کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
42- وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الرِّيحَ الْعَقِيمَ الشَّدِيدُ الَّتِي لَا تُلْقِحُ الشَّجَرَ وَ لَا تُثِيرُ السَّحَابَ وَ لَا بَرَكَةَ فِيهَا وَ لَا مَنْفَعَةَ وَ لَا يَنْزِلُ مِنْهَا غَيْثٌ وَ لَا يُلْقَحُ بِهَا شَجَرٌ 9315 .
43- وَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الرِّيحُ مُسْجَنَةٌ فِي الْأَرْضِ الثَّانِيَةِ فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُهْلِكَ عَاداً أَمَرَ خَازِنَ الرِّيحِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْهِمْ رِيحاً تُهْلِكُ عَاداً قَالَ أَيْ رَبِّ أَرْسِلُ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ قَدْرَ مَنْخِرِ الثَّوْرِ قَالَ لَهُ الْجِبَالُ لَا إِذًا تَكَفَّأَ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَيْهَا وَ لَكِنْ أَرْسِلْ عَلَيْهِمْ بِقَدْرِ خَاتَمٍ فَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ 9316 .
44- وَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: هِيَ الْجَنُوبُ.
45- وَ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: لَمْ تَنْزِلْ قَطْرَةٌ مِنْ مَاءٍ إِلَّا بِمِكْيَالٍ عَلَى يَدِ 9317 مَلَكٍ إِلَّا يَوْمَ الطُّوفَانِ 9318 فَإِنَّهُ أُذِنَ لَهَا دُونَ الْخُزَّانِ فَخَرَجَتْ وَ ذَلِكَ 9319 قَوْلُهُ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ وَ لَمْ يَنْزِلْ شَيْءٌ مِنَ الرِّيحِ إِلَّا بِمِكْيَالٍ 9320 عَلَى يَدِ 9321 مَلَكٍ إِلَّا يَوْمَ عَادٍ فَإِنَّهُ أُذِنَ لَهَا دُونَ الْخُزَّانِ فَخَرَجَتْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ عَتَتْ عَلَى الْخُزَّانِ 9322 .
46- وَ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَ أُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ وَ قَالَ مَا أُمِرَ الْخُزَّانُ أَنْ يُرْسِلُوا عَلَى عَادٍ إِلَّا مِثْلَ مَوْضِعِ الْخَاتَمِ مِنَ الرِّيحِ فَعَتَتْ عَلَى الْخُزَّانِ فَخَرَجَتْ مِنْ نَوَاحِي الْأَبْوَابِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ قَالَ عُتُوُّهَا عَتَتْ عَلَى الْخُزَّانِ فَبَدَأَتْ بِأَهْلِ الْبَادِيَةِ مِنْهُمْ فَحَمَلَتْهُمْ بِمَوَاشِيهِمْ وَ بُيُوتِهِمْ فَأَقْبَلَتْ بِهِمْ إِلَى
الْحَاضِرَةِ فَلَمَّا رَأَوْهَا قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا فَلَمَّا دَنَتِ الرِّيحُ أَظِلَّتَهُمْ اسْتَبَقُوا 9323 النَّاسُ وَ الْمَوَاشِي فِيهَا فَأَلْقَتِ الْبَادِيَةَ عَلَى أَهْلِ الْحَاضِرَةِ فَقَصَفَتْهُمْ 9324 فَهَلَكُوا جَمِيعاً 9325 .
47- وَ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الرِّيحِ شَيْءٌ إِلَّا عَلَيْهَا خُزَّانٌ يَعْلَمُونَ قَدْرَهَا وَ عَدَدَهَا وَ وَزْنَهَا وَ كَيْلَهَا حَتَّى كَانَتِ الرِّيحُ الَّتِي أُرْسِلَتْ إِلَى عَادٍ فَانْدَفَقَ مِنْهَا شَيْءٌ لَا يَعْلَمُونَ قَدْرَهُ وَ لَا وَزْنَهُ وَ لَا كَيْلَهُ غَضَباً لِلَّهِ وَ لِذَلِكَ سُمِّيَتْ عَاتِيَةً وَ الْمَاءُ كَذَلِكَ حَتَّى 9326 كَانَ أَمْرُ نُوحٍ ع وَ لِذَلِكَ سُمِّيَ طَاغِيَةً 9327 .
48- وَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الرِّيَاحُ ثَمَانٌ أَرْبَعٌ مِنْهَا عَذَابٌ وَ أَرْبَعٌ مِنْهَا رَحْمَةٌ فَالْعَذَابُ مِنْهَا الْعَاصِفُ وَ الصَّرْصَرُ وَ الْعَقِيمُ وَ الْقَاصِفُ وَ الرَّحْمَةُ مِنْهَا النَّاشِرَاتُ وَ الْمُبَشِّرَاتُ وَ الْمُرْسَلَاتُ وَ الذَّارِيَاتُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ الْمُرْسَلَاتِ فَتُثِيرُ السَّحَابَ ثُمَّ يُرْسِلُ الْمُبَشِّرَاتِ فَتُلْقِحُ السَّحَابَ ثُمَّ يُرْسِلُ الذَّارِيَاتِ فَتَحْمِلُ السَّحَابَ فَتَدِرُّ كَمَا تَدِرُّ اللَّقْحَةُ ثُمَّ تَمْطُرُ وَ هُنَّ اللَّوَاقِحُ ثُمَّ يُرْسِلُ النَّاشِرَاتِ فَتَنْشُرُ مَا أَرَادَ 9328 .
49- وَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ مَا الْعَاصِفَاتُ عَصْفاً قَالَ الرِّيَاحُ 9329 .
بيان في القاموس الحزيق الريح الباردة الشديدة الهبّابة كالحزوق و اللينة السهلة ضدّ و الراجعة المستمرّة السير أو الطويلة الهبوب و اللقحة بالفتح و الكسر الناقة الحلوب
ذنابة
ذكر الفلاسفة في سبب حدوث الرياح على أصولهم أن البخار إذا ثقل بواسطة
البرودة المكتسبة من الطبقة الزمهريريّة و اندفع إلى أسفل فصار لتسخّنه بالحركة الموجبة لتلطيفه هواء متحركا و هو الريح و قد يكون الاندفاع يعرض بسبب تراكم السحب الموجبة لحركة ما يليها من الهواء لامتناع الخلأ فيصير السحاب من جانب إلى جهة أخرى و قد يكون لانبساط الهواء بالتخلخل في جهة و اندفاعه من جهة أخرى و قد يكون بسبب برد الدخان المتصاعد بعد وصوله إلى الطبقة الزمهريريّة و نزوله.
قالوا و من الرياح ما يكون سموما محرقا لاحتراقه في نفسه بالأشعة السماوية أو لحدوثه من بقية مادة الشهب أو لمروره بالأرض الحارة جدا لأجل غلبة نارية عليها و قد يقع تقاوم في ما بين ريحين متقابلتين قويتين تلتقيان فتستديران أو في ما بين رياح مختلفة الجهة حادثة فتدافع تلك الرياح الأجزاء الأرضية المشتملة عليها فتضغط تلك الأجزاء بينها مرتفعة كأنها تلتوي على نفسها فيحصل الدوران المسمى بالزوبعة و الإعصار و ربما اشتملت الزوابع العظام على قطعة من السحاب بل على بخار مرتفع 9330 فترى نارا تدور و مهابّ الرياح اثنا عشر و هي حدود الأفق الحاصلة من تقاطعه مع كل من دائرة نصف النهار و الموازيتين لها المماستين للدائمة الظهور و الخفاء و دائرة المشرق و المغرب الاعتداليين و الموازيتين لها المساويتين 9331 برأس السرطان و الجدي و لكل ريح منها اسم و المشهورات عند العرب أربعة ريح الشمال و ريح الجنوب و ريح الصبا و هي الشرقية ريح الدبور و هي الغربية و البواقي تسمّى نكباء
باب 30 الماء و أنواعه و البحار و غرائبها و ما ينعقد فيها و علة المدّ و الجزر و الممدوح من الأنهار و المذموم منها
الآيات إبراهيم وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ 9332 النحل وَ هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَ أَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَ أَنْهاراً 9333 الفرقان وَ هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَ جَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَ حِجْراً مَحْجُوراً 9334 النمل وَ جَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَ جَعَلَ لَها رَواسِيَ وَ جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً 9335 فاطر وَ ما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 9336 حمعسق وَ مِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَ يَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ
وَ يَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ 9337 الجاثية اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 9338 الطور وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ 9339 الرحمن مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ 9340 الملك قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ 9341 المرسلات وَ أَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً 9342 تفسير وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ إنما نسب إليه سبحانه مع أنه من أعمال العباد لأنه لو لا أنه تعالى خلق الأشجار الصلبة التي منها يمكن تركيب السفن و لو لا خلقة الحديد و سائر الآلات و لو لا تعريفه العباد كيف يتخذونها و لو لا أنه تعالى خلق الماء على صفة السلاسة التي باعتبارها يصح جري السفينة فيه و لو لا خلقه تعالى الرياح و خلق الحركات القوية فيها و لو لا أنه وسع الأنهار و جعل لها من العمق ما يجوز جري السفن فيها لما وقع الانتفاع بالسفن فصار لأجل أنه تعالى هو الخالق لهذه الأحوال و هو المدبّر لهذه الأمور و المسخر لها حسنت إضافته إليه و قيل لما كان يجري على وجه الماء كما يشتهيه الملاح صار كأنه حيوان مسخر له بِأَمْرِهِ أي بقدرته و إرادته.
سَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ لما كان ماء البحر قلما ينتفع به في الزراعات لا جرم ذكر تعالى إنعامه على الخلق بتفجير الأنهار و العيون حتى ينبعث الماء منها إلى مواضع الزروع و النبات و أيضا ماء البحر لا يصلح للشرب و الصالح لهذا مياه الأنهار.
وَ هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ أي جعلها بحيث يتمكّنون من الانتفاع به بالركوب و الاصطياد و الغوص لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا هو السمك و وصفه بالطراوة لأنه أرطب اللحوم فيسرع إليه الفساد فيسارع إلى أكله و لإظهار قدرته في خلقه عذبا طريا في ماء زعاق حِلْيَةً تَلْبَسُونَها كاللؤلؤ و المرجان وَ تَرَى الْفُلْكَ أي السفن مَواخِرَ فِيهِ أي جواري فيه يشقه بخرومها من المخر و هو شقّ الماء و قيل صوت جري الفلك وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ أي من سعة رزقه بركوبها للتجارة وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أي تعرفون نعم الله فتقومون بحقها.
وَ هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ قال البيضاوي خلاهما متجاورين متلاصقين بحيث لا يتمازجان من مرج دابّته إذا خلاها هذا عَذْبٌ فُراتٌ قامع للعطش من فرط عذوبته وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ بليغ الملاحة 9343 وَ جَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً حاجزا من قدرته وَ حِجْراً مَحْجُوراً و تنافرا بليغا كأن كلًّا منهما يقول للآخر ما يقوله المتعوّذ عليه و قيل حدّا محدودا و ذلك كدجلة يدخل البحر فيشقّه فيجري في خلاله فراسخ لا يتغيّر طعمهما 9344 و قيل المراد بالبحر العذب النهر العظيم مثل النيل و بالبحر الملح البحر الكبير و بالبرزخ ما يحول بينهما من الأرض فتكون القدرة في الفصل و اختلاف الصفة مع أن مقتضى طبيعة أجزاء كل عنصر أن تضامّت و تلاصقت و تشابهت في الكيفية 9345 انتهى و يقال إن نهر آمل تدخل بحر الخزر و يبقى على عذوبته و لا يختلط بالمالح و يأخذون منه الماء العذب في وسط البحر فيمكن على تقدير صحته أن يكون داخلا تحت الآية أيضا.
وَ ما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ ضرب مثل للمؤمن و الكافر و الفرات الذي يكسر العطش و السائغ الذي يسهل انحداره و الأجاج الذي يحرق بملوحته وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ استطراد في صفة البحرين و ما فيهما أو تمام التمثيل و المعنى كما أنهما و إن اشتركا في بعض الفوائد لا يتساويان من حيث إنهما لا يتساويان في ما هو المقصود بالذات من الماء فإنه خالط أحدهما ما أفسده و غيره عن كمال فطرته لا يساوي المؤمن و الكافر و إن اتفق اشتراكهما في بعض الصفات كالشجاعة و السخاوة لاختلافهما في ما هو الخاصية العظمى و بقاء أحدهما على الفطرة الأصلية دون الآخر أو تفضيل للأجاج على الكافر بما يشارك العذب من المنافع و المراد بالحلية اللآلي و اليواقيت.
مِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ قرأ نافع و أبو عمرو الجواري بياء في الوصل و الوقف و الباقون بحذفها على التخفيف كَالْأَعْلامِ أي كالجبال فهذه السفن العظيمة التي تكون كأنها الجبال تجري على وجه الماء عند هبوب الرياح على أسرع الوجوه و عند سكونها تقف ففيه دلالة على وجود الصانع المسبب لتلك الأسباب و قدرته الكاملة و حكمته التامة لأنه تعالى خص كل جانب من جوانب الأرض بنوع من الأمتعة و إذا نقل متاع هذا الجانب إلى ذلك الجانب في السفن و بالعكس حصلت المنافع العظيمة في التجارة فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ أي فيبقين ثوابت عَلى ظَهْرِهِ أي ظهر البحر لِكُلِّ صَبَّارٍ أي لكل من وكل همته و حبس نفسه على النظر في آيات الله و التفكر في آلائه أو لكل مؤمن كامل فإنه
روي أن الإيمان نصفان نصف صبر و نصف شكر.
أَوْ يُوبِقْهُنَ أي يهلكهن بإرسال الريح العاصفة المغرفة و المراد إهلاك أهلها لقوله بِما كَسَبُوا و أصله أو يرسلها فيوبقهن لأنه قسيم يُسْكِنِ الرِّيحَ فاقتصر فيه على المقصود كما في قوله وَ يَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ إذ المعنى أو يرسلها عاصفة فيوبق ناسا بذنوبهم و ينجي ناسا على العفو منهم و قرئ يعفوا على الاستئناف.