کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
- كشف، كشف الغمة من كتاب ابن طلحة عن جابر مثله- بشا، بشارة المصطفى ابن شيخ الطائفة عن أبيه عن المفيد مثله.
4- فس، تفسير القمي قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَإِنَّهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ يَفْتَخِرُ بِالْأَنْسَابِ قَالَ الصَّادِقُ ع لَا يَتَقَدَّمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدٌ إِلَّا بِالْأَعْمَالِ وَ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ ص يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْعَرَبِيَّةَ لَيْسَتْ بِأَبٍ وَالِدٍ وَ إِنَّمَا هُوَ لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فَهُوَ عَرَبِيٌّ أَلَا إِنَّكُمْ وُلْدُ آدَمَ وَ آدَمُ مِنْ تُرَابٍ وَ اللَّهِ لَعَبْدٌ حَبَشِيٌّ أَطَاعَ اللَّهَ خَيْرٌ مِنْ سَيِّدٍ قُرَشِيٍّ عَاصٍ لِلَّهِ وَ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ وَ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ قَالَ بِالْأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ قَالَ مِنَ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ قَالَ أَيْ تَلْهَبُ عَلَيْهِمْ فَتُحْرِقُهُمْ وَ هُمْ فِيها كالِحُونَ أَيْ مَفْتُوحِي الْفَمِ مُسْوَدِّي الْوَجْهِ.
بيان قوله ص و إنما هو لسان ناطق أي العربية التي هي مناط الشرف ليس كون الإنسان من نسل العرب بل إنما هي بالتكلم بدين الحق و الإقرار لأهل الفضل من العرب بالفضل يعني النبي و الأئمة ع و متابعتهم و لذا ورد أن العرب شيعتنا و سائر الناس علج و سيأتي أخبار كثيرة في ذلك في كتاب الإيمان و الكفر.
5- جا، المجالس للمفيد ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللَّهِ ص لَا يُشَفَّعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَلَى وَ اللَّهِ إِنَّ رَحِمِي لَمَوْصُولَةٌ 4638 فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ إِنِّي أَيُّهَا النَّاسِ فَرَطُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْحَوْضِ فَإِذَا جِئْتُمْ قَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ
فَأَقُولُ أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ وَ لَكِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ بَعْدِي ذَاتَ الشِّمَالِ وَ ارْتَدَدْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ الْقَهْقَرَى.
: ما، الأمالي للشيخ الطوسي أبو عمرو 4639 عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى 4640 عن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن محمد بن عقيل مثله 4641 توضيح قال في النهاية فيه أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ أي متقدّمكم إليه يقال فرط يفرط فهو فارط و فرط إذا تقدّم و سبق القوم ليرتاد لهم الماء و يهيّئ لهم الدلاء و الأرشية.
6- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ الْبَجَلِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُعِيَ الْخَلَائِقُ بِأَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ إِلَّا نَحْنُ وَ شِيعَتُنَا فَإِنَّهُمْ يُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ.
7- سن، المحاسن الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ وَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُدْعَى النَّاسُ جَمِيعاً بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ سِتْراً مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إِلَّا شِيعَةَ عَلِيٍّ ع فَإِنَّهُمْ يُدْعَوْنَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ ذَلِكَ أَنْ لَيْسَ فِيهِمْ عَهَرٌ 4642 .
8- بشا، بشارة المصطفى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عُمَرَ السِّمَاكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمَهْدِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ لِعَلِيٍّ ع أَ لَا أُبَشِّرُكَ يَا عَلِيُّ قَالَ بَلَى بِأَبِي وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنَا وَ أَنْتَ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع خُلِقْنَا مِنْ طِينَةٍ وَاحِدَةٍ وَ فَضَلَتْ مِنْهَا فَضْلَةٌ فَجَعَلَ مِنْهَا شِيعَتَنَا وَ مُحِبِّينَا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُعِيَ النَّاسُ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ مَا خَلَا نَحْنُ وَ شِيعَتَنَا وَ مُحِبِّينَا فَإِنَّهُمْ يُدْعَوْنَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ.
9- بشا، بشارة المصطفى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَرْسَادٍ الْعَبَّادِ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ 4643 عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُدْعَى النَّاسُ بِأَسْمَائِهِمْ إِلَّا شِيعَتِي وَ مُحِبِّيَّ فَإِنَّهُمْ يُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ لِطِيبِ مَوَالِيدِهِمْ.
10- فر، تفسير فرات بن إبراهيم فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ مُعَنْعَناً عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ قَالَ فَقَالَ يَا أَصْبَغُ مَا سَأَلَنِي أَحَدٌ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ وَ لَقَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص عَنْهَا كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ لِي سَأَلْتُ جَبْرَئِيلَ عَنْهَا فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ حَشَرَكَ اللَّهُ أَنْتَ وَ أَهْلَ بَيْتِكَ وَ مَنْ يَتَوَلَّاكَ وَ شِيعَتَكَ حَتَّى يَقِفُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَيَسْتُرُ اللَّهُ عَوْرَاتِهِمْ وَ يُؤْمِنُهُمْ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ بِحُبِّهِمْ لَكَ وَ لِأَهْلِ بَيْتِكَ وَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ ع أَخْبَرَنِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَنِ اصْطَنَعَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ مَعْرُوفاً كَافَيْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا عَلِيُّ شِيعَتُكَ وَ اللَّهِ آمِنُونَ يَرْجُونَ فَيَشْفَعُونَ وَ يُشَفَّعُونَ ثُمَّ قَرَأَ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ .
11- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام جَعْفَرُ بْنُ نُعَيْمٍ الشَّاذَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَدَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا ع يَقُولُ مَنْ أَحَبَّ عَاصِياً فَهُوَ عَاصٍ وَ مَنْ أَحَبَّ مُطِيعاً فَهُوَ مُطِيعٌ وَ مَنْ أَعَانَ ظَالِماً فَهُوَ ظَالِمٌ وَ مَنْ خَذَلَ عَادِلًا فَهُوَ خَاذِلٌ إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ وَ لَا يَنَالُ أَحَدٌ وَلَايَةَ اللَّهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَ لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ائْتُونِي بِأَعْمَالِكُمْ لَا بِأَنْسَابِكُمْ وَ أَحْسَابِكُمْ قَالَ اللَّهُ
12- فر، تفسير فرات بن إبراهيم بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنَّهُ لَا يَفِرُّ مَنْ وَالاهُ وَ لَا يُعَادِي مَنْ أَحَبَّهُ وَ لَا يُحِبُّ مَنْ أَبْغَضَهُ وَ لَا يَوَدُّ مَنْ عَادَاهُ الْحَدِيثَ.
باب 10 الميزان 4644
الكهف أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَ لِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً الأنبياء وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَ كَفى بِنا حاسِبِينَ المؤمنين فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ القارعة فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ وَ ما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ ذكر فيه أقوال أحدها أن الوزن عبارة عن العدل في الآخرة و أنه لا ظلم فيها على أحد.
و ثانيها أن الله ينصب ميزانا له لسان و كفتان يوم القيامة فتوزن به أعمال العباد الحسنات و السيئات عن ابن عباس و الحسن و به قال الجبائي و اختلفوا في كيفية الوزن لأن الأعمال أعراض لا تجوز عليها الإعادة و لا يكون لها وزن و لا تقوم بأنفسها فقيل توزن صحائف الأعمال عن ابن عمر و جماعة و قيل تظهر علامات
للحسنات و علامات للسيئات في الكفتين فتراها الناس عن الجبائي و قيل تظهر للحسنات صورة حسنة و للسيئات صورة سيئة عن ابن عباس و قيل توزن نفس المؤمن و الكافر عن عبيد بن عمير قال يؤتى بالرجل العظيم الجثة فلا يزن جناح بعوضة.
و ثالثها أن المراد بالوزن ظهور مقدار المؤمن في العظم و مقدار الكافر في الذلة كما قال سبحانه فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً فمن أتى بالعمل الصالح الذي يثقل وزنه أي يعظم قدره فقد أفلح و من أتى بالعمل السيئ الذي لا وزن له و لا قيمة فقد خسر فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ إنما جمع الموازين لأنه يجوز أن يكون لكل نوع من أنواع الطاعات يوم القيامة ميزان و يجوز أن يكون كل ميزان صنفا من أصناف أعماله و يؤيد هذا ما جاء في الخبر أن الصلاة ميزان فمن وفى استوفى.
و قال الرازي في تفسيره في وزن الأفعال قولان الأول في الخبر أنه تعالى ينصب ميزانا له لسان و كفتان يوم القيامة يوزن به أعمال العباد خيرها و شرها قال ابن عباس أما المؤمن فيؤتى بعمله في أحسن صورة فيوضع في كفة الميزان فتثقل حسناته على سيئاته فذلك قوله فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الناجون قال و هذا كما قال في سورة الأنبياء وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً و أما كيفية وزن الأعمال على هذا القول ففيه وجهان الأول أن أعمال المؤمن تتصور بصورة حسنة و أعمال الكافر تتصور بصورة قبيحة فتوزن تلك الصورة كما ذكره ابن عباس و الثاني أن الوزن يعود إلى الصحف التي تكون فيها أعمال العباد مكتوبة.
وَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَمَّا يُوزَنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ الصُّحُفُ.
و هذا القول مذهب المفسرين في هذه الآية و عن عبد الله بن سلام أن ميزان رب العالمين ينصب بين الجن و الإنس يستقبل به العرش إحدى كفتي الميزان على الجنة و الأخرى على جهنم و لو وضعت السماوات و الأرض في إحداهما لوسعتهن و جبرئيل آخذ بعموده و ينظر إلى لسانه.
وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْمِيزَانِ وَ يُؤْتَى لَهُ تِسْعَةٌ وَ تِسْعُونَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ فِيهَا خَطَايَاهُ وَ ذُنُوبُهُ فَتُوضَعُ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ ثُمَّ يَخْرُجُ لَهُ قِرْطَاسٌ كَالْأَنْمُلَةِ فِيهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ فَيُوضَعُ فِي الْآخَرِ فَيَرْجَحُ.
: وَ عَنِ الْحَسَنِ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ يَوْمٍ وَاضِعٌ رَأْسَهُ فِي حَجْرِ عَائِشَةَ قَدْ أَغْفَى إِذْ سَالَتِ الدُّمُوعُ مِنْ عَيْنِهَا فَقَالَ مَا أَصَابَكِ مَا أَبْكَاكِ قَالَتْ ذَكَرْتُ حَشْرَ النَّاسِ وَ هَلْ يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَداً فَقَالَ لَهَا يُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً وَ قَرَأَ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ لَا يَذْكُرُ فِيهَا أَحَداً عِنْدَ الصُّحُفِ وَ عِنْدَ وَزْنِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّيِّئَاتِ.
و عن عبيد بن عمير يؤتى بالرجل العظيم الأكول الشروب فلا يكون له وزن بعوضة.
و القول الثاني و هو قول مجاهد و الضحاك و الأعمش أن المراد من الميزان العدل و القضاء و كثير من المتأخرين ذهبوا إلى هذا القول و مالوا إليه أما بيان أن حمل لفظ الوزن على هذا المعنى جائز في اللغة فلأن العدل في الأخذ و الإعطاء لا يظهر إلا بالكيل و الوزن في الدنيا فلم يبعد جعل الوزن كناية عن العدل و مما يقوي ذلك أن الرجل إذا لم يكن له قدر و لا قيمة عند غيره يقال إن فلانا لا يقيم لفلان وزنا قال تعالى فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً و يقال أيضا فلان يستخف بفلان و يقال هذا الكلام في وزن هذا و في وزانه أي يعادله و يساويه مع أنه ليس هناك وزن في الحقيقة و قال الشاعر.
قد كنت قبل لقائكم ذا قوة
عندي لكل مخاصم ميزانه .