کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
36- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إِسْحَاقَ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اسْتِتْمَامُ الْمَعْرُوفِ أَفْضَلُ مِنِ ابْتِدَائِهِ 15453 .
37- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِيُّ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لِلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ يَا مُفَضَّلُ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَ شَقِيّاً الرَّجُلُ أَمْ سَعِيداً فَانْظُرْ بِرَّهُ وَ مَعْرُوفَهُ إِلَى مَنْ يَصْنَعُهُ فَإِنْ صَنَعَهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَهْلُهُ فَاعْلَمْ أَنَّهُ إِلَى خَيْرٍ يَصِيرُ وَ إِنْ كَانَ يَصْنَعُهُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ 15454 .
38- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع قَالَ: الْمَعْرُوفُ مَا لَمْ يَتَقَدَّمْهُ مَطْلٌ وَ لَمْ يَتَعَقَّبْهُ مَنٌّ وَ الْبُخْلُ أَنْ يَرَى الرَّجُلُ مَا أَنْفَقَهُ تَلَفاً وَ مَا أَمْسَكَهُ شَرَفاً.
وَ قَالَ ع مَنْ عَدَّدَ نِعَمَهُ مَحَقَ كَرَمَهُ.
وَ قَالَ ع الْإِنْجَازُ دَوَامُ الْكَرَمِ.
39- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَا يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لَا يَشْكُرُهُ لَكَ فَقَدْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ مَنْ لَا يَسْتَمْتِعُ بِشَيْءٍ مِنْهُ وَ قَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ- وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 15455 .
وَ قَالَ ع مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ 15456 .
وَ قَالَ ع لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِ يَا جَابِرُ قِوَامُ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَهُ وَ جَاهِلٍ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَ جَوَادٍ لَا يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ وَ فَقِيرٍ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْكَفَ الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَ إِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ يَا جَابِرُ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ
إِلَيْهِ فَمَنْ قَامَ لِلَّهِ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَضَهَا لِلدَّوَامِ وَ الْبَقَاءِ وَ مَنْ لَمْ يَقُمْ لِلَّهِ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَضَهَا لِلزَّوَالِ وَ الْفَنَاءِ 15457 .
وَ قَالَ ع إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى عِبَاداً يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ فَيُقِرُّهَا فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ ثُمَّ حَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ 15458 .
وَ قَالَ ع لِغَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَبِي الْفَرَزْدَقِ فِي كَلَامٍ دَارَ بَيْنَهُمَا مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ الْكَثِيرَةُ فَقَالَ ذَعْذَعَتْهَا الْحُقُوقُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ذَاكَ أَحْمَدُ سُبُلِهَا 15459 .
وَ قَالَ ع يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ يَعَضُّ الْمُوسِرُ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ وَ لَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ يَنْهَدُ فِيهِ الْأَشْرَارُ وَ يُسْتَذَلُّ الْأَخْيَارُ وَ يُبَايَعُ الْمُضْطَرُّونَ وَ قَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ص عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ 15460 .
40- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ خَالِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْخَزَّازِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص زِينَةُ الْعِلْمِ الْإِحْسَانُ.
41- ختص، الإختصاص قَالَ الصَّادِقُ ع أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ يُقَالُ لَهُمْ إِنَّ ذُنُوبَكُمْ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمْ فَهَبُوا حَسَنَاتِكُمْ لِمَنْ شِئْتُمْ وَ اصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ فَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ بِيَدِهِ فَبِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ فَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ بِلِسَانِهِ فَلْيَنْوِهِ بِقَلْبِهِ 15461 .
42- ين، كتاب حسين بن سعيد و النوادر ابْنُ أَبِي الْبِلَادِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع 15462
الصَّنِيعَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ أَوْ دِينٍ.
43- ين، كتاب حسين بن سعيد و النوادر ابْنُ أَبِي الْبِلَادِ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ قَالَ: يُوقَفُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَمَا إِنِّي لَمْ أُفْقِرْكُمْ مِنْ هَوَانِكُمْ عَلَيَّ وَ لَكِنْ أَفْقَرْتُكُمْ لِأَبْلُوَكُمْ انْطَلِقُوا فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فِي الدُّنْيَا إِلَّا أَخَذْتُمْ بِيَدِهِ فَأَدْخَلْتُمُوهُ الْجَنَّةَ.
44- ين، كتاب حسين بن سعيد و النوادر ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: اصْنَعِ الْمَعْرُوفَ إِلَى مَنْ هُوَ أَهْلُهُ وَ مَنْ لَيْسَ هُوَ أَهْلَهُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ أَهْلَهُ فَأَنْتَ أَهْلُهُ.
45- ين، كتاب حسين بن سعيد و النوادر ابْنُ سِنَانٍ عَنِ الرَّقِّيِّ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِلْمَعْرُوفِ أَهْلًا مِنْ خَلْقِهِ حَبَّبَ إِلَيْهِمُ الْمَعْرُوفَ وَ حَبَّبَ إِلَيْهِمْ فَعَالَهُ وَ أَوْجَبَ عَلَى طُلَّابِ الْمَعْرُوفِ الطَّلَبَ إِلَيْهِمْ وَ يَسَّرَ عَلَيْهِمْ قَضَاءَهُ كَمَا يَسَّرَ الْغَيْثَ إِلَى الْأَرْضِ الْمُجْدِبَةِ لِيُحْيِيَهَا وَ يُحْيِيَ أَهْلَهَا وَ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِلْمَعْرُوفِ أَعْدَاءً مِنْ خَلْقِهِ بَغَّضَ إِلَيْهِمُ الْمَعْرُوفَ وَ بَغَّضَ إِلَيْهِمْ فَعَالَهُ وَ حَظَرَ عَلَى طُلَّابِ الْمَعْرُوفِ الطَّلَبَ إِلَيْهِمْ وَ حَظَرَ عَلَيْهِمْ قَضَاءَهُ كَمَا يَحْظُرُ الْغَيْثَ عَلَى الْأَرْضِ الْمُجْدِبَةِ لِيَهْلِكَ بِهِ أَهْلَهَا وَ مَا يَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ أَكْثَرُ.
46- ين بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقاً مِنْ عِبَادِهِ فَانْتَجَبَهُمْ لِفُقَرَاءِ شِيعَتِنَا لِيُثِيبَهُمْ بِذَلِكَ.
47- أَعْلَامُ الدِّينِ، قَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ لِلصَّادِقِ ع أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ عَلَامَةَ قَبُولِي عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ عَلَامَةُ قَبُولِ الْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُصِيبَ بِمَعْرُوفِهِ مَوَاضِعَهُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَلَيْسَ كَذَلِكَ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع مَا تَوَسَّلَ إِلَيَّ أَحَدٌ بِوَسِيلَةٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِذْكَارِي بِنِعْمَةٍ سَلَفَتْ مِنِّي إِلَيْهِ أُعِيدُهَا إِلَيْهِ.
48- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص صِلَةُ الْفَاجِرِ لَا تَكَادُ تَصِلُ إِلَّا إِلَى فَاجِرٍ مِثْلِهِ.
[كلمة المصحّح الأولى]
بسمه تعالى إلى هنا انتهى الجزء الأوّل من المجلّد السادس عشر، و هو الجزء الواحد و السبعون حسب تجزئتنا يحوى على ثلاثين بابا من أبواب آداب العشرة.
و لقد بذلنا الجهد في تصحيحها و تنميقها حسب الجهد و الطاقة، فخرج بعون اللّه و مشيئته تقيّا من الأغلاط إلّا نزرا زهيدا زاغ عنه البصر و كلّ عنه النظر لا يكاد يخفى على الناظر البصير و من اللّه العصمة و التوفيق.
السيّد إبراهيم الميانجي محمّد الباقر البهبودي
كلمة المصحّح [الثانية]:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
[الشكر للّه]
الحمد للّه، و الصلاة و السلام على رسول اللّه. و على آله أصفياء اللّه.
و بعد: فمن أعظم منن اللّه العزيز و له الشكر و المنّة أن استعملنا للقيام بخدمة الدين القويم، و وفّقنا لتحقيق آثاره القيّم، و ترويج تراثه الذهبيّ الخالد بصورة نفيسة رائفة، فاللّه العزيز المنّان نسأل أن يعصمنا من الخطاء و الزالل عند ما نسعى وراء هذه البغية، و أن يهدينا بفضله و كرمه إلى الحقّ المبين، إنّ ربّي على صراط مستقيم.
و ممّا وفّقنا لتحقيقه و تصحيحه و تبريزه إلى الملاء الثقافيّ الدينيّ، هذا الجزء من بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، صلوات اللّه عليهم، و هو الجزء الأوّل من المجلّد السادس عشر يحوي على ثلاثين بابا من أبواب كتاب العشرة، في آداب المعاشرة بين الآباء و الأبناء و الأولاد و ذوي الأرحام و الخدم و المماليك و المؤمنين و المستضعفين و غيرهم، و حقوق كلّ واحد منهم على صاحبه و ما يناسب ذلك من المطالب و الفوائد الجليلة، و المباحث النافعة الكثيرة الّتى ستمرّون عليها في طيّ أجزائه.
لفتة نظر:
و لا بدّ ههنا أن نلفت نظر القاري الكريم إلى مسلكنا في تصحيح هذا الجزء و الأجزاء التالية له، و هكذا في التعليق و التحقيق، حيث إنّ المجلّد السادس عشر من المجلّدات التسعة الّتي لم يخرج في عهد المؤلّف العلّامة إلى البياض، و لذلك يمرّ القاري الكريم كثيرا ما على خلل و نواقص لم ترتفع، و مشكلات و غوامض
لم يبيّن في متن الكتاب على نحو ما كان يبيّن في سائر الأجزاء.
من ذلك أنّ المؤلّف العلامة قدّس سرّه فيما أصدر من أجزاء الكتاب بنفسه إلى البراز و أخرجها من المسوّدة إلى البياض كان يختار من الأحاديث المتكرّرة بمضمونها و سندها حديثا واحدا، لكنّه يذكر في صدر الحديث رمز مصادره المتعدّدة مشيرا بذلك أنّ الحديث بهذا السند و هذا اللفظ يوجد في هذه المصادر المتعدّدة و إن كان في لفظها أدني اختلاف أو زيادة أو نقيصة، كان اللفظ للمصدر الّذي ذكر رمزه آخرا ملاصقا بالحديث على ما تتبّعته في أثناء تخريج الأحاديث و ذلك كالأحاديث المستخرجة من كتب الصدوق مثل إكمال الدين و علل الشرائع، أو غيره ككتاب الكافي و البصائر و الاختصاص و نحو ذلك، على ما قد عرفت في المجلّدات السابقة.
و إذا وجد ره حديثا متّحدا بمضمونه، مختلفا في سنده كلّا أو بعضا- في مصادر متعدّدة يختار أحد المصادر و ينقل لفظ الحديث منه، ثمّ بعد تمام الحديث يذكر سائر المصادر مع سند الحديث حتّى يتّفق إسنادها، قائلا بعد ذلك: مثله.
كلّ ذلك حذرا من التكرار.
ثمّ هو قدّس سرّه إذا كان في لفظ الحديث أو سنده مشكلة تحتاج إلى التوضيح و البيان، تابعه بكلامه الفصل، و بيانه الشافي الجزل، و ذلك بعد تحقيق لفظ الحديث و سنده و تصحيح ألفاظه المصحّفة.
لكنّ القاريء الكريم إذا اطّلع على أبواب هذا المجلّد يراه على خلاف ما شرحناه ففي كلّ باب أحاديث متكرّرة بلفظها و سندها، أو بلفظها فقطّ، غير أنّها من مصادر مختلفة شتّى، من دون أن يرى في المتن لمشكلاتها توضيحا أو لغرائب ألفاظها بيانا اللّهمّ إلّا بعد نقل الأحاديث من كافي الكلينيّ رضوان اللّه عليه فانّه يجد في ذيلها شرح المصنّف العلّامة قدّس سرّه منقولة من كتابه مرآت العقول من دون أن يتصرّف فيها بما يناسب هذا الكتاب، فيرى أنّ لشارح العلّامة يقول قد
مرّ شرح هذا المرام في باب فلان أو سيأتي في باب فلان، و إنّما أراد بذلك أبواب كتاب الكافي لا أبواب كتاب الإيمان و الكفر من البحار، لكنّا سددنا هذه الخلّة في الذيل كغيرها من الخلل بحيث يرتفع العمى من البين راجع ص 60 و 61 و 123 و 137 و 170 و غيرها
هذه حال تلك المجلّدات التسعة الّتي لم يخرج في عهد المؤلّف العلّامة إلى البياض و منها المجلّد السادس عشر فتراها مرعى و لا كالسعدانة، و بذلك يعرف كلّ باحث خبير فضل مؤلّفه العلّامة المجلسيّ رضوان اللّه عليه و مبلغ جهده في ذلك.
و لكن معذلك كلّه حقّ علينا بل و على العلماء الناظرين في هذه المجلّدات التسع أن يشكر فضل محرّره الثاني و هو العالم النحرير المرزا عبد اللّه الأفندي تلميذ المؤلّف العلّامة المجلسيّ قدّس سرّه فقد قاسى كلّ مرارة دون تبييض هذه المجلّدات و تحقيقها و تنسيقها و نقل بيانات المؤلّف العلّامة من كتابه مرآت العقول و إن لم يكن ما أصدره طبقا لسيرة المصنف قدّس سرّه كما عرفت.
قال العلّامة النوريّ في كتابه «الفيض القدسيّ في ترجمة العلّامة المجلسيّ» بعد ما ذكر أجزاء البحار:
و اعلم أنّ من المجلّد الخامس عشر إلى آخره غير مجلّد الصلاة و المزار لم يخرج من السواد إلى البياض في عهده رضوان اللّه عليه و لا يوجد فيها بيان الأخبار سوى بعض الأخبار في الخامس عشر و أخبار الكافي في أبواب العشرة.
قال السيّد الجليل السيّد عبد اللّه سبط المحدّث الفاضل السيّد نعمة اللّه الجزائري في إجازته الكبيرة في ترجمة شيخه السيّد النبيل المحقّق المحدّث السيّد نصر اللّه بن الحسين الموسويّ الحائريّ الشهيد: و كان آية في الفهم و الذكاء و حسن التقرير و فصاحة التعبير ... إلى أن قال: و كان حريصا على جمع الكتب موفّقا في تحصيلها.