کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تيسير الكريم الرحمن

سورة الفاتحة سورة آل عمران سورة المائدة سورة الأنعام تفسير سورة الأعراف تفسير سورة الأنفال تفسير سورة التوبة تفسير سورة يونس تفسير سورة هود تفسير سورة الرعد سورة إبراهيم تفسير سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف تفسير سورة مريم سورة طه تفسير سورة الأنبياء تفسير سورة الحج تفسير سورة المؤمنون تفسير سورة النور تفسير سورة الفرقان تفسير سورة الشعراء تفسير سورة النمل تفسير سورة العنكبوت تفسير سورة الروم تفسير سورة لقمان تفسير سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ تفسير سورة فاطر تفسير سورة يس تفسير سورة الصافات تفسير سورة الزمر تفسير سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف تفسير سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد تفسير سورة الحجرات تفسير سورة ق سورة الطور تفسير سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة تفسير سورة الحديد تفسير سورة المجادلة تفسير سورة الحشر تفسير سورة الممتحنة تفسير سورة الصف سورة الجمعة تفسير سورة المنافقون تفسير سورة التغابن تفسير سورة الطلاق تفسير سورة التحريم تفسير سورة الملك تفسير سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن تفسير سورة المزمل سورة المدثر تفسير سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات تفسير سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس تفسير سورة التكوير سورة الإنفطار سورة المطففين تفسير سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى تفسير سورة الغاشية تفسير سورة الفجر تفسير سورة البلد سورة الشمس سورة الليل تفسير سورة الضحى سورة الشرح سورة التين تفسير سورة العلق سورة القدر تفسير سورة البينة تفسير سورة الزلزلة تفسير سورة العاديات تفسير سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر تفسير سورة الهمزة سورة الفيل تفسير سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر تفسير سورة الكافرون سورة النصر تفسير سورة المسد تفسير سورة الإخلاص سورة الفلق تفسير سورة الناس محتوى تفسير الإمام السعدي

تيسير الكريم الرحمن


صفحه قبل

تيسير الكريم الرحمن، ص: 817

العذاب و النكال، و تلك الأغلال الثقال‏ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ‏ من الكفر و الفسوق و العصيان.

[34] يخبر تعالى عن حالة الأمم الماضية المكذبة للرسل، أنها كحال هؤلاء الحاضرين المكذبين لرسولهم محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، و أن اللّه إذا أرسل رسولا في قرية من القرى، كفر به مترفوها، و أبطرتهم نعمتهم، و فخروا بها.

[35] وَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً أي: ممن اتبع الحق‏ وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ‏ أي: أولا، لسنا بمبعوثين، فإن بعثنا، فالذي أعطانا الأموال و الأولاد في الدنيا، سيعطينا أكثر من ذلك في الآخرة و لا يعذبنا.

[36] فأجابهم اللّه تعالى، بأن بسط الرزق و تضييقه، ليس دليلا على ما زعمتم. فإن الرزق تحت مشيئة اللّه، إن شاء بسطه لعبده، و إن شاء ضيّقه.

[37] وَ ما أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى‏ و تدني إليه. و إنّما الذي يقرب منه زلفى، الإيمان بما جاء به المرسلون، و العمل الصالح الذي هو من لوازم الإيمان، فإن أولئك، لهم الجزاء عند اللّه تعالى مضاعفا الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، لا يعلمها إلا اللّه. وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ‏ أي: في المنازل العاليات المرتفعات جدا، ساكنين فيها، مطمئنين، آمنين من المكدرات و المنغصات، لما فيه من اللذات و أنواع المشتهيات، و آمنين من الخروج منها، أو الحزن فيها.

[38] وَ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ‏ أي: على وجه التعجيز لنا، و لرسلنا، و التكذيب. أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ‏ تحضرهم الزبانية فلا يجديهم ما عولوا عليه نفعا.

[39] ثمّ أعاد تعالى أنه‏ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ لَهُ‏ ليرتب عليه قوله: وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ نفقة واجبة، أو مستحبة، على قريب، أو جار، أو مسكين، أو يتيم، أو غير ذلك. فَهُوَ تعالى‏ يُخْلِفُهُ‏ فلا تتوهموا أن الإنفاق مما ينقص الرزق، بل وعد بالخلف للمنفق، الذي يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر وَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ‏ فاطلبوا الرزق منه، و اسعوا في الأسباب الّتي أمركم بها.

[40] وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً أي: العابدين لغير اللّه و المعبودين من دونه، من الملائكة. ثُمَّ يَقُولُ‏ اللّه‏ لِلْمَلائِكَةِ على وجه التوبيخ لمن عبدهم. أَ هؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ‏ فتبرأوا من عبادتهم. و قالُوا سُبْحانَكَ‏ أي: تنزيها لك و تقديسا، أن يكون لك شريك، أو ند أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ‏ أي: أنت الذي نواليه من دونهم، لا موالاة بيننا و بينهم. فنحن مفتقرون إلى ولايتك، مضطرون إليها، فكيف ندعو غيرنا إلى عبادتنا؟ أم كيف نصلح لأن نتخذ من دونك أولياء و شركاء؟ بَلْ‏ هؤلاء المشركون‏ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَ‏ أي: الشياطين، يأمرونهم بعبادتنا أو عبادة غيرنا، فيطيعونهم بذلك. و طاعتهم، هي عبادتهم؛ لأن العبادة الطاعة، كما قال تعالى مخاطبا لكل من اتخذ معه آلهة * أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَ أَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ‏ (61).

أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ‏ أي: مصدقون للجنّ، منقادون لهم؛ لأن الإيمان هو: التصديق الموجب للانقياد. فلما تبرأوا منهم، قال تعالى مخاطبا لهم: فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَ لا ضَرًّا تقطعت بينكم الأسباب، و انقطع‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 818

بعضكم من بعض. وَ نَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا بالكفر و المعاصي- بعد ما ندخلهم النار- ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ‏ فاليوم عاينتموها، و دخلتموها جزاء لتكذيبكم، و عقوبة لما أحدثه ذلك التكذيب، من عدم الهرب من أسبابها.

[43] يخبر تعالى عن حالة المشركين، عند ما تتلى عليهم آيات اللّه البينات، و حججه الظاهرات، و براهينه القاطعات، الدالة على كلّ خير، الناهية عن كلّ شر، الّتي هي أعظم نعمة جاءتهم، و منّة وصلت إليهم، الموجبة لمقابلتها بالإيمان و التصديق، و الانقياد، و التسليم، أنهم يقابلونها بضد ما ينبغي، و يكذبون من جاءهم بها و يقولون: ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ‏ أي: هذا قصده، حين يأمركم بالإخلاص للّه، لتتركوا عوائد آبائكم الّذين تعظمونهم و تمشون خلفهم. فردوا الحق، بقوة الضالين، و لم يوردوا برهانا، و لا شبهة. فأي شبهة إذا أمرت الرسل بعض الضالين، باتباع الحق، فادّعوا أن إخوانهم الّذين على طريقتهم لم يزالوا عليه؟ و هذه السفاهة، ورد الحق، بأقوال الضالين، إذا تأملت كلّ حق رد، فإذا هذا مآله، لا يرد إلا بأقوال الضالين من المشركين، و الدهريين، و الفلاسفة، و الصابئين، و الملحدين في دين اللّه، المارقين، فهم أسوة كلّ من رد الحق إلى يوم القيامة. و لما احتجوا بفعل آبائهم، و جعلوها دافعة لما جاءت به الرسل، طعنوا بعد هذا، بالحق. وَ قالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً‏ أي: كذب افتراه هذا الرجل، الذي جاء به. وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ‏ أي: سحر ظاهر لكل أحد، تكذيبا بالحق، و ترويجا على السفهاء.

[44] و لمّا بيّن ما ردوا به الحق، و أنها أقوال دون مرتبة الشبهة، فضلا عن أن تكون حجة، ذكر أنهم و إن أراد أحد أن يحتج لهم، فإنهم لا مستند لهم، و لا لهم شي‏ء يعتمد عليه أصلا، فقال: وَ ما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها حتى تكون عمدة لهم‏ وَ ما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ حتى يكون عندهم من أقواله و أحواله، ما يدفعون به، ما جئتهم به. فليس عندهم علم، و لا أثارة من علم.

[45] ثمّ خوفهم ما فعل بالأمم المكذبين قبلهم فقال: وَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ ما بَلَغُوا أي: ما بلغ هؤلاء المخاطبون‏ مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ‏ أي: الأمم الّذين من قبلهم. فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ أي: إنكاري عليهم، و عقوبتي إياهم. و قد أعلمنا ما فعل بهم من النكال، و أن منهم من أغرقه، و منهم من أهلكه بالريح العقيم، و بالصيحة، و بالرجفة، و بالخسف بالأرض، و بإرسال الحاصب من السماء. فاحذروا يا هؤلاء المكذبون، أن تدوموا على التكذيب، فيأخذكم كما أخذ من قبلكم، و يصيبكم ما أصابهم.

[46] أي‏ قُلْ‏ يا أيها الرسول، لهؤلاء المكذبين المعاندين، المتصدين لرد الحق و تكذيبه، و القدح بمن جاء به: إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أي: بخصلة واحدة، أشير عليكم بها، و أنصح لكم في سلوكها. و هي طريق نصف، لست أدعوكم بها، إلى اتباع قولي، و لا إلى ترك قولكم، من دون موجب لذلك، و هي: أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى‏ وَ فُرادى‏ أي: تنهضوا بهمة، و نشاط و قصد لاتباع الصواب، و إخلاص للّه، مجتمعين، و متباحثين في ذلك، و متناظرين،

تيسير الكريم الرحمن، ص: 819

و فرادى، كل واحد يخاطب نفسه بذلك. فإذا قمتم للّه، مثنى و فرادى، استعملتم فكركم، و أجلتموه، و تدبرتم أحوال رسولكم: هل هو مجنون، فيه صفات المجانين من كلامه، و هيئته، و صفته؟ أم هو نبي صادق، منذر لكم ما يضركم، مما أمامكم من العذاب الشديد؟ فلو قبلوا هذه الموعظة، و استعملوها، لتبين لهم أكثر من غيرهم، أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ليس بمجنون، لأن هيئته ليست كهيئة المجانين، في خنقهم، و اختلاجهم، و نظرهم. بل هيئته أحسن الهيئات، و حركاته أجلّ الحركات، و هو أكمل الخلق، أدبا، و سكينة، و تواضعا، و وقارا، لا يكون إلا لأرزن الرجال عقلا. ثمّ إذا تأملوا كلامه الفصيح، و لفظه المليح، و كلماته الّتي تملأ القلوب، أمنا، و إيمانا، و تزكي النفوس، و تطهر القلوب، و تبعث على مكارم الأخلاق، و تحث على محاسن الشيم، و تزجر عن مساوئ الأخلاق و رذائلها. إذا تكلّم، رمقته العيون، هيبة و إجلالا، و تعظيما. فهل هذا يشبه هذيان المجانين، و عربدتهم، و كلامهم الذي يشبه أحوالهم؟

فكل من تدبر أحواله؛ و قصده استعلام هل هو رسول اللّه أم لا؟ سواء تفكر وحده، أم معه غيره، جزم بأنه رسول اللّه حقّا، و نبيه صدقا، خصوصا المخاطبين، و هو صاحبهم يعرفون أول أمره و آخره.

[47] و ثمّ مانع للنفوس آخر، عن اتباع الداعي، إلى الحقّ، و هو أنه يأخذ أموال من يستجيب له، و يأخذ أجره على دعوته. فبيّن اللّه تعالى نزاهة رسوله عن هذا الأمر فقال: قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ أي: على اتباعكم للحق‏ فَهُوَ لَكُمْ‏ أي: فأشهدكم أن ذلك الأجر- على التقدير- أنه لكم. إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ أي: محيط علمه مما أدعو إليه. فلو كنت كاذبا، لأخذني بعقوبته. و شهيد أيضا على أعمالكم، سيحفظها عليكم، ثمّ يجازيكم بها.

[48- 50] و لما بيّن البراهين الدالة على صحة الحقّ، و بطلان الباطل، أخبر تعالى أن هذه سنته و عادته أن‏ يَقْذِفُ بِالْحَقِ‏ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق؛ لأنه بيّن من الحقّ في هذا الموضع، ورد به أقوال المكذبين، ما كان عبرة للمعتبرين، و آية للمتأملين. فإنك كما ترى، كيف اضمحلت أقوال المكذبين، و تبين كذبهم و عنادهم، و ظهر الحقّ و سطع، و بطل الباطل و انقمع. و ذلك بسبب بيان‏ عَلَّامُ الْغُيُوبِ‏ الذي يعلم ما تنطوي عليه القلوب، من الوساوس و الشبه، و يعلم ما يقابل ذلك، و يدفعه من الحجج. فيعلم بها عباده، و يبينها لهم، و لهذا قال: قُلْ جاءَ الْحَقُ‏ أي: ظهر و بان، و صار بمنزلة الشمس، و ظهر سلطانه، وَ ما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَ ما يُعِيدُ أي: اضمحل و بطل أمره، و ذهب سلطانه، فلا يبدى‏ء و لا يعيد. و لما تبين الحقّ بما دعا إليه الرسول، و كان المكذبون له، يرمونه بالضلال، أخبرهم بالحق، و وضحه لهم، و بيّن لهم عجزهم عن مقاومته، و أخبرهم أن رميهم له بالضلال، ليس بضائر الحقّ شيئا، و لا دافع ما جاء به. و أنه إن ضل- و حاشاه من ذلك، لكن على سبيل التنزل في المجادلة- فإنما يضل على نفسه، أي: ضلاله قاصر على نفسه، غير متعد إلى غيره. وَ إِنِ اهْتَدَيْتُ‏ فليس ذلك من نفسي، و حولي، و قوتي، و إنّما هدايتي بما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي‏ فهو مادة هدايتي، كما هو مادة هداية غيري. إن ربي‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 820

سَمِيعٌ‏ للأقوال و الأصوات كلها قَرِيبٌ‏ ممن دعاه و سأله، و عبده.

[51] يقول تعالى: وَ لَوْ تَرى‏ أيها لرسول، و من قام مقامك، حال هؤلاء المكذبين. إِذْ فَزِعُوا حين رأوا العذاب، و ما أخبرتهم به الرسل، و ما كذبوا به، لرأيت أمرا هائلا، و منظرا مفظعا، و حالة منكرة، و شدة شديدة، و ذلك حين يحق عليهم العذاب. فَلا فَوْتَ‏ لهم و ليس لهم عنه مهرب. وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ‏ أي: ليس بعيدا عن محل العذاب، بل يؤخذون، ثمّ يقذفون في النار.

[52] وَ قالُوا في تلك الحال: آمَنَّا بِهِ‏ و صدقنا ما به كذبنا وَ لكن‏ أَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ‏ أي: تناول الإيمان‏ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ قد حيل بينهم و بينه، و صار من الأمور المحالة في هذه الحالة. فلو أنهم آمنوا وقت الإمكان، لكان إيمانهم مقبولا.

[53] و لكنهم‏ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَ يَقْذِفُونَ‏ أي:

يرمون‏ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ بقذفهم الباطل، ليدحضوا به الحقّ. و لكن لا سبيل إلى ذلك، كما لا سبيل للرامي، من مكان بعيد إلى إصابة الغرض. فكذلك الباطل، من المحال أن يغلب الحقّ أو يدفعه، و إنّما يكون له صولة، وقت غفلة الحقّ عنه، فإذا برز الحقّ و قاوم الباطل قمعه.

[54] وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ ما يَشْتَهُونَ‏ من الشهوات و اللذات، و الأولاد، و الأموال، و الخدم و الجنود. و قد انفردوا بأعمالهم، و جاءوا فرادى، كما خلقوا، و تركوا ما خولوا، وراء ظهورهم. كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ‏ أي: من الأمم السابقين، حين جاءهم الهلاك، حيل بينهم و بين ما يشتهون. إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ‏ أي: يحدث الريبة و قلق القلب، فلذلك لم يؤمنوا، و لم يعتبوا حين استعتبوا. تم تفسير سورة سبأ- و للّه الحمد و المنّة، و الفضل، و منه العون، و عليه التوكل، و به الثقة.

تفسير سورة فاطر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[1- 2] يمدح تعالى نفسه الكريمة المقدسة، على خلقه السموات و الأرض، و ما اشتملتا عليه من المخلوقات، لأن ذلك، دليل على كمال قدرته، و سعة ملكه، و عموم رحمته، و بديع حكمته، و إحاطة علمه. و لما ذكر الخلق، ذكر بعده، ما يتضمن الأمر، و هو: أنه‏ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا في تدبير أوامره القدرية، و وسائط بينه و بين خلقه، في تبليغ أوامره الدينية. و في ذكره أنه جعل الملائكة رسلا، و لم يستثن منهم أحدا، دليل على كمال طاعتهم لربهم، و انقيادهم لأمره، كما قال تعالى: لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ‏ . و لما كانت الملائكة مدبرات، بإذن‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 821

اللّه. ما جعلهم اللّه موكلين فيه، ذكر قوتهم على ذلك، و سرعة سيرهم، بأن جعلهم‏ أُولِي أَجْنِحَةٍ تطير بها، فتسرع بتنفيذ ما أمرت به. مَثْنى‏ وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ‏ أي: منهم من له جناحان، و ثلاثة، و أربعة، بحسب ما اقتضته حكمته، يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ أي: يزيد بعض مخلوقاته على بعض، في صفة خلقها، و في القوة، و في الحسن، و في زيادة الأعضاء المعهودة، و في حسن الأصوات، و لذة النغمات. إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ فقدرته تعالى، تأتي على ما يشاؤه، و لا يستعصي عليها شي‏ء، و من ذلك، زيادة مخلوقاته، بعضها على بعض. ثمّ ذكر انفراده تعالى، بالتدبير، و العطاء، و المنع فقال: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ‏ من رحمته عنهم‏ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ‏ فهذا يوجب التعلق باللّه تعالى، و الافتقار إليه من جميع الوجوه، و أن لا يدعى إلا هو، و لا يخاف و يرجى، إلا هو. وَ هُوَ الْعَزِيزُ الذي قهر الأشياء كلها الْحَكِيمُ‏ الذي يضع الأشياء مواضعها و ينزلها منازلها.

[3] يأمر تعالى، جميع الناس أن يذكروا نعمته عليهم. و هذا شامل لذكرها بالقلب اعترافا، و باللسان ثناء، و بالجوارح انقيادا، فإن ذكر نعمه تعالى، داع لشكره. ثمّ نبههم على أصول النعم، و هي: الخلق، و الرزق فقال:

هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ‏ . و لما كان من المعلوم، أنه ليس أحد يخلق و يرزق إلا اللّه، نتج من ذلك، أن كان ذلك، دليلا على ألوهيته و عبوديته، و لهذا قال: لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ‏ أي: تصرفون عن عبادة الخالق الرازق لعبادة المخلوق المرزوق.

[4] وَ إِنْ يُكَذِّبُوكَ‏ يا أيها الرسول، فلك أسوة بمن قبلك من المرسلين. فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ‏ فأهلك المكذبون، و نجّى اللّه الرسل و أتباعهم. وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ في الآخرة، فيجازي المكذبين، و ينصر المرسلين و أتباعهم.

[5- 6] يقول تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ‏ بالبعث، و الجزاء على الأعمال‏ حَقٌ‏ أي: لا شك فيه، و لا مرية، و لا تردد، قد دلت على ذلك الأدلة السمعية، و البراهين العقلية. فإذا كان وعده حقا، فتهيؤوا له و بادروا أوقاتكم الشريفة، بالأعمال الصالحة، و لا يقطعكم عن ذلك قاطع. فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا بلذاتها و شهواتها، و مطالبها النفسية، فتلهيكم عمّا خلقتم له. وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ الذي هو: الشَّيْطانَ‏ و هو لَكُمْ عَدُوٌّ في الحقيقة فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا أي: لتكن منكم عداوته، و لا تهملوا محاربته كلّ وقت، فإنه يراكم، و أنتم لا ترونه، و هو دائما لكم بالمرصاد. إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ هذا غايته و مقصود ممن تبعه، أن يهان غاية الإهانة، بالعذاب الشديد.

[7] ثمّ ذكر أن الناس، انقسموا بحسب طاعة الشيطان و عدمها، إلى قسمين، و ذكر جزاء كلّ منهما فقال:

الَّذِينَ كَفَرُوا أي: جحدوا ما جاءت به الرسل، و دلت عليه الكتب‏ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ في نار جهنم، شديد في ذاته، و وصفه، و أنهم خالدون فيها أبدا. وَ الَّذِينَ آمَنُوا بقلوبهم، بما دعا اللّه إلى الإيمان به‏ وَ عَمِلُوا بمقتضى‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 822

ذلك الإيمان، بجوارحهم، الأعمال‏ الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم، و يزول بها عنهم الشر و المكروه‏ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ يحصل به المطلوب.

[8] يقول تعالى: أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ‏ القبيح، زينه له الشيطان، و حسنه في عينه، فَرَآهُ حَسَناً أي: كمن هداه اللّه إلى الصراط المستقيم، و الدين القويم، فهل يستوي هذا و هذا؟ فالأول: عمل السيّ‏ء، و رأى الحقّ باطلا، و الباطل حقا. و الثاني: عمل الحسن، و رأى الحقّ حقا، و الباطل باطلا. و لكن الهداية و الإضلال بيد اللّه تعالى.

فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ‏ أي: على الضالين الّذين زيّن لهم سوء أعمالهم، و صدّهم الشيطان عن الحقّ‏ حَسَراتٍ‏ أي: فلا تهلك نفسك حزنا على الضالين و حسرة عليهم. فليس عليك إلا البلاغ، و ليس عليك من هداهم من شي‏ء، و اللّه هو الذي يجازيهم بأعمالهم‏ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ‏ فيجازيهم عليها.

[9] يخبر تعالى عن كمال اقتداره، و سعة جوده، و أنه الذي‏ أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى‏ بَلَدٍ مَيِّتٍ‏ فأنزله اللّه عليها فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها . فحييت البلاد و العباد، و ارتزقت الحيوانات، و رتعت في تلك الخيرات. كَذلِكَ‏ الذي أحيا الأرض بعد موتها، ينشر الأموات من قبورهم، بعد ما مزقهم البلاء، فيسوق إليهم مطرا، كما ساقه إلى الأرض الميتة، فينزله عليهم فتحيا الأجساد و الأرواح من القبور، و يكون‏ النُّشُورُ فيأتون للقيام بين يدي اللّه ليحكم بينهم، و يفصل بحكمه العدل.

[10] أي: يا من يريد العزة، اطلبها ممن هي بيده، فإن العزة بيد اللّه، و لا تنال إلا بطاعته. و قد ذكرها بقوله:

إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ‏ من قراءة، و تسبيح، و تحميد، و تهليل، و كلّ كلام حسن طيب، فيرفع إلى اللّه، و يعرض عليه، و يثني اللّه على صاحبه، بين الملأ الأعلى، وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ‏ من أعمال القلوب و أعمال الجوارح‏ يَرْفَعُهُ‏ اللّه تعالى إليه أيضا، كالكلم الطيب. و قيل: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فيكون رفع الكلم الطيب بحسب أعمال العبد الصالحة، فهي الّتي ترفع كلمه الطيب. فإذا لم يكن له عمل صالح، لم يرفع له قول إلى اللّه تعالى. فهذه الأعمال الّتي ترفع إلى اللّه تعالى، و يرفع اللّه صاحبها و يعزه. و أما السيّئات، فإنها بالعكس، يريد صاحبها الرفعة بها، و يمكر و يكيد و يعود ذلك عليه، و لا يزداد إلا هوانا، و نزولا، و لهذا قال: وَ الَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ يهانون فيه غاية الإهانة. وَ مَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ أي: يهلك و يضمحل، و لا يفيدهم شيئا، لأنه مكر بالباطل، لأجل الباطل.

[11] يذكر تعالى خلقه الآدمي، و تنقله في هذه الأطوار، من تراب إلى نطفة و ما بعدها. ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً أي: لم يزل ينقلكم، طورا بعد طور، حتى أوصلكم إلى أن كنتم أزواجا، ذكر يتزوج أنثى، و يراد بالزواج، الذرية و الأولاد. فهو و إن كان النكاح من الأسباب فيه، فإنه مقترن بقضاء اللّه و قدره و علمه. وَ ما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى‏ وَ لا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ‏ و كذلك أطوار الآدمي، كلها، بعلمه و قضائه. وَ ما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ‏ أي: عمر الذي كان معمرا عمرا طويلا إِلَّا بعلمه تعالى. أو ما ينقص من عمر الإنسان الذي هو بصدد أن يصل إليه، لو لا ما

تيسير الكريم الرحمن، ص: 823

سلكه من أسباب قصر العمر، كالزنا، و عقوق الوالدين، و قطيعة الأرحام، و نحو ذلك، مما ذكر أنها من أسباب قصر العمر. و المعنى: أن طول العمر و قصره، بسبب، و بغير سبب، كله بعلمه تعالى، و قد أثبت ذلك‏ فِي كِتابٍ‏ حوى ما يجري على العبد، في جميع أوقاته، و أيام حياته. إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ أي: إحاطة علمه بتلك المعلومات الكثيرة، و إحاطة كتابه بها. فهذه ثلاثة أدلة، من أدلة البعث و النشور، كلها عقلية، نبه اللّه عليها في هذه الآيات:

إحياء الأرض بعد موتها، و أن الذي أحياها سيحيي الموتى، و تنقل الآدمي في تلك الأطوار. فالذي أوجده و نقله، طبقا بعد طبق، و حالا بعد حال، حتى بلغ ما قدر له، فهو على إعادته و إنشائه النشأة الأخرى أقدر، و هو أهون عليه، و إحاطة علمه بجميع أجزاء العالم، العلوي، و السفلي، دقيقها، و جليلها، الذي في القلوب، و الأجنّة الّتي في البطون، و زيادة الأعمار و نقصها، و إثبات ذلك كله في كتاب. فالذي كان هذا يسيرا عليه، فإعادته للأموات، أيسر و أيسر. فتبارك من كثر خيره، و نبه عباده على ما فيه صلاحهم، في معاشهم، و معادهم.

[12] هذا إخبار عن قدرته، و توالي حكمته، و رحمته أنه جعل البحرين لمصالح العالم الأرضي كلهم، و أنه لم يسوّ بينهما، لأن المصلحة تقتضي أن تكون الأنهار، عذبة فراتا، سائغا شرابها، لينتفع بها الشاربون، و الغارسون، و الزارعون. و أن يكون البحر، ملحا أجاجا، لئلا يفسد الهواء المحيط بالأرض، بروائح ما يموت في البحر، من الحيوانات، و لأنه ساكن لا يجري، فملوحته تمنعه من التغير، و لتكون حيواناته، أحسن و ألذ، و لهذا قال: وَ مِنْ كُلٍ‏ من البحر الملح و العذاب‏ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا و هو السمك المتيسر صيده في البحر. وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها من لؤلؤ، و مرجان، و غيره، مما يوجد في البحر. فهذه مصالح عظيمة للعباد. و من المصالح أيضا و المنافع في البحر، أن سخره اللّه تعالى لحمل الفلك، من السفن، و المراكب، فتراها تمخر البحر و تشقه، فتسلك من إقليم إلى إقليم آخر، و من محل إلى محل، فتحمل السائرين و أثقالهم، و تجاراتهم، فيحصل بذلك من فضل اللّه و إحسانه، شي‏ء كثير، و لهذا قال: لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏ على النّعم المتقدم ذكرها.

[13] و من ذلك أيضا إيلاجه تعالى الليل بالنهار، و النهار بالليل، يدخل هذا على هذا، كلما أتى أحدهما، ذهب الآخر، و يزيد أحدهما، و ينقص الآخر، و يتساويان فيقوم بذلك، ما يقوم من مصالح العباد في أبدانهم، و حيواناتهم و أشجارهم، و زروعهم. و كذلك ما جعل اللّه في تسخير الشمس و القمر، من مصالح الضياء و النور و الحركة و السكون. و انتشار العباد في طلب فضله، و ما فيها من إنضاج الثمار و تجفيف ما يجفف، و غير ذلك، مما هو من الضروريات، الّتي لو فقدت للحق الناس الضرر. و قوله: كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى‏ أي: كل من الشمس و القمر، يسيران في فلكهما، ما شاء اللّه أن يسيرا. فإذا جاء الأجل، و قرب انقضاء الدنيا، انقطع سيرهما، و تعطل سلطانهما و خسف القمر، و كورت الشمس، و انتثرت النجوم. فلما بيّن تعالى ما بيّن من هذه المخلوقات العظيمة، و ما فيها من العبر الدالة على كماله و إحسانه، قال: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ‏ أي: الذي انفرد بخلق هذه المذكورات و تسخيرها، هو الرب المألوه المعبود، الذي له الملك كله. وَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ‏ من الأوثان و الأصنام‏ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ أي: لا يملكون شيئا، لا قليلا، و لا كثيرا؛ حتى و لا القطمير الذي هو أحقر الأشياء. و هذا من تنصص النفي و عمومه، فكيف يدعون، و هم غير مالكين لشي‏ء، من ملك السموات و الأرض؟

[14] و مع هذا إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ‏ لأنهم ما بين جماد و أموات و ملائكة مشغولين بطاعة ربهم.

صفحه بعد