کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الْوَصِيِّ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَقُولُ أَنَا هَادِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ الْعِلْمِ الَّذِي أَعْطَيْتُهُ وَ هُوَ نُورِيَ الَّذِي يُهْتَدَى بِهِ مَثَلُ الْمِشْكَاةِ فِيهَا الْمِصْبَاحُ فَالْمِشْكَاةُ قَلْبُ مُحَمَّدٍ ص وَ الْمِصْبَاحُ النُّورُ الَّذِي فِيهِ الْعِلْمُ وَ قَوْلُهُ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ يَقُولُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْبِضَكَ فَاجْعَلِ الَّذِي عِنْدَكَ عِنْدَ الْوَصِيِّ كَمَا يُجْعَلُ الْمِصْبَاحُ فِي الزُّجَاجَةِ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ فَأَعْلَمَهُمْ فَضْلَ الْوَصِيِّ تُوقَدُ 16548 مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ فَأَصْلُ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ إِبْرَاهِيمُ ع وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 16549 وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 16550 لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ يَقُولُ لَسْتُمْ بِيَهُودَ فَتُصَلُّوا قِبَلَ الْمَغْرِبِ وَ لَا نَصَارَى فَتُصَلُّوا قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ أَنْتُمْ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ ص وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 16551 وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ يَقُولُ مَثَلُ أَوْلَادِكُمُ الَّذِينَ يُولَدُونَ مِنْكُمْ مَثَلُ الزَّيْتِ الَّذِي يُعْصَرُ مِنَ الزَّيْتُونَ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ يَقُولُ يَكَادُونَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالنُّبُوَّةِ وَ لَوْ لَمْ يُنْزَلْ عَلَيْهِمْ مَلَكٌ 16552 .
39- ني، الغيبة للنعماني الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّي أُخَالِطُ النَّاسَ فَيَكْثُرُ عَجَبِي مِنْ أَقْوَامٍ لَا يَتَوَالَوْنَكُمْ وَ يَتَوَالَوْنَ فُلَاناً وَ فُلَاناً لَهُمْ أَمَانَةٌ وَ صِدْقٌ وَ وَفَاءٌ وَ أَقْوَامٌ يَتَوَالَوْنَكُمْ لَيْسَ لَهُمْ تِلْكَ الْأَمَانَةُ وَ لَا الْوَفَاءُ وَ لَا الصِّدْقُ قَالَ
فَاسْتَوَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع جَالِساً وَ أَقْبَلَ عَلَيَّ كَالْمُغْضَبِ ثُمَّ قَالَ لَا دِينَ لِمَنْ دَانَ بِوِلَايَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَ لَا عَتْبَ عَلَى مَنْ دَانَ بِوِلَايَةِ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ قُلْتُ لَا دِينَ لِأُولَئِكَ وَ لَا عَتْبَ عَلَى هَؤُلَاءِ 16553 ثُمَّ قَالَ أَ لَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ مِنْ ظُلُمَاتِ 16554 الذُّنُوبِ إِلَى نُورِ التَّوْبَةِ أَوِ الْمَغْفِرَةِ لِوَلَايَتِهِمْ كُلَّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ قَالَ 16555 وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ فَأَيُّ نُورٍ يَكُونُ لِلْكَافِرِ فَيَخْرُجُ مِنْهُ إِنَّمَا عَنَى بِهَذَا أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى نُورِ الْإِسْلَامِ فَلَمَّا تَوَالَوْا كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ خَرَجُوا بِوَلَايَتِهِمْ إِيَّاهُمْ مِنْ نُورِ الْإِسْلَامِ إِلَى ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ فَأَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمُ النَّارَ مَعَ الْكُفَّارِ فَقَالَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ 16556 .
بيان: العجب بالتحريك التعجب و العتب بالفتح الغضب و الملامة و بالتحريك الأمر الكريه و الشدة و لعل المعنى لا عتب عليهم يوجب خلودهم في النار أو العذاب الشديد أو عدم استحقاق المغفرة و ربما يحمل المؤمنون على غير المصرين على الكبائر من ظلمات الذنوب كأنه ع استدل بأنه تعالى لما قال آمَنُوا بصيغة الماضي و يُخْرِجُهُمْ بصيغة المستقبل دل على أنه ليس المراد الخروج من الإيمان فإنه كان ثابتا و لما كان الظُّلُماتِ جمعا معرفا باللام مفيدا للعموم يشمل الذنوب كما يشمل الجهالات فإما أن يوفقهم للتوبة فيتوب عليهم أو يغفر لهم بغير توبة أن ماتوا كذلك و يحتمل التخصيص بالأول لكنه بعيد عن السياق.
كانوا على نور الإسلام أي على فطرة الإسلام فإن
كل مولود يولد على الفطرة.
أو الآية في قوم كانوا على الإسلام قبل وفاة الرسول فارتدوا بعده باتباع
الطواغيت و أئمة الضلال و هو الظاهر فاستدل ع على كونها نازلة فيهم بأنه لا بد من أن يكون لهم نور حتى يخرجوهم منه و القول بأن الإخراج قد يستعمل بالمنع عن شيء و إن لم يدخلوا فيه تكلف فالآية نازلة فيهم كما اختاره مجاهد من المفسرين أيضا.
40- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَ أَصْحَابُنَا أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ ع كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع 16557 إِنَّ مَثَلَنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ كَمَثَلِ الْمِشْكَاةِ وَ الْمِشْكَاةُ فِي الْقِنْدِيلِ فَنَحْنُ الْمِشْكَاةُ فِيها مِصْباحٌ وَ الْمِصْبَاحُ مُحَمَّدٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ نَحْنُ الزُّجَاجَةُ تُوقَدُ 16558 مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ عَلِيٍ زَيْتُونَةٍ مَعْرُوفَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ لَا مُنْكَرَةٍ وَ لَا دَعِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ الْقُرْآنُ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ بِأَنْ يَهْدِيَ مَنْ أَحَبَّ إِلَى وَلَايَتِنَا 16559 .
بيان: هذه الأخبار مبنية على كون المراد بالمشكاة الأنبوبة في وسط القنديل و المصباح الفتيلة المشتعلة.
41- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بَنُو أُمَيَّةَ أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً وَ الظَّمْآنُ نَعْثَلٌ فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ فَيَقُولُ أُورِدُكُمُ الْمَاءَ حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ 16560 .
42- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِيزٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ
مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ 16561 قَالَ أَصْحَابُ الْجَمَلِ وَ صِفِّينَ وَ النَّهْرَوَانِ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ قَالَ بَنُو أُمَيَّةَ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي ظُلُمَاتِهِمْ لَمْ يَكَدْ يَراها أَيْ إِذَا نَطَقَ بِالْحِكْمَةِ بَيْنَهُمْ لَمْ يَقْبَلْهَا مِنْهُ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ أَقَرَّ بِوَلَايَتِهِ ثُمَّ بِإِمَامَتِهِ وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ أَيْ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ إِمَاماً فِي الدُّنْيَا فَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نُورٍ إِمَامٍ يُرْشِدُهُ وَ يَتَّبِعُهُ إِلَى الْجَنَّةِ 16562 .
باب 19 رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم و بعد وفاتهم ع و أنها المساجد المشرفة
1- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَابُوسِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ 16563 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَ عَنْ بُرَيْدَةَ قَالا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَيُّ بُيُوتٍ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ بُيُوتُ الْأَنْبِيَاءِ فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْبَيْتُ مِنْهَا وَ أَشَارَ إِلَى بَيْتِ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ ع قَالَ نَعَمْ مِنْ أَفْضَلِهَا 16564 .
2- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَمِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ قَالَ بُيُوتُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ بُيُوتُ عَلِيٍّ ع مِنْهَا 16565 .
3- فض، كتاب الروضة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَدْ قَرَأَ الْقَارِي فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ الْآيَةَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْبُيُوتُ فَقَالَ بُيُوتُ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ ع 16566 .
4- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْإِمَامُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ قَالَ بُيُوتُ آلِ مُحَمَّدٍ ص بَيْتُ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ حَمْزَةَ وَ جَعْفَرٍ ع قُلْتُ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ قَالَ الصَّلَاةُ فِي أَوْقَاتِهَا قَالَ ثُمَّ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ قَالَ هُمُ الرِّجَالُ لَمْ يَخْلِطِ اللَّهُ مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ ثُمَّ قَالَ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ قَالَ مَا اخْتَصَّهُمْ بِهِ مِنَ الْمَوَدَّةِ وَ الطَّاعَةِ الْمَفْرُوضَةِ وَ صَيَّرَ مَأْوَاهُمُ الْجَنَّةَ وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ 16567 .
بيان يحتمل أن يكون المراد بالبيوت في الآية البيوت المعنوية فإنه شائع بين العرب و العجم التعبير عن الأنساب الكريمة و الأحساب الشريفة بالبيوت و أن يكون المراد بها البيوت الصورية كبيوتهم ع في حياتهم و روضاتهم المنورة بعد وفاتهم و المراد بالرجال إما الأئمة ع أو خواص شيعتهم أو الأعم.
قال الطبرسي رحمة الله فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ معناه هذه المشكاة في بيوت هذه صفتها و هي المساجد في قول ابن عباس و غيره
وَ يَعْضُدُهُ قَوْلُ النَّبِيِّ ص
الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ وَ هِيَ تُضِيءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تُضِيءُ النُّجُومُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ.
و قيل هي بيوت الأنبياء ثم أيده بما مر من رواية أنس ثم قال و يعضده قوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 16568 و قوله رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ 16569 فالإذن برفع بيوت الأنبياء و الأوصياء مطلق و المراد بالرفع التعظيم و رفع القذر من الأرجاس و التطهير من المعاصي و الأدناس و قيل المراد برفعها رفع الحوائج فيها إلى الله تعالى وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ أي يتلى فيها كتابه أو أسماؤه الحسنى يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ أي يصلى له فيها بالبكر و العشايا و قيل المراد بالتسبيح تنزيه الله سبحانه عما لا يجوز عليه و وصفه بالصفات التي يستحقها لذاته و أفعاله التي كلها حكمة و صواب ثم بين سبحانه المسبح فقال رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ أي لا تشغلهم و لا تصرفهم تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ .
5- وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُمْ قَوْمٌ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ تَرَكُوا التِّجَارَةَ وَ انْطَلَقُوا إِلَى الصَّلَاةِ وَ هُمْ أَعْظَمُ أَجْراً مِمَّنْ لَمْ يَتَّجِرُ 16570 .
6- فس، تفسير القمي مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُنَخَّلٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ قَالَ هِيَ بُيُوتُ الْأَنْبِيَاءِ وَ بَيْتُ عَلِيٍّ ع مِنْهَا 16571 .
7- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَنَانٍ عَنْ سَالِمٍ الْحَنَّاطِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ 16572 فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع آلُ مُحَمَّدٍ ص لَمْ يَبْقَ فِيهَا غَيْرُهُمْ 16573 .
قب، المناقب لابن شهرآشوب عن سالم مثله 16574 بيان كان الضمير على هذا التأويل راجع إلى المدينة و هو إشارة إلى خروج أمير المؤمنين و أهل بيته ع منها إلى الكوفة أو المعنى أن المدينة و خروج علي ع منها كانت شبيهة بقرية لوط و خروجه منها إذ لما أراد الله إهلاكهم أخرجه منها فكذا لما أراد أن يشمل أهل المدينة بسخطه لكفرهم و ضلالتهم أخرج أمير المؤمنين ع و أهل بيته منها فشملهم من البلايا الصورية و المعنوية أصنافها.
8- ل، الخصال ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَارَ مِنَ الْبُيُوتَاتِ أَرْبَعَةً فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ الْخَبَرَ 16575 .