کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تيسير الكريم الرحمن

سورة الفاتحة سورة آل عمران سورة المائدة سورة الأنعام تفسير سورة الأعراف تفسير سورة الأنفال تفسير سورة التوبة تفسير سورة يونس تفسير سورة هود تفسير سورة الرعد سورة إبراهيم تفسير سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف تفسير سورة مريم سورة طه تفسير سورة الأنبياء تفسير سورة الحج تفسير سورة المؤمنون تفسير سورة النور تفسير سورة الفرقان تفسير سورة الشعراء تفسير سورة النمل تفسير سورة العنكبوت تفسير سورة الروم تفسير سورة لقمان تفسير سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ تفسير سورة فاطر تفسير سورة يس تفسير سورة الصافات تفسير سورة الزمر تفسير سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف تفسير سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد تفسير سورة الحجرات تفسير سورة ق سورة الطور تفسير سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة تفسير سورة الحديد تفسير سورة المجادلة تفسير سورة الحشر تفسير سورة الممتحنة تفسير سورة الصف سورة الجمعة تفسير سورة المنافقون تفسير سورة التغابن تفسير سورة الطلاق تفسير سورة التحريم تفسير سورة الملك تفسير سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن تفسير سورة المزمل سورة المدثر تفسير سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات تفسير سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس تفسير سورة التكوير سورة الإنفطار سورة المطففين تفسير سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى تفسير سورة الغاشية تفسير سورة الفجر تفسير سورة البلد سورة الشمس سورة الليل تفسير سورة الضحى سورة الشرح سورة التين تفسير سورة العلق سورة القدر تفسير سورة البينة تفسير سورة الزلزلة تفسير سورة العاديات تفسير سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر تفسير سورة الهمزة سورة الفيل تفسير سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر تفسير سورة الكافرون سورة النصر تفسير سورة المسد تفسير سورة الإخلاص سورة الفلق تفسير سورة الناس محتوى تفسير الإمام السعدي

تيسير الكريم الرحمن


صفحه قبل

تيسير الكريم الرحمن، ص: 493

رِزْقاً لَكُمْ‏ و رزقا لأنعامكم. وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ‏ أي: السفن و المراكب، لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ‏ فهو الذي يسّر لكم صنعتها، و أقدركم عليها، و حفظها على تيار الماء، لتحملكم، و تحمل تجاراتكم و أمتعتكم، إلى بلد تقصدونه.

وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ لتسقي حروثكم و أشجاركم، و تشربوا منها.

[33] وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَيْنِ‏ لا يفتران، و لا ينيان، يسعيان لمصالحكم، من حساب أزمنتكم و مصالح أبدانكم، و حيواناتكم، و زروعكم، و ثماركم، وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ‏ لتسكنوا فيه‏ وَ النَّهارَ مبصرا، لتبتغوا من فضله.

[34] وَ آتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ‏ أي: أعطاكم من كل ما تعلقت به أمانيكم و حاجتكم، مما تسألونه إياه.

بلسان الحال، أو بلسان المقال، من أنعام، و آلات، و صناعات و غير ذلك. وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها فضلا عن قيامكم بشكرها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ أي: هذه طبيعة الإنسان من حيث هو ظالم متجرى‏ء على المعاصي، مقصر في حقوق ربه، كفّار لنعم اللّه، لا يشكرها و لا يعترف بها، إلا من هداه اللّه، فشكر نعمه، و عرف حق ربه، و قام به. ففي هذه الآيات، من أصناف نعم اللّه على العباد، شي‏ء عظيم، مجمل، و مفصل، يدعو اللّه به العباد إلى القيام بشكره و ذكره، و يحثهم على ذلك، و يرغبهم في سؤاله و دعائه، آناء الليل و النهار، كما أن نعمته، تتكرر عليهم، في جميع الأوقات.

[35] أي: وَ اذكر إبراهيم، عليه الصلاة و السّلام، في هذه الحالة الجميلة، إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ أي: الحرم‏ آمِناً ، فاستجاب اللّه دعاءه شرعا و قدرا، فحرمه اللّه في الشرع، و يسّر من أسباب حرمته، قدرا، ما هو معلوم، حتى إنه لم يرده ظالم بسوء، إلا قصمه اللّه كما فعل بأصحاب الفيل و غيرهم. و لما دعا له بالأمن، دعا له و لبنيه بالإيمان فقال: وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ‏ ، أي: اجعلني و إياهم، جانبا بعيدا عن عبادتها، و الإلمام بها، ثمّ ذكر الموجب لخوفه عليه و على بنيه، بكثرة من افتتن و ابتلي بعبادتها، فقال:

[36] رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ‏ أي: ضلوا بسببها، فَمَنْ تَبِعَنِي‏ على ما جئت به من التوحيد و الإخلاص للّه رب العالمين‏ فَإِنَّهُ مِنِّي‏ لتمام الموافقة و من أحب قوما و اتبعهم، التحق بهم. وَ مَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ و هذا من شفقة الخليل، عليه الصلاة و السّلام حيث دعا للعاصين بالمغفرة و الرحمة من اللّه، و اللّه تبارك و تعالى، أرحم منه بعباده، لا يعذب إلا من تمرد عليه.

[37] رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ‏ و ذلك أنه أتى ب «هاجر» أم إسماعيل و بابنها إسماعيل، عليه الصلاة و السّلام، و هو في الرضاع، من الشام، حتى وضعهما في مكة، و هي- إذ ذاك- ليس فيها سكن، و لا داع، و لا مجيب، فلما وضعهما، دعا ربه بهذا الدعاء، فقال- متضرعا متوكلا على ربه: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي‏ أي: لا كل ذريتي، لأن إسحق في الشام، و باقي بنيه كذلك، و إنّما أسكن في مكة، إسماعيل و ذريته، و قوله: بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ‏ أي: لأن أرض مكة لم يكن فيها ماء. رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ أي: اجعلهم‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 494

موحدين مقيمين الصلاة، لأن إقامة الصلاة من أخص و أفضل العبادات الدينية، فمن أقامها، كان مقيما لدينه، فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ‏ أي: تحبهم، و تحب الموضع الذي هم ساكنون فيه. فأجاب اللّه دعاءه، فأخرج من ذرية إسماعيل، محمدا صلّى اللّه عليه و سلم، حتى دعا ذريته إلى الدين الإسلامي، و إلى ملة أبيهم إبراهيم، فاستجابوا له و صاروا مقيمي الصلاة. و افترض اللّه حج هذا البيت، الذي أسكن به ذرية إبراهيم، و جعل فيه سرا عجيبا، جاذبا للقلوب، فهي تحجه، و لا تقضي منه و طرا على الدوام، بل كلما أكثر العبد التردد إليه، ازداد شوقه، و عظم ولعه و توقه، و هذا سر إضافته تعالى إلى نفسه المقدسة. وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ‏ فأجاب اللّه دعاءه، فصار يجبى إليه، ثمرات كل شي‏ء، فإنك ترى مكة المشرفة كل وقت، و الثمار فيها متوفرة، و الأرزاق تتوالى إليها من كل جانب.

[38] رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَ ما نُعْلِنُ‏ أي: أنت أعلم بنا منا، فنسألك من تدبيرك و تربيتك لنا، أن تيسر لنا من الأمور التي نعلمها، و التي لا نعلمها، ما هو مقتضى علمك و رحمتك، وَ ما يَخْفى‏ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ و من ذلك هذا الدعاء الذي لم يقصد به الخليل إلا الخير، و كثرة الشكر للّه رب العالمين.

[39] الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ‏ فذلك من أكبر النعم، و كونه على الكبر، في حال الإياس من الأولاد، نعمة أخرى، و كونهم أنبياء صالحين، أجلّ و أفضل، إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ أي: لقريب الإجابة، ممن دعاه، و قد دعوته، و لم يخيب رجائي.

[40- 41] ثمّ دعا لنفسه و لذريته. فقال: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَ تَقَبَّلْ دُعاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ‏ (41)، فاستجاب اللّه له في ذلك كله، إلا أن دعاءه لأبيه، إنّما كان من موعدة وعده إياه، فلما تبين له أنه عدو للّه، تبرأ منه.

[42] ثمّ قال تعالى: وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا إلى‏ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ . هذا وعيد شديد للظالمين، و تسلية للمظلومين. يقول تعالى: وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ‏ حيث أمهلهم و أدرّ عليهم الأرزاق، و تركهم يتقلبون في البلاد، آمنين مطمئنين، فليس في هذا ما يدل على حسن حالهم، فإن اللّه يملي للظالم و يمهله، ليزداد إثما، حتى إذا أخذه، لم يفلته‏ وَ كَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى‏ وَ هِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)، و الظلم- هاهنا- يشمل الظلم فيما بين العبد و ربه، و ظلمه لعباد اللّه، إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ أي: لا تطرف من شدة ما ترى، من الأهوال و ما أزعجها من القلاقل.

[43] مُهْطِعِينَ‏ أي: مسرعين إلى إجابة الداعي حين يدعوهم إلى الحضور بين يدي اللّه للحساب، لا امتناع لهم و لا محيص، و لا ملجأ، مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ‏ أي: رافعيها قد غلّت أيديهم إلى الأذقان، فارتفعت لذلك، رؤوسهم، لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ أي: أفئدتهم فارغة من قلوبهم، قد صعدت إلى الحناجر، لكنها مملوءة من كل هم و غم، و حزن و قلق.

تيسير الكريم الرحمن، ص: 495

[44- 45] يقول تعالى لنبيه محمد صلّى اللّه عليه و سلم: وَ أَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ‏ أي: صف لهم تلك الحال، و حذّرهم من الأعمال الموجبة للعذاب، الذي حين يأتي في شدائده و قلاقله، فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا بالكفر و التكذيب، و أنواع المعاصي، نادمين على ما فعلوا، سائلين للرجعة في غير وقتها، رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى‏ أَجَلٍ قَرِيبٍ‏ أي: ردّنا إلى الدنيا، فإنا قد أبصرنا، نُجِبْ دَعْوَتَكَ‏ و اللّه يدعو إلى دار السّلام‏ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ‏ و هذا كله، لأمل التخلص من العذاب الأليم، و إلا فهم كذبة في هذا الوعد وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ‏ . و لهذا يوبخون و يقال لهم: أَ وَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ‏ عن الدنيا، و انتقال إلى الآخرة، فها قد تبين لكم حنثكم في إقسامكم و كذبتم فيما تدعون. وَ ليس عملكم قاصرا في الدنيا من أجل الآيات البينات، بل‏ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ‏ من أنواع العقوبات؟

و كيف أحلّ اللّه بهم العقوبات، حين كذبوا بالآيات البينات، و ضربنا لكم الأمثال الواضحة التي لا تدع أدنى شك في القلب إلا أزالته، فلم تنفع فيكم تلك الآيات، بل أعرضتم، و دمتم على باطلكم، حتى صار ما صار: و وصلتم إلى هذا اليوم الذي لا ينفع فيه اعتذار من اعتذار بباطل.

[46] وَ قَدْ مَكَرُوا أي: المكذبون للرسل‏ مَكْرَهُمْ‏ الذي وصلت إليه إرادتهم، و قدروا عليه، وَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ‏ أي: هو محيط به علما و قدرة، و قد عاد مكرهم عليهم‏ وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ‏ . وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ‏ أي: و لقد كان مكر الكفار المكذبين للرسل بالحق، و بمن جاء به- من عظمه- لتزول الجبال الراسيات بسببه، عن أماكنها، أي: وَ مَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) لا يقدر قدره و لكن اللّه رد كيدهم في نحورهم. و يدخل في هذا، كل من مكر من المخالفين للرسل، لينصر باطلا، أو يبطل حقا، و القصد أن مكرهم، لم يغن عنهم شيئا، و لم يضروا اللّه شيئا، و إنّما ضروا أنفسهم.

[47] يقول تعالى: فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ‏ بنجاتهم، و نجاة أتباعهم و سعادتهم، و إهلاك أعدائهم و خذلانهم في الدنيا، و عقابهم في الآخرة، فهذا لا بد من وقوعه، لأنه وعد به الصادق قولا، على ألسنة أصدق خلقه، و هم: الرسل، و هذا أعلى ما يكون من الأخبار، خصوصا، و هو مطابق للحكمة الإلهية، و السنن الربانية، و للعقول الصحيحة، و إِنَّ اللَّهَ‏ لا يعجزه شي‏ء، فإنه‏ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ‏ .

[48] أي: إذا أراد أن ينتقم من أحد، فإنه لا يفوته و لا يعجزه، و ذلك في يوم القيامة، يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ‏ تبدل غير السموات، و هذا التبديل، تبديل صفات، لا تبديل ذات، فإن الأرض يوم القيامة تسوى و تمد كمد الأديم، و يلقى ما على ظهرها من جبل و معلم، فتصير قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا و لا أمتا، و تكون السماء، كالمهل، من شدة أهوال ذلك اليوم، ثمّ يطويها اللّه تعالى بيمينه. وَ بَرَزُوا أي: الخلائق من قبورهم إلى يوم بعثهم، و نشورهم في محل لا يخفى منهم على اللّه شي‏ء، لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ أي: المتفرد بعظمته‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 496

و أسمائه و صفاته، و أفعاله العظيمة، و قهره لكل العوالم فكلها تحت تصرفه و تدبيره، فلا يتحرك منها متحرك، و لا يسكن ساكن إلا بإذنه.

[49] وَ تَرَى الْمُجْرِمِينَ‏ أي: الّذين وصفهم الإجرام، و كثرة الذنوب، يَوْمَئِذٍ في ذلك اليوم‏ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ أي: يسلسل كل أهل عمل من المجرمين، بسلاسل من نار، فيقادون إلى العذاب، في أذل صورة و أشنعها، و أبشعها.

[50- 51] سَرابِيلُهُمْ‏ أي: ثيابهم‏ مِنْ قَطِرانٍ‏ و ذلك لشدة اشتعال النار فيهم و حرارتها، و نتن ريحها، وَ تَغْشى‏ وُجُوهَهُمُ‏ التي هي أشرف ما في أبدانهم‏ النَّارُ أي: تحيط بها، و تصلاها من كل جانب، و غير الوجوه من باب أولى و أحرى، و ليس هذا ظلما من اللّه، و إنّما هو جزاء لما قدموا و كسبوا، و لهذا قال تعالى: لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ‏ من خير و شر، بالعدل و القسط، الذي لا جور فيه بوجه من الوجوه. إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ‏ كقوله تعالى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ‏ (1)، و يحتمل أن معناه: سريع المحاسبة، فيحاسب الخلق في ساعة واحدة كما يرزقهم و يدبرهم بأنواع التدابير، في لحظة واحدة، لا يشغله شأن عن شأن، و ليس ذلك بعسير عليه سبحانه.

[52] فلما بين البيان المبين في هذا القرآن، قال في مدحه: هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ‏ أي: يتبلغون به، و يتزودون إلى الوصول إلى أعلى المقامات و أفضل الكرامات، لما اشتمل عليه من الأصول و الفروع، و جميع العلوم التي يحتاجها العباد. وَ لِيُنْذَرُوا بِهِ‏ لما فيه من الترهيب من أعمال الشر، و ما أعد اللّه لأهلها من العقاب، وَ لِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ حيث صرف فيه من الأدلة و البراهين، على ألوهيته و وحدانيته، ما صار ذلك حق اليقين. وَ لِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ‏ أي: العقول الكاملة، ما ينفعهم، فيفعلونه و ما يضرهم، فيتركونه، و بذلك صاروا أولي الألباب و البصائر. إذ بالقرآن، ازدادت معارفهم و آراؤهم، و تنورت أفكارهم، لما أخذوه غضا طريا، فإنه لا يدعو إلا إلى أعلى الأخلاق و الأعمال و أفضلها، و لا يستدل على ذلك إلا بأقوى الأدلة و أبينها. و هذه القاعدة إذا تدرب بها العبد الذكي، لم يزل في صعود و رقي على الدوام في كل خصلة حميدة. و الحمد للّه رب العالمين.

تفسير سورة الحجر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[1] يقول تعالى- معظما لكتابه، مادحا له: تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ‏ أي: الآيات الدالة على أحسن المعاني، و أفضل المطالب، وَ قُرْآنٍ مُبِينٍ‏ للحقائق، بأحسن لفظ و أوضحه، و أدله على المقصود، و هذا مما يوجب على الخلق، الانقياد إليه، و التسليم لحكمه و تلقيه بالقبول، و الفرح و السرور.

[2] فأما من قابل هذه النعمة العظيمة بردها، و الكفر بها، فإنه من المكذبين الضالين، الّذين سيأتي عليهم وقت، يتمنون أنهم مسلمون، أي: منقادون لأحكامه، و ذلك حين ينكشف الغطاء، و تظهر أوائل الآخرة، و مقدمات الموت. فإنهم في أحوال الآخرة كلها، يتمنون أنهم مسلمون، و قد فات وقت الإمكان، و لكنهم في هذه الدنيا مغترون.

[3] ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَ يَتَمَتَّعُوا بلذاتهم‏ وَ يُلْهِهِمُ الْأَمَلُ‏ أي: يؤملون البقاء في الدنيا، فيلهيهم عن‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 497

الآخرة. فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏ أن ما هم عليه باطل، و أن أعمالهم ذهبت خسرانا عليهم، و لا يغتروا بإمهال اللّه تعالى، فإن هذه سنته في الأمم.

[4] وَ ما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانت مستحقة للعذاب‏ إِلَّا وَ لَها كِتابٌ مَعْلُومٌ‏ مقدر لإهلاكها.

[5] ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَ ما يَسْتَأْخِرُونَ‏ (5) و إلا، فالذنوب، لا بد من وقوع أثرها، و إن تأخر.

[6- 8] أي: و قال المكذبون لمحمد صلّى اللّه عليه و سلم، استهزاء و سخرية: يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ على زعمك‏ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ‏ إذ تظن أنا سنتبعك، و نترك ما وجدنا عليه آباءنا، لمجرد قولك. لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ يشهدون لك بصحة ما جئت به‏ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ‏ فلما لم تأت بالملائكة، فلست بصادق. و هذا من أعظم الظلم و الجهل. أما الظلم، فظاهر، فإن هذا تجرؤ على اللّه و تعنت بتعيين الآيات، التي لم يخترها، و حصل المقصود و البرهان بدونها، من الآيات الكثيرة، الدالة على صحة ما جاء به، و أما الجهل، فإنهم جهلوا مصلحتهم من مضرتهم، فليس في إنزال الملائكة، خير لهم، بل لا ينزل اللّه الملائكة إلا بالحق الذي لا إمهال على من لم يتبعه و ينقد له. وَ ما كانُوا إِذاً أي: حين تنزل الملائكة، إن لم يؤمنوا، و لن يؤمنوا مُنْظَرِينَ‏ أي:

بممهلين، فصار طلبهم لإنزال الملائكة، تعجيلا لأنفسهم بالهلاك و الدمار، فإن الإيمان ليس في أيديهم، و إنّما هو بيد اللّه، وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتى‏ وَ حَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ‏ .

[9] و يكفيهم من الآيات، إن كانوا صادقين، هذا القرآن العظيم و لهذا قال هنا: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ أي:

القرآن الذي فيه ذكرى لكل شي‏ء، من المسائل و الدلائل الواضحة، و فيه يتذكر من أراد التذكر، وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ‏ أي: في حال إنزاله، و بعد إنزاله، ففي حال إنزاله حافظون له، من استراق كل شيطان رجيم. و بعد إنزاله أودعه اللّه في قلب رسوله، و استودعه في قلوب أمته، و حفظ اللّه ألفاظه من التغيير فيها، و الزيادة و النقص، و معانيه، من التبديل، فلا يحرف محرف معنى من معانيه، إلا و قيض اللّه له من يبين الحقّ المبين، و هذا من أعظم آيات اللّه و نعمه على عباده المؤمنين، و من حفظه: أن اللّه يحفظ أهله من أعدائهم، و لا يسلط عدوا يجتاحهم.

[10- 13] يقول تعالى لنبيه إذ كذبه المشركون: لم يزل هذا دأب الأمم الخالية و القرون الماضية: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ‏ (10)، أي: فرقهم و جماعتهم، رسلا. وَ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ‏ يدعوهم إلى الحقّ و الهدى‏ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ‏ ، كَذلِكَ نَسْلُكُهُ‏ أي: ندخل التكذيب‏ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ‏ أي: الّذين وصفهم الظلم و البهت، عاقبناهم لما تشابهت قلوبهم بالكفر و التكذيب، و تشابهت معاملتهم لأنبيائهم، و رسلهم بالاستهزاء و السخرية و عدم الإيمان، و لهذا قال: لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ قَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ‏ (13) أي: عادة اللّه فيهم، بإهلاك من لم يؤمن بآيات اللّه.

[14- 15] أي: و لو جاءتهم كل آية عظيمة، لم يؤمنوا و كابروا، وَ لَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فصاروا

تيسير الكريم الرحمن، ص: 498

يعرجون فيه، و يشاهدونه، عيانا بأنفسهم، لقالوا- من ظلمهم و عنادهم، منكرين لهذه الآية:- إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا أي: أصابها سكر و غشاوة، حتى رأينا ما لم نر، بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ‏ أي: ليس هذا بحقيقة، بل هذا سحر، و قوم وصلت بهم الحال إلى هذا الإنكار، فإنهم لا مطمع فيهم و لا رجاء، ثمّ ذكر الآيات الدالات على ما جاءت به الرسل من الحقّ فقال: وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً إلى‏ بِرازِقِينَ‏ .

[16] يقول تعالى- مبينا كمال اقتداره و رحمته بخلقه-:

وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً أي: نجوما كالأبراج، و الأعلام العظام يهتدى بها في ظلمات البر و البحر، وَ زَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ‏ ، فإنه لو لا النجوم، لما كان للسماء هذا المنظر البهي، و الهيئة العجيبة، و هذا مما يدعو الناظرين إلى التأمل فيها، و النظر في معانيها، و الاستدلال بها، على باريها.

[17] وَ حَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ‏ (17) إذا استرق السمع، أتبعته الشهب الثواقب، فبقيت السماء، ظاهرها، مجملا بالنجوم النيرات، و باطنها، محروسا ممنوعا، من الآفات.

[18] إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ‏ أي: في بعض الأوقات، قد يسترق بعض الشياطين السمع، بخفية و اختلاس، فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ‏ أي: بين منير، يقتله، أو يخبله. فربما أدركه الشهاب، قبل أن يوصلها الشيطان إلى وليه، فينقطع خبر السماء عن الأرض، و ربما ألقاها إلى وليه، قبل أن يدركه الشهاب، فيضمّها و يكذب معها مائة كذبة، و يستدل بتلك الكلمة التي، سمعت من السماء.

[19] وَ الْأَرْضَ مَدَدْناها أي: وسعناها سعة، يتمكن الآدميون و الحيوانات كلها، من الامتداد بأرجائها، و التناول من أرزاقها، و السكون في نواحيها. وَ أَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ‏ أي: جبالا عظاما، تحفظ الأرض بإذن اللّه، أن تميد، و تثبتها أن تزول، وَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْزُونٍ‏ أي: نافع متقوم، يضطر إليه العباد و البلاد، ما بين نخيل، و أعناب، و أصناف الأشجار، و أنواع النبات، و المعادن.

[20] وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ‏ من الحرث، و من الماشية، و من أنواع المكاسب و الحرف. وَ مَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ‏ أي: أنعمنا عليكم بعبيد و إماء، و أنعام، لنفعكم، و مصالحكم، و ليس عليكم رزقها، بل خولكم اللّه إياها، و تكفل بأرزاقها.

[21] أي: جميع الأرزاق و أصناف الأقدار، لا يملكها أحد إلا اللّه، فخزائنها بيده، يعطي من يشاء، و يمنع من يشاء، بحسب حكمته و رحمته الواسعة، وَ ما نُنَزِّلُهُ‏ أي: المقدر من كل شي‏ء، من مطر و غيره، إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ‏ فلا يزيد على ما قدره اللّه، و لا ينقص منه.

[22] أي: و سخرنا الرياح، رياح الرحمة، تلقح السحاب، كما يلقح الذكر الأنثى، فينشأ عن ذلك، الماء، بإذن اللّه، فيسقيه اللّه العباد، و مواشيهم، و أرضهم، و يبقى في الأرض مدخرا لحاجاتهم و ضروراتهم، ما هو مقتضى‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 499

قدرته و رحمته، وَ ما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ‏ أي: لا قدرة لكم على خزنه و ادخاره، و لكن اللّه يخزنه لكم، و يسلكه ينابيع في الأرض، رحمة بكم، و إحسانا إليكم.

[23- 25] أي: هو وحده، لا شريك له، الذي يحيي الخلق من العدم، بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا و يميتهم لآجالهم، التي قدرها وَ نَحْنُ الْوارِثُونَ‏ كقوله: إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها وَ إِلَيْنا يُرْجَعُونَ‏ (40)، و ليس ذلك بعزيز، و لا ممتنع على اللّه، فإنه تعالى يعلم المستقدمين من الخلق و المستأخرين منهم، و يعلم ما تنقص الأرض منهم، و ما تفرق من أجزائهم، و هو الذي، قدرته لا يعجزها معجز، فيعيد عباده خلقا جديدا، و يحشرهم إليه. إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ‏ يضع الأشياء مواضعها، و ينزلها منازلها، و يجازي كل عامل بعمله، إن خيرا فخير، و إن شرا فشر.

[26] يذكر تعالى نعمته و إحسانه على أبينا آدم عليه السّلام، و ما جرى من عدوه إبليس، و في ضمن ذلك، التحذير لنا من شره و فتنته، فقال تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ‏ أي آدم عليه السّلام‏ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ‏ أي: من طين قد يبس، بعد ما خمر حتى صار له صلصلة و صوت، كصوت الفخار. و الحمأ المسنون، الطين المتغير لونه و ريحه، من طول مكثه.

[27] وَ الْجَانَ‏ و هو: أبو الجن أي: إبليس‏ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ‏ خلق آدم‏ مِنْ نارِ السَّمُومِ‏ أي: من النار الشديدة الحرارة.

[28- 29] فلما أراد اللّه خلق آدم قال للملائكة: إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذا سَوَّيْتُهُ‏ جسدا تاما وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ‏ فامتثلوا أمر ربهم.

[30- 33] فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ‏ (30)، تأكيد بعد تأكيد، ليدل على أنه لم يتخلف منهم أحد، و ذلك تعظيما لأمر اللّه، و إكراما لآدم، حيث علم ما لم يعلموا. إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى‏ أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ‏ (31) و هذا أول عداوته لآدم و ذريته، قالَ‏ اللّه: يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ‏ (33)، فاستكبر على أمر اللّه، و أبدى العداوة لآدم و ذريته، و أعجب بعنصره و قال: أنا خير من آدم.

[34- 35] قالَ‏ اللّه- معاقبا له على كفره و استكباره- فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ‏ ، أي: مطرود و مبعد من كل خير، وَ إِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ أي: الذم، و العيب، و البعد عن رحمة اللّه‏ إِلى‏ يَوْمِ الدِّينِ‏ ، ففيها، و ما أشبهها، دليل على أنه سيستمر على كفره، و بعده من الخير.

[36- 38] قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي‏ أي: أمهلني‏ إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ‏ (38)، و ليس إجابة اللّه لدعائه، كرامة في حقه، و إنّما ذلك، امتحان و ابتلاء من اللّه له و للعباد، ليتبين الصادق الذي يطيع مولاه دون عدوه، ممن ليس كذلك، و لذلك حذرنا منه، غاية التحذير، و شرح لنا، ما يريده منا.

صفحه بعد