کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء الثاني بعد المائة
[كلمة الناشر]
الف بسمه تعالى الحمد للّه ربّ العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء و المرسلين، اصطفى محمّد صلّى اللّه عليه و آله بالرسالة، و اختار من بعده عترته الأطيبين الأكرمين فجعلهم علماً هادياً و مناراً بادياً، هداة الأبرار، عليهم صلوات اللّه الرّحمن مادام اللّيل و النهار.
و بعد فمن منن اللّه عزّ و جلّ علينا أن وفّقنا لإحياء تراث العلم و الدّين و نشر آثار علمائنا الأخيار حماة الدين و الشريعة و حملة الحديث و الفقه، و منها هذه الموسوعة الاسلاميّة الكبرى دائرة معارف المذهب بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار.
فقد عزمنا باكمال طبعها- تلك الرائفة النفيسة- قبل سنين، فقمنا بأعباء هذه العزمة القويمة، و شمّرنا عن ساق الجدّ مستمدا من اللّه عزّ و جلّ وليّ التوفيق، حتّى يسّر اللّه لنا بمنّه و كرمه حمل هذا ب العبء الثقيل، فانتشر أجزاء الكتاب متواليا متواترا بصورة بديعة رائعة و صحّة و إحكام يستحسنها كلّ ناظر ثقافيّ، و لروّاد الفضيلة الّذين وازرونا في هذا المشروع المقدّس و تحمّلوا المشاقّ في سبيل هذه الفكرة الصالحة شكر دائم متواصل.
**** و هذا الجزء الّذي نقدّمه بين يدي الفراء الكرام هو أوّل أجزاء كتاب الإجازات و هو المجلّد الخامس و العشرون آخر مجلّدات البحار حسب تجزئة المؤلّف العلّامة قدّس اللّه سرّه، و قد احتوى هذا الجزء على كتاب الفيض القدسي في ترجمة العلّامة المجلسي تأليف خاتم المحدّثين العلّامة النوري قدّس اللّه لطيفه، جعلناه في مقدّمة هذا الجزء ثمّ على كتاب فهرسّ الشيخ منتجب الدين الّذي أدرجه المؤلّف العلّامة في أوّل كتاب الاجازات، و يختتم بذلك هذا الجزء (الجزء 102 حسب تجزئتنا لهذه الموسوعة الفذّة).
ثمّ يتلوه كتاب فهرس مصنّفات الأصحاب للعلّامة المؤلّف، الّذي كان أصلا و باعثا على تأليف كتابه بحار الأنوار، في جزء عليحدة (الجزء 103) داخلا في سلسلة أجزاء هذه الطبعة.
و لمّا كان هذا الكتاب القيم و السفر القويم كلّه بخطّ يد المؤلّف العلّامة، نسخة مفردة ممتازة منحصرة، طبعناه بالافست، و في تقدّمته بحث كافل في تعريف النسخة و أنّ موقعها من بحار الأنوار كالفهرس لمآخذه و الباعث الناشط لتأليفه.
ت ثمّ بعد ذلك يتلوه تتمة كتاب الاجازات في أربعة أجزاء (104- 107) على نحو من سيرتنا في طبع هذا الجزء: ترى في أوّل كلّ جزء شطرا من كتاب الإجازات بالطبعة الحروفيّة، ثمّ يتبعها ما يوازيها من أصل المؤلّف العلّامة- و فيها خطوط العلماء الأخيار- بالافست.
و هذه النسخة (نسخة الأصل) محفوظة في مكتبة دانشگاه بتهران تحت الرقم 1774، و وجدنا صورتها الفتوغرافيّة في المكتبة العامّة لآية اللّه العظمى سماحة الحجّة العلّامة السيّد شهاب الدين النجفيّ الحسيني المرعشيّ دامت بركاته العالية بقم فاستلمناها من سماحته دام إفضاله، و قابلنا طبعتنا هذه الحروفيّة على تلك النسخة المصوّرة الفتوغرافيّة، ثمّ صوّرناها بالافست متدّرجا في خاتمة الاجزاء.
و إنّما اخترنا هذه السيرة تيمّنا و تبرّكاً بخطّ المؤلّف العلّامة و خطوط سائر العلماء و الفضلاء قدّس اللّه أسرارهم، و اللّه وليّ التوفيق.
مدير المكتبة الاسلاميّة الحاج السيّد إسماعيل الكتابچى و اخوانه
كلمة المحشي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي شهد لوحدانيته العلماء و رجح مدادهم على دماء الشهداء و جعلهم على خلقه أمناء و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و سند الأصفياء و أعلى الأولياء محمد و آله البررة الأتقياء و لعنة الله على أعدائهم الأشقياء.
أما بعد فيقول العبد المسكين المستعين بربه الكريم محمد بن علي بن الحسين الرازي صانه الله عن الشرور و المخازي لما فرغت من تعليقاتي على خمسة من أجزاء وسائل الشيعة من الجزء السادس عشر إلى العشرين منها على حسب طلب بعض الأحبة و لأمر بعض الأجلة سألني مدير المكتبة الإسلامية النظر في إجازات البحار و التعليق عليها فاستخرت الله تعالى و شرعت مع ضعف حالي و اضطراب بالي و بالله اتكالي و عليه معولي و إليه شكوت أحوالي.
و قبل الشروع في المقصود يجب ترجمة صاحب البحار و هو العلامة و شيخ الإسلام في عصره الذي قد أجمع العلماء في زمانه و من بعده على جلالة قدره و عظم شأنه و تبرزه في العلوم العقلية و النقلية و الحديث و الرجال و الأدب و التاريخ و غيرها.
و لما كان ترجمة حياته و شرح أحواله و ذكر آثاره و تبيين مآثره خارجا عن نطاق تعليقتنا فإنه يحتاج إلى تأليف كتاب ضخم في هذا الشأن و كيف و هو عظيم من عظماء الشيعة و عبقري من عباقرة العلم و ما يوجد في كتب التراجم و المعاجم من مناقبه و فضله و نبوغه دون ما هو عليه من الجلالة و النبالة إلا أن أحسن ما دون في ترجمته بحسب نظري القاصر هو كتاب الفيض القدسي لمؤلفه ثقة الإسلام مولانا العلامة النوري و قد طبع ملصقا بالمجلد الأول من بحار الأنوار طبعه الكمباني مقدمة له و حيثما كان مشتملا على فوائد جمة أوردته بتمامه قبل الشروع في مجلد الإجازات و بالله التوفيق
يا له حكمة من سماء القدس
ينهل لا يصاب بغيض
فاض تاريخه من القدس أيضا
حل للمجلسي قدسي فيض
الفيض القدسي في ترجمة العلامة المجلسي
[خطبة الكتاب]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي فجر عين حياة قلوب أوليائه من بحار أنوار معرفته و جعل زاد عباده حق اليقين بمقدس وجوده و الاعتراف بالعجز عن إدراك كنه ذاته و صفته و الصلاة على مرآة العقول و ملاذ المصطفين الأخيار و جلاء العيون و مقياس مصابيح الأسرار محمد النبي المختار و على آله مفاتيح الغيب و مشاكي الأنوار.
و بعد فإن في ذكر السلف الصالحين و العلماء الراسخين الذين اهتدوا بنور أئمتهم و اقتفوا آثارهم و اقتدوا بسيرتهم و أناخوا رحلهم بفنائهم و لم يشربوا من غير كأسهم و إنائهم تذكرة و موعظة للخلف الباقين و أنسا و تسلية للاحقين و إعانة لهم الصعود على مدارج الكمال و العكوف على صالح الأعمال 11247 .
و فيه مع ذلك إحياء لذكرهم الذي فيه ذكر أئمتهم و سادتهم و إتمام لنورهم الذي اكتسبوه من ولايتهم و عمل بما ورد من الحث على مجالستهم و مخالطتهم و الحض على محادثتهم فإن المسرح طرفه في أكناف سيرة من غاب عنه و ما هو عليه من العلم و العبادة و الفضل و الزهادة كالمجالس معه المستأنس به في الانتفاع بأقواله و حركاته و اقتفاء سيرته و آدابه.
و لذا استقرت طريقة المشايخ على ضبط أحوالهم و جمعها و تدوينها في صحف مكرمة و كتب شريفة و أتعبوا أنفسهم في ذلك حتى تحملوا أعباء السفر و قطعوا الفيافي و القفار و ركبوا البراري و البحار و رغبوا حافظيها و مصنفيها و مدحوا جامعيها و مؤلفيها و بالغوا في الثناء عليهم.
و كفى للمقام شاهدا ما كتبه آية الله بحر العلوم و المعالي العلامة الطباطبائي 11248 قدس سره على ظهر نسخة الأصل من كتاب تتميم أمل الآمل
و هو عندي موجود بخطه الشريف.
قال رحمة الله عليه بعد الحمد و الصلاة و بعد فقد وفقني الله و له الحمد للتشرف بما أملاه الشيخ العالم الفاضل و المحقق العدل الكامل