التوبة تفسير سورة يونس تفسير سورة هود تفسير سورة الرعد سورة إبراهيم تفسير سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف تفسير سورة مريم سورة طه تفسير سورة الأنبياء تفسير سورة الحج تفسير سورة المؤمنون تفسير سورة النور تفسير سورة الفرقان تفسير سورة الشعراء تفسير سورة النمل تفسير سورة العنكبوت تفسير سورة الروم تفسير سورة لقمان تفسير سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ تفسير سورة فاطر تفسير سورة يس تفسير سورة الصافات تفسير سورة الزمر تفسير سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف تفسير سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد تفسير سورة الحجرات تفسير سورة ق سورة الطور تفسير سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة تفسير سورة الحديد تفسير سورة المجادلة تفسير سورة الحشر تفسير سورة الممتحنة تفسير سورة الصف سورة الجمعة تفسير سورة المنافقون تفسير سورة التغابن تفسير سورة الطلاق تفسير سورة التحريم تفسير سورة الملك تفسير سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن تفسير سورة المزمل سورة المدثر تفسير سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات تفسير سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس تفسير سورة التكوير سورة الإنفطار سورة المطففين تفسير سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى تفسير سورة الغاشية تفسير سورة الفجر تفسير سورة البلد سورة الشمس سورة الليل تفسير سورة الضحى سورة الشرح سورة التين تفسير سورة العلق سورة القدر تفسير سورة البينة تفسير سورة الزلزلة تفسير سورة العاديات تفسير سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر تفسير سورة الهمزة سورة الفيل تفسير سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر تفسير سورة الكافرون سورة النصر تفسير سورة المسد تفسير سورة الإخلاص سورة الفلق تفسير سورة الناس محتوى تفسير الإمام السعدي

تيسير الكريم الرحمن


صفحه قبل

تيسير الكريم الرحمن، ص: 15

ترجمة المؤلف بقلم أحد تلاميذه‏

1- اسمه و نسبه و مولده و نشأته في اليتم:

هو الشيخ أبو عبد اللّه عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اللّه بن ناصر آل سعدي من قبيلة تميم، ولد في بلدة عنيزة في القصيم، و ذلك بتاريخ 12 محرم عام ألف و ثلاثمائة و سبع من الهجرة النبوية (1307 ه/ 1887 م)، و توفيت أمه و له أربع سنين، و توفي والده و له سبع سنين، فتربى يتيما.

و لكنه نشأ نشأة حسنة، و كان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنّه بذكائه و رغبته الشديدة في العلوم، و قد قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب، و أتقنه و عمره أحد عشر سنة، ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده و على من قدم بلده من العلماء، فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم، و لما بلغ من العمر ثلاثا و عشرين سنة جلس للتدريس فكان يتعلم و يعلّم، و يقضي جميع أوقاته في ذلك، حتى أنه في عام ألف و ثلاثمائة و خمسين صار التدريس ببلده راجعا إليه؛ و معول جميع الطلبة في التعلم عليه.

2- شيوخه:

أخذ عن الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر، و هو أوّل من قرأ عليه، و كان المؤلف يصف شيخه بحفظه للحديث، و يتحدث عن ورعه و محبته للفقراء و مواساتهم، و كثيرا ما يأتيه الفقير في اليوم الشاتي فيخلع أحد ثوبيه و يلبسه الفقير مع حاجته إليه، و قلة ذات يده رحمه اللّه.

و من مشايخ المؤلف الشيخ محمد بن عبد الكريم الشبل، قرأ عليه في الفقه و علوم العربية و غيرهما.

و منهم الشيخ صالح بن عثمان القاضي (قاضي عنيزة) قرأ عليه في التوحيد و التفسير و الفقه:

أصوله و فروعه و علوم العربية، و هو أكثر من قرأ عليه المؤلّف و لازمه ملازمة تامة حتى توفي رحمه اللّه.

و منهم الشيخ عبد اللّه بن عايض، و منهم الشيخ صعب القويجري، و منهم الشيخ علي السناني.

تيسير الكريم الرحمن، ص: 16

و منهم الشيخ علي الناصر أبو واداي، قرأ عليه في الحديث، و أخذ عنه الأمهات الست و غيرها و أجازه في ذلك.

و منهم الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز المحمد المانع (مدير المعارف في المملكة العربية السعودية) في وقتنا الحالي، و قد قرأ عليه المؤلف في عنيزة.

و من مشايخه الشيخ محمد الشنقيطي (نزيل الحجاز قديما ثم الزبير) لما قدم عنيزة و جلس فيها للتدريس قرأ عليه المؤلف في التفسير و الحديث و مصطلح الحديث و علوم العربية كالنحو و الصرف و نحو هما.

3- نبذة من أخلاق المؤلف:

كان- رحمه اللّه- على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة، متواضعا للصغير و الكبير و الغني و الفقير، يقضي بعض وقته في الاجتماع بمن يرغب حضوره فيكون مجلسهم ناديا علميا، حيث إنه يحرص أن يحتوي على البحوث العلمية و الاجتماعية و يحصل لأهل المجلس فوائد عظمى من هذه البحوث النافعة التي يشغل وقتهم فيها، فتنقلب مجالسهم العادية عبادة و مجالس علمية، و يتكلم مع كل فرد بما يناسبه، و يبحث معه في المواضيع النافعة له دنيا و آخرة، و كثيرا ما يحل المشاكل برضاء الطرفين في الصلح العادل.

و كان ذا شفقة على الفقراء و المساكين و الغرباء، مادا يد المساعدة لهم بحسب قدرته، يستعطف لهم المحسنين ممن يعرف عنهم حب الخير في المناسبات.

و كان على جانب كبير من الأدب و العفة و النزاهة و الحزم في كل أعماله.

و كان من أحسن الناس تعليما و أبلغهم تفهيما، مرتبا لأوقات التعليم، و يعمل المناظرات بين تلاميذه المحصلين لشحذ أفكارهم، و يجعل الجعل لمن يحفظ بعض المتون؛ و كل من حفظه أعطي الجعل و لا يحرم منه أحد. و يتشاور مع تلاميذه في اختيار الأنفع من كتب الدراسة، و يرجح ما عليه رغبة أكثرهم، و مع التساوي يكون هو الحكم، و لا يمل التلاميذ من طول وقت الدراسة إذا طال، لأنهم يتلذذون من مجالسته، و لذا حصل له من التلاميذ المحصلين عدد كثير و لا يزال كذلك، متع اللّه بحياته؛ و بارك اللّه لنا و له في الأوقات، و رزقنا و إياه التزود من الباقيات الصالحات.

4- مكانة المؤلف بالمعلومات:

كان ذا معرفة تامة في الفقه: أصوله و فروعه. و في أول أمره متمسكا بالمذهب الحنبلي تبعا لمشائخه، و حفظ بعض المتون من ذلك، و كان له مصنف في أول أمره في الفقه، نظم رجز نحو أربعمائة بيت و شرحه شرحا مختصرا، و لكنه لم يرغب ظهوره، لأنه على ما يعتقده أولا.

تيسير الكريم الرحمن، ص: 17

و كان أعظم اشتغاله و انتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم، و حصل له خير كثير بسببهما: في علم الأصول و التوحيد و التفسير و الفقه و غيرها من العلوم النافعة، و بسبب استنارته بكتب الشيخين المذكورين صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي؛ بل يرجح ما ترجح عنده بالدليل الشرعي.

و لا يطعن في علماء المذهب كبعض المتهوسين، هدانا اللّه و إياهم للصواب المستبين.

و له اليد الطولى في التفسير- إذ قرأ عدة تفاسير- و برع فيه، و ألف تفسيرا جليلا في عدة مجلدات، فسره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقت لتصنيف كتاب تفسير و لا غيره، و دائما يقرأ و التلاميذ في القرآن الكريم و يفسره ارتجالا، و يستطرد و يبين من معاني القرآن و فوائده؛ و يستنبط منه الفوائد البديعة و المعاني الجليلة، حتى أن سامعه يود أن لا يسكت لفصاحته و جزالة لفظه و توسعه في سياق الأدلة و القصص.

و من اجتمع به و قرأ عليه و بحث معه، عرف مكانته في المعلومات، و كذلك من قرأ مصنفاته و فتاويه.

5- مصنفاته‏

و هي كثيرة نذكر منها:

1- «تفسير القرآن الكريم المسمى «تيسير الكريم الرحمن» أكمله في عام 1344 ه و هو كتابنا الذي بين يديك.

2- «حاشية على الفقه» استدراكا على جميع الكتب المستعملة في المذهب الحنبلي. و لم تطبع.

3- «إرشاد أولي البصائر و الألباب لمعرفة الفقه بأقرب الطرق و أيسر الأسباب»، رتّبه على السؤال و الجواب، طبع بمطبعة الترقي في دمشق عام 1365 ه على نفقة المؤلف و وزعه مجانا.

4- «الدرة المختصرة في محاسن الإسلام». طبع في مطبعة أنصار السنة عام 1366 ه.

5- «الخطبة العصرية القيمة»، لما آل إليه أمر الخطابة في بلده اجتهد أن يخطب في كل عيد و جمعة بما يناسب الوقت الحاضر في المواضيع المهمة التي يحتاج الناس إليها، ثم جمعها و طبعها مع الدرة المختصرة في مطبعة أنصار السنة على نفقته و وزعها مجانا.

6- «القواعد الحسان لتفسير القرآن»، طبعها في مطبعة أنصار السنة عام 1366 ه. و وزع مجانا.

7- «تنزيه الدين و حملته و رجاله، مما افتراه القصيمي في أغلاله»، طبع في مطبعة دار إحياء الكتب العربية على نفقة وجيه الحجاز «الشيخ محمد أفندي نصيف» عام 1366 ه.

تيسير الكريم الرحمن، ص: 18

8- «الحق الواضح المبين، في شرح توحيد الأنبياء و المرسلين».

9- «توضيح الكافية الشافية». و هو كالشرح لنونية الشيخ ابن القيم.

10- «وجوب التعاون بين المسلمين، و موضوع الجهاد الديني»، و هذه الثلاثة الأخيرة طبعت بالقاهرة بالمطبعة السلفية على نفقة المؤلف و وزعها مجانا.

11- «القول السديد في مقاصد التوحيد»، طبع في مصر «بمطبعة الإمام» على نفقة عبد المحسن أبا بطين عام 1367 ه.

12- «مختصر في أصول الفقه»، لم يطبع.

13- «تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن». طبع على نفقة المؤلف و جماعة من المحسنين، وزع مجانا. طبع بمطبعة الإمام.

14- «الرياض الناضرة»، طبع بمطبعة الإمام (الطبعة الأولى).

15- و له فوائد منثورة و فتاوى كثيرة في أسئلة شتى ترد إليه من بلده و غيره و يجيب عليها.

و له تعليقات شتى على كثير مما يمر عليه من الكتب.

و كانت الكتابة سهلة يسيرة عليه جدا، حتى أنه كتب من الفتاوى و غيرها شيئا كثيرة. و مما كتب نظم ابن عبد القوي المشهور؛ و أراد أن يشرحه شرحا مستقلا فرآه شاقا عليه؛ فجمع بينه و بين الإنصاف بخط يده ليساعد على فهمه فكان كالشرح له؛ و لهذا لم نعده من مصنفاته.

6- غايته من التصنيف:

و كان غاية قصده من التصنيف نشر العلم و الدعوة إلى الحق، و لهذا يؤلف و يكتب و يطبع ما يقدر عليه من مؤلفاته، لا ينال منها غرضا زائلا، أو يستفيد منها عرض الدنيا، بل يوزعها مجانا ليعم النفع بها.

فجزاه اللّه عن الإسلام و المسلمين خيرا، و وفقنا اللّه إلى ما فيه رضاه.

7- وفاته:

و بعد عمر طويل دام قرابة (69) عاما في خدمة العلم، انتقل إلى جوار ربّه في عام 1376 ه/ 1956 م في مدينة عنيزة من بلاد القصيم، رحمه اللّه رحمة واسعة.

تيسير الكريم الرحمن، ص: 19

تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان تأليف العلّامة الشيخ أبي عبد اللّه عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اللّه بن ناصر آل سعدي (ت 1376 ه)

تيسير الكريم الرحمن، ص: 21

مقدمة المؤلف‏

الحمد للّه الذي أنزل على عبده الفرقان الفارق بين الحلال و الحرام، و السعداء و الأشقياء، و الحق و الباطل.

و جعله- برحمته- هدى للناس عموما، و للمتقين خصوصا- من ضلال الكفر، و المعاصي و الجهل، إلى نور الإيمان و التقوى و العلم.

و أنزله شفاء للصدور، من أمراض الشبهات و الشهوات، و يحصل به اليقين و العلم، في المطالب العاليات، و شفاء للأبدان من أمراضها، و عللها، و آلامها، و أسقامها.

و أخبر أنه لا ريب فيه، و لا شك، بوجه من الوجوه، و ذلك لاشتماله على الحق العظيم، في أخباره، و أوامره، و نواهيه.

و أنزله مباركا، فيه الخير الكثير، و العلم الغزير، و الأسرار البديعة، و المطالب الرفيعة. فكل بركة و سعادة تنال في الدنيا و الآخرة، فسببها الاهتداء به و اتباعه.

و أخبر أنه مصدق و مهيمن، على الكتب السابقة. فما شهد له، فهو الحق، و ما رده فهو المردود لأنه تضمنها و زاد عليها. و قال تعالى فيه: يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ‏ .

فهو هاد لدار السلام، مبين لطريق الوصول إليها، و حاث عليها، كاشف عن الطريق الموصلة إلى دار الآلام و محذر عنها. و قال تعالى مخبرا عنه: كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ .

فبين آياته أكمل تبيين، و أتقنها أي إتقان، و فصلها بتمييز الحق من الباطل، و الرشد من الضلال، تفصيلا كاشفا للبس، لكونه صادرا من حكيم خبير.

فلا يخبر إلا بالصدق و الحق و اليقين، و لا يأمر إلا بالعدل و الإحسان و البر. و لا ينهى إلا عن المضار الدينية و الدنيوية.

و أقسم تعالى بالقرآن، و وصفه بأنه «مجيد» و المجيد: سعة الأوصاف و عظمتها، و ذلك لسعة معاني القرآن و عظمتها. و وصفه بأنه «ذو الذكر» أي: يتذكر به العلوم الإلهية و الأخلاق الجميلة و الأعمال الصالحة، و يتعظ به من يخشى.

و قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ‏ (2)، و أنزله بهذا اللسان لنعقله و نفهمه، و أمرنا بتدبره، و التفكر فيه، و الاستنباط لعلومه. و ما ذاك إلا لأن تدبره مفتاح كل خير، محصل للعلوم و الأسرار.

فللّه الحمد و الشكر و الثناء، على أن جعل كتابه هدى و شفاء و رحمة و نورا، و تبصرة و تذكرة، و عبرة و بركة، و هدى و بشرى للمسلمين.

فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه و الاهتداء بها.

و كان حقيقا بالعبد أن يبذل جهده، و يستفرغ وسعه في تعلمه و تفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك.

صفحه بعد