کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
على رسول الله ص و دنا منها قالت أعوذ بالله منك فقال رسول الله ص عذت بعظيم الحقي بأهلك.
و فيها اتخذ المنبر لرسول الله ص و قيل كان ذلك في سنة سبع و الأول أصح.
وَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَخْطُبُ عَلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ 10274 فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَهَا غُلَامٌ نَجَّارٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي غُلَاماً نَجَّاراً أَ فَلَا آمُرُهُ يَتَّخِذْ لَكَ مِنْبَراً تَخْطُبُ عَلَيْهِ قَالَ بَلَى قَالَ فَاتَّخَذَ لَهُ مِنْبَراً فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ فَأَنَّ الْجِذْعُ الَّذِي كَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ كَأَنِينِ الصَّبِيِّ فَقَالَ النَّبِيُّ ص إِنَّ هَذَا بَكَى لِمَا فُقِدَ مِنَ الذِّكْرِ وَ اسْمُ تِلْكَ الْأَنْصَارِيَّةِ عَائِشَةُ وَ اسْمُ غُلَامِهَا النَّجَّارِ يَاقُومُ الرُّومِيُ 10275 .
وَ فِي رِوَايَةٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ذَلِكَ فَأَجَابَهُ إِلَيْهِ وَ فِيهَا أَنَّهُ صُنِعَ لَهُ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ وَ فِيهَا أَنَّهُ حَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى تَصَدَّعَ وَ انْشَقَّ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَمْسَحُهُ بِيَدِهِ حَتَّى سَكَنَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ وَ غُيِّرَ ذَلِكَ أَخَذَ ذَلِكَ الْجِذْعَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَ كَانَ عِنْدَهُ فِي تِلْكَ الدَّارِ حَتَّى بَلِيَ وَ أَكَلَتْهُ الْأَرَضَةُ وَ عَادَ رُفَاتاً 10276 .
بيان: في النهاية قاد البعير و اقتاده جره خلفه و منه حديث الصلاة اقتادوا رواحلهم و قال الخدمة بالتحريك الخلخال و قال القدع الكف و المنع و منه حديث زواجه بخديجة قال ورقة بن نوفل محمد يخطب خديجة هو الفحل لا يقدع أنفه يقال قدعت الفحل و هو أن يكون غير كريم فإذا أراد ركوب الناقة الكريمة ضرب أنفه بالرمح أو غيره حتى يرتدع و ينكف و يروى بالراء 10277 أي إنه كفو كريم لا يرد 3: و قال ابن الأثير في حوادث السنة السابعة و فيها قدم حاطب من عند
المقوقس بمارية و أختها 10278 و بغلته دلدل و حماره يعفور 10279 .
و فيها كانت سرية بشير بن سعد والد النعمان بن بشير الأنصاري إلى بني مرة 10280 في شعبان في ثلاثين رجلا أصيب أصحابه و ارتث 10281 في القتلى ثم رجع إلى المدينة.
و فيها كانت سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى أرض بني مرة فأصاب مرداس بن بهل 10282 حليفا لهم من جهينة قتله أسامة و رجل من الأنصار قال أسامة لما غشيناه قال أشهد أن لا إله إلا الله فلم ننزع عنه حتى قتلناه فلما قدمنا على النبي ص أخبرناه الخبر فقال كيف نصنع بلا إله إلا الله.
و فيها كانت سرية غالب بن عبد الله أيضا في مائة و ثلاثين راكبا إلى بني عبد بن تغلبة 10283 فأغار عليهم و استاق الغنم إلى المدينة 10284 .
و فيها كانت سرية بشير بن سعد إلى نمر و صاب في شوال.
و فيها كانت عمرة القضاء و تزوج في سفره هذا بميمونة بنت الحارث 10285 .
و فيها كانت غزوة ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم 10286 فلقوه و أصيب هو و أصحابه و قيل بل نجا و أصيب أصحابه.
و قال في حوادث السنة الثامنة و فيها توفيت زينب بنت رسول الله ص.
و فيها كانت سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح 10287 فلقيهم الحارث
بن البرصاء الليثي فأخذوه أسيرا فقال إنما جئت لأسلم فقال له غالب إن كنت صادقا فلن يضرك رباط ليلة و إن كنت كاذبا استوثقنا منك و وكل به بعض أصحابه و قال له إن نازعك فخذ رأسه و أمره بالقيام 10288 إلى أن يعود ثم ساروا حتى أتوا بطن الكديد فنزلوا بعد العصر و أرسل جندب الجهني رئية 10289 لهم قال فقصدت تلا هناك يطلعني على الحاضر فانبطحت عليه فخرج منهم رجل فرآني و معه قوسه و سهمان 10290 فرماني بأحدهما فوضعه في جنبي قال فنزعته و لم أتحول 10291 ثم رماني بالثاني فوضعه في رأس منكبي قال فنزعته فلم أتحول 10292 فقال أما و الله لقد خلطه سهماي و لو كان رئية لتحرك 10293 قال فأمهلناهم حتى راحت مواشيهم و احتلبوا و شننا عليهم الغارة فقتلنا منهم و استقنا النعم و رجعنا سراعا و إذا بصريخ القوم فجاءنا ما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا إلا بطن الوادي بعث الله بسيل لا يقدر أحد أن يجوزه 10294 فلقد رأيتهم ينظرون إلينا لا يقدر أحد أن يتقدم و قدمنا المدينة و كان شعار المسلمين أمت أمت و كان عدتهم بضعة عشر رجلا.
و فيها بعث رسول الله ص العلاء بن الحضرمي إلى البحرين و بها المنذر بن شاوي 10295 و صالحه المنذر على أن على المجوس الجزية و لا يؤكل ذبائحهم و لا ينكح نساؤهم و قيل إن إرساله كان سنة ست من الهجرة مع الرسل الذين أرسلهم
رسول الله ص إلى الملوك 10296 .
و فيها كانت سرية عمرو بن كعب الغفاري 10297 إلى ذات أطلاح في خمسة عشر رجلا فوجد بها جمعا كثيرا فدعاهم إلى الإسلام فأبوا أن يجيبوا و قتلوا أصحاب عمرو 10298 و نجا حتى قدم إلى المدينة و ذات أطلاح من ناحية الشام 10299 .
باب 24 غزوة مؤتة و ما جرى بعدها إلى غزوة ذات السلاسل
1- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ بِلَادِ الْحَبَشَةِ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى مُؤْتَةَ وَ اسْتَعْمَلَ عَلَى الْجَيْشِ مَعَهُ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَمَضَى النَّاسُ مَعَهُمْ حَتَّى كَانُوا بِنَحْوِ الْبَلْقَاءِ فَلَقِيَهُمْ جُمُوعُ هِرَقْلٍ مِنَ الرُّومِ وَ الْعَرَبِ فَانْحَازَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا مُؤْتَةُ فَالْتَقَى النَّاسُ عِنْدَهَا وَ اقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً وَ كَانَ اللِّوَاءُ يَوْمَئِذٍ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَقَاتَلَ بِهِ حَتَّى شَاطَ فِي رِمَاحِ الْقَوْمِ ثُمَّ أَخَذَهُ جَعْفَرٌ فَقَاتَلَ بِهِ قِتَالًا شَدِيداً ثُمَّ اقْتَحَمَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ فَعَقَرَهَا وَ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ قَالَ وَ كَانَ جَعْفَرٌ أَوَّلَ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَقَرَ فَرَسَهُ فِي الْإِسْلَامِ ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقُتِلَ ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ 10300 فَنَاوَشَ الْقَوْمَ
وَ رَاوَغَهُمْ حَتَّى انْحَازَ بِالْمُسْلِمِينَ مُنْهَزِماً وَ نَجَا بِهِمْ مِنَ الرُّومِ وَ أَنْفَذَ رَجُلًا 10301 يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ إِلَى النَّبِيِّ ص بِالْخَبَرِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَسِرْتُ إِلَى النَّبِيِّ ص فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى رِسْلِكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ثُمَّ قَالَ ص أَخَذَ اللِّوَاءَ زَيْدٌ فَقَاتَلَ بِهِ فَقُتِلَ رَحِمَ اللَّهُ زَيْداً ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرٌ وَ قَاتَلَ وَ قُتِلَ رَحِمَ اللَّهُ جَعْفَراً ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَ قَاتَلَ فَقُتِلَ فَرَحِمَ اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ فَبَكَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُمْ حَوْلَهُ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ ص وَ مَا يُبْكِيكُمْ فَقَالُوا وَ مَا لَنَا لَا نَبْكِي وَ قَدْ ذَهَبَ خِيَارُنَا وَ أَشْرَافُنَا وَ أَهْلُ الْفَضْلِ مِنَّا فَقَالَ لَهُمْ ص لَا تَبْكُوا فَإِنَّمَا مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ حَدِيقَةٍ قَامَ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا فَأَصْلَحَ رَوَاكِبَهَا وَ بَنَى مَسَاكِنَهَا وَ حَلَقَ سَعَفَهَا فَأَطْعَمَتْ عَاماً فَوْجاً ثُمَّ عَاماً فَوْجاً ثُمَّ عَاماً فَوْجاً 10302 فَلَعَلَّ آخِرَهَا طَعْماً أَنْ يَكُونَ أَجْوَدَهَا قِنْوَاناً وَ أَطْوَلَهَا شِمْرَاخاً وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَيَجِدَنَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فِي أُمَّتِي خَلَفاً 10303 مِنْ حَوَارِيِّهِ قال و قال كعب بن مالك يرثي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه و المستشهدين معه
هدت العيون 10304 و دمع عينك يهمل
سحا كما وكف الضباب 10305 المخضل
و كان ما بين الجوانح و الحشا
مما تأوبني شهاب مدخل
وجدا على النفر الذين تتابعوا
يوما 10306 بمؤتة أسندوا لم ينقلوا 10307
فتغير القمر المنير لفقدهم
و الشمس قد كسفت و كادت تأفل
قوم بهم نصر الإله 10308 عباده
و عليهم نزل الكتاب المنزل
قوم علا بنيانهم من هاشم 10309
فرع أشم و سودد ما ينقل 10310
و لهديهم 10311 رضي الإله لخلقه
و بجدهم نصر النبي المرسل
بيض الوجوه ترى بطون أكفهم
تندى إذا اغبر 10312 الزمان الممحل 10313
.
بيان: شاط فلان هلك و في بعض النسخ بالسين المهملة و السوط الخلط و ساطت نفسي تقلصت و الأول أصح قال في النهاية في حديث زيد بن حارثة يوم مؤتة إنه قاتل براية رسول الله ص حتى شاط في رماح القوم أي هلك.
و قال في جامع الأصول أراد بالاقتحام هنا نزوله عن فرسه مسرعا.
و في القاموس راغ الرجل و الثعلب روغا و روغانا حاد و مال و المراوغة المصارعة و أن يطلب بعض القوم بعضا و قال انحاز عنه عدل و القوم تركوا مراكزهم و الراكب و الراكبة و الراكوب و الراكوبة و الركابة فسيلة في أعلى النخل متدلية لا تبلغ الأرض قوله و حلق سعفها بالحاء المهملة أي أزال زوائدها أو بالمعجمة من خلق العود بتخفيف اللام و تشديده إذا سواه و السح الصب و السيلان من فوق و الضباب ندى كالغيم أو سحاب رقيق و في رواية ابن أبي الحديد الرباب مكان الضباب و هو السحاب الأبيض و أخضله بله و تأوبه أتاه ليلا و فرع كل شيء أعلاه و من القوم شريفهم و الشمم ارتفاع في الجبل و الأشم السيد ذو الأنفة و النفل العطاء و انتفل طلب و منه تبرأ و انتفى 10314 و في بعض النسخ بالغين من نغل الأديم كفرح إذا فسد و في بعضها بالقاف.
2- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِمُؤْتَةَ قَالَ ص بِالْمَدِينَةِ قُتِلَ
زَيْدٌ وَ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ ثُمَّ قَالَ قُتِلَ جَعْفَرٌ وَ تَوَقَّفَ وَقْفَةً ثُمَّ قَالَ وَ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَ ذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ لَمْ يُسَارِعْ فِي أَخْذِ الرَّايَةِ كَمُسَارَعَةِ جَعْفَرٍ ثُمَّ قَالَ وَ قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ ص إِلَى بَيْتِ جَعْفَرٍ إِلَى أَهْلِهِ ثُمَّ جَاءَتِ الْأَخْبَارُ بِأَنَّهُمْ قَدْ قُتِلُوا عَلَى تِلْكَ الْهَيْئَةِ 10315 .