کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
أن أقول إني أكره ريحه لما روي عن أبي عبد الله ع في فضله فقال ع لا بأس به فإن كراهة الريح لا تنافي فضله و نفعه.
و على نسخة إنه يحتاج إلى تكلفات بعيدة كأن يقال ضمير فيه في قوله و قد روي فيه راجع إلى الخيري و فاعل قال أبو الحسن ع و الضمير في قلت له إلى الصادق ع و قوله و إني كنت جملة حالية و قوله أقول إما بمعنى أفعل أو آمر الناس بالادّهان به.
و الحاصل أن أبا الحسن ع قال أنا أيضا كنت سمعت هذه الرواية مرويّا عن أبي و لذلك كنت أكره ريحه و الادّهان به فلمّا سألت أبي قال لا بأس به و لا يخفى بعده و الظاهر أن كلمة إنه زيدت من النساخ.
13- الْكَافِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ السَّيَّارِيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ ص إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ خَيْراً لِلْجَسَدِ مِنْ دُهْنِ الزَّنْبَقِ يَعْنِي الرَّازِقِيَ 11938 .
بيان قد مرّ تفسير الزنبق و الرازقي في باب الصداع و يرجع إلى أنه إما الرازقي المعروف و هو نوع من الياسمين أو هو المعروف عندنا بالزنبق الأبيض.
قال ابن بيطار دهن السوسن الأبيض هو الرازقي قال ديسقوريدس قوة دهن السوسن مسخنة مفتحة لانضمام فم الرحم محللة لأورامها الحارة و بالجملة ليس له نظير في المنفعة 11939 من أوجاع الرحم و يوافق قروح الرأس الرطبة و الثآليل و نخالة الرأس و هو بالجملة محلل و إذا شرب أسهل مرة الصفراء و يدور البول و هو رديء للمعدة مغث.
و قال ماسرجويه دهن الرازقي حار لطيف ينفع من وجع العصب و الكليتين الذي يكون من البرد و من الفالج و الارتعاش و الكزاز و وجع الأمراض التي
تكون من البرد و ضعف الأعضاء إذا تمرخ به 11940 و قد يقوي الأعضاء الباطنة إذا تمرخ بها لطيبها.
و قال التميمي في المرشد حسن التأثير في تحليل أوجاع الأعصاب الكائنة من البرودة و رياح البلغم مسكن لها محلل لما يعرض لأصلها من التعقيد و الالتواء و التقبض و يحلل الورم الحادث في عصبة السمع و من السدة الكائنة فيها من النزلات البلغمية المنحدرة من الرأس و إذا سخن اليسير منه و قطر منه قطرات في الأذن الثقيلة السمع حلل ما فيها من الورم و فتح السدد الكائنة في مجرى السمع و سكن ما يعرض من الأوجاع الباردة السبب و قد ينفع من الخزاز و أنواع السعفة و الثآليل و النار الفارسي و الجراحات الحارة و الباردة. و قال في دهن الزنبق قال سليمان بن حسان يربى السمسم بنور الياسمين الأبيض ثم يعتصر منه دهن يقال له الزنبق.
و قال غيره دهن الياسمين حار يابس نافع من الفالج و الصرع و اللقوة و الشقيقة الباردة و الصداع البارد إذا دهنت به الصدغان أو قطر في الأنف منه.
و إذا تمرخ به جلب العرق و حلل الإعياء و نفع من وجع المفاصل و إذا عمل منه الشمع الأبيض قيروطي و حمل على الأورام الصلبة أنضجها و حللها و إذا دق ورق الياسمين الرطب و طلي بدهن الخل قام مقام الزنبق انتهى.
و أما الخيري فكأنه الذي يقال له بالفارسية شببو و قال ابن بيطار هو نبات معروف له زهر مختلف بعضه أبيض و بعضه فرفري و بعضه أصفر و الأصفر نافع من أعمال الطب قال جالينوس جملة هذه النبات قوته قوة تجلو و هي لطيفة مائية و أكثر ما توجد هذه القوة في زهرته و في اليابس من الزهرة أكثر منها في الرطب الطري. و قال في دهن الخيري قال التميمي لطيف محلل يوافق الجراحات و خاصة ما عمل من الأصفر منه و هو شديد التحليل لأورام الرحم و الأورام الكائنة في المفاصل و لما يعرض من التعقد و التحجر في الأعصاب
و التقبض و فعله في ذلك أكثر من جميع الأدهان المتخذة من سائر الأزهار و قد يقوي شعر الرأس و يكثفه و يدخل في المراهم المحللة للجراحات.
و قال في البنفسج في البرودة من الدرجة الأولى و في الرطوبة من الثانية و فيه لطافة يسيرة يحلل الأورام و ينفع من السعال العارض من الحرارة و ينوم نوما معتدلا و يسكن الصداع من المرة الصفراء و الدم الحريف إذا شرب و إذا شم.
و البنفسج اليابس يسهل المرة الصفراء المحتبسة في المعدة و الأمعاء و إن ضمد به الرأس و الجبين سكن الصداع الذي يكون من الحرارة. و قال دهن البنفسج يبرد و يرطب فينوم و يعدل الحرارة التي لم تعتدل و هو طلاء جيد للجرب و ينفع من الحرارة و الحراقة التي تكون في الجسد و من الصداع الحار الكائن في الرأس سعوطا و إذا قطر الحديث منه في الإحليل سكن حرقته و حرقة المثانة و إذا حل فيه شمع مقصور أبيض و دهن به صدور الصبيان نفعهم من السعال منفعة قوية و ينفع من يبس الخياشيم و انتشار شعر اللحية و الرأس تقصفه و انتشار شعر الحاجبين دهنا. و إذا تحسى منه في حوض الحمام وزن درهمين بعد التعرق على الريق نفع من ضيق النفس و يتعاهد المستعمل له ذلك في كل جمعة مرة واحدة و هو ملين لصلابة المفاصل و العصب و يسهل حركة المفاصل و يحفظ صحة الأظفار طلاء و ينوم أصحاب السهر لا سيما ما عمل منه بحب القرع و اللوز.
باب 81 الحبة السوداء
1- فِقْهُ الرِّضَا ع، قَالَ أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّ حَبَّةَ السَّوْدَاءِ مُبَارَكَةٌ يُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَ مِنَ الْبَدَنِ 11941 .
2- وَ عَنْهُ ع أَنَّ حَبَّةَ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ وَ عَلَيْكُمْ بِالْعَسَلِ وَ حَبَّةِ السَّوْدَاءِ 11942 .
3- الطب، طب الأئمة عليهم السلام عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْحُمَّى الْغِبِّ الْغَالِبَةِ قَالَ 11943 يُؤْخَذُ الْعَسَلُ وَ الشُّونِيزُ وَ يُلْعَقُ مِنْهُ ثَلَاثُ لَعْقَاتٍ فَإِنَّهَا تَنْقَلِعُ وَ هُمَا الْمُبَارَكَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْعَسَلِ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ 11944 وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ قَالَ وَ هَذَانِ لَا يَمِيلَانِ إِلَى الْحَرَارَةِ وَ الْبُرُودَةِ وَ لَا إِلَى الطَّبَائِعِ إِنَّمَا هُمَا شِفَاءٌ حَيْثُ وَقَعَا 11945 .
4- وَ مِنْهُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ ذَرِيحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّي لَأَجِدُ فِي بَطْنِي قراقرا [قَرَاقِرَ] وَ وَجَعاً قَالَ مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ 11946 .
5- وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي هَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ إِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ 11947 .
6- وَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع نَعَمْ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ اسْتَثْنَى فِيهِ فَقَالَ إِلَّا السَّامَ وَ لَكِنْ أَ لَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْهَا وَ لَمْ يَسْتَثْنِ النَّبِيُّ ص فِيهِ قُلْتُ بَلَى يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الدُّعَاءُ يَرُدُّ الْقَضَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً وَ الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْغَضَبَ وَ ضَمَّ أَصَابِعَهُ 11948 .
بيان كأن ضمّ الأصابع تأكيد فعليّ للإبرام.
7- الْمَكَارِمُ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ فِيهِ 11949 شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ فَقُلْتُ وَ مَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ قُلْتُ وَ مَا الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ فَقَالَ الشُّونِيزُ قُلْتُ وَ كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ تَأْخُذُ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ حَبَّةً فَتَجْعَلُهَا فِي خِرْقَةٍ وَ تَنْقَعُهَا فِي الْمَاءِ لَيْلَةً فَإِذَا أَصْبَحْتَ قَطَّرْتَ فِي الْمَنْخِرِ الْأَيْمَنِ قَطْرَةً وَ فِي الْأَيْسَرِ قَطْرَةً 11950 فَإِذَا كَانَ فِي الْيَوْمِ 11951 الثَّانِي قَطَّرْتَ فِي الْأَيْمَنِ قَطْرَتَيْنِ وَ فِي الْأَيْسَرِ قَطْرَةً فَإِذَا كَانَ 11952 فِي الْيَوْمِ الثَّالِثُ قَطَّرْتَ فِي الْأَيْمَنِ قَطْرَةً وَ فِي الْأَيْسَرِ قَطْرَتَيْنِ تُخَالِفُ بَيْنَهُمَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قَالَ سَعْدٌ وَ تُجَدِّدُ الْحَبَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ 11953 .
8- وَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ هِيَ حَبِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقِيلَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا الْحَرْمَلُ قَالَ لَا هِيَ الشُّونِيزُ فَلَوْ أَتَيْتُ أَصْحَابَهُ فَقُلْتُ أَخْرِجُوا إِلَيَّ حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص لَأَخْرَجُوا إِلَيَّ الشُّونِيزَ 11954 .
9- عَنِ الْفَضْلِ 11955 قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنِّي أَلْقَى مِنَ الْبَوْلِ شِدَّةٌ فَقَالَ خُذْ مِنَ الشُّونِيزِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ 11956 .
10- عَنْهُ، ع قَالَ: إِنَّ فِي الشُّونِيزِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ فَأَنَا آخُذُهُ لِلْحُمَّى وَ الصُّدَاعِ وَ الرَّمَدِ وَ لِوَجَعِ الْبَطْنِ وَ لِكُلِّ مَا يَعْرِضُ لِي مِنَ الْأَوْجَاعِ يَشْفِينِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ 11957 .
بيان و تأييد أقول الخبر الأول لعله مأخوذ من كتب العامة رووه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي ص و فيها و إذا أصبحت قطرت في المنخرين الأيمن واحدة و في الأيسر اثنتين فإذا كان من الغد قطرات في المنخر الأيمن اثنين و في الأيسر واحدة فإذا كان اليوم الثالث قطرت في الأيمن واحدة و في الأيسر اثنتين و هو الصواب.
و قال صاحب فتح الباري بعد إيراد هذه الرواية و يؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفا بل ربما استعمل مسحوقة و غير مسحوقة و ربما استعملت أكلا و شربا و سعوطا و ضمادا و غير ذلك.
و قيل إن قوله من كل داء تقديره تقبل العلاج بها فإنها إنما تنفع من الأمراض الباردة و أما الحارة فلا نعم قد يدخل في بعض الأمراض الحارة اليابسة بالعرض فيوصل قوى الأدوية الرطبة الباردة إليها بسرعة تنفيذها و استعمال الحار في بعض الأمراض الحارة لخاصية فيه لا يستنكر كالعنزروت فإنه حار و يستعمل في أدوية الرمد المركبة مع أن الرمد ورم حار باتفاق الأطباء.
و قد قال أهل العلم بالطب إن طبع الحبة السوداء حار يابس و هي مذهبة للنفخ نافعة من حمى الربع و البلغم مفتحة للسدد و الريح و إذا دقت و عجنت بالعسل و شربت بالماء الحار أذابت الحصاة و أدرت البول و الطمث و فيها جلاء و تقطيع و إذا دقت و ربطت بخرقة من كتان و أديم شمها نفع من الزكام البارد
و إذا نقع منها سبع حبات في لبن امرأة و سعط به صاحب اليرقان أفاده و إذا شرب منها وزن مثقال بماء أفاده من ضيق النفس و الضماد بها ينفع من الصداع البارد و إذا طبخت بخل و تمضمض بها نقعت من وجع الأسنان الكائن عن برد.
و قد ذكر ابن بيطار و غيره ممن صنف المفردات في منافعها هذا الذي ذكرته و أكثر منه.
و قال الخطابي قوله من كل داء هو من العام الذي يراد به الخاص لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء بمقابلها و إنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة.
قال أبو بكر ابن العربي العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء و مع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به فإذا كان المراد بقوله في العسل فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ 11958 الأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى.
و قال غيره كان ع يصف الدواء بحسب ما يشاهد من حال المريض فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد فيكون معنى قوله شفاء من كل داء أي من هذا الجنس الذي وقع القول فيه و التخصيص بالجنسية كثير شائع و الله أعلم.
و قال الشيخ محمد بن أبي حمزة تكلم الناس في هذا الحديث و خصوا عمومه و ردوه إلى قول أهل الطب و التجربة و لا خفاء بغلط قائل ذلك لأنا إذا صدقنا أهل الطب و مدار علمهم غالبا إنما هو على التجربة التي بناؤها على الظن غالبا فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم انتهى. و قد تقدم توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد و التركيب و لا محذور في ذلك و لا خروج عن ظاهر الحديث و الله أعلم.