کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و إن كان فيهم من يعترف بتوحيد الله تعالى و يتظاهر بما يوهم المستضعفين أنه معرفة بالله تعالى و قد قال تعالى فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً 5294 فأخرج بذلك المؤمن عن أحكام الكافرين و قال تعالى فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ 5295 الآية فنفى عمن كفر بنبي الله الإيمان و لم يثبت له مع الشك فيه المعرفة بالله على حال و قال تعالى قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ إلى قوله وَ هُمْ صاغِرُونَ 5296 فنفى الإيمان عن اليهود و النصارى و حكم عليهم بالكفر و الضلال.
أقول سيأتي بعض ما يتعلق بالجنة و النار في احتجاج الرضا ع على سليمان المروزي و قد مضى بعضها في باب صفة المحشر و باب جنة الدنيا و نارها.
تتميم أقول بعد اتضاح الحق لديك فيما ورد في الآيات المتظافرة و الأخبار المتواترة من أحوال الجنة و النار و خصوصياتهما فلنشر إلى بعض ما قاله في ذلك الفرقة المخالفة للدين من الحكماء و المتفلسفين لتعرف معاندتهم للحق المبين و معارضتهم لشرائع المرسلين.
قال شارح المقاصد في تقرير مذهب الحكماء في الجنة و النار و الثواب و العقاب أما القائلون بعالم المثل فيقولون بالجنة و النار و سائر ما ورد به الشرع من التفاصيل و لكن في عالم المثل لا من جنس المحسوسات المحضة على ما تقول به الإسلاميون و أما الأكثرون فيجعلون ذلك من قبيل اللذات و الآلام العقلية و ذلك أن النفوس البشرية سواء جعلت أزلية كما هو رأي أفلاطون أو لا كما هو رأي أرسطو فهي أبدية عندهم لا تفنى بخراب البدن بل تبقى ملتذة بكمالاتها مبتهجة بإدراكاتها و ذلك سعادتها و ثوابها و جنانها على اختلاف المراتب و بتفاوت الأحوال أو متألمة بفقد الكمالات و فساد الاعتقادات و ذلك شقاوتها و عقابها و نيرانها على ما لها من اختلاف التفاصيل و إنما لم يتنبه لذلك في هذا العالم لاستغراقها في تدبير
البدن و انغماسها في كدورات عالم الطبيعة و بالجملة لما بها من العلائق و العوائق الزائلة بمفارقة البدن فما ورد في لسان الشرع من تفاصيل الثواب و العقاب و ما يتعلق بذلك من السمعيات فهي مجازات و عبارات عن تفاصيل أحوالها في السعادة و الشقاوة و اختلاف أحوالها في اللذات و الآلام و التدرج مما لها من دركات الشقاوة إلى درجات السعادة فإن الشقاوة السرمدية إنما هي بالجهل المركب الراسخ و الشرارة المضادة للملكة الفاضلة لا الجهل البسيط و الأخلاق الخيالية عن غايتي الفضل و الشرارة فإن شقاوتها منقطعة بل ربما لا يقتضي الشقاوة أصلا.
و تفصيل ذلك أن فوات كمالات النفس يكون إما لأمر عدمي كنقصان غريزة العقل أو وجودي كوجود الأمور المضادة للكمالات و هي إما راسخة أو غير راسخة و كل واحد من الأقسام الثلاثة إما أن يكون بحسب القوة النظرية أو العملية يصير ستة فالذي بحسب نقصان الغريزة في القوتين معا فهو غير مجبول بعد الموت و لا عذاب بسببه أصلا و الذي بسبب مضاد راسخ في القوة النظرية كالجهل المركب الذي صار صورة للنفس غير مفارقة عنه فهو غير مجبول أيضا لكن عذابه دائم و أما الثلاثة الباقية أعني النظرية الغير الراسخة كاعتقادات العوام و المقلدة و العملية الراسخة و غير الراسخة كالأخلاق و الملكات الرديئة المستحكمة و غير المستحكمة فيزول بعد الموت لعدم رسوخها أو لكونها هيئات مستفادة من الأفعال و الأمزجة فتزول بزوالها لكنها تختلف في شدة الرداءة و ضعفها و في سرعة الزوال و بطئه فيختلف العذاب بها في الكم و الكيف بحسب الاختلافين و هذا إذا عرفت النفس أن لها كمالا فانيا إما لاكتسابها ما يضاد الكمال أو لاشتغالها بما يصرفها عن اكتساب الكمال أو لتكاسلها في اقتناء الكمال و عدم اشتغالها بشيء من العلوم و أما النفوس السليمة الخالية عن الكمال و عما يضاده و عن الشوق إلى الكمال ففي سعة من رحمة الله خارجة من البدن إلى سعادة تليق بها غير متألمة بما يتأذى به الأشقياء إلا أنه ذهب بعض الفلاسفة إلى أنها لا تجوز أن تكون معطلة عن الإدراك فلا بد أن تتعلق بأجسام أخر لما أنها لا تدرك إلا بآلات جسمانية و حينئذ إما أن تصير مبادئ صور لها و
يكون نفوسا لها و هذا هو القول بالتناسخ و إما أن لا تصير و هذا هو الذي مال إليه ابن سينا و الفارابي من أنها تتعلق بأجرام سماوية لا على أن يكون نفوسا لها مدبرة لأمورها بل على أن يستعملها لإمكان التخيل ثم تتخيل الصور التي كانت معتقدة عندها و في وهمها فيشاهد الخيرات الأخروية على حسب ما يخيلها قالوا و يجوز أن يكون هذا الجرم متولدا من الهواء و الأدخنة من غير أن يقارن مزاجا يقتضي فيضان نفس إنسانية.
ثم إن الحكماء و إن لم يثبتوا المعاد الجسماني و الثواب و العقاب المحسوسين فلم ينكروها غاية الإنكار بل جعلوها من الممكنات لا على وجه إعادة المعدوم و جوزوا حمل الآيات الواردة فيها على ظواهرها و صرحوا بأن ليس مخالفا للأصول الحكمية و القواعد الفلسفية و لا مستبعد الوقوع في الحكمة الإلهية لأن للتبشير و الإنذار نفعا ظاهرا في أمر نظام المعاش و صلاح المعاد ثم الإيفاء بذلك التبشير و الإنذار بثواب المطيع و عقاب العاصي تأكيد لذلك و موجب لازدياد النفع فيكون خيرا بالقياس إلى الأكثرين و إن كان ضرا في حق المعذب فيكون من جملة الخير الكثير الذي يلزمه شر قليل بمنزلة قطع العضو لصلاح البدن انتهى.
و نحوا من ذلك ذكر الشيخ ابن سينا في رسالة المبدإ و المعاد و لم يذكر هذا التجويز و إنما جوزه في الشفاء خوفا من الديانين في زمانه و لا يخفى على من راجع كلامهم و تتبع أصولهم أن جلها لا يطابق ما ورد في شرائع الأنبياء و إنما يمضغون ببعض أصول الشرائع و ضروريات الملل على ألسنتهم في كل زمان حذرا من القتل و التكفير من مؤمني أهل زمانهم فهم يؤمنون بأفواههم و تأبى قلوبهم و أكثرهم كافرون و لعمري من قال بأن الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد و كل حادث مسبوق بمادة و ما ثبت قدمه امتنع عدمه و بأن العقول و الأفلاك و هيولى العناصر قديمة و أن الأنواع المتوالدة كلها قديمة و أنه لا يجوز إعادة المعدوم و أن الأفلاك متطابقة و لا تكون العنصريات فوق الأفلاك و أمثال ذلك كيف يؤمن بما أتت به الشرائع و نطقت به الآيات و تواترت به الروايات من اختيار الواجب و أنه يَفْعَلُ ما يَشاءُ و يَحْكُمُ ما
يُرِيدُ و حدوث العالم و حدوث آدم و الحشر الجسماني و كون الجنة في السماء مشتملة على الحور و القصور و الأبنية و المساكن و الأشجار و الأنهار و أن السماوات تنشق و تطوى و الكواكب تنتثر و تتساقط بل تفنى و أن الملائكة أجسام ملئت منهم السماوات ينزلون و يعرجون و أن النبي ص قد عرج إلى السماء و كذا عيسى و إدريس ع و كذا كثير من معجزات الأنبياء و الأوصياء ع من شق القمر و إحياء الأموات و رد الشمس و طلوعها من مغربها و كسوف الشمس في غير زمانه و خسوف القمر في غير أوانه و أمثال ذلك و من أنصف و رجع إلى كلامهم علم أنهم لا يعاملون أصحاب الشرائع إلا كمعاملة المستهزئ بهم أو من جعل الأنبياء ع كأرباب الحيل و المعميات الذين لا يأتون بشيء يفهمه الناس بل يلبسون عليهم في مدة بعثتهم أعاذنا الله و سائر المؤمنين عن تسويلاتهم و شبههم و سنكتب إن شاء الله في ذلك كتابا مفردا و الله الموفق.
باب 25 الأعراف و أهلها و ما يجري بين أهل الجنة و أهل النار
أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَ هؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ وَ نادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَ لَعِباً وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَ ما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ أي و أخرجنا ما في قلوبهم من حقد و حسد و عداوة في الجنة حتى لا يحسد بعضهم بعضا و إن رآه أرفع درجة منه وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا أي هدانا للعمل الذي استوجبنا به هذا الثواب بأن دلنا عليه و عرضنا له بتكليفه إيانا و قيل هدانا لثبوت الإيمان في قلوبنا و قيل لنزع الغل من صدورنا و قيل هدانا لمجاوزة الصراط و دخول الجنة وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لما يصيرنا إلى هذا النعيم المقيم و الثواب العظيم لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ هذا اعتراف من أهل الجنة بنعمة الله سبحانه إليهم و منه عليهم في دخول الجنة على سبيل الشكر و التلذذ بذلك لأنه لا تكليف هناك وَ نُودُوا أي و يناديهم مناد من جهة الله تعالى و يجوز أن يكون ذلك خطابا منه سبحانه لهم أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها أي أعطيتموها إرثا و صارت إليكم كما يصير الميراث لأهله أو جعلها الله سبحانه بدلا لكم عما كان أعده للكفار لو آمنوا بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أي توحدون الله و تقومون بفرائضه وَ نادى أي و سينادي أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا من الثواب في كتبه و على ألسنة رسله حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ من العقاب حَقًّا فهذا سؤال توبيخ و شماتة يزيد به سرور أهل الجنة و حسرة أهل النار قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أي نادى مناد بَيْنَهُمْ أسمع الفريقين أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ أي غضب الله و أليم عقابه على الكافرين الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أي الطريق الذي دل الله سبحانه على أنه يؤدي إلى الجنة وَ يَبْغُونَها عِوَجاً قال ابن عباس معناه يصلون لغير الله و يعظمون ما لم يعظمه الله و قيل يطلبون لها العوج بالشبه التي يلبسون بها.
وَ رَوَى أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: أَنَا ذَلِكَ الْمُؤَذِّنُ.
و بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس أن لعلي في كتاب الله أسماء لا تعرفها الناس قوله فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ فهو المؤذن بينهم يقول أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الذين كذبوا بولايتي و استخفوا بحقي.
وَ بَيْنَهُما حِجابٌ أي بين الفريقين أهل الجنة و أهل النار ستر و هو الأعراف و الأعراف سور بين الجنة و النار عن ابن عباس و مجاهد و السدي و في التنزيل فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ الآية و قيل الأعراف شرف ذلك السور و قيل الأعراف الصراط وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ اختلف في المراد بالرجال هنا على أقوال فقيل إنهم قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم فحالت حسناتهم بينهم و بين النار و حالت سيئاتهم بينهم و بين الجنة فجعلوا هنالك حتى يقضي الله فيهم ما شاء ثم يدخلهم الجنة عن ابن عباس و ابن مسعود و ذكر أن بكر بن عبد الله المزني قال للحسن بلغني أنهم قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم فضرب الحسن يده على فخذه ثم قال هؤلاء قوم جعلهم الله على تعريف أهل الجنة و النار يميزون بعضهم من بعض و الله لا أدري لعل بعضهم معنا في هذا البيت و قيل إن الأعراف موضع عال على الصراط عليه حمزة و العباس و علي و جعفر يعرفون محبيهم ببياض الوجوه و مبغضيهم بسواد الوجوه عن الضحاك عن ابن عباس رواه الثعلبي بالإسناد في تفسيره.
و قيل إنهم الملائكة في صورة الرجال يعرفون أهل الجنة و النار و يكونون خزنة الجنة و النار جميعا أو يكونون حفظة الأعمال الشاهدين بها في الآخرة عن أبي محلز 5297 و قيل إنهم فضلاء المؤمنين عن الحسن و مجاهد و قيل إنهم الشهداء و هم عدول الآخرة عن الجبائي.
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ ع هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ ع لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ.
: وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع الْأَعْرَافُ كُثْبَانٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَيُوقَفُ
عَلَيْهَا كُلُّ نَبِيٍّ وَ كُلُّ خَلِيفَةِ نَبِيٍّ مَعَ الْمُذْنِبِينَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِ كَمَا يَقِفُ صَاحِبُ الْجَيْشِ مَعَ الضُّعَفَاءِ مِنْ جُنْدِهِ وَ قَدْ سَبَقَ الْمُحْسِنُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَقُولُ ذَلِكَ الْخَلِيفَةُ لِلْمُذْنِبِينَ الْوَاقِفِينَ مَعَهُ انْظُرُوا إِلَى إِخْوَانِكُمُ الْمُحْسِنِينَ قَدْ سَبَقُوا إِلَى الْجَنَّةِ فَيُسَلِّمُ الْمُذْنِبُونَ عَلَيْهِمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ نادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ .
ثم أخبر سبحانه أنهم لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ يعني هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنة و هم يطمعون أن يدخلهم الله إياها بشفاعة النبي و الإمام و ينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار و يقولون رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ثم ينادي أصحاب الأعراف و هم الأنبياء و الخلفاء أهل النار مقرعين لهم ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ به أَ هؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ يعني أ هؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم و تستطيلون بدنياكم عليهم ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله لهم بذلك ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ عَلِيٍّ ع فَأَتَاهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ فَسَأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ نَحْنُ نُوقَفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَمَنْ نَصَرَنَا عَرَفْنَاهُ بِسِيمَاهُ فَأَدْخَلْنَاهُ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا عَرَفْنَاهُ بِسِيمَاهُ فَأَدْخَلْنَاهُ النَّارَ.