کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا -
وَ مَنْ يَبْكِ حَوْلًا كَامِلًا فَقَدِ اعْتَذَرَ 21535 .
5- قب، المناقب لابن شهرآشوب فِي الْإِحْيَاءِ أَنَّهُ خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بِنْتَهُ فَأَطْرَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَنْ يَمْشِي عَلَيْهَا أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ وَ لَكِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي وَ أَنْتَ مِطْلَاقٌ فَأَخَافُ أَنْ تُطَلِّقَهَا وَ إِنْ فَعَلْتَ خَشِيتُ أَنْ يَتَغَيَّرَ قَلْبِي عَلَيْكَ لِأَنَّكَ بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَإِنْ شَرَطْتَ أَنْ لَا تُطَلِّقَهَا زَوَّجْتُكَ فَسَكَتَ الْحَسَنُ ع وَ قَامَ وَ خَرَجَ فَسُمِعَ مِنْهُ يَقُولُ مَا أَرَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ ابْنَتَهُ طَوْقاً فِي عُنُقِي.
-
وَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَنَّهُ خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع إِلَى مَنْظُورِ بْنِ رَيَّانَ ابْنَتَهُ خَوْلَةَ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّي لَأُنْكِحُكَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ غَلِقٌ طَلِقٌ مَلِقٌ غَيْرَ أَنَّكَ أَكْرَمُ الْعَرَبِ بَيْتاً وَ أَكْرَمُهُمْ نَفْساً فَوُلِدَ مِنْهَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ.
-
وَ رَأَى يَزِيدُ امْرَأَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ- أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ أَبِي جَنْدَلٍ فَهَامَ بِهَا وَ شَكَا ذَلِكَ إِلَى أَبِيهِ فَلَمَّا حَضَرَ عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ لَقَدْ عَقَدْتُ لَكَ عَلَيَّ وِلَايَةَ الْبَصْرَةِ وَ لَوْ لَا أَنَّ لَكَ زَوْجَةً لَزَوَّجْتُكَ رَمْلَةَ فَمَضَى عَبْدُ اللَّهِ وَ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ طَمَعاً فِي رَمْلَةَ فَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ أَبَا هُرَيْرَةَ لِيَخْطُبَ أُمَّ خَالِدٍ لِيَزِيدَ ابْنِهِ وَ بَذَلَ لَهَا مَا أَرَادَتْ مِنَ الصَّدَاقِ فَاطَّلَعَ عَلَيْهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ع فَاخْتَارَتِ
الْحَسَنَ فَتَزَوَّجَهَا 21536 .
توضيح رجل غَلِقٌ بكسر اللام سيّئ الخلق و رجل مَلِقٌ بكسر اللام يعطي بلسانه ما ليس في قلبه و قال الجزريّ في حديث الحسن إنك رجل طَلِق أي كثير طلاق النساء.
6- كا، الكافي حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ وَ هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ- لَا تُزَوِّجُوا الْحَسَنَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مِطْلَاقٌ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ فَقَالَ بَلَى وَ اللَّهِ لَنُزَوِّجَنَّهُ وَ هُوَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَ وَ إِنْ شَاءَ طَلَّقَ 21537 .
7- كا، الكافي الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع طَلَّقَ خَمْسِينَ امْرَأَةً فَقَامَ عَلِيٌّ ع بِالْكُوفَةِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ أَهْلِ الْكُوفَةِ- لَا تُنْكِحُوا الْحَسَنَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مِطْلَاقٌ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ بَلَى وَ اللَّهِ لَنُنْكِحَنَّهُ إِنَّهُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ ابْنُ فَاطِمَةَ ع فَإِنْ أَعْجَبَهُ أَمْسَكَ وَ إِنْ كَرِهَ طَلَّقَ 21538 .
8- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِالْأَبْوَاءِ وَ هُوَ مُحْرِمٌ وَ مَعَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنَا الْعَبَّاسِ فَكَفَّنُوهُ وَ خَمَّرُوا وَجْهَهُ وَ رَأْسَهُ وَ لَمْ يُحَنِّطُوهُ وَ قَالَ هَكَذَا فِي كِتَابِ عَلِيٍ 21539 .
9- أَقُولُ قَالَ ابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ كَانَ الْحَسَنُ ع إِذَا أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَةً جَلَسَ إِلَيْهَا فَقَالَ أَ يَسُرُّكِ أَنْ أَهَبَ لَكِ كَذَا وَ كَذَا فَتَقُولُ لَهُ مَا شِئْتَ أَوْ نَعَمْ فَيَقُولُ هُوَ لَكِ فَإِذَا قَامَ أَرْسَلَ إِلَيْهَا بِالطَّلَاقِ وَ بِمَا سَمَّى لَهَا.
وَ رَوَى أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ قَالَ: تَزَوَّجَ الْحَسَنُ ع هِنْداً بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَ كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ فَطَلَّقَهَا فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنْ يَخْطُبَهَا عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ الْحَسَنُ ع فَاذْكُرْنِي لَهَا فَأَتَاهَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ فَقَالَتِ اخْتَرْ لِي فَقَالَ أَخْتَارُ لَكِ الْحَسَنَ فَزَوَّجَتْهُ.
-
وَ رُوِيَ أَيْضاً أَنَّهُ ع تَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَ كَانَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَهْوَاهَا فَأُبْلِغَ الْحَسَنُ عَنْهَا شَيْئاً فَطَلَّقَهَا فَخَطَبَهَا الْمُنْذِرُ فَأَبَتْ أَنْ تُزَوِّجَهُ وَ قَالَتْ شَهَّرَنِي.
-
وَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُ كَانَ الْحَسَنُ ع كَثِيرَ التَّزْوِيجِ تَزَوَّجَ خَوْلَةَ بِنْتَ مَنْظُورِ بْنِ زِيَادٍ الْفَزَارِيَّةَ فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ وَ أُمَّ إِسْحَاقَ بِنْتَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً سَمَّاهُ طَلْحَةَ وَ أُمَّ بِشْرٍ بِنْتَ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْداً وَ جَعْدَةَ بِنْتَ الْأَشْعَثِ وَ هِيَ الَّتِي سَمَّتْهُ وَ هِنْداً بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَ حَفْصَةَ ابْنَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ وَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمْرِو بْنِ الْأَهْيَمِ الْمِنْقَرِيِّ وَ امْرَأَةً مِنْ ثَقِيفٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عُمَرَ وَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَلْقَمَةَ بْنِ زُرَارَةَ وَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي شَيْبَانَ مِنْ آلِ هَمَّامِ بْنِ مُرَّةَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا تَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ فَطَلَّقَهَا وَ قَالَ إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَضُمَّ إِلَى نَحْرِي جَمْرَةً مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ.
-
قَالَ الْمَدَائِنِيُ وَ خَطَبَ إِلَى رَجُلٍ فَزَوَّجَهُ وَ قَالَ لَهُ إِنِّي مُزَوِّجُكَ وَ أَعْلَمُ أَنَّكَ مَلِقٌ طَلِقٌ غَلِقٌ وَ لَكِنَّكَ خَيْرُ النَّاسِ نَسَباً وَ أَرْفَعُهُمْ جَدّاً وَ أَباً وَ قَالَ أُحْصِيَ زَوْجَاتُ الْحَسَنِ ع فَكُنَّ سَبْعِينَ امْرَأَةً.
10- د، العدد القوية تَزَوَّجَ ع سَبْعِينَ حُرَّةً وَ مَلِكَ مِائَةً وَ سِتِّينَ أَمَةً فِي سَائِرِ عُمُرِهِ وَ كَانَ أَوْلَادُهُ خَمْسَةَ عَشَرَ.
أبواب ما يختصّ بتاريخ الحسين بن علي صلوات الله عليهما
باب 24 النصّ عليه بخصوصه و وصية الحسن إليه صلوات الله عليهما
1- عم، إعلام الورى الْكُلَيْنِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ع يَقُولُ لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ ع قَالَ لِلْحُسَيْنِ يَا أَخِي إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ إِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي وَ وَجِّهْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص لِأُحْدِثَ بِهِ عَهْداً ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلَى أُمِّي فَاطِمَةَ ع ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ إِلَى آخِرِ الْخَبَرِ 21540 .
2- عم، إعلام الورى الْكُلَيْنِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ الْوَفَاةُ قَالَ يَا قَنْبَرُ انْظُرْ هَلْ تَرَى وَرَاءَ بَابِكَ مُؤْمِناً مِنْ غَيْرِ آلِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ قَالَ امْضِ فَادْعُ لِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ هَلْ حَدَثَ إِلَّا خَيْرٌ قُلْتُ أَجِبْ أَبَا مُحَمَّدٍ فَعَجِلَ عَنْ شِسْعِ نَعْلِهِ فَلَمْ يُسَوِّهِ فَخَرَجَ مَعِي يَعْدُو
فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ سَلَّمَ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ اجْلِسْ فَلَيْسَ يَغِيبُ مِثْلُكَ عَنْ سَمَاعِ كَلَامٍ يَحْيَا بِهِ الْأَمْوَاتُ وَ يَمُوتُ بِهِ الْأَحْيَاءُ كُونُوا أَوْعِيَةَ الْعِلْمِ وَ مَصَابِيحَ الدُّجَى فَإِنَّ ضَوْءَ النَّهَارِ بَعْضُهُ أَضْوَأُ مِنْ بَعْضٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ وُلْدَ إِبْرَاهِيمَ أَئِمَّةً وَ فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَ آتَى دَاوُدَ زَبُوراً وَ قَدْ عَلِمْتَ بِمَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ مُحَمَّداً ص يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ إِنِّي لَا أَخَافُ عَلَيْكَ الْحَسَدَ وَ إِنَّمَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ الْكَافِرِينَ فَقَالَ- كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ 21541 وَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْكَ سُلْطَاناً يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ أَبِيكَ ع فِيكَ قَالَ بَلَى قَالَ سَمِعْتُ أَبَاكَ يَقُولُ يَوْمَ الْبَصْرَةِ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَبَرَّنِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَلْيَبَرَّ مُحَمَّداً يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَكَ وَ أَنْتَ نُطْفَةٌ فِي ظَهْرِ أَبِيكَ لَأَخْبَرْتُكَ يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ بَعْدَ وَفَاةِ نَفْسِي وَ مُفَارَقَةِ رُوحِي جِسْمِي إِمَامٌ مِنْ بَعْدِي وَ عِنْدَ اللَّهِ فِي الْكِتَابِ الْمَاضِي وِرَاثَةَ النَّبِيِّ أَصَابَهَا فِي وِرَاثَةِ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ خَيْرُ خَلْقِهِ فَاصْطَفَى مِنْكُمْ مُحَمَّداً وَ اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً وَ اخْتَارَنِي عَلِيٌّ لِلْإِمَامَةِ وَ اخْتَرْتُ أَنَا الْحُسَيْنَ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْتَ إِمَامِي وَ سَيِّدِي 21542 وَ أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلَى مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ نَفْسِي ذَهَبَتْ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ هَذَا الْكَلَامَ أَلَا وَ إِنَّ فِي رَأْسِي كَلَاماً لَا تَنْزِفُهُ الدِّلَاءُ وَ لَا تُغَيِّرُهُ بُعْدُ الرِّيَاحِ 21543 كَالْكِتَابِ الْمُعْجَمِ فِي الرَّقِّ الْمُنَمْنَمِ أَهُمُّ بِإِبْدَائِهِ فَأَجِدُنِي سُبِقْتُ إِلَيْهِ سَبْقَ الْكِتَابِ الْمُنْزَلِ وَ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَ إِنَّهُ لَكَلَامٌ يَكِلُّ بِهِ لِسَانُ النَّاطِقِ وَ يَدُ الْكَاتِبِ 21544 وَ لَا يَبْلُغُ فَضْلَكَ وَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُحْسِنِينَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
الْحُسَيْنُ أَعْلَمُنَا عِلْماً وَ أَثْقَلُنَا حِلْماً وَ أَقْرَبُنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ رَحِماً كَانَ إِمَاماً قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ وَ قَرَأَ الْوَحْيَ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ أَحَداً خَيْرٌ مِنَّا 21545 مَا اصْطَفَى مُحَمَّداً ص فَلَمَّا اخْتَارَ مُحَمَّداً وَ اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً إِمَاماً وَ اخْتَارَكَ عَلِيٌّ بَعْدَهُ وَ اخْتَرْتَ الْحُسَيْنَ بَعْدَكَ سَلَّمْنَا وَ رَضِينَا بِمَنْ هُوَ الرِّضَا وَ بِمَنْ نَسْلَمُ بِهِ مِنَ الْمُشْكِلَاتِ 21546 .
بيان: قوله فقال الله أي لا تحتاج إلى أن أذهب و أرى فإنك بعلومك الربانية أعلم بما أخبرك بعد النظر و يحتمل أن يكون المراد بالنظر النظر بالقلب بما علموه من ذلك فإنه كان من أصحاب الأسرار فلذا قال أنت أعلم به مني من هذه الجهة و لعل السؤال لأنه كان يريد أولا أن يبعث غير قنبر لطلب ابن الحنفية فلما لم يجد غيره بعثه.
و يحتمل أن يكون أراد بقوله مؤمنا ملك الموت ع فإنه كان يقف و يستأذن للدخول عليهم فلعله أتاه بصورة بشر فسأل قنبرا عن ذلك ليعلم أنه يراه أم لا فجوابه حينئذ إني لا أرى أحدا و أنت أعلم بما تقول و ترى ما لا أرى فلما علم أنه الملك بعث إلى أخيه.
فعجل عن شسع نعله أي صار تعجيله مانعا عن عقد شسع النعل قوله عن سماع كلام أي النص على الخليفة فإن السامع إذا أقر فهو حي بعد وفاته و إذا أنكر فهو ميت في حياته أو المعنى أنه سبب لحياة الأموات بالجهل و الضلالة بحياة العلم و الإيمان و سبب لموت الأحياء بالحياة الظاهرية أو بالحياة المعنوية إن لم يقبلوه و قيل يموت به الأحياء أي بالموت الإرادي عن لذات هذه النشأة الذي هو حياة أخروية في دار الدنيا و هو بعيد.
كونوا أوعية العلم تحريص على استماع الوصية و قبولها و نشرها أو
على متابعة الإمام و التعلم منه و تعليم الغير قوله ع فإن ضوء النهار أي لا تستنكفوا عن التعلم و إن كنتم علماء فإن فوق كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ أو عن تفضيل بعض الإخوة على بعض.
و الحاصل أنه قد استقر في نفوس الجهلة بسبب الحسد أن المتشعبين من أصل واحد في الفضل سواء و لذا يستنكف بعض الإخوة و الأقارب عن متابعة بعضهم و كان الكفار يقولون للأنبياء ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا 21547 فأزال ع تلك الشبهة بالتشبيه بضوء النهار في ساعاته المختلفة فإن كله من الشمس لكن بعضه أضوأ من بعض كأول الفجر و بعد طلوع الشمس و بعد الزوال و هكذا فباختلاف الاستعدادات و القابليات تختلف إفاضة الأنوار على المواد.
و قوله أ ما علمت أن الله تمثيل لما ذكر سابقا و تأكيد له و قوله فجعل ولد إبراهيم أئمة إشارة إلى قوله تعالى وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ- وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا 21548 و قوله و فضل إلخ إشارة إلى قوله سبحانه وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَ آتَيْنا داوُدَ زَبُوراً 21549 .
و قد علمت بما استأثر أي علمت بأي جهة استأثر الله محمدا أي فضله إنما كان لوفور علمه و مكارم أخلاقه لا بنسبه و حسبه و أنت تعلم أن الحسين أفضل منك بجميع هذه الجهات و يحتمل أن تكون ما مصدرية و الباء لتقوية التعدية أي علمت استيثار الله إياه قوله إني لا أخاف فيما عندنا من نسخ الكافي إني أخاف و لعل ما هنا أظهر.