کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
كتب الفتاوي.
هذا إجمال بحث الإجازة و أما إجازة ما قرأ و علم معناه من الشيخ المقرو عليه فإنها إجازة رواية و عمل لمن أجيز له و لمن يجيز له من أجيز له.
ثم إن ما قرأ و عرف معناه إن كان كتب الأحاديث فالأحاديث ثابتة لا دخل لحياة المجيز في صحتها و فسادها و لا في مماته فإن من روى أن فلانا قال كذا لا يبطل ذلك بموته بل إنما يتعلق بروايته احتمال الصدق و الكذب فإن كان عدلا فالرواية صحيحة و إن كان فيها وسائط و كانوا جميعا عدولا فالرواية صحيحة أيضا و إن كانوا أو أحدهم ممدوحا مدحا لا يصل إلى العدالة فالرواية حسنة و إن كان فيهم مخالف للدين الحق فإن كان عدلا في مذهبه موثوقا بأمانته و عدم كذبه فالرواية موثقة و إلا فضعيفة و كذا لو كان فيهم مجهول أو مجروح فإن الرواية توصف بالضعف و أن إن سواه من الرواة عدولا.
و إن كان من كتب الفتاوي فالفتوى إن كان إجماعا تسلط الراوي على الرواية و العمل له و لغيره بحسب الإجازة مطلقا و في حكمه ما كان الخلاف شاذا لا اعتبار به أو منقرضا بتجدد الإجماع بعده فالأول كقول ابن أبي عقيل بأن قليل الماء ككثيره في الطهارة و التطهير من غير فرق بين ورود النجاسة عليه و وروده عليها و الثاني كقول صاحب الفاخر بوجوب السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته فإن الإجماع بعده على عدم الوجوب و الاستحباب بل الإجماع سبقه أيضا على ذلك و إنما أفتى به لعدم وصول الإجماع إليه و منه يعرف تهافت ميل من مال إليه كالشيخ المقداد في التنقيح.
و إن كان الفتوى موضع خلاف مشهور من الطرفين أو لم يبلغ غير المشهور إلى حد ما ذكرناه بتلك الفتوى يصح العمل بها لمن أجيز له فيها و لمن يأخذ منه و عنه مشافهة أو بواسطة و إن تعددت ما دام المجتهد المفتي حيا فإذا مات فلا عمل بها من حيث فتواه لأن الميت لا حكم لفتواه في العمل بالنسبة إليه لأن الميت لا قول له و لا يحل تقليده و إن كان مجتهدا كما صرح به المصنف في الإرشاد
و غيره في غيره و هو أيضا في غيره.
و العلة في ذلك أن الإجماع ينعقد بعد موته إذا لم يكن موافقا له في الفتوى من المجتهدين الأحياء و لو كان خلافه معتبرا لم ينعقد الإجماع مع موته كما لا ينعقد مع حياته.
و السر الظاهر فيه وجوب مراعاة الكتاب و السنة و النظر فيهما و عدم إهمالهما لأن غير المعصوم جائز الخطاء فقد يظفر من تأخر و إن كان بحيث لا يصل في مراتب العلم و الفهم إلى من تقدم بما لم يظفر به من تقدم إصلاح فاسد من الأدلة و العثور على جمع فيما لم يعثر عليه السابق و غير ذلك و لو كان قول المجتهد مما يعتمد عليه مطلقا لم تتوفر الدواعي إلى معاودة النظر في كتاب الله تعالى و سنة نبيه و ذلك من أعظم المفاسد الدينية.
على أن الاجتهاد في مذهب الإمامية ليس طريقا جائزا بالأصالة و إنما جاز للضرورة الحاصلة من غيبة الإمام و بعده و عدم التمكن من معرفة الفتوى عنه فأجيز للمجتهد ما دام قائما بالمحافظة على الأدلة القرآنية و الأحاديث النبوية و الآثار الآلية فإذا مات و قام غيره بذلك وجب الرجوع إلى ذلك الغير في المسألة الخلافية كما أشرنا إليه.
نعم لو اتفق و العياذ بالله خلو الزمان من المجتهد جاز الاستناد إلى فتوى الميت مع وجوب صرف جميع الزمان ليلا و نهارا في تحصيل الاجتهاد على جميع العباد ممن له قابلية ذلك و إن بعدت لتعينه على الأعيان بعد أن كان كفائيا كما يجوز ذلك لمن هو في الطريق طالبا للنقل عن المجتهد أو عن عدل أخذ عنه مع حياته و الاجتهاد مقول بالتشكيك كما لا يخفى و يتجزى على المذهب المختار للأصوليين. 12628
ا مهد هذا فيقول الأخفض عملا الأكثر زللا إني أجزت للسيد الفهامة رواية جميع مصنفات علماء الإمامية في المعقول و المنقول من الحديث و التفسير و الفقه و غير ذلك ينتهي رواية ما سوى الحديث مني عن مشايخي إلى المصنف و كتب
الحديث كذلك ثم عنه إلى الأئمة ع و هذا كتبته مع شدة شغل البال و كثرة الهم و الغم و البلبال و من الله أسأل التوفيق لكتابة إجازة له مطولة تشتمل على الطرق إلى المشايخ و إلى الأئمة ع و عسى أن يكون ذلك قريبا إن شاء الله تعالى.
و كتب الأخفض إبراهيم بن سليمان بتاريخ حادي عشر شهر جمادى الأولى سنة أربع و أربعين و تسعمائة و الحمد لله وحده و الملتمس من السيد الفاضل المذكور أن لا ينساني في خلواته و يذكرني بعد عباداته و ذلك إن وفق الله فهو من مكارم عاداته و الله لي و له أسأل الاجتماع بسيد الرسل و عترته الطاهرة ع في دار الأمن و الرضوان و العفو و المغفرة و الإيمان و الحمد لله وحده و صلواته و سلامه على محمد و آله اللهم كما وفقتنا بولايتهم فوفقنا لاتباع آثارهم و الحشر معهم و الفوز بهم و الحمد لله أولا و آخرا.
إلى هنا انتهت الإجازة من خط مجيزها و أنا نقلتها من خط من نقلها من خطه قدس الله روحه و نور ضريحه و كتب الفقير إلى الله الغني إبراهيم بن محمد بن علي الحرفوشي في آخر شهر محرم الحرام من شهور سنة إحدى و سبعين بعد الألف من الهجرة على مشرفها أفضل الصلوات و أتم السلام.
طريق رواية الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي المذكور للكتب و الأخبار.
أقول و هو يروي عن شيخه إبراهيم بن الحسن الشهير بالذراق عن الشيخ نور الدين علي بن هلال الجزائري عن الشيخ أبي العباس جمال الدين أحمد بن فهد الحلي عن الشيخ زين الدين علي بن الحسن الخازن الحائري عن الشهيد الأول قدس الله روحه إلى آخر مشايخ الشهيد.
صورة إجازة 48
السيد النجيب العالم الأمير صدر الدين محمد 12629 بن الأمير غياث الدين منصور الحسيني الشيرازي الدشتكي للسيد الكامل الفاضل العالم علي بن القاسم 12630 الحسيني اليزدي رحمهم الله تعالى.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لعلي أعلى بكلمته كلمة الإسلام و الشكر لملي أملى على عبده ما ملأ به أرجاء الخافقين من الأوامر و الزواجر و المواعظ و الأمثال
و العبر و الآثار و الأحكام لطيف على عباده بإفضاله عليهم الأبصار و البصائر و إرساله إليهم الرسل بالنذر و البشائر فمنهم من أرسل إليهم رسلا ليبين لهم طرائق و سبلا و منهم من أنزل إليه سفرا أو لوحا و منهم من فضله عليهم و شرفه بالعبودية فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى فصل اللهم على من رشحته للنبوة الكبرى و الإمامة العظمى.
محمد سيد الكونين و الثقلين
و الفريقين من عرب و من عجم .
و لا تجعل من يتلوه داخلا فيما خصصته به إلا آله و أهل بيته و عترته و عشيرته الطاهرين منهم و الطيبين و المرضيين وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و بعد فهذا كتاب من عبد الله الفقير إلى الله الغني بالله الغريب في الله محمد بن المنصور الشهير بصدر الواعظ الحسني الحسيني الدشتكي رحمهم الله يكتبه بخطه على وفق أمر من طاعته نجاة و خدمته زكاة و هو الشيخ المكرم و المولى السيد العالم العلم الأعلم الأورع الأتقى الأنقى الأزهد الأفضل الأكمل الأمجد الأرشد الأوحد ذو المناقب الثواقب أقعد آل أبي طالب الحري بأعلى المراتب و أجل المناصب قرة عين الأفاضل درة بحر الفضائل لجة أصل الدلائل وحداني الدهر حسنة العصر العارف بما شمله الخلق و الأمر ذو الأنوار الشمسية المطالع و الأسرار القدسية اللوامع سالك مسالك الأبرار ناهج مناهج الأخيار.
سليل عناصر الأطهار الملك تحت الأطمار جامع محاسن الأطوار حبر الأحبار البحر الزخار السيف المهند البتار شنشنة أخزمية تتصل بضارب ذي الفقار كهف السادة نور عين السيادة قاموس الإفادة السيد الأيد الجيد علي بن القاسم الحسيني العريضي اليزدي أفاض الله سبحانه و تعالى عليه أفضل ما أفاض على عباده المتقين و كرمه بأشرف ما كرم به عباده الصديقين كفاء لما له من العلم اليقين و سمة الأكابر المحققين و أدام ظله على الأصحاب المحقين بقصبة الأصفياء طرشت من بلاد الري ري الله أهلها من زلال إفضاله و حماها عن الإشمار بلطفه و جميل جماله في تاريخ آخر العشر الآخر من جمادى الأولة من شهور سنة
ثلاث و سبعين و تسعمائة الهجرية صلوات الله و سلامه على من نسب إليه و آله صلاة تليق بكماله و أنا حالتئذ متوجه تلقاء مكة قاضيا تفث حجة الإسلام يسر الله لي بفضله و تقبل بطوله إن شاء الله ربي وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ و ما توفيق العبد الغريب الكاتب إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.
و الغرض من اكتتاب هذا الكتاب أن الشيخ السيد المزبور اسمه أيده الله تعالى لاقى هذا الغريب مرة بدار العبادة خطة يزد عمرها الله تعالى و أخرى بقصبة طرشت المزبورة و لما قرع سمعه حصول الأسانيد العالية لهذا الغريب استجاز مني في كلتا النوبتين فأجزت له أولا بيزد و خطي عنده موجود و أنا الآن أجدد له ذلك ثانية بإشارته العلية و إني و إن لم أكن أهلا لذلك لكن امتثلت إشارته عالما بأن طاعته مما يقربني إلى الله زلفى و سعادة و عزا.
فقرأت عليه أعزه الله الحديث المسلسل بالأولية أولا كما سمعت من مشايخي السلف رضوان الله عليهم أجمعين ثم أجزت له أن يرويه عني و يروي عني جميع الأحاديث المروية من طرق أهل البيت ع أولا مثل كتاب الكافي للشيخ المهذب أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني و كتابي التهذيب و الإستبصار و كتاب من لا يحضره الفقيه و كتابي الأمالي للشيخين الإمامين أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن بابويه القمي نزيل الري و أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي قدس الله أسرارهم فيروي عني ذلك كله بقوله أخبرني أبو نصر محمد الصدر بن منصور بن محمد الحسني الحسيني الدشتكي الواعظ عن مشايخه بالأسانيد التي سأكتبها.
ثم أجزت له أيده الله أن يروي في المنابر و يخطب و يعظ الناس و ينصحهم و يأمرهم و ينهاهم كما علمه الله و يفسر القرآن كما يجد في تفاسير علماء أهل البيت كتفسير الشيخ الطبرسي المسمى بمجمع البيان و أحكام المقداد ره.
ثم أجزت له رواية جميع الكتب الفقهية في مذهب أهل البيت محتاطا حق الاحتياط و راعيا شروط الرواية حق رعايتها حافظا تلك الأشراط حفظ أهل الورع بريئا من الأغلاط و التحاريف و البدع و هذا الشرط مما سنه العلماء السلف الصالح
و إلا فجنابه أعلى من أن يظن فيه مظنة أمر يسوغ فيه الشرائط و النصائح و المسئول منه أن يذكرني أحيانا و لا ينساني و يعطيني الحظ الجزيل من صالح دعائه ليصلح من شأني و ختم الكلام بالصلاة و السلام على سيد الأنام و آله البررة الكرام و خيار أصحابه الغر البهاليل الصوام القوام وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال ذلك و كتبه الصدر الواعظ المزبور المشار إليه في أول هذه السطور غفر الله له و لسلفه و جعله على نور في التأريخ المذكور.
بسم الله قلت لي أشياخ منهم أولا أبي و هو من أشاع غوامض العلوم و الحكم و نشر بحيث لقب أستاد البشر و رشد الخلق بما ينجيه من المفاسد فدعي العقل الحادي عشر إمام الحكمة ناصر الشريعة منصور قدس الله سره و هو يروي العلوم الشرعية كلها و المنقولات المروية جلها عن أبيه الصدر الشهيد عن عمه السيد الأيد نظام الحق و الدين سلطان المحدثين و المفسرين برهان الوعاظ و المذكرين أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد.
ح و عن أبيه مطيع الله و مطاع السلاطين غياث الإسلام منصور عن أبيه محمد عن أبيه إبراهيم عن أبيه محمد عن أبيه إسحاق عن أبيه علي عن أبيه عرب شاه عن أبيه أميران به عن أبيه أميري عن أبيه الحسن عن أبيه الحسين الشاعر العزيزي عن علي النصيبين الشاعر عن أبيه زيد الأعشم عن أبيه علي عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه جعفر عن أبيه أحمد السكين عن أبيه جعفر عن أبيه محمد السيد عن أبيه زيد الشهيد الحريق عن أبيه زين العابدين ع عن أبيه الإمام الحسين ع عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع عن رسول الله ص.
و أنا أروي بهذا الإسناد علوما و أحاديث كثيرة و أولها مسلسلا به أنه قال علي ع كان لرسول الله ص سر قلما عثر عليه.
و سائرها كثيرة.