کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
(الشريف الرضى)
[الثناء عليه]
أبو الحسن محمّد بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام الشريف الرضيّ ذو الحسبين، لقّبه بذلك الملك بهاء الدولة، و كان يخاطبه بالشريف الأجلّ.
كان نابغة من رجالات الامّة، إماما في علم الأدب و اللّغة، و في الطليعة من علماء الشيعة و شعرائها و مفسّريها، مع ما كان له من علوّ الهمّة و بعد الشاء في الكرم و الفضل.
ترجمه كلّ من العامّة و الخاصّة و أثنوا عليه ثناء جميلا.
قال الثعالبيّ في اليتيمة: ابتدأ يقول الشعر بعد أن جاوز عشر سنين بقليل، و هو اليوم أبدع أبناء الزمان و أنجب سادة العراق، يتحلّى مع محتده الشريف و مفخره المنيف بأدب ظاهر و حظّ من جميع المحاسن وافر، ثمّ هو أشعر الطالبيّين من مضى منهم و من غبر على كثرة شعرائهم المفلّقين، و لو قلت: إنّه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق، و سيشهد بما اخبر به شاهد عدل من شعره العالي القدح الممتنع عن القدح، الّذي يجمع إلى السلامة متانة و إلى السهولة رصانة، و يشتمل على معان يقرب جناها و يبعد مداها، و كان أبوه يتولّى نقابة نقباء الطالبيّين، و يحكم فيهم أجمعين، و النظر في المظالم و الحجّ بالناس، ثمّ ردّت هذه الأعمال كلّها إلى ولده الرضيّ المذكور في سنة 388 و أبوه حىّ، و من غرر شعره ما كتبه إلى الإمام القادر باللّه أبي العبّاس أحمد بن المقتدر من جملة قصيدة:
عطفا أمير المؤمنين فإنّنا
* في دوحة العلياء لا نتفرّق
ما بيننا يوم الفخار تفاوت
* أبدا كلانا في المعالي معرق
إلّا الخلافة ميّزتك فإنّني
* أنا عاطل منها و أنت مطوّق
و قال الباخرزيّ في دمية القصر: له صدر الوسادة بين الأئمّة و السادة، و أنا إذا مدحته كنت كمن قال لذكاء: ما أنورك، و لخضارة: ما أغزرك!، و له شعر إذا افتخر
به أدرك به من المجد أقاصيه، و عقد بالنجم نواصيه، و إذا نسب انتسب الرقّة إلى نسيبه، و فاز بالقدح المعلّى من نصيبه. إ ه.
و في عمدة الطالب: هو ذو الفضائل الشائعة و المكارم الذائعة كانت له هيبة و جلالة وفقه و ورع و تقشّف و مراعاة للأمل و العشيرة، ولّى نقابة الطالبيّين مرارا، و كانت إليه إمارة الحاجّ و المظالم، كان يتولّى عن أبيه ذي المناقب، ثمّ تولّى ذلك بعد وفاته مستقلّا، و حجّ بالناس مرّات، و هو أوّل طالبيّ خلع عليه السواد، و كان أحد علماء عصره، قرّاء على أجلّاء الأفاضل إ ه.
قلت: جلالة قدره و عظم شأنه أعظم من أن يحويه نطاق البيان، و مآثره و فضائله أشهر لا يحتاج إلى الإطناب في المقال، و ليس من كتب التراجم إلّا و فيه إيعاز إلى لمع من محامده و تحليل من كرائم نفسيّاته و سيرته، و هتاف إلى فضائله و مآثره، و لا يمكننا في هذا المختصر إيراد كلّ ما في التراجم من إطرائه و إكباره و تبجيله و الثناء عليه، و لنختم الكلام بذكر ما أفرغ. عن لسان الامّة جمعاء السيّد صدر الدين في تأسيس الشيعة قال في ص 338:
كان فصيح قريش، و ناطقة الأدباء، و مقدام العلماء و المبرّز على سائر الفضلاء و البلغاء، المتقدّم ذكره في مشاهير الشعراء، صنّف في جميع علوم القرآن، منها كتابه المترجم بحقائق التنزيل و دقائق التأويل، كشف فيه عن غرائب القرآن و عجائبه و خفاياه و غوامضه، و أبان غوامض أسراره و دقائق أخباره، و تكلّم في تحقيق حقائقه و تدقيق تأويله بما لم يسبقه أحد إليه، و لا حام طائر فكر أحد عليه- إلى أن قال-: و بالجملة ليس الرائي كمن سمع، إن كان هذا هو التفسير فغيره بالنسبة إليه قشر اللّباب بلا ارتياب، و لعمري إنّه الّذي يبيّن بالعيان لا بالبرهان أنّ القرآن هو الكلام المتعذّر المعوز، و الممتنع المعجز، بعبارات تضمّنت عجائب الفصاحة و بدائعها، و شرائف الكلام و نفائسها، و جواهر الألفاظ و فرائدها، يعجز و اللّه فم البيان عن بيانها، و يضيق صدر القول عن قيلها، و يكلّ لسان اليراع عن تحريرها، فليتني بباقي أجزائه أحظى، و للتمتّع بأنوارها أبقى، و على الدنيا العفا بعد فقدها، و يا للّه العجب من غزارة علم هذا السيّد الشريف مع قلّة
عمره في الدنيا و يأتي بمثل هذا التصنيف، ثمّ بالمجازات القرآنيّة، ثمّ بكتاب المتشابه في القرآن، و كتاب المجازات النبويّة- إلى أن قال 642 -: و لم يزد عمره على سبع و أربعين سنة، و لا عجب فإنّه هو القائل:
إنّي لمن معشر ان جمعوا لعلى
* تفرّقوا عن نبيّ أو وصيّ نبي
* (آثاره الثمينة)*
نهج البلاغة 643 ، خصائص الأئمّة 644 ، المجازات النبويّة 645 ، تفسير حقائق التنزيل و دقائق التأويل 646 ، تلخيص البيان عن مجاز القرآن 647 ، تعليق خلاف الفقهاء، الحسن من شعر الحسين، انتخب فيه شعر ابن الحجّاج، الزيادات في شعر ابن الحجّاج، الزيادات في شعر أبي تمام، ديوانه السائر المطبوع. تعليقه على إيضاح أبي عليّ الفارسيّ، مختار شعر أبي إسحاق الصابي، ما دار بينه و بين أبي إسحاق من الرسائل شعرا، أخبار قضاة بغداد، سيرة والده الطاهر و غير ذلك.
* (أساتذته و مشايخه)*
1- أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان النحويّ المعروف بالسيرافيّ، تتلمذ عليه النحو قبل بلوغه عشر سنين.
2- أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبريّ الفقيه المالكيّ، قرأ عليه القرآن و هو شابّ حدث.
3- الشيخ الأكبر أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن نعمان المفيد، قرأ عليه هو و أخوه علم الهدى المرتضى.
4- أبو محمّد الشيخ الأقدم هارون بن موسى التلعكبريّ.
5- أبو عليّ الحسن بن أحمد الفارسيّ النحويّ.
6- أبو يحيى عبد الرحيم بن محمّد المعروف بابن نباتة صاحب الخطب.
7- أبو الفتح عثمان بن جنّي الموصليّ قرأ عليه النحو.
8- أبو الحسن عليّ بن عيسى الربعي النحويّ البغداديّ قرأ عليه مختصر الجرمي و قطعة من الإيضاح لأبي عليّ الفارسيّ و مقدّمة أملاها عليه كالمدخل إلى النحو، و العروض لأبي إسحاق الزجاجىّ و القوافي للأخفش.
9- القاضي عبد الجبّار بن أحمد الشافعيّ المعتزليّ.
10- أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكنانيّ، يروي عنه الحديث.
11- أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى بن داود بن الجرّاح، شيخه في الحديث.
12- أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأسديّ الاكفانيّ.
13- أبو بكر محمّد بن موسى الخوارزميّ، قرأ عليه الفقه.
14- أبو عبد اللّه محمّد بن عمران المرزبانيّ 648 .
* (تلامذته و الرواة عنه)*
يروي عنه جماعة من أعلام الطائفة و عيونها منهم:
1- شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ 649 .
2- الشيخ المفيد أبو محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيسابوريّ الخزاعيّ.
3- أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوريّ الخزاعيّ.
4- القاضي أحمد بن عليّ بن قدامة.
5- السيّد أبو زيد عبد اللّه بن عليّ كيابكيّ ابن عبد اللّه بن عيسى بن زيد بن عليّ الحسيني الكجيّ الجرجانيّ.
6- أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلميّ البغداديّ.
7- الشيخ جعفر بن محمّد بن أحمد بن العبّاس الدوريستيّ.
8- القاضيّ السيّد أبو الحسن عليّ بن بندار بن محمّد الهاشمي.
9- أبو منصور محمّد بن أبي نصر محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبريّ المعدّل.
10- الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن علي الحلوانيّ.
11- أبو الأعزّ محمّد بن همام البغداديّ.
12- السيّدة النقيّة بنت أخيه المرتضى 650 .
* (ولادته و وفاته)*
ولد ببغداد سنة 359 و نشأ بها و توفّي بها يوم الأحد سادس محرّم سنة 406، و حضر حين وفاته الوزير فخر الملك في داره مع سائر الوزراء و الأعيان و القضاة و الأشراف حفاة و مشاة و صلّى عليه الوزير و دفن في داره في محلّة الكرخ بخطّ مسجد الانباريّين، و كان أخوه المرتضى لم يستطع أن ينظر إلى جنازته فمضى لجزعه عليه إلى المشهد الكاظميّ و لم يشهد جنازته و لم يصلّ عليه، و مضى إليه الوزير في آخر النهار فألزمه بالعود إلى داره، و نقل جثمانه إلى كربلاء بعد دفنه في داره.
(ابنا بسطام)
هما الشيخ الحسين و عبد اللّه ابنا بسطام بن سابور الزيّات، كانا من أكابر قدماء علماء الإماميّة و محدّثيهم و أجلّاء رواة أخبارهم في طبقة الكليني أو الشيخ أبي القاسم ابن قولويه، 651 قال النجاشيّ في الفهرست ص 28 الحسين بن بسطام و قال أبو عبد اللّه بن عيّاش: هو الحسين بن بسطام بن سابور الزيّات، له و لأخيه أبي عتّاب كتاب جمعاه في الطبّ كثير الفوائد و المنافع على طريق الطبّ في الأطعمة و منافعها و الرقي و العوذ، قال ابن عيّاش: أخبرناه الشريف أبو الحسين صالح بن الحسين النوفليّ، قال: حدّثنا أبي قال:
أبو عتّاب و الحسين جميعا به. و قال في ص 151: عبد اللّه بن بسطام أبو عتّاب أخو الحسين بن بسطام المقدّم ذكره في باب الحسين، الّذي له و لأخيه كتاب الطبّ، و هو عبد اللّه بن بسطام بن سابور الزيّات انتهى.
قلت: يسمّى كتابه طبّ الأئمّة و هو مخطوط لم يطبع بعد، و نسخه شائعة.
(على بن جعفر)
[الثناء عليه]
عليّ بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، أبو الحسن المدنيّ العريضيّ، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السّلام.
و أثنى عليه في الفهرست ص 87 بقوله: جليل القدر ثقة، له كتاب المناسك و و مسائل لأخيه موسى بن جعفر عليه السّلام سأله عنها. إ ه.
و قال النجاشيّ في ص 176 من الفهرست: عليّ بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين أبو الحسن سكن العريض من نواحي المدينة فنسب ولده إليها، له كتاب في الحلال و الحرام، يروي تارة غير مبوّب و تارة مبوّبا. إ ه.
و قال الشيخ المفيد في الإرشاد ص 307: كان عليّ بن جعفر راوية للحديث، سديد الطريق، شديد الورع، كثير الفضل، و لزم أخاه موسى عليه السّلام، و روى عنه شيئا كثيرا.
و قال العلّامة في الخلاصة ص 45: عليّ بن جعفر أخو موسى بن جعفر الكاظم عليهما السّلام ثقة روى الكشّيّ عنه ما يشهد بصحّة عقيدته و تأدّبه مع أبي جعفر الثاني عليه السّلام، و حاله أجلّ من ذلك، سكن العريض- بضمّ العين المهملة- من نواحي المدينة فنسب ولده إليها.
قلت: قد روى الكشّيّ في ص 269 من رجاله و الكليني في الكافي في باب الإشارة و النصّ على أبي جعفر الثاني عليه السّلام روايات تدلّ على صحّة عقيدته و جلالته و تأدّبه مع أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
* (مؤلّفاته)*
قد سمعت من النجاشيّ و الشيخ أنّ له كتاب المناسك و كتاب في الحلال و الحرام يسمّى بالمسائل، يروى تارة مبوّبا و تارة غير مبوّب، أورد العلّامة المجلسيّ غير المبوّب بتمامه في البحار في المجلّد الرابع، و أورده الحميريّ أيضا بطريق آخر في كتاب قرب الإسناد، و بينها تفاوت يسير.
* (رواته)*
روى عنه جماعة منهم: عليّ بن أسباط. و عبد اللّه بن الحسن بن عليّ بن جعفر حفيده 652 و العمركيّ البوفكيّ الخراسانيّ. و موسى بن القاسم البجليّ 653 . و محمّد بن عبد اللّه بن مهران.